الفصل الرابع عشر

14.4K 729 234
                                    

دفعه العسكرى لداخل المكتب بغضب ، تأفف زين ببرود ليقف عاقداً ذراعيه خلف ظهره أمام الضابط الذى هتف بحدة _ اسمك ايه يالا !؟..
أجابه مبتسماً ببرود _ مليش مزاج أقولك...
العسكرى بغضب _ رد ع الباشا عِدل...
هتف " عمر " الجالس علي المقعد يمسك رأسه بألم بصوته المتغير _ عيل قليل الأدب..
أراد زين ان يتجه نحوه بحدة ليتمسك به فؤاد سريعاً _انت لسه فيك نفس تتكلم !؟..
الضابط بغضب _يابني انت مجنون...دا راجل قد والدك...
أجابه زين بحدة أكبر _ سيادتك أنا والدي أنا مش طايقه ولا بطيقه...هيهمني واحد قده ولا شبهه !؟ ..
حاول فؤاد تهدأة الوضع زافراً _خلاص يا زين بقا كفاية اللعبة لحد كدا....هتروح فى داهية...
نظر له زين وكادان يتحدث ليقاطعه دخول العسكرى الآخر يخبر رئيسه علي وجود كارثةًآخرى بالخارج ليآمره بأن يدخله ، دفعه للداخل بحدة ليتأفف بدر بحنق _ ما براحة ياعم انت...
جحطت عيناه بتعجب حين رأهما مردفا بعد أن وقف بجانبه بضحك _ مكنتش متخيل أبداً إنك هتنجح بالسرعة دى بصراحة..
لكزه فؤاد بحدة هامساً _انت مجنون !!...بتتحدوا بعض فى مين هيروح فى داهية الأول !؟....وكمان مخلي الزفت عمر يتنكر عشان يساعدكم..
أجابه بدر بغيظ هامساً _ ما تخليك فى حالك يا فؤاد..خلينا نقضى الليلة هنا فى السجن على خير..
هتف فؤاد بعناد _ وأنا مستحيل أخليكم تناموا فى السجن تاني....السجن مش لعبة يا حليتها انت وهو..
حذره بدر بنظراته بينما ترقب زين ما يفعله بعينان تنذر بنيران الغضب ، أردف فؤاد للضابط بجدية _ سيادتك أنا عايز أعترف بحاجة....الاتنين دول عاملين تحدي مين يقضى ليلة فى السجن الأول...يعني لعبة...والراجل العجوز دا تمثيل..وأنا بقى هثبتلك صحة كلامي دا..
توجه نحو عمرالذى كاد أن يلكزه بعصاه مرة آخرى ليجذبها فؤاد بعيداً ثم ينزع الاشياء الاصطناعية ليظهر وجه عمر الحقيقي الذى قال بحسرةً _ حسبى الله ونعم الوكيل..
تراج فؤاد بابتسامة واسعة _ شوفت سيادتك....اهو تمثيل..وكل دا لعبة..يعنى ملوش لزوم نفضل هنا.
هب الضابط واقفاً بغضب جلي ليهرول عمر لجانبهم سريعاً _ انت فاكرها سايبةولا ايه !؟....بقا انتم تستغفولى انا وفاكرين هتطلعوا بسهولة !؟..
ليردف بآمر حاد للعسكرى _ خدهم ع الحجر..
ليشير على فؤاد بحدة _ وده معاهم..
جحطت عينين فؤاد بصدمة ليصيح _وأنا عملت ايه !؟..
تعالت ضحكات بدر وهو يشير له باستفزاز حتي زين لم يستطع منع ابتسامته من الخروج..
***********
جالسة بين أحضانها بصمتٍ ،دمعاتٍ تتهاوي علي وجنتيها كلما تذكرت مافعله ، يرتجف جسدها فجأة حين يأتي بمخليتها مشهد قتله لها بلا رحمةً ، تريد تبريراً...توضيحاً لفعلته الشنيعة بوالدتها ولا تجده بجانبها ، مسدت " سمارا " على رأسها بتنهيدة هاتفة بهدوء محاولة معرفة ما حدث بينهما _ خلاص يا حبيبتي أهدي...
أرادت التحدث والبوح عما بقلبها لها لكن لم تقويَّ ،كأن الكلمات قد فرت من جوفها ، زفر من يجلسون حولها بملل لتهتف قمر بحنق _ ما خلاص بقا يا جود كفاية الصمت دا...
هتف ريان بتساؤل _ انا نفسى أعرف ايه اللى بدل حالك كدا...ما كنتِ كويسة من كام ساعة...
شارك  عمار الحديث برفع حاجب _ اوعي يكون حد من التيران اللي خطفونا عملك حاجة !؟...اقطع خبره..
أمسك صقر يدها بتساؤل هادئ _ جود مالك !؟..ايه اللي حصل وفين عمي سليم !!
حين ذُكر آسمه ارتجف جسدها ببكاءً هستيرى لتتحول لصرخاتٍ متألمة، فزعوا مما حدث لها لتشدد سمارا من عناقها وتشير لهم بالخروج لتحاول تهدأتها مرة آخرى وهي تتنهد بحيرة لعدم فهمها لما حدث...
*************
توقفت السيارة ليترجل " مالِك " برفقة أخيه وتلاحقهم هي ، توقفت أمامه مردفة بامتنان يشوبه الخجل _ شكراً يا مالكِ ع التوصيلة...
ابتسم بهدوء وهو يجيبها بنبرةً شاردة بملامحها البدوية _ العفو...
تحمحم " فهد " بحدة لينتفض " مالِك " وينظر أرضاً بتذمر بينما أغتاظت " حنين " منه لترحل من أمامهم سريعاً ،..أقترب " فهد " ببطئ منه ليفزع " مالِك "_ والله ما عملت حاجة..
ابتسم بسخرية _ معملتش حاجة !؟...دا انت كان ناقص تاخدها فى حضنك مش تأكلها بعينك بس..
تأفف بتذمر  وهو يجلس على مقدمة السيارة_ بحبها ياخي الله...
جلس لجانبه ليردف بجدية _ مالِك مينفعش كدا...لو بتحبها بجد يبقى ترو ح تعترفلها وتطلبها من بيت أبوها.
قفز أرضاً يمسك يده سريعاً ليجذبه _احنا قدام بيت ابوها...يلا..
جذبه فهد للخلف بدهشة _ خد يالا...انت واقع للدرجة دي....طيب اتقل هفوة حتي..
ضحك بسخرية _اتقل !؟..عايزنى أخيب خيبتك وأسكت لحد ما تضيع مني !؟...
رفع حاجبه بجمود ليتراجع مالِك بضحكة _ مش قصدي....انت كنت مسيطر على سوسو بردو..
لكمه بكتفه بحدة _ سوسو يا حيوان....اتلم دى مرات أخوك..
تأفف بغيظ _ طب سيبنا من مرات أخويا الغاليةوخلينا فى مرات أخوك.....بقولك ايه....أنا بقالى سنين برسم ملامحها على أمل اني الاقيها تاني رغم اني كنت فاكرها وهم فى خيالى أساسا...ويوم ما الاقيها هنا فى سيناء وابقى قدام بيتها مروحش وأخطبها!؟..
انت بتعمل فيا كدا ليه !؟..
رفع كتفيه بسخرية _ وأنا بعمل فيك ايه !؟..ماسكك !؟..البيت قدامك أهو..أدخل وأطلبها وأعمل الفرح بكرة لو عايز..
رفع حاجبه بغيظ _ وانت !؟...مش هتبقى معايا !؟..
أجابه بحدة _ مع نفسك..
تأفف مالِك ليمسح وجهه بنفاذ صبر _ طيب والحل ايه دلوقتى !؟...
تنهد فهد بهدوء _ استني كام يوم لما نعرف عنها او على الاقل عيلتها مين...مش ندخل كدا صد رد..
زفر بتذمر _ نستني...
ابتسم فهد بمكر ٍ ويشعر بسعادةً داخل قلبه لرؤية العشق يتراقص بعينان أخيه ليردف بنبرة هادئة مبتسمة _ كبرت يالا !؟..هتتجوز !؟..
ابتسم مالِك ولا تقل سعادته عن أخيه ليقترب منه معانقاً اياه بشدةً...لا طالما كان أخيه وسيكون بجانبه ً....(ويَكْفيني يا الله أن أرى السعادةَ تتغزل بعينين أخي ، فدِمْ له سعادته وأجعل للعشق مكاناً خالداً بقلبِه...)....
**************
ولجت " حنين " لداخل المنزل وهي تبتسم بشرود ، انتبهت لمن تنزل الدرج بخطي هادئة منزعجة ، توقفت " أميرة " بصدمةً لرؤاياها هاتفة بعدم تصديق _ حنين !؟!..
ابتسمت حنين بشوقٍ لتصرخ "أميرة " بسعادةً وهي تركض لها لتعانقها باشتياقٍ جليٍ ، ابتعدت عنها مردفة بسعادةً _ اخيرا رجعتي يا حنين...أنا مش مصدقة بجد..
ضحكت حنين لتجيبها بمرح _ خلاص يا بنت عمي رجعت ومش هسافر تاني..
أجابتها أميرة بدهشةً ضاحكة _ معقولة عمي وافق انك تقعدي معانا...حظر التجول لمصر خلص !!..
تنهدت وهي تجلس لجانبها بتذمر _ كان خايف عليا لما ارجع ليحصل مشاكل معايا...والواضح كدا ان كان عنده حق..
رمقتها بعدم فهم لتصيح حنين ببكاء _ أنا كنت هتسرق يا أميرة..
شهقت أميرة بصياح _ من أولها !؟..لا انتِ ترجعي لبنان تاني بقا..
تنهدت بعمقً_ ومش بس كدا..دا انا حصلت معايا حاجة ولا فى الأحلام..
جذبتها لتسير معها بفضول للأعلي _ لا تعاليِ احكيلى من أول الحكاية بقا...
*************
خرج " ليث " من غرفته يبحث عنه إلي أن راه يقف بالشرفة شارداً ، تنهد طويلاً ليتوجه نحوه إلي أن وقف جانبه يتأمل تلك الطبيعة الخلابة بحدائق المزرعة ، بدأ " ليث "بالحديث شارداً _أنا السبب..
رمقه " سليم " بنظرة صامتةً ليتابع " ليث " بإماءة شاردة _ أنا السبب....لو مكنتش أُعجبت بيها للدرجة الجنون وأنا عارف إنها مش عايزاني..مكنش دا حصل...
مكنتش هربت من البيت بسبب أفعالي ..
تنهد سليم بهدوء ساخراً دون النظر إليه_ بس هي مهربتش من البيت بسبب أفعالك ..هي هربت عشان تنتقم مني بسبب الحقير عمك...دخلت حياتي..غيرتها .خلتني أعشقها لأن عارفة ان العشق بيكسر ..ومفيش حاجة بتوجع أكتر من كسرة القلب...حتي بنتي دلوقتي بتدوس على وجعي....كل دا ليه !؟...
عشان أديت واجبي...
استدار له "ليث " مردفا بجدية _ جود مش فاهمة حاجة...مش فاهمة ومش هتفهم غير منك انت....الله أعلم الكلب دا عمل معاها ايه او قال لها ايه ...بس اكيداللي قاله دا قاصد إنه يوجعك بيها..
قبض بيده علي سور الشرفة بعينان تفيض بالنيران الوعيدة_ والليلة دي هيدوق تمن وجعي...
زفر ليث _ أنا بعت ديالا للڤيلا فى سيناء....أكيد عثمان هيحاول يقربلها او يلعب فى دماغها تاني...لازم اتأكد إنها مش هتمشى وراه تاني أو حتي مش آآ..
صمت ولم يتحدث ليتابع سليم ساخراً _ مش هتأذيني ....مش كدا !؟..
تنهد ليث بجدية _ سليم...انت موضحتش ليها اللي عملته ريماس معاك...وهي مش هتصدقك لأنها شافت فيديو ريماس وو..
توقف بصدمةً يردد آخر كلماتها بهمس _ الڤيديو...
رمقه باستفهام ليقطع نظراته رنين هاتف " ليث "...رفع هاتفه لتجحط عيناه مما استمع له ليغلق سريعاً وكاد بالتحرك ليوقفه سليم باستغراب _ فيه ايه !؟.
أجابه بعدم استيعاب _ زين فى السجن...
عقد سليم حاجبيه باستغراب سرعان ما وضع يده علي وجهه بنفاذ صبر_ يا الله....بدر !!..
**************
" لا مش أنا يا حبيبى "
هتف " بدر " بتلك الجملة وهو يسند ظهره على جدار السجن متأفف بحدة ، ارتدي عمر سترته بعد أن ازال ما يجعله يبدو سميناً مردفا له بحدة _ انت ليك عين تتكلم !؟...مش كفاية اللي عملته فيا دا !!...ياخي حسبى الله ونعم الوكيل..
أجابه ببرود وهو يرتدي قبعة سترته علي رأسه_ أنا عرضت عليك خطتي وانت اللي نفذت....يعنى كله برضاك أنا مغصبتش حد على حاجة..
تأفف زين الجالس بعيداً وهو شارداً بما يحدث وما يفعله ذلك المشاكس به ، لأول مرة يدخل خلف القضبان والفضل يعود له ، شعورٌ ينتابه بإنه يحتاج له الآن....لأن يخلصه من تلك الورطة ويبقى بجانبه كسابق عهده، عقد حاجبيه بتعجب من ذاته...ليبدأ يستوعب الأمر ولما فعل بدر به هذا ، نظر إليه بشراراً ليرفع " بدر " حاجبه بتعجب متراجعاً للخلف _الواد دا هيتحول ولا ايه !؟.
أجابه عمر متأفف _ ممكن تركز معايا دلوقتى احنا محتاجين نكلم أخوك يخلصنا من هنا..
رمق بدر الآخر بترقب هاتفاً _ وانت مش هتكلم أخوك !؟!..
تأكد زين من تفكيره ليضم قبضته بغضب ويتجاهله تماماً ، تابعه بدر بنظراته وقد بدأ اليأس يتسلل لداخله لكنه لن يستسلم له بل ابتسم بتوعد....تُرى ماذا يخُطط ذلك المشاكس ل ذو الوجه الغاضب !؟؟..
************
تحرك "زين " سريعاً للخارج محاولاً كبت جيوش غضبهِ مما فعله ، خرج " بدر " من المكتب فجأةً ليتعركل وكاد أن يقع لكن تماسك قليلاً ، زفر بألم من قدمِه لكن لم يكترث لها ليركض خلفه منادياً بإسمه عدة مرات ليُسرع بجذب يده ليجعله يستدير له ، كاد أن يتحدث ليقاطعه زين بنبرةً كالرعد بحدته _ إبعد عني يا بدر..
تمسك به بقوة ليجيبه بغضب _ مش هبعد إلا لما أفهم يا زين...الموضوع واتحل وأدينا خرجنا أنا وأنت من هنا...علي ايه بقا كل العصبية دي !؟..
دفع يده عنه بحدة ليصيح _ انت عملت كدا عشان تخليني أحس إني محتاجله...أحس ان من غيره ضايع ومعرفش أحل مشاكلي....فاكر إن دا هيشفعله عندي !؟...فاكر إني هجرى واترمي فى حضنه وأقوله خلاص أنا مسامحك !؟.
إبتسم بدر بسخرية _ ياريت أقدر أعمل دا بسهولة....لكن طول ما انت بالحالة دي ومش مدي فرصة لقلبك يسامح يبقى عمرى ما هنجح....وعمرى ما هنجح فى اني حتي أبقي صاحبك..
خرج "ليث " برفقة " سليم " ليروا ذلك الوضع بينهم...
رمقه زين بنظرةً تخفي ألماً عظيماً ، لمعت عيناه بدمعةً ليُرحل من أمامهم بسرعةً تحت نظرات أخيه النادمة ، تنهد سليم قائلا له _ أرجع وأقول إنك تستاهل يا ليث...اللي عملته فيه مش ممكن يتداوى بسهولة..
أجابه بدر بغيظ _ هو يعنى كان عمل كدا بمزاجه !؟..
أكيد فيه أسباب هي اللى أجبرته يزيف موته..
لم يتحدث ليث بل توجه إلي سيارته لينطلق سريعاً بها ، زم بدر شفتيه بتأثر وهو يراقب السيارة قائلا لأخيه بفكاهةً _ بيفكرني ب حد بارد الشخص دا..
رمقه بنظرة نارية ليجذب عنقه نحوه بحدة _ بتقول حاجة !؟؟..
أسرع بدر مردداً بتراجع رافعاً حاجبه بجدية مصطنعة_
ما عاش ولا كان اللي يقول عليك حاجة يا كبير وأنا موجود..ده كلام !؟
تركه " سليم " يتنهد بحيرةً مما حدث بالصباح لينتبهإلي ذلك المشاغب الذى صاح فجأةً _ ايييه يابا روحت فين !؟..
زفر سليم بغضب ليجذبه من إذنه نحو السيارة تحت تأوهه المتذمر بألم ليتحدث له بغضب _ أنا لولا إني مش فاضي لسعادتك وورايا مشكلة أكبر..كنت عرفتك ازاي تنام فى السجن تاني..
ليفتح باب السيارة ويدفعه بها بحدة ثم يستقلها لينطلق بها سريعاً وهو يخرج هاتفه _ بس أنا عندي اللي يتصرف كويس فى الموضوع دا..
رمقه بدر بحذر _ هتعمل ايه !؟؟..
جحطت عيناه حين لمح بعيناه من يتصل به ليصيح ببكاء وهو يجذب يده _ أبوس إيدك دامر لاااا...
دفعه سليم بغضب ليتجاهله متابعاً ما يفعله ليردف بدر سريعا ً بصياح خائف _  أنت ايه !؟...مفيش دم خالص !!
بايعنى للموت بالسهولة دي !؟....هو أنا الصبح أقابل تور وبالليل أسد النهر !؟....دا أنا لو عايش فى حديقة الحيوان مش هقابل الحيوانات دي !؟..
جحطت عيناه برهبةٍ حين انزل سليم الهاتف ببسمة باردة ليستمع لذلك الصوت الثائر بشدة _ أنا حيوان يا حيوان !؟....ليلتك سودة يا بدر..
صاح بدر بسرعةً _ لا لا لاااا مش انت والله انا ما...
بتر صياحه حين أغلق دامر الخط متوعداً له ، تطلع لمن يجلس بجانبه مبتسماً ببرود _ ليلتك سودة يا وحش..
**********
فتح الباب ليدفعه " سليم " بحدة ثم يغلقه ليرحل ثانيةً ، وقع بدر أرضاً أثر دفعته ليتألم ، وقف سريعاً متخذاً وضعية القتال وهو يفحص المنزل بعيناه ، رفع حاجبه الايسر بتعجب حين رأي " دامر " يجلس علي مقعدٍ أمام الطاولة ينظر له بابتسامة بدت أكثر ثباتاً ، انتاب بدر القلق من تلك البسمة التي يعرف ما تخفي جيداً ،..
لكن تماسك قليلاً ليتقدم نحوه حتي وقف أمامه وتفصل بينهم الطاولة الصغيرة ، لم تزول بسمة الآخر من ثغره ليزداد شكه به ، نظر لأعلي عله يرى ما خُطط إليه لكن لم يجد شيئاً ، انبطح أرضاً يفحص أسفل الطاولة سريعاً تحت نظرات ذلك الماكر لكن أيضاً دون جدوي ، وقف بدر يتأفف بحيرةً ليعقد حاجبيه من ذلك الصوت الشبيه بمن سينقض علي فريسته ، انتفض قليلاً حين شعر بالخطر يقترب منه ليستدير ببطئ وحذر لتجحط عيناه ممن تقف بعيداً كالأسد الثائر بعينان تفيض بالوعيدٍ ،اذدرد ريقه متراجعاً للخلف بينما تتقدم نحوه ببطئ أهلكه ، ابتسم بخوفٍ ليشير لها بيده مرحباً ثم أختفى من أمامها بلحظةً واحدة لتنقض خلفه بغضب ، ازدادت بسمته لتطل وسامته الساحرة مردداً بمكر ويستمع لصيحاته _ Happy night يا وحش...
وقع " بدر " علي الأرضية بقوة ليتأوه عالياً بألم ثم يقف سريعاً ليقفز علي الفراش مردداً بسرعة لمن ولجت كالوحش الكاسر تزمجر بغضب _ والله العظيم...والله العظيم لو قربتي مني لأرمي نفسى من الشباك وأقلبلك جثة هنا..
-صاحت "زينة" بسخرية _ ياريت.....ياريت ياخي حتي تريحني منك ومن مصايبك.....
لتسترسل بصياح عالياً بغضب _ سجن يا بدر !؟...سجن !؟...هي وصلت لكدا!؟..
قفز بعيداً عن الفراش لجانب النافذة هاتفاً بدفاع وهو يحاول تهدأتها بتذمر _ وايه يعني سجن !؟..مش مكان زي اي مكان خلقه ربنا !؟....أنا بس كنت حاسس بملل ومحتاج ا..
انتفض بفزع حين صاحت بعدم تحمل _ يادي الملل وسنينه السودة اللي هيجيب أجل الكل قريب..
اذدرد ريقه بخوف مردد سريعاً باندفاع_إهدي يا حاج إهدي وبعدين هي أول مرة !؟..ما أنا عملتها قبل كدة وخرجت وو..
تصنم محله بصدمة حين وعيَ لكلماته ، رفعت " زينة " حاجبيها بتساؤل يخفي وعيداً _ أول مرة !؟؟.
ولج"دامر " ببروده المعتاد يضع إحدي يديه بجيبه هاتفاً ببرود _اه ما أنا نسيت أقولك إنه عملها قبل كدة ونام في السجن لما راح لتاجر المخدرات..
رددت بصدمة _مخدرات !؟
تراجع " بدر"للخلف بصدمة شديدة مردفاً بخوف _ بس يا " دامر "..
أكمل دامر حديثه ببرود يزداد _دا غير السلاح والآثار..
هتف " بدر "  برهبةٍ ومازال يتراجع للخلف _ خلاص يا دامرر...
تجاهله دامر ليسترسل حديثه ببرود _ دا غير إن البوليس بقيادة إبنك هجموا علي نفس المكان مما أدي إلي اشتباك الطرفين وبدأ الرصاص زي المطر والأستاذ ما زال بالداخل...
راقب " بدر " ملامح والدته بصدمة مما يقوله شقيقه سيؤدى إلي قتلهِ التي تتحول تدريجياً للشراسة ليذدرد ريقه برعب ويسرع بفتح النافذة ليصعد عليها صائحاً _ قادم إليك يا ربي..
زمجرت "زينة " بغضب لتنقض نحوه كالذئب الثائر تحت ابتسامة " دامر " الخبيثة ، اغمض عينيه بمتعةً و متأثراً بما يحدث للآخر ليرفع يده بتأثر وضحكة ماكرة هاتفاً_ إلي لقاءٌ آخر..
ليستدير إلي الخارج بضحكته التي تتعالي ويغلق الباب تاركاً خلفه من يصيح باستنجاد مما يحدث له لكن لا حياة لمن نادي...
***********
مساءً..
ارتمي على فراشه بتعبٍ بادي له مما حدث له على ايدى والدته ، تأوه بألم ليستمع إلي طرقات علي باب غرفته فيأذن بالدخول ، ولج " دامر " يكبت ضحكاته على مظهره، جلس بدر بعد أن عقد شيئاً علي جبينه جعله مضحكاً للغاية ،رفع حاجبه بغيظ _ بقولك ايه !؟..أنا اللى فيا مكفينى..
جلس لجانبه مردفا ببرود _تستاهل..حد قالك تدخل نفسك السجن تانى...
رمقه بوعيد _لا وانت ما صدقت العملة دى عشان تزود حسابى واخترت كبيرة قبيلة الوحوش عشان تعاقبنى..
ماشى...مردودة ليك..
أعتدل بجلسته متنهداً _سيبك من الهبل دا وخلينا فيك..
رفع حاجبه بتعجب _ أنا !؟...مالي !؟.
رفع دامر حاجبه مردفا بشك _ يعنى انت مش زعلان منى !؟..
كبت غضبه عند تذكره ما فعله ليقول بغيظ _وأنا هزعل منك ليه يعنى...ما انا متعود علي الضرب..سواء منك او من زينة...
تأفف بنفاذ صبر من تهربه من الحديث _بدر..
هتف بغيظ _ دامر..
أجابه بجدية _متتهربش من الموضوع وبلاش استهبال..انا عارف كويس انك مش هتعدي اللي عملته بالساهل....طلع غضبك....اصرخ ...زعق...قول انك زعلان مني بس متخفيش عني حاجة...
نظر بعيداً عنه ولم يحتمل اصطناع عدم الفهم أكثر فهو يعرفه حين يخفي شيئاً بداخله ، زفر بدر لينظر له بجدية بعينان تلمع بالعتاب _ ممكن أسألك سؤال !؟...
لو أنا اللي عملت كدا.ومثلت اني فى غيبوبة واني مش بخير....كنت هتحس بالوجع!؟..
أماء برأسه بصدق ليتابع بدر بنبرة نادراً ما يحدث بها وهي الجدية رغم عيناه الدامعة بألم _ طيب انا حسيت بالوجع لما شوفتك راقد لأول مرة ومش بتكلمني..ولحد دلوقتي بحس بيه وبفرض ميت أفتراض لو مكنش دا تمثيل وكان حقيقة...ساعتها انا كنت هعمل ايه !؟....هعيش ازاى من غيرك !؟...داانت لما بتختفي كام دقيقة أنا بسأل عنك  الكل زي العيل الصغير...ايوة سليم وساهر موجودين معايا..بس انت غير...انا حكايتي بدأت معاك....انا عايش فى الوضع دا بسببك انت....خطفك ليا....قسوتك عليا....حتي عقابك كنت بتحمله وأنا مبسوط لأن انت جنبي ومعانا...وعارف ان قسوتك هتنتهي لما نتجمع وحصل....القسوة اتبدلت لحنين..الحنين اتبدل لدفا...الدفا اتحول لعيلة..وكل دا بسببك انت....لو مكنتش حكايتي بدأت معاك..كنا عمرنا مهنتجمع...
اتعلقت بيك وحبيت جنانك معايا..ولحد اللحظة دى بتثبتلي انك عرفتني بجد وبتفهمني....بضحك وأهزر وأتجنن لكن بخفي بيهم أى شعور تاني.....
ابتسم بسخرية ودموع بدأت ان تنهمر _ بس المرة دى الوجع منك انت...حاولت أخفيه عنك وأعدى كل حاجة لكن فشلت والنتيجة انك قدامى أهو..
نظر إليه بعيناه الدامعة متسائلاً _ كنت عاجبك وأنا ببكي وحاسس بالوحدة !؟...كان عاجبك شكلي وأنا ماسك ايدك وبترجاك تقوم !؟.....رد عليااااا !؟..
لم يحتمل دامر سماع المزيد ليجذب رأسه معانقاً اياه وهو يشدد عليه بينما الآخر يصرخ به بعتاب مؤلم ،هدأت ثورته بين أحضانه ليعانقه بدر بألم كأنه مشتاق لذلك الدفا الذى جمعهما لأول لمرة ليتمسك به بشدة كمن يخاف فقدانه إلي أن غفى بأحضانه ويده تتمسك بسترته كالصغير ليبتسم دامر علي طفولته التى لن تتركه ليميل مقبلاً رأسه بتنهيدة ....
***************
تجلس "ديالا " برفقة ريم وبيدها " ميلاد " تلاعبه بحبٍ ،استمعت لجرس المنزل ، توجهت نحوه بخطي جادية ويبدو على وجهها التعجب ممن قد يأتي الآن ...
فتحت الباب لتتجمد ملامحها باستغراب يغلفه الدهشة هامسة _أنت !؟؟....
#قسوة_ثم_حنين2..
#ملكة_الجنان..
#صفاء_محمد..
ترقبوا أقوى فصول قسوة ثم حنين2..بأحداث نارية لم نراها من قبل لجانب الكوميديا التى لا تنتهى بعالم روايتنا...
************
بنات اتمنى التفاعل يزيد عن كدا لانى بجد بدأت احبط من التفاعل هنا وانا بحاول زى ما قولتلكم انظم وقتي ....مستنية الكومكسات ع البارت رغم انه مش كبير بس مستنية بردو حد يفرحنى بكومكساته ومقالاته وبوستاته وريڤيوهاته عنه 😂😂😂😂...
صداقة الوحوش بالليل ،الساعة كام الله اعلم عشام مقولش على ساعة وتعدى 😂😂☺😘😘...دمتم فى محبة الله ❤❤❤❤❤

قسوة ثم حنين 2 ( كاملة )Where stories live. Discover now