الفصل الخامس عشر ج٢

642 9 21
                                    

الفصل الخامس عشر :
حاولت الإعتدال أكثر من مرة ولكن بدون فائدة فمازالت مقيدة بالفراش إبتسم بخبث وهو يردف :
- خلاكي زي الكلبة اللي رابطها بحبل خايف تتسعر على الناس .
أزاحت وجهها بعيداً عنه وهو يمسك يديها وهو ليستشعر نبضها فقالت له بصوت ضعيف :
- ملكش دعوة حرام عليك انت ايه يا اخي شيطان منك لله .
ترك رسخها وتابع قائلاً :
- بلاش الانفعال دا غلط عليكي ياحبي .
أردفت بغضب :
- اخرس ياحيوان يا سافل .
تحرك قليلاً ليجلس على الكرسي المجاور لها قائلاً ببرود :
- خسارة الحلو دا ينزل على السوشيل ميديا والمواقع اللي.
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقاطعه قائلة :
- انت ازاي تعمل فيا كدا انا كنت مراتك يعني شرفك عرضك .
ازاح وجهه بعيداً عنها وكأنه لا يريد أن يتستمع لحديثها الممل فقال مقاطعاً :
- انتي اللي بدئتي يا الاء مش أنا لما كنتي في حضني وبتفكري في واحد تاني شرفي حبت صحبي والله اعلم حصل ما بنكم حاجة وانا اللي مغفل ولا لا .
دمعت عيناها وهي تردف :
- اقسم بالله ماحصل انا مخنتكش معاه ولا حتى في تفكيري انامش زيك .
أقترب منها وأمسك يديها المقيدة بشدة وهو يردف بتهكم :
- قصر الكلام انتي هتنفذي كلامي بالحرف الواحد لاما هتلاقيني اتصرفت تصرف مش هيعجبك خالص  .
بعد قليل دلف هيثم الغرفة وجدها جالسة تحدق بنقطة ما بالحائط أقترب منها وقبل رأسها وجلس بجوارها ووضع الحقيبة الملابس بجانبها فقال لها :
-انا جبتلك شوية هدوم ممكن تحتاجيها .
ازاحت وجهها بعيداً عنه ومازالت صامتة فتابع قائلاً بتساؤل :
- الاء هو الكارت الميموري كان عليه ايه ؟
أنتبهت له فوجدته يكمل قائلاً بإستنكار :
- انا استغربت لما لاقيته فاضي اكيد اللي باعته مكنش فاضي صح ؟
دمعت عيناها وأرتجفت يديها فلاحظ ذلك فأمسك يديها قائلاً :
- الاء ابوس ايديك ردي عليا متقلقنيش عليكي قوليلي الحقيقة ايه اللي كان في الكارت ؟
أبتلعت ريقها قبل أن تردف بصوت ضعيف متحشرج :
- مكانش فيه حاجة .
ترك يديها وأمسك مقبض الفراش قائلاً بإستنكار:
- ازاي يعني كان فاضي انتي فكراني عبيط ؟
نظرت له وهي تدمع فاجابته :
- انا بقولك فاضي روح شوفه هتلاقيه فاضي .
اعتدل واقفٍ قبل أن يردف بنبرة جامدة :
- انا فعلا هشوف هودي الكارت لواحد مختص يرجعلي اللي اتحذف .
أمسكت قلبها وهي تردف :
- خايفة .
أقترب منها حتى أصبح عن كثب ليتابع بتساؤل :
- خايفة من ايه يا الاء صارحيني؟
دمعت عيناها وهي تنظر له فلم تجيبه ولكن قلبها اردف :
-عليك ياهيثم .
طرقت الممرضة باب الغرفة فقال لها بجمود :
- هجيلك تاني .
خرج ليقف مع عبير فقالت له :
- دكتور هيثم كاميرات المستشفى شافت حد خرج يجري من شوية من اوضة المدام .
أردف بتضايق :
- وانتي كنتي فين مش قولتلك خلي بالك منها تعالي وريني .
أمسكت هاتفها المحمول وضغطت على زر الإتصال بأخيها فوجدت زوجته من أجابتها فحينها قالت باكية بصوت متحشرج :
- مريم الحقيني يا مريم .
وقف أمام شاشات المراقبة وهو ينظر على ملامح ذلك الرجل بدى غير واضح في البداية ولكنه قال للمراقب :
- كبر الصورة دي لو سمحت .
كان هو من يدلف غرفة زوجته ضاق صدره للحظة وعبير تردف :
- مش دا دكتور محمود ؟
تركها وهرول متجهاً نحو غرفة المتواجدة بها زوجته وجدها تحاول حل تلك العقدة فقال لها :
- محمود جيه هنا ؟
انتبهت له فتابع بتضايق :
-انتي مخبية عليا ايه ؟
أجابته قائلة :
- مفيش حاجة يا هيثم محصلش حاجة .
اقترب منها فرتجفت للحظة وهو يقول :
-اومال البيه كان جيلك ليه وعرف منين انك هنا ؟
أبتلعت ريقها وهي تردف بتلجلج :
-معرفش انا كنت نايمة جيه وقالي الف سلامه ومشي .
إبتسم بسخرية وقال :
-حلوة اوي جيه قالك الف سلامة ومشي عادي كدا ؟
أزاحت وجهها بعيدا عنه وهي تقول :
- انا هعمل نفسي مسمعتيش حاجة علشان مزعلش منك واقلبها خناقة .
اردف بغضب :
- انتي هتجننيني امبارح يجيلي صندوق فيه كارت ميموري اصحى الاقيكي مغم عليكي ولما فوقتي كنتي عاوزة ترمي نفسك سالتك كان فيه ايه تقوليلي كان فاضي اغيب عليكي شوية اجي الاقي محمود بيه كان عندك وقال ايه بيطمن عليكي دا معقولة؟
طرق باب الغرفة فأذن هيثم بالدخول كان مصطفى من أتى إليها عندما رأته كأنها تغرق ووجدت سفينة نجاتها هرول لعندها بلهفة فقالت له :
-الحقني يا مصطفى  .
نظر ليديها من ثم قال لهيثم بغضب :
-ايه دا يا هيثم رابطها ليه ؟
امسكه من ذراعه واردف بنبرة هادئة :
-عاوزك برة شوية .
تركهم هيثم وخرج فأمسكت الاء يديه وهي تدمع :
- فك ايدي يا مصطفى فكني .
وقف هيثم عاقد ذراعيه أمام غرفتها ينتظر خروج أخيها لمحادثته فحينما أتى إليه قال له بتضايق :
- ايه يا هيثم دا ازاي تربطها كدا حرام عليك يااخي هي ناقصة .
قاطع هيثم حديثه قائلاً :
-اسمعني الاول وبعدين ابقى اضايق برحتك .
أعتدلت واقفة أنتابها الدوار أثر الوقوف تسندت على الفراش في البداية من ثم الحائط حتى خرجت من الغرفة رأها هيثم هتقدم ناحيتها فكاد أن يسندها وهو يقول :
- انتي ايه اللي قومك تعالي ارتاحي .
أزاحت يديه التي أمسك بها ذراعها بقوة وأمدت يديها لأخيها فأمسكها وقالت :
- خدني من هنا يا مصطفى .
نظر له هيثم من ثم قال لها :
- مفيش خروج من هنا يا الاء انتي محتاجة راحة .
أسندت رأسها على الحائط وهي تجيبه :
- انا هبقى مرتاحة مع اخويا .
دلف مصطفى الغرفة وهو يحملها على ذراعيه وضعها بالفراش وهيثم يقف بجواره يراقبه ومريم تضع عليها الغطاء كانت نائمة كنوم طفل قد هلك من كثرة اللعب ،ثبت لها المحلول الملحي بيديها فحينها قال له مصطفى :
- طمني يا هيثم .
جلس بجوارها وهو يراقب وجهها الناعس واجابه :
- هي بخير متقلقش .
تابع قائلاً وهو ينظر له :
-هروح ارتاح انا كمان وهجيلها الصبح بدري قبل ما تروح الشغل  .
أردف مصطفى :
- خليك جمبها يا هيثم والصباح رباح بدل ما تدب المشوار من هنا لهناك للمستشفى .
وقف معتدلاً ليجييه :
-لا معليش يا مصطفى انا هجيلها بكرة بمشيئة الله .
أستيقظت في الصباح أرتاح قلبها حينما رأتها بشقة أخيها هرولت للخارج فوجدت مريم تعد الفطور ومصطفى يجلس منتظرها قبل ذهابه للعمل وقف قائلاً :
- انتي كويسة ؟
اومأت بإيجاب قائلة :
- كويسة علشان معاك يا مصطفى .
أجلسها بجانبه ورتب على كتفها بحنان وهو يقول لها :
-هيثم كان قلقان عليكي علشان كدا ربطك .
أبتلعت ريقها وهي تردف :
- انا كنت عاوزة اقولك حاجة يا مصطفى .
انتبه لها بإهتمام فتابعت :
-انا عاوزة اطلق .
أبعد يديه عنها فوقفت مريم بجانبها وهي تتبادل النظرات مع مصطفى فقال لها بتضايق :
-بطلي هبل طلاق ايه اللي عاوزة تتطلقيه .
وقفت قائلة :
-لو سمحت متناقشنيش انا عارفة مصلحتي كويس .
وقف وهو يردف بغضب :
-بت انتي متتلمي وتعقلي شوية الراجل عملك ايه علشان عاوزة تسيبيه ؟
أخفضت عيناها عنه وهي تجيبه :
- عمل معملش انا مش عاوزة اعيش معاه .
تركها وهو يتمتم بغضب حتى غادر الشقة فدمعت فاقربتها إليها مريم لتحتضنها قائلة :
-فهميني ايه اللي حصل ؟
أردفت الاء :
- محمود .
أبعدتها مريم وهي تتسائل قائلة :
-عملك ايه ؟
سردت لها ما حدث قبل يومين وهي تبكي فحينها أردفت مريم بعفوية :
-لا يا الاء مستحيل محمود يعمل كدا .
نظرت لها قبل أن تبتعد عنها قائلة يتضايق:
-يعني انا كدابة ايه اتجننت زي ما جوزك  فاكرني .
أجابتها مريم قائلة :
-انا مقولتيش كدا يا الاء متفهمنيش غلط انا بس مستغربة .
امسكت الاء يديها وهي تتابع :
-ابوس ايديك يا مريم تساعديني انتي الوحيدة اللي حكتلها على المصيبة دي .
طرقت باب شقته انتظرت قليلاً حتى أقترب قام بفتحه فحينما رأها أبتسم بعفوية وهو يردف :
-لولو اتفضلي .
دلفت الشقة فكاد أن يغلق خلفها الباب ولكن أخته أوقفته وهي تقول له :
- انت فاكر اني ممكن اسيبها تجيلك لوحدها
نظر للاء وقال لها بغضب :
-انتي حكتلها هو العادة القذرة دي لسه فيكي كل كحة تروحي تحكيها.
أمسكت مريم ذراعه وهي تقول له بغضب :
-  فين الفيديوهات ؟
أزاح يديه عنها بغضب وهو يجيبها بخبث :
-فيديوهات ايه اوعي تكوني صدقتي المجنونة دي .
نظر للاء وهو يتابع :
- هتاخدي ايه من واحدة بتاخد مهدئات غير الهزيان .
أمتلىء عيناها بالدموع فقالت له مريم بغضب :
-بقولك ايه شغل الهبل دا مش عليا اقسم بربي لابلغ عنك يا محمود لو ملمتيش نفسك .
دفعها بعيداً عنه بقوة فأمسكتها الاء قبل أن تقع أرضاً وهو يردف :
-برة انتم الاتنين تخرجوا بالذوق برة بدل ما اجيب البوليس يكلبشكم .
قالت له مريم بعفوية :
- البوليس دا يجي لاشكالك  .
أمسكت يديها الاء وهي تقول لها :
- خلاص يا مريم .
كادوا أن يرحلوا حتى لمحوا طيف تلك الفتاة العاهرة التي تمكث معه فقالت له مريم :
- طول عمرك قذر وعمرك ما هتنضف .
اخذتها الاء رغمٍ عنها ورحلوا فدمعت وهي بالطريق فرتبت مريم على يديها وقالت مهدئة :
- اهدي بقى مش هيعرف يعملك حاجة دا جبان .
حينما عادوا للمنزل وجدوا هيثم يقف أمام باب الشقة ينتظرها فأردف بتساؤل :
-كنتي فين يا الاء ؟
كادت أن تجيبه ولكن مريم لحقتها قائلة :
- كنت بمشيها تحت شوية اسفين على التأخير يا دكتور اتفضل .
دلفوا الشقة فهرولت صغيرته ناحيته حينما رأته تاركة جليسة الأطفال الخاصة بهم فراقبته الاء وهو يحتضن صغيرته من ثم أتجه للرضيعه وحمله بين ذراعيه فقال لها :
- شكلك بقيتي احسن وتقدري اننا نرجع بيتنا .
أجابته قائلة :
-مش هرجع يا هيثم ارجع انت لوحدك .
أمسكها من ذراعها وهو يردف بنبرة تهديدية :
- بقولك ايه يا الاء بلاش تلعبي على الوتر دا معايا .
أزاحت يديه عنها وقالت :
- انا تعبانة ومش هقدر اخدمك انت والاولاد .
نظرت لها مريم قائلة :
- روحي مع هيثم وسيبيهم هنا لحد لما تبقي كويسة اديكي شايفة فاتن شايلاهم عني .
نظرت لها بغضب بأن تصمت ففعلت الأخرى لاحظها هيثم فقال لها بتضايق :
- برحتك يا الاء خليكي هنا على طول .
تركها وغادر الشقة فقالت لها مريم بغضب :
-والله انتي ماعندك دم ذنبه ايه ؟
تركتها الاء ودلفت تلك الغرفة وحينها أمتلئت عيناها بالدموع وهي تردف بنفسها :
- حقك عليا يا هيثم انا بعمل كدا علشان خايفة عليك خايفة يأذيك ويحرق قلبي  .
وقف أمام باب العمارة فحاول مصطفى الإتصال به فحينما أجابه قال له الأخر :
- ايه يا هيثم انت فين ؟
أجابه هيثم قائلاً :
- في شقتي .
تابع مصطفى قائلاً :
- انا جايلك .
جلست تحدق بنقطة ما بحائط الغرفة حتى طرق الباب فقطع شرودها وأخيها يقول لها :
- يلا يا لولو علشان نتغدى .
خرجت من الغرفة فوجدته جالس على السفرة بجانب أخيها فأبتسم لها مصطفى وهو يردف :
-تعالي يا لولو اقعدي جمب هيثم هو مش غريب يعني .
زفرت وهي تزيح وجهها بعيداً عنه فقال هيثم :
-ايه مش سامعة تعالي اقعدي جمبي .
جلست بجانبه وكأنها مضطرة لذلك فبعدما أنتهوا من تناول الطعام واعدت لهم مريم الشاي الساخن فقال هيثم لأخيها :
-بعد اذنك يا مصطفى انا هاخد الاء وهنروح .
أردفت بتضايق :
-مش هرجع معاك يا هيثم انا نفسيتي تعبانة وعاوزة ارتاح هنا شوية .
نظر لها هيثم وهو يتسائل :
-انا زعلتك في ايه ؟
أزاحت وجهها بعيداً عنه وأردفت :
- علشان انت وصلتني للي انا فيه دلوقتي .
قال بإستغراب وهو يشير على نفسه قائلاً :
-انا ليه عملت ايه ؟
أبتلعت ريقها وهي تتابع :
- قولتلك نعزل نروح مكان بعيد محديش يعرفنا فيه مرضيتش سيب شغلك لا انا مش قادرة استحمل الضغوط دي كلها ولو فعلا عاوزني اتنازل .
وجه حديثه لشقيقها وهو يقول :
-بذمتك يا مصطفى ينفع بعد لما عملت ليا اسم واتشهرت هنا اروح اسيب شغلي وكل حالي وافضل اقاعد في البيت مع الهانم من غير شغل .
اجابه مصطفى رافضٍ تلك الفكرة فقالت له بتضايق :
- انا قولتلك هديلك الفلوس اللي هتحتاجها وبزيادة كمان .
كور قبضة يديه بغضب وهو يقول لمصطفى :
- شايف كلامها المستفز .
تدخل مصطفى قائلاً بعتاب :
-انتي غلطانه يا الاء ازاي يعني هياخد منك مرتبه متقوليش كدا .
نظرت لهم والجميع يقف بجانبه فحينها أوقفتهم قائلة :
- خلاص حقكم عليا انا غلطانه واستاهل ضرب الجزم .
نظرت لهيثم قائلة وعيناها تتلألأ من الدمع المحتبسة بداخلها :
-حقك عليا يا دكتور .
دمعت عيناها وهي تتابع :
- يلا نرجع شقتنا وروح في كل مكان برحتك انا مش همنعك تاني .
تركتهم ودلفت الغرفة اسندت جسدها على الباب ودمعت بصمت وقلبها ينزف ألمٍ ،خرجت بعدما بدلت ملابسها خرجت وقفت أمامه قائلة :
- هاخد انس وهات رؤى معاك .
كادت أن ترحل فأمسكها مصطفى من ذراعها قائلاً :
- متمشيش وانتي زعلانه كدا .
نظرت لهيثم فقال لها مصطفى :
- هيثم استأذني انك تخرجي معاه شوية وهيرجعك تاني .
جلست بجواره في مركبته فحينما أنطلق بها أردف بنبرة هادئة :
- حقك عليا .
أنتبهت له فتابع مكرراً :
- حقك عليا يا ست البنات اني زعلتك وجيت عليكي الايام اللي فاتت انا مكنتيش اقصد دا .
أخذت تفرك بيديها بتوتر فحينها أمسك يديها براحة يده وقال لها :
- تعرفي لو تصارحيني بالحقيقة هساعدك .
أخذت انفاسها وأزاحت وجهها الناحية الأخرى وهي تردف :
- الحقيقة هتوجع يا هيثم زي ما وجعاني فبلاش تعرفها .
ضاق عيناه وأجابها قائلاً :
- شيلي من عليكي هم وحطيه عليا وصدقيني هبقى قد المسؤلية .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تجيبه قائلة :
- انا مش عاوزة اروح في حته رجعني تاني .
أزاحت يديها عنه وقالت له مرددة :
- ارجع بيا .
وقف أمام بيت أخيها فحينها قالت له :
- انا اسفة يا هيثم انت مكنش ليك ذنب في اي حاجة من مشاكلي .
أردف بتضايق :
-متقوليش كدا انا مشوفتيش منك غير كل طيب .
دمعت عيناها قائلة وهي تنظر لخاتمه بيديها :
- بص انا عارفة انك هتضايق من اللي هقولهولك فياريت توافقني مهما كان طلبي .
نظر لها لإهتمام فقالت له :
- طلقني يا هيثم .
قال لها بغضب :
- بطلي هبل أطلقك ليه انا ؟
أجابته قائلة وهي تدمع  :
-علشان مصلحتنا أحنا الاتنين .
تابع قائلاً :
-انا مصلحتي معاكي .
اردفت بصوت هادىء :
-انا متنزلة عن كل حاجة مش هطلب منك حاجة والله مش عاوزة حاجه .
أردف بخبث :
- محمود طلب منك انك تقوليلي كدا ؟
نظرت له قائلة بتلجلج :
- لا انا اللي مش عاوزة اكمل .
قبض أصابعه على عجلة القيادة بقوة وهو يتابع :
-انزلي يا الاء .
-هيثم محمود مقاليش حاجة انا اللي عاوزة اطلق .
قالتها الاء حينما قرأت بتعبيرات وجهه الغضب فحينها قال لها بغضب :
-انزلي لما اروح اشوف ابن *** دا .
أمسكت يديه وقالت له ببكاء :
- متروحلهوش يا هيثم انا .
انزل يديها عنه وهو يقاطعها:
-بقولك انزلي .
أردفت بصوت مرتجف :
-لا انا مش هسيبك تروحله .
نزل من سيارته وفتح الباب المجاور لها أمسك يديها ليجبرها على النزول فتمسكت به قائلة ببكاء :
- لا يا هيثم ابوس ايديك متروحلهوش حقك عليا انا .
حملها رغمٍ عنها وصعد بها لشقة مصطفى وهي تتمسك به كتمسك طفلة بأمها تعزم الخروج من دونها أجلسها على أقرب كرسي قال له مصطفى حينما رأى شقيقته تبكي :
-فيه ايه يا هيثم ؟
أحتضنته بشدة وهي تقول له :
-بالله عليك يا هيثم متعملش معاه مشاكل وربنا انا مش مستحملة حرام عليك .
أردف بتضايق :
- دا زودها اوي وانا مش هسكتله .
ابعد يديها عنه بقوة وتركها وغادر الشقة ومصطفى يتبعه أوقفه اخيها أمام سيارة هيثم وهو يردف :
-يابني فهمني فيه ايه ؟
أجابه هيثم بغضب :
-محمود بيهدد الهانم اختك وانا نايم على ودني .
رن هاتف مصطفى فحينما رأى شاشة الهاتف وجد زوجته تخاطبه فأجابها قائلاً :
-فيه ايه يا مريم مش وقتك خالص .
- اطلبي الطلاق.
قالها محمود بحقد وعيناه تلمع كالنيران فقالت له بصوت مرتجف :
- هو ذنبه ايه في اللي بيني وبينك .
أجابها بغضب :
-انتي عارفة كويس هو عمل فيا ايه فبلاش تعملي فيها دور البريئة .
دمعت عيناها وهي تتابع :
- أذيني أنا أقدامك اهو انا اللي كنت بسلطه عليك هو ملهوش ذنب في اي حاجة طارك معايا انا مش معاه .
كور قبضة يديه وهو يردف بخبث :
-انتي حسابك معايا بعدين مش دلوقتي لما أخلص من الدكتور المحترم .
أستيقظت فوجدتها مازالت بشقة مصطفى لم يكن أحد بجانبها خرجت من الغرفة وجدت مريم تحمل أنس ترضعه فقالت لها :
- ايه يا حبيبتي أنتي كويسة دلوقتي ؟
اتجه لعندها مصطفى أمسك يديها ليسندها أمتلىء عيناها بالدموع وهي تردف :
- راحله مش كدا ؟
أجابها بالرفض قائلاً :
-لا يا حبيبتي هو مرحش دا نزل يشتري دوا وجاي .
دمعت وهي تتابع بصوت ضعيف متحشرج :
-بتكدب عليا مش كدا تعالى وديني ليهم .
طرق باب الشقة ففتحت له مريم الباب وهي تحمل صغيره فحينما رأته واقف أمامها يحمل حقيبة الدواء تركت يد أخيها وهرولت لعنده أحتضنته بشدة وهي تبكي قائلة :
- هيثم .
رتب على ظهرها بحنان وشعرها وهو يردف :
- انا جمبك متخفيش .
حينما شعر بضعف قدميها أجلسها على كرسي الكنبة أمسكت يديه بشدة وهي تقول له :
-متروحلهوش يا هيثم علشان خاطري انا وعيالك  .
جلس بجوارها على الكنبة ضمها إليه قائلاً :
- اهدي طيب ياحبيبتي .
ضغطت على يديه فرتب على يديها براحة يديه الأخرى فأحضرت لها مريم عصير الليمون فأجبرها على تناول القليل فقال لها مصطفى :
- شوفتي يا لولو هيثم بيحبك قد ايه ؟
نظرت لهيثم فأبتسم لها بحب وقالت له :
- بس مش بيسمع كلامي يا مصطفى .
وقف بسيارته أمام بيت مصطفى ترجل من مركبته لمح طيف سيارة هيثم واقفة أسفل البيت أبتسم بعفوية وهو يردف بخبث :
- دي بينها هتحلو اوي .
تأكد من أنها نعست فجلس بجوار مصطفى وقال له :
- انا هخدها ونروح البلد عند الجماعة ممكن نفسيتها ترتاح شوية .
أرتعش هاتفها المحمول مصدراً صوتاً مميز لتلقيه رسالة أمسكه من حقيبتها وفتحه كانت من محمود  :
- رجعتيله تاني ماشي يا لولو متبقيش تزعلي بقى .
استأذن مصطفى بأخذها لمنزله فهو سيتمكن من الإعتناء بها جيداً حملها على ذراعيه وغادر بها منزل شقيقها ،راقبه وهو يرحل بها بمركبة هيثم فركب محمود سيارته ولحقه .
دثرها بفراشه وكاد أن يجلس بجوارها حتى سمع صوت طرقات على باب الشقة فتركها وقام بفتحه كان يتوقع مجيئه وكأنه ينتظره فأبتسم له هيثم قائلاً :
-عاش من شافك يامحمود اتفضل .
حينما دلف الشقة أغلق هيثم الباب جيداً فهو ينوي على فعل شىء ما أقترب منه والأخر يوزع نظراته نحو الشقة محاولاً رؤيتها فوقف مقابله هيثم كالحائط مردفاً بتضايق :
- جاي تطمن اطلقنا ولا لسه ؟
استيقظت حينما سمعت صوته البغيض أعتدلت واقفة وهي تحضر حجابها وضعته على رأسها فتحت باب الغرفة بحرص وهي تسترق السمع فحينها قال له محمود بخبث :
- موصلتكش الميموري يا دكتور؟
أمسكه من ياقة قميصه ودفعه نحو الحائط وهو يردف بغضب :
-انت تقصد ايه ؟
خرجت من الغرفة مهرولة أمسكت هيثم لتبعده عن محمود فصاح بها قائلاً :
-انتي ايه اللي خرجك ادخلي جوه .
أعدل من وضعية ملابسه وهو يتابع موجهاً حديثه لها :
- مورتيش الدكتور ليه الفيديوهات؟
اردفت بصوت متحشرج :
- أمشي دلوقتي اطلع بره  .
ابعدها عنه بقوة وأمسك محمود من ذراعيه بقوة قائلاً  :
- فيديوهات ايه اللي بعتهالها ؟
اجابه الأخر ببرود مصطنع :
- فيديوهات للمدام وهي في حضني .
يتبع...
#الباشمدرسة_ايه_احمد

رواية كيف لي ألا أحبك Where stories live. Discover now