❄❄❄ الفصل الثاني عشر ❄❄❄

15.8K 618 121
                                    

..صباح يومً جديد...
خرج "بدر" من غرفته ببعض الآلم آثر تقيده...رأته " زينة" الجالسة على الاريكة لتقول بسخرية_ صح النوم يا استاذ...ما لسه بدرى..
-أجابها زافراً بنعاس _ بقولك ايه..أنا قضيت ليلة امبارح مع ابنك ما يعلم بيها إلا ربنا....ف مش ناقصة ع الصبح الله يخليكِ وكفاية اللى عملتيه..
_زينة بسخرية وبرود _ عملت ايه يعني !!..
-جلس أمامها بغيظ هاتفاً _ بقا يا ولية يا جاحدة...العيال بيقولولك راجعين من يوم صعب وكان كله مصايب على أمل ان كل دا يروح لما كل واحد يرتاح مع مراته وحبيبته...تقومى تقلبى البنات عليهم وتفرقيهم...ايه الجحود اللى انتى فيه دا !؟..حرام عليكي..
_قذفته بالوسادة بغضب قائلة بغيظ _ حُرمة عليك عيشتك يا حيوان...وبعدين اللى عملته دا ميجيش حاجة جنب اللى عملوه...كلهم كدبوا علينا ان المرحوم ليه نسخة تانية منه...خططوا ونفذوا واتأذوا ...تقدر تقولى لو كان جرا لحد فيهم حاجة انا كنت هعمل ايه !؟...ساهر لولا ستر ربنا كان زمانه راح هدر..ولا دامر اللى كان هيلحقه فى نفس اليوم...واحفادى اللى اتخطفوا...ولا أسامة لو كان كمل لعبته كنا كرهناه للابد....كل دا من غير ما يجيبوا سيرة لينا ولا يفهمونا !؟...انا مش عارفة انت ازاى عديت كل دا وانا افتكرتك اول واحد هتاخد موقف منهم !؟؟...
_زفر " بدر" بضيق _ ايوة اخدت موقف واتضايقت من كمية الوجع اللى عيشتها فى الايام دى رغم إنى مأظهرتش دا لكن والله العظيم اتوجعت من اللى عملوه....بس أنا عديت دا لأنهم بخير....ربنا سترها معاهم ومعايا لأنه عارف إنى مليش غيرهم ومستحيل يوجعنى فيهم.....هيفيد بإيه لو عيدت فى اللى اتعمل خلاص !!...لو فضلت أفرض فى السوء فى حاجة اتعملت وعدت...افرض افرض كدا عمرى ما هرتاح ..
ثم اقترب ليجلس أمام قدمها ممسكاً بيدها بحنان بهدوء وجدية _ زينة.أنتِ معلمتنيش إنى أفرض السوء ابداً....انتى علمتينى إني أحمد ربنا فى كل وقت وكل حالة....أحمِده على الوجع والخوف والراحة والفرح...أحمِده فى كل حاجة بتحصل فى حياتي حتى لو اتوجعت منها...لأني أحسن من غيرى بكتير...فيه ناس اتوجعت لسه متداوتش جروحها...ربنا مأمرش ليها بالراحة....هيشوف مدى إيمانهم وصبرهم بيه يستاهل إنه يداوى جروحهم ولا لأ....عرفتى بقا ليه عديت كل دا !؟.....عديت لأنهم بخير..
أنصتت إليه بصمت يغلفه الحزن ثم وقفت بدون أدنى كلمة لتولج إلى غرفتها.....تنهد الآخر بحزن فهو يعلم مدى حالتها الآن..
تقدمت " ديمة" نحوه فهى استمعت لما قالاه بدون التدخل..جلست بجانبه لكن بمسافة معقولة بينهم قائلة بهدوء _ من حقها يا بدر..
-انتبه لها الآخر قائلا بسخرية بدون النظر إليها _ من حقها ايه !!...كلهم بخير ومحصلش حاجة..وكمان الزفت دا اتقبض عليه خلاص وهما رجعوا..يبقى ايه لازمتها الحزن !!..
-أجابته " ديمة " بجدية_ الخوف اللى بتعيشه الأم على ولادها غير اى خوف على وجه الارض....هما غلطوا لأنهم مقالوش حاجة حتى لو ليها بس تطمنها إنهم هيبقوا بخير...واللى حصل لدامر وساهر مكنش قليل ابداً.....وكمان حكاية " ميلاد" دى لسه محدش قالها وليه جابوه هنا وان شريكه هرب كل دا مخوفها...
-زفر " بدر" بتزمر_ عارف كل دا..بس أنا مش عايز أشوفها متضايقة...مبحبش شكلها وهى كدا ...
-ضحكت ديمة قائلة بسخرية _ طبعاً عايزها مجنونة عشان تتفاعل معاك فى الهلوسة بتاعتك.مش كدة !؟..
-غمز بعينيه بمشاكسة حين رأى ضحكتها قائلا بلا وعى _ اموت فى الضحكة البلدى..
-انتفض حين صاحت بحدة _ اييييه !؟..
-بدر " بغيظ _ ايه ياحاج ما كنت لسه رقيق من شوية..
-رفعت اصبعها بغضب _ قولتلك مليون مرة متعصبنيش بكلامك دا..انت فاهم !؟..
-برد بغيظ وعناد _ لا مش فاهم وهعصبك زى ما انا عايز...بنت خالتي وانا حر فيها ايه رأيك بقا !؟
_وقفت ديمة بحدة _ انا غلطانة اساساً اني قاعدة مع واحد زيك....قال انا واللى كنت قلقانة عليك..دا انت يتقلق على الناس منك..
لترحل من المنزل بغضب تاركة اياه يفكر بغباء وتعجب _ قلقانة عليا !!...البت دى مجنونة ولا إيه !؟..
....رأى الصغار يأتون نحوه بصمت..
ليزفر بغيظ _ خير..مالكم أنتو كمان على الصبح !؟
-قمر برفع حاجب زافرة _ احنا هنسيب تيتة زعلانة منهم كدا !؟
_بدر بتهكم _ يعنى هنعمل ايه !!...
-ريان بغيظ _ اومال احنا جايين لسعاتك ليه !؟
_بدر بتأفف مستشيطاً بغيظ _ ما انا لو عندى فكرة كنت اتنيلت قولتها لكن دماغى فاضية خالص.....الزفتة الكبيرة فين !...كل دا نايمة ! ايه !...بتستعبط !؟..
-أجابه " ليل " وهو يجعله ينظر إليه _ سيبك من جود دلوقتي وخلينا فى اللى بيحصل دا !...
_هتف الآخر بتساؤل _ الاول قولولي حصل ايه معاكم هناك !!...حد أذاكم !!..
_أجابه" صقر " بحدة ساخرة _ هو حد يقدر !!..
-سردت له " قمر" بفخر ما حدث...لتهلل أساريره قائلا بفخر وهو يربت على ظهرها _ ما شاء الله...أنا عرفت أربي....حبيبتى يا نصيبة يا رافعة راسى دايماً..
صقر بسخرية وهو يبتعد عنهم_ محسسنى انها واخدة نوبل ...
-أجابه بغيظ _ وانت ايه فهمك فى موضوعنا يا فريش !؟..ما تخليك فى حالك..
-عمار بتأفف _ ركز معانا دلوقتي...هنعمل إيه !؟..
-بدر بتساؤل _ مبدأيا كدا ابوك فين !؟..
_ليل بغيظ _ وانت مالك بأبوه دلوقتى !؟...راح الشغل...كلهم راحوا الشغل ما عدا عمي سليم لسه ..
_وقف بدر حين تذكر شئ..قائلا باستعجال وحماس _ خلاص انا عندى مشوار دلوقتى..ولما ارجع بالليل هقولكم على اللى هيحصل...سلام..
رحل سريعاً الى غرفته..تاركاً اياهم يتطلعون الى بعضهم بغيظ..
***********

قسوة ثم حنين 2 ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن