الفصل الثامن ج ٢

470 9 2
                                    

الفصل الثامن :
وقف ينتقي أجمل الثياب لطفله قادم من ثم عاد لبيت أبيه ليعطيه لزوجته ولكنه تفاجىءحينما قالت له أمه :
- هبة مش هنا من ساعة ما خرجتوا ماجتيش .
تغيرت ملامح وجهه الهادئة فقال لها بغضب :
- ازاي يعني انا موصلها هنا من ساعة خرجت ازاي ؟
طرق باب الشقة فقام بفتحه وجدها واقفة خلفه تنتظر اذن الدخول أتسعت حدقة عيناها حينما رأته فقالت:
- دكتور هيثم .
أمسكها من ذراعها بقوة وقال لها بغضب :
- كنتي فين يا بت ؟
حاولت إزاحت يديه عنها ولكنه لم يتركها فقالت له بتلجلج :
- أنا كنت بجيب حاجة وجيت .
تابع بسخط :
- مش شايف معاكي حاجة يعني ؟
أجابته قائلة :
- ملاقتيش اللي كنت عاوزة اجيبه أنا اسفة يا حبيبي اني مقولتلكش بس مكنتيش عاوزة اعطلك.
تنهد ومد يديه لها بحقائب الملابس قائلاً :
- اتفضلي هدوم البيبي انا اسف انهم اتاخروا .
أخذتهم منه سريعاً وضمتهم لها قائلة :
-كل دول ليِ .
اومأ بإيجاب فتركت الحقائب وأرتمت بحضنه لتحتضنه شاكرة فشعرت أمه بالخجل ودلفت المطبخ رتب على ظهرها قائلاً :
-اظن انتي كدا مش زعلانه صح ؟
أبتعدت عنه وأردفت :
-مش هبقى زعلانه لو بت معايا النهاردة .
أبتسم لها إبتسامة مصطنعة فعاودت أحتضانه حتى وجد أبيه يدلف البيت فقال له صبري :
-أنت جيت .
أبعدها عنه وأمسك يديها وقال لها وكأنه لم يرى والده :
-تعالي ندخل اوضتنا .
أبتسمت له فرحة وأخذت الحقائب ورحلوا عن ناظره فأشتعل غضبٍ ودلف المطبخ حتى رأى زوجته فقال لها بغضب :
- شوفتي ابنك قليل الذوق عمل ايه ؟
فتحت عيناها ببطء حينما شعرت بيد دافئة تمسك رسخها كان ذلك الطبيب وهو يفحص مؤشراتها الحيوية فلاحظ أنها أفاقت من غفلتها فقال لها بنبرة هادئة :
- حمدالله على سلامتك يا مدام الاء .
أردفت بصوت ضعيف متحشرج :
- انا جيت هنا ازاي ؟
أجابها قائلاً :
- اخوه حضرتك جابك بقالك ساعتين فاقدة الوعي بس الحمدلله انك فوقتي .
أمسكت رأسها وقد بدى تحترق قطعة الجمر الملتهبة في فص رأسها الأيمن فسئلها :
- ايه اللي وجعك ؟
أجابته قائلة :
- صداع جامد .
وقف مصطفى وبجانبه زوجته الجالسة ضامة رضيعها وبجانبها الطفلتين على الكنبة المعدنية وقد بدى الصغير يصرخ من فرط الجوع فقال لها :
- قومي خديهم وامشي علشان الواد دا حرام انه يقعد كدا من غير ما يرضع .
أردفت مريم :
- عاوزة اطمن عليها مش هينفع اسيبها وامشي .
تابع قائلاً :
- يابنتي انا هطمنك بالله عليكي خدي العيال دي وروحي الجو هيبرد عليهم .
تنهدت بضيق فأكمل وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله :
-هطلبلك اوبر ولما توصلي طمنيني .
تسألت قائلة :
- لسه هيثم قافل موبايله ؟
أجابها قائلاً :
- دا بيستهبل بس لما اشوفه علشان مينفعش يقفل موبايله كدا .
خرج الطبيب فاقد ناحيته مصطفى متسائلاً :
- خير يا دكتور طمني ؟
أردف الطبيب قائلاً:
- مش هقدر احدد الحالة غير لما تعمل اشعة مقطعية على المخ .
دست قطعة القماش التي اعطاها لها ذلك الدجال أسفل وسادته دون أن يشعر أستعدت لتلتقي به فدلف غرفته وجدها أقبلت إليه تحتضنه لتخبره كم تشتاق له فلم ينطق بكلمة بل رتب على كتفها بحنان فقالت بخبث:
- اكيد جعان هجيبلك تاكل .
أمسك يديها ليسندها وهي تتحمل تلك الألم حتى وصلوا لغرفة الأشعة اطمئن عليها والممرضة تثبت رأسها حتى لا تتحرك فأمسكت يديه قائلة  :
- مصطفى هما هيدخلوني البتاعة دي أنا خايفة .
رتب على يديها وقال :
- حبيبتي متقلقيش انا هقف هناك وبرده هبقى حسي معاكي ومش هسيبك .
أغلقت عيناها حينما حقنتها الممرضة بمهدىء حتى لا تصرخ بالداخل فإن مصطفى أخبر الطبيب بأن لديها رهاب الظلام والأماكن المغلقة ،ترك يديها ودلف الغرفة المعزولة فرتخت أعصابها والجهاز يتحرك بها بسرعة متوسطة داخل تلك الألة الكبيرة توالت الأحداث برأسها واحدة تلوى الأخرى وهي جالسة بغرفة مظلمة المكان باردٍ جعلها ترتجف صوت بكاؤها يزداد وهي تنادي عليه :
-ماهر افتحلي الباب انا عاوزة اروح الحمام .
ولكنه لم يجيبها بل تركها تصرخ كنباح الكلب لم تتحمل الجلوس بتلك الغرفة الباردة وشعورها العارم بالحاجة إلى التبول جسدها الممتلىء بالكدمات فقالت بتلجلج :
- سامحني وخرجني مش ههرب تاني بس خليني اخرج من الضلمة دي انا خايفة مش قادرة استحمل .
فتحت عيناها فرأت المكان مظلم فقالت بصوت مرتفع متحشرج وهي ترتجف :
- خرجوني من هنا أنا مش هعمل كدا تاني مش ههرب تاني .
نظر لها مصطفى خلف الزجاج العازل كاد أن يخرج لها ليهدئها ولكن الطبيب منعه من ذلك حتى لا يصاب بتلك الأشعة،أنامها على الفراش الطبي فأمسكت يديه قائلة وهي تغلق عيناها:
- هيثم .
شعر بألم بصدره جعله يستيقظ نظر بجانبه وجد هبة نائمة بعمق أعتدل بفراشه وأمسك هاتفه خرج من غرفته وقام بفتح الهاتف حتى يستطيع أن يكلمها ويطمئن عليها وعلى طفلته ،رن هاتفها المحمول فأمسكه مصطفى عندما رأى رقمه قال له بغضب :
-انت بتستهبل يا هيثم كل دا وقافل موبايلك ليه ؟
سمع صوت نصطفى فأنتابه القلق فقال بلهفة :
- فيه ايه يا مصطفى الاء ورؤى كويسين ؟
أردف مصطفى بخنق :
-مراتك تعبانه اوي وانا وهي في المستشفى من الصبح .
أتسعت حدقة عيناه في ذهول وقال له متسائلاً :
- ايه اللي حصل ؟
وقفت خلف الباب الغرفة تستمع لمكالمته مع أخيها وهو يخبره بأنه سيصل إليهم في أقرب وقت كورت قبضة يديها بغضب وأبتعدت عن الباب قليلاً فدلف الغرفة فزع حينما رأها مستيقظة بجوار الباب وقال بتضايق  :
-حرام عليكي صرعتيني أنتي ايه اللي مصحيكي دلوقتي ؟
أردفت موضحة :
- صحيت من صوتك .
وجدته يأخذه مفاتيح سيارته فقالت بخبث :
-ايه راجع مصر دلوقتي ست الهانم مش قادرة على بعدك .
أجابها قائلاً :
-الاء تعبانة اوي ومحجوزة في المستشفى .
لوت شفتيها بإستنكار قائلة :
- تَعبانه ايه دي تِعبانه حية عقربة اكيد عاملة عليك الشويتين دول علشان تروحلها .
نظر لها بإستنكار قبل أن يتركها ويغادر البيت تنهدت هبة وبداخلها تحترق من فرط الغيرة ماذا ستفعل أكثر من هذا لتجعله يبتعد عنها جلست على أقرب كرسي وقالت بغضب :
- هي عاملاله ايه علشان يحبها كل الحب دا ؟
أشرقت الشمس بنورها لتعطي مزيج من الدفىء والنور وهو بطريقه للمشفى وعقله يكاد ينفجر من التفكير بها وصل للمكان ،رصف سيارته بجانب الرصيف ودلف المشفى على عجلة من أمره تابع مع مصطفى مكان غرفتها حنى فتح الباب فوجد أخيها نائم على الكنبة الجلدية وهي كذلك مازالت نائمة أقترب منها وقبل جبهتها ببطء كانت رائحة عطره قوية جعلتها تستيقظ فنعدما رأته قال لها بلهفة :
- سلامتك يا قلبي يارتني كنت انا وانتي لا .
قالت بصوت ضعيف :
-هيثم .
جلس على حافة الفراش وهو مازال يمسك يديها فتابع :
- ايه يا حبيبتي مالك ؟
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقول :
- ابعد عني انا مش عاوزة اشوفك  .
أتسعت حدقة عيناه وهي تتابع حديثها دامعة  :
- انا احتاجتلك وانت مكنتيش جمبي سبتني وانا محتاجاك .
أمسك يديها وهو يعتذر عن إنشغاله عنها فقالت بتضايق :
-أنت بتحاول تقطع الحبل اللي مابنا يا هيثم وخلاص قرب قرب أوي .
ابعدت يديه عنها وعادت لوضعها النائم تنهد بضيق قبل أن يتركها ويغادر الغرفة فسقطت دموعها على وجنتيها فدفنت وجهها الباكي بالوسادة .
أخبره الطبيب أنها بخير فقط تحتاج للراحة  أمسكت يد أخيها بعدما قام بمساعدتها بركوب السيارة قائلة :
- شكرا يا حبيبي على تعبك ربنا يجازيك الجنة .
أبتسم لها بود قائلاً :
- ربنا ميورنيش فيكي الوحش تاني يا حبيبتي .
أتى هيثم وشكر مصطفى وأخبره بأنه سيأتي لعنده لأخذ الصغيرة فقال له مصطفى :
- خليها ياهيثم لحد لما الاء تسترد صحتها خلي بالك انت من الامانه اللي معاك  .
اومأ بإيجاب قبل رحيله ،ظلت صامتة طوال الطريق وكأنها ليست معه كاد أن يمسك يديها ولكنها عقدت ذراعيها أمام صدرها فأردف :
- انا اسف .
- بتتأسف على ايه يا هيثم ؟
قالتها ببرود مصطنع فتابع :
- انا مكنتيش اقصد ازعلك انا مقدرش على كدا اصلا.
صمتت قليلاً وكأنها في صراع داخلي بين قلبها الذي ينبض بقوة كلما كانت بجواره وبين عقلها الذي يخبرها بأنها يجب أن تصمد أمامه ولا تخضع لحكم الحب .
وصل للبيت فترجل من مركبته وسرعان ما فتح لها بابها فترجلت منه حينها امد لها يديه كي تستند عليه فتجاهلت يد المساعدة وتقدمت نحو مدخل العمارة كادت ان تختل توازنها فأسرع بإسندها قائلاً :
- بلاش عيند يا الاء .
تسندت على ذراعه حتى وصلوا شقتهم أنامها على الفراش فقال لها بنبرة هادئة :
- اكيد جعانة مش كدا ؟
صمتت فأبتسم قائلاً :
- أرتاحي شوية وهعملك الأكل .
أزاحت وجهها بعيداً عنه فأقترب منها أكثر وأنحنى بجسده ليطبع قبله على جبهتها قائلاً :
- حمدالله على سلامتك يا قلبي .
تركها وغادر الغرفة اسندت رأسها على الوسادة لتنال قسط من الراحة حتى حل الظلام فتوسط القمر السماء لينثر بعض الضوء ،أضاء الشموع على طاولة السفرة بجوار أطباق الطعام وعلى شفتيه أبتسامة واسعة حتى خرجت من الغرفة وقفت وهي تمسك بمقبض الباب لتستند عليه فقال لها مبتسماً :
- حبيبتي كنت هاجي علشان اصحيكي .
تسألت بإستغراب :
- ايه اللي انت عمله دا يا هيثم مضلمها ليه ؟
تقدم ناحيتها وأردف :
- حبيت أعمل ليلة حلوة واصالحك بيها .
- انا مش زعلانة منك يا هيثم حصل خير .
قالتها في جمود فأمسك يديها وقال :
-طالما مش زعلانه يبقى تعالي ناكل الأكل اللي تعبت فيه دا .
تقدمت ناحية السفرة فأسرع بإزاحة الكرسي المقابل لها فجلست قبل أن يردف :
- يارب يعجبك .
اومأت بإيجاب وتناولت القليل قائلة :
- تسلم ايديك .
ابتسم بفرحة أن الطعام أعجبها فأجابها :
- برده مش حلو زي اكلك دا انتي عليكي اكلة سمك مفيش حد في مصر كلها بيعمله زيك.
ضحكت فقال مشجعاً :
- كلي كتير .
وضعت المعلقة في الصحن وقالت :
- طالما احنا قاعدين قاعدة صراحة ممكن اسئلك سؤال ومتكدبش عليا فيه ؟
- اتفضلي يا حبيبتي اسئلي كل اللي انتي عاوزاه .
قالها وهو يستحثها على التحدث فتابعت :
- في حاجة بينك وبين هبة ؟
أتسعت حدقة عيناه وأمسك كوب الماء يرتشف منه البعض قبل أن يردف :
- هبة هيكون بيني وبينها ايه ؟
أجابته قائلة :
- أنا مستريحتلهاش من ساعة ما شوفتها و بقيت أحلم بيها وهي معاك قلبي يوجعني .
-اضغاث احلام وياريت متفكريش فيها يبقى احسن برده .
قالها في جمود من قولها فضاق صدرها أكثر وقالت :
- شكرا على الأكل تصبح على خير .
وقفت وكادت أن تبتعد عنه فأمسك معصمها قائلاً :
- مش هنقعد نتفرج على فيلم سوا .
تنهدت بضيق قائلة :
-معليش مش هقدر انهارده تصبح على خير .
راقبها حتى دلفت غرفته نظر إلى دبلتها بيديه  فترك الأطباق ودلف الغرفة أدعت النوم حتى تنهي تلك المناقشة فلن تتحمل منه كذبة واحدة بشأن تلك الفتاة أما عن الأخرى  فكانت تشتعل غيظٍ ماذا تفعل لتتخلص منها فهي لم تعد تتحمل رؤيته بعيداً عنها أخذت تحدث نفسها قائلة :
- أنها بالتأكيد سعيدة فهو بجانبها مهما كانت سيظل بجانبها فهي حبه الأول والأخير ولكني لن أتركها تأخذه مني مرة أخرى فأنني أحتاجه  أكثر منها الأن .
ظلت الكوابيس تطاردها كل ليلة حتى أصبحت تكره النوم فهي ترى أشياء تزعجها بل تجعلها ترتجف خوفاً ،أستيقظت في جوف الليل كعادتها نظرت لملامح وجهه النائمة فتنهدت وتركت فراشها اقتربت من كرسي المقابل للفراش أمسكت رأسها وأخذت تبكي بصمت فمحاولتها للنوم باتت فاشلة تحسس المكان من جانبه فلم يجدها أستيقظ ونظر أمامه فوجدها جالسه تمسك رأسها باكية أعتدل بجلسته على الفراش وقال لها :
- ايه يا حبيبتي منمتيش ليه ؟
أردفت بصوت متحشرج :
-نام انت يا هيثم متشغلش دماغك بيا .
ترك فراشه وأقترب منها ليجلس بجانبها فأردف متسائلاً :
-صداع تاني ؟
اومأت بإيجاب وعيناها تدمع فأمسك يديها قائلاً :
- هوديكي عند دكتور تاني .
أردفت بخنق :
- مش هروح في حتة  .
أمسكت زجاجة المياة المجاورة لها وألقتها نحو المرآة بقوة وهي تصرخ :
- زهقت  .
أستيقظت الصغيرة واقتربت من غرفة والديها طرقت الباب قائلة :
-مامي .
أمسك معصمها بقوة صائحاً بها :
- اهدي متعمليش كدا .
صاحت به قائلة :
-ملكش دعوة بيا سبني في حالي ملكش دعوة سبنيي.
ضمها إلى حضنه بالقوة وهو يقول لصغيرته :
- روحي نامي يا رؤى .
شعر بيديها ترتخي من قبضتها عليه فضمها إليه أكثر حتى لا تقع على الأرض الصالبة واسندها إلى الفراش .
وقفت رؤى بجانبه وهو يسرع من نزول المحلول المعلق لها فوضعت يديها الصغيرة فوق ذراعها قائلة :
- مامي اصحي .
تنهد هيثم قبل أن يخبرها بتركها لتنال قسط من الراحة فاومأت بإيجاب واقتربت منه لتطبع قبلة على جبينه قائلة :
-good night (تصبح على خير)
تمنى لها المثل فخرجت الصغيرة وتركته يحدق بزوجته النائمة رغمٍ عنها وعقله يكاد ينفجر من كثرة التفكير تذكر حينما اخبره طبيب صديقه عن سبب ذلك الصداع المتكرر :
- مفيش سبب معين لكل دا .
- يا عمر دي بتواصل ليل مع نهار مش عارفة تام بخاف اديها منوم تدمنه .
قالها هيثم لصديقه فأردف الأخر متسائلاً :
- مفيش بنكم مشاكل يا هيثم ؟
ابتلع الأخر ريقه قبل أن يجيبه :
- مكنش فيه ما بنا حاجة  .
أجابه الأخر قائلاً :
- مراتك نفسيتها تعبانة لازم تعرضها على دكتور متخصص .
فتحت عيناها في الصباح وجدته نائم بجانبها وهو يمسك يديها أزاحت يديها عنه وتركت الفراش ،بدلت ملابسها وخرجت من البيت لا تعلم إلى أين ولكنها تحتاج لتنفس هواء نقي
لعل ضيق صدرها يزاح بالخير اوقفت سيارة أجرة قائلة :
- مشيخة الأزهر .
جلست بجواره طفلته وهي تحرك به قائلة :
-بابي أصحى بقى .
فتح عيناه ببطء فوجد رؤى من توقظه فقال :
- ايه يا رورو عاوزة ايه ؟
أخبرته بأنها بحثت عن أمها فلم تجدها فسرعان ما أعتدل جالساً ليتابع :
-انتي قولتي ايه ؟
وصلت أمام بوابة المسجد ابتسمت براحة فسمعت صوت هاتفها يهتز ليعبر لها عن تلقيها مكالمة هاتفية امسكته فوجدت زوجها يخاطبها أغلقت الهاتف ووعاودت وضعه بالحقيبة قبل أن تتقدم للداخل .
- هذا الرقم مغلق او غير متاح بالرجاء المعاودة الاتصال في وقت لاحق .
هكذا اخبرته تلك الفتاة عن إغلاق زوجته هاتفها فنظر لملامح الصغيرة وهي تترقب إجابة أمها فلم ينتظر حتى طلب رقم أخيها مصطفى ليتسائل عنها .
- انتي مأذية .
قالها الشيخ للاء فقالت له بعدم تصديق :
- ازاي انا بصلي الحمدلله وبصوم .
أردف بنبرة هادئة :
- هتقولي ايه يا بنتي ربنا يأذي المؤذي .
أردفت بتساؤل :
-طيب والعمل يا شيخ انا خلاص وصلت لمرحلة اني هنتحر اقسم بالله فكرت فيها بس خايفة من عقاب ربنا .
أجابها قائلاً :
-استغفري ربك واوعي تفكري انك تأذي الأمانه اللي ادهالك .
حاولت معرفة من كان سبب في ذلك الأذى ولكنه رفض بشدة واخبرها بالرحيل وأن تبلغ زوجها بأنه يريد أن يلقاه وبالفعل عادت للمنزل كان يستشيط غضباً فأخذت تسرد له جميع ما حدث معها وأن ذلك الشيخ يريد أن يراه ولكنه رفض وأخذ يخبرها كم هي ساذجة حمقاء تترك الطب من أجل أوهام في عقل أحداهم فبكت بشدة حتى عاد إليها ذلك الصداع الشديد فقالت له باكية :
- طالما صحابك مش عارفين يعالجوني ولا حتى انت يبقى كلام الشيخ دة صح .
أخذت تكتب في مذكرتها وتسرد قائلة :
- بتمنى أنسى كل اللي حصلي من أيام لحد انهارده نفسي افقده من ذكرياتي زي ما فقدت كتير اها انا كنت غبية لان ابتلاء ربنا ممكن يبقى رحمة لينا الابتلاء دا بينلي قد ايه هيثم بيحبني خوفه عليا مكنش عادي قربه ليا في وقت ازمتي حسسني اني غالية عنده وبيحبني وانا كمان بحبه اوي  ربنا يخليهولي ويحميهولي ويباركلي في عمره حبيبي وصديقي واخويا وكل ما ليا أنا قصرت الفترة دي في حقه بس لازم اعوضه لازم احبه اكتر من الاول بكتير .
أعدت له طعامه المفضل وأرتدت أفضل الفساتين القصيرة كانت جميلة كزهرة حمراء متفتحة تركت شعرها منسدلاً كما يحب أن يراه سمعت صوت بواق سيارته فأستعدت لإستقباله فتح باب الشقة فوجدها واقفة بقرب الباب تنتظر عودته كما أعتاد وعلى وجهها أبتسامة كبيرة فبادلها الإبتسامة فأمسكت بيديه فأردف بنبرة هادئة :
-انا مش مصدق عنيا قمر يطلع الصبح كدا .
ضحكت وقالت متابعة:
- ياسلام كل بعقلي حلاوة .
ضمها إليه قائلاً :
- وحشتيني اوي اوي اوي .
اجابته قائلة :
- وانت كمان يا حبيبي كنت بعد الوقت اللي هتيجي فيه .
أزاح نظره عنها فقال لها :
- اوعي تقوليلي انك عملالي سمك .
ضحكت وقالت :
-اللي بتحبه كله عملاه عقبال ما تغسل ايديك هكون غرفت الرز .
طبع قبلة على جبينها ودلف غرفته فبتسمت من عفويته ،جلسوا يتناولون الغداء وصغيرتهم بجواره فقال لها :
- ايه رايك نخرج نتفسح ؟
أبتسمت له قائلة :
-ياريت .
أوقف السيارة أمام مدينة ملاهي صاحت الصغيرة فرحاً :
- هييييييييه .
أخذ ينتقي لها الالعاب الخفيفة حتى يمكنها لعبها من السيارات المتصادمة و السلسلة كانت تمسك به كطفلة خائفة تحتمي بأبيها تعالت أصوات الصراخ من حولها في تلك اللعبة أما هي فكانت فرحة كفرحة طفلة أخذها والدها لمدينة الملاهي .
اخذت الصغيرة تلهو في العاب الأطفال أمام ناظرهم فوجدها تمسك راحة يديه قائلة :
- هيثم انا بحبك اوي ربنا يخليك ليا .
أجابها قائلاً :
- وانا بموت فيكي .
حل المساء فأخذ زوجته وطفلته الصغرى وعادوا للبيت حينما وصلوا أخبرته بأنها ستذهب للإستحمام حتى يبدل ملابس رؤى فوافق ،بدل ملابس الصغيرة الناعسة من فرط اللعب وتركها نائمة بعدما قبلها من جبهتها خرج من الغرفة ليدلف غرفتهم كانت تقف أمام المرآة تضع أحمر الشفاه اللامع كمثل فستانها اللامع كلمعة النجوم أقترب منها وأحتضنها من ظهرها وهو ينظر لإنعكاس صورتهم بالمرآة قائلاً :
- أنتي أحلويتي اوي كدا أزاي ؟
ألتفتت له لتصبح بحضنه واضعة يديها على صدره قائلة بخبث :
- تقصد أني كنت وحشة ؟
أبتسم لها موضحاً :
- كنتي قمر وبقيتي قمرين .
ضحكت فضحك هو الأخر أسندت رأسها على صدره قائلة :
- حبيبي أنا أسفة انك اتعذبت بسببي  .
قطع حديثها قائلاً :
- مش عاوزك تقولي كدا الحمدلله انك دلوقتي بخير ودا بالدنيا عندي .
تابعت بنبرة هادئة :
-ربنا يباركلي فيك يارب .
تركها ودلف المرحاض ليستحم ويبدل ملابسه
أخذت تختار له ملابس ليرتديها ناولته اياه فسمعت صوت هاتفه يرن فقالت له :
- هيثم موبايلك بيرن .
لم يتمكن من سماع صوتها بسبب صوت المياة المتدفقة فوقه فأمسكت هاتفه وجدت أمه تتحدث لم تمنع نفسها من أن تجيبها لتلقي عليها السلام وتطمئن على أحوالها فتحت المكالمة فأتسعت حدقة عيناها حينما سمعت صوت ابنت خالته هبة قائلة :
- هيثم حبيبي واحشتني اوي  .
يتبع ...
#الباشمدرسة _ايه

رواية كيف لي ألا أحبك Där berättelser lever. Upptäck nu