🔥🔥🔥 الفصل العاشر 🔥🔥🔥

18.4K 714 172
                                    

_صباح يوم جديد_
خرج آدهم وجميلة من مركز الشرطة حيث كان يجتمع مع اللواء غنيم لكى يرجعوا أبنائه...
كان فهد ينتظرهما بالسيارة فلم ينام كلا منهما منذ امس وهم يعملوا على ايجاد ذلك الجوناس...
استقل آدهم السيارة بجانبه وجميلة بالخلف وانطلق فهد سريعا قائلا اليه بزفر : عملت ايه !؟!..
-آدهم بتنهد وتوعد : لقينا عنوانه.
_فهد بسرعة : وساكت ما تقول بسرعة !؟!
-جميلة بسخرية : البيه واخدله ڤيلا على طريق سيناء...بينها وبينه كام كيلو.
_غير فهد اتجاه طريقه لليمين ويقول بغضب : لو فى اخر بلاد المسلمين ورحمة امى ما انا سايبه.
_آدهم بتنفخ وجدية : غير طريقك.
-فهد بتعجب وغضب : نعم !؟!
_آدهم بحدة : قولت غير طريقك وارجع زى ما كنت..
-فهد بعصبية : انت بتقول ايه !؟!..ولادنا مخطوفين وانت باا..
_تنفخت جميلة وقاطعه قائلا : بص فى المراية وشوف اللى ورانا وانت تعرف.
-نظر فهد مثلما قال...فوجد سيارة سوداء تتبعهم..
فقال له بغضب : متراقبين !؟!
-آدهم بسخرية وزفر : انت فاكر ان الكلب دا هيسيبنا!؟!..
_فهد بتنفخ وتوعد : اما وريتك يا عثمان انت وبنتك مبقاش انا فهد.
-جميلة بتفكير وجدية : لا لا...عثمان ميعملش كدا...اكيد الزفت الكبير دا هو اللى بيحركه وعمل فينا كل دا..
_فهد بحيرة : بس هو مين جوناس دا !؟!...وليه سليم عايز يوصله او يظهره قدامه...وليه يعمل فينا كدا من اصله !؟!
-آدهم بجدية : سليم بس اللى يقدر يجاوبنا عليه السؤال دا...ادينا رايحينله وهنعرف.
_جميلة بتنفخ وحيرة : معقولة أسامة يعمل كدا !؟...
يخطف ولادنا وبنت اخوه ويسلمهم للحيوان دا بإيده!؟..انا مش قادرة اصدق.
-فهد بعصبية:متجبليش سيرته قدامى..دا واحد حيوان وحقير وندل...خاين للعشرة ودم معتز بيجرى فى دمه متوقعة منه ايه !؟.
-آدهم بزفر : انا برضو مش قادر  اصدق انه عمل كدا...بس وشه ظهر فعلا مع رجالة اللى خطفوا الولاد من البنات.....معقولة يكون معاه بجد وخدعنا !؟؟
_فهد بزفر ساخراً:للاسف شكله كدا...احنا بس اللى مش قادرين نصدق انه خاين.
_آدهم بتنهيدة : المشكلة دلوقتى فى سليم...دا ممكن يقتله فيها لما يعرف اللى حصل..
_جميلة بحزن بعدما تذكرت مكالمة سليمة بالامس لها واخبارها بما حدث لدامر.قلبها يصرخ لكى يفيق ويبقى بجانبها قائلة لهم بزفر : تفتكر نقوله على دامر !؟؟
-نظر آدهم الى فهد بحيرة وصمت...ثم زفر فهد قائلا :لازم نقوله...هى خربانة على دماغ الكل مش هتيجى عليه يعنى.
-آدهم بتوعد وشراسة: اه لو امسك اللى بيعمل فينا كل دا...لاخلى سنين امه كلها سودة.
_فهد بتوعد وشرار : دا انا هخلى أيامه ملهاش ألوان جوناس الكلب دا.
-جميلة بتساؤل له : هما راجعين امتى !؟
_فهد بزفر : زينة بالليل كلمتنى واجبرتنى انى انزلهم مصر بسرعة..الحمدلله انى لقيت طيارة وزمانهم وصلوا دلوقتى..
-آدهم بدهشة : انت قولتلها !؟!
_فهد بسخرية : مش بقولك خربانة على دماغ الكل...طبعا قولتلها..وهما اساسا كانوا هينزلوا ولا مش عارف قلب الأم الحنين !؟؟
-زفر آدهم قائلا : ربنا يستر.
****★★★****★★★****★★★****
_بالمشفى_
توقفت السيارة وترجلت منها زينة سريعا وبالطبع دموعها تنزل...تابعنها الباقية وكلا منهن قلبها يؤلمها على ما حدث للأبناء بغيابهن..
وصلن الى الطابق المحدد...ورأت سارة زينة فقالت بلهفة وهى تركض لها : ماما..
عانقتها زينة بلهفة وخوف....كذلك سليمة وعلياء وديمة..عانقن والداتهن..
ابعدت زينة سارة قائلة بلهفة ودموع : سارة...ايه اللى حصل !؟!...ازاى كل دا حصل بيوم واحد !؟....دامر فين...ساهر..بدر.عايزة اشوفهم...سليم في...
-سارة بحزن قاطعتها : اهدى يا ماما ارجوكى...ان شاء الله كل حاجة هتتعدل وهيبقوا بخير والولاد يرجعوا.
_زينة بلهفة وخوف : بدر فين !؟؟...
-سمعت صوت من خلفها يقول بهدوء : زينة !!!
_استدارت زينة سريعا من صوته المميز..ثم تحركت سريعا نحوه...وعانقته بدفئ ....فعانقها بدر بقوة ودفن رأسه بحجابها وكم كان يحتاج لذلك الحضن ليسانده.
طال عناقه لها لدقائق فهو قد اشتاق لها كثيرا..
ثم ابتعدت عنه بعد ان مسحت دموعها لتبقى قوية بجانب أبنائها فهم يحتاجون اليها الآن لا وقت الضعف...وضعت يدها على وجنته بحنان وخوف : حبيبى انت كويس !؟
-اومأ بدر بهدوء بابتسامة باهتة كثيرا على غير العادة مبهجة ومرحة فقد انطفأ بريق وجهه من الحزن على اخوته..قائلا : وحشتينى.
-ابتسمت زينة ثم امسكت يده بحب مقتربة منه قائلا ببعض المرح وقوة لم تعرف مصدرها : وانت كمان....ممكن اعرف بقى ليه الحزن اللى على وشك.دا !؟!.....اول مرة اشوف وشك مضلم ومش بيضحك...
وبعدين انت اكتر واحد المفروض يكون قوى ويضحك.
_بدر بسخرية وهدوء : اللى بيدونى القوة دى مش معايا ولا وقفين جنبى..
-زينة بابتسامة مرحة : ماهما طول عمرهم جنبك وفى ضهرك...ساندينك من كل ناحية ...دلوقتى جه دورك انك تسندهم وتقف جنبهم......و...
قاطعها عندما جذبها بدر اليه ويعانقها هو.....حيث انه يعرف ما حالتها الآن وما تخفيه خلف تلك القوة من ضعف وبكاء....صدق قوله....وانفجرت زينة بالبكاء الهستيرى بخوف أمومى يصم الآذان...
تتعلق به بقوة كأنها تخاف فقدانه.قائلة بلاوعى و.دموعها تنهمر بقوة بشهقات مزقت القلوب : ليه !!....ليه يا بدر !!...ليه يعملوا فيا كدااا !؟؟...
عايزين يرجعوا الوجع فى حياتنا تانى ليه !.....مين هماا!؟؟....لييه !؟.....يااااارب...
_تعالت صيحات بكائها بهستيرية ولا تتوقف عن الحديث...شعورها بالضعف والألم يكاد بقتلها.....
ولا يختلف حالها عن الباقية التى انهمرت دموعهن بمرارة على ما يمروا به.....يضمها بدر بقوة ويحاول التماسك أمامها رغم عيناه اللامعة بالدموع آبت النزول
ابعدها عنه بعد ان احاط وجهها بين راحة يديه يمسح دموعها باصبعيه ليحاول تهدأتها قائلا بنبرة حانية : هششش...أهدى يا أمى.....هيبقوا بخير....والله العظيم هيبقوا بخير وهنعدى من كل دا....بس انتى لازم تبقى قوية اكتر من كدا....مينفعش كلنا نضعف بوقت واحد....عشان خاطرى خلى أملك بربنا كبير..
-تنهدت زينة بألم فهو محق بحديثه....اومأت برأسها بهدوء وهى تمسح دمعاتها بيدها....ثم قبلت جبينه بابتسامة باهتة دامعة.....
جاءت الممرضة تخبرهم بلهفة : الدكتور ساهر فاق..لازم حضراتكم تيجوا معايا بسرعة.
-ذهب الجميع معها بسرعة ولهفة...
___بالغرفة التى بها ساهر___
منذ ان استعاد وعيه وهو يشعر بتحسن بجسده....يريد ان يقف ليترك ذلك الفراش اللعين.....تحاول سمارا ان تجعله لا يقف بسبب شعورها بالقلق والخوف من ان يمسه مكروهاً..لكن بدون جدوى......وما ان نفذ صبره..حتى دفعها بحدة عنه صارخا بغضب اعصارى : سمارا قولت ابعدى انتى مبتفهميش !؟..
-وقف عن الفراش بغضب.متجهاً الى كنزته ليرتديها...
تماسكت هى أثر دفعته قائلة اليه بخوف ولهفة : بلاش يا ساهر...عشان خاطرى مش عايزاك تتأذى..
_ساهر بغضب : انا فعلا هتأذى لو فضلت هنا ثانية واحدة واولادى مش جنبى...
_سمارا بقلق ودمع صارخة : وافرض جرالك حاجة ساعتها انا هعمل ايه !؟!.....ثم مين هما دول اللى عمالين يأذوا فينا واحد ورا التانى !!....ساهر اسمعنى ااا
-نظر اليها ساهر بحدة وعصبية هاتفاً : اسمعى انتى يا سمارا...انا هخرج من هنا ومش هرجع الا بأولادى ومحدش هيقدر يمنعنى حتى لو تعبى..
-سمارا بدموع : ودامر هتسيبه !؟
-زفر ساهر بألم وحيرة على ما يحدث وايضاً لقلقهِ على شقيقه ...لكن ليس أمامه حلا أخر قائلا بجمود وعيناه لمعت بالدموع : لازم اسيبه دلوقتى......
اقترب منها حتى وقف امامها وامسك يدها متابع بألم : سمارا ارجوكى متزوديش وجعى وحيرتى.....ربنا عالم بيا ومش هيوجعنى بأخويا....هو قوى وهيقوم بالسلامة بإذن الله....بس ولادنا صغيرين ومش هيقدروا على الكلاب دول.....عشان خاطرى اهدى...انا هبقى بخير لما يبقوا قدام عينى..
قبل يدها...وهى تبكى بصمت.....ولج الجميع الى الغرفة....ورأى ساهر والدته...فنظر اليها بصمت...ثم تحرك وقبل رأسها...متخطيا اياها الى خارج الغرفة بسرعة.....ركض بدر خلفه ومعه جاك وعمر.....امسك بدر يد ساهر قائلا اليه بلهث وجدية : هاجى معاك..
-ساهر بزفر : بدر ما..
_قاطعه بدر باصرار شديد : متحاولش يا ساهر...هاجى معاك..
-عمر بجدية : مستحيل نسيبكم فى الوقت دا...
_نظر اليهم ساهر ورأى الاصرار بعيناهم فلم يتحدث.
*****★*****★*****★*****★*****
_بالمنزل حيث يوجد ليث وزين_
فتح زين باب الغرفة وملامحه جامدة فهو لم يخرج منذ امس لكى لا يحتك به..
نظر حوله علا يجد شقيقته ليذهبا من هنا...لكن وجدها تجلس بجانب ليث تعانقه امام التلفاز وتضحك معه...
شرد زين حينما كان يجلس معه كما تجلس ريم تعانقه وتضحك بجو لا يخلو من المزاح والدفئ...وكم اشتاق لتلك اللحظات !!....لكن تمالك ذاته متنهداً بغضب فهو لن ينسى فعلته المؤلمة به..
حتى قال بحدة وجمود : ريم ...
-انتبه الاثنان اليه وتلاشت ابتسامتهم بهدوء....اعتدلت ريم قائلة اليه باستغراب : نعم يا زين !!!؟؟..
-زين بحدة وغضب : قومى عشان هنمشى من هنا..
_رفع ليث حاجبه ببرود وعيناه لا تحيد من عليه..
زفرت ريم بتزمر قائلة اليه : بس انا عايزة اقعد من ليث ازاى هنمشى !؟!
_زين بحدة : انا قولت تعالى مفيش قُعاد هنا مع دا..
-تنفخت ريم بعناد قائلة : لا هقعد يا زين عشان هو وحشنى والحمدلله انه عايش عشان نتجمع ولا هو مش وحشك يعنى !؟!
انتابه التوتر  من هذا السؤال لكن تنفخ بغضب متجهاً نحوها ومد يده لك يجذها قائلا : ريم انا قولت اا..
-امسك ليث يده قبل ان تلمسها بقوة.رامقاً اياه ببرود وسخرية : ريم مش هتتحرك من هنا طالما انا مسمحتش ليها....نفس الكلام ينطبق عليك انت.
_زين بعد ان ازال يده بحدة قائلا بغضب وسخرية : لا واضح انك فاكرنى لسه زين الصغير يا استاذ ليث اللى هتقدر عليه.....خليها معاك اشبع بيها يمكن توجعها هى كمان زى ما وجعتنى..
ثم تحرك نحو باب المنزل بغضب....وضع يده ليفتحه..لكن وجده مغلقاً...حاول ان يفتحه مراراً وتكراراً لكن دون جدوى...يتابعه ليث بابتسامة ماكرة وبرود..
.فهو يعرف انه اخطأ لكن سيحاول جاهداً إصلاح ذلك الخطأ ليعود اليه اخيه حتى ان اضطر للاجباراً...
اغمض زين عيناه يكبت غضبه بصعوبة وهو يسمعه يقول بتنهيدة ومكر : متتعبش نفسك يا زين عشان مش هتخرج من غير إذنى..
-استدار له زين صارخاً بعصبية وحدة : انا مش صغير عشان تحبسنى.....افتح الباب ..
_ليث ببرود ويرتشف مشروبه : لما تهدى الاول..
-زمجر زين بعصبية واوقع مزهرية على الارضية ادت الى تهشمها بقوة...بقى ليث ثابتاً يتابعه بصمت...
اذدردت ريم ريقها هامسة اليه بخوف : ليث ارجوك خليه يخرج والا والله هيكسر البيت على اللى فيه..
_ابتسم ليث على حديثها قائلا اليها بمكر : متقلقيش...بكرة يعقل ويرجع زين اللى اعرفه.
_زين بعصبية وتنفخ : اقسم بالله لو مفتحتش الباب دا دلوقتى انا مش مسئول على اللى هيحصل.....
_ليث بسخرية وبرود : وانا كمان مش مسئول على اللى هيحصل....وعناد بعناد يا استاذ زين.
ازداد غضبه ولم يحتمل الوقوف امامه وليس بمخيلته الا فعلته به وألمه منه....بدأ بتكسير كل ما يقابله يده ويصرخ له لكى يخرج حتى اصبح المنزل بفوضى.....لم يتحرك ليث قيد انملة وملامحه باردة بجانب تلك الابتسامة التى ازادت غضب زين وشراسته......اختبائت ريم خلف ظهر ليث وتتعلق به بخوف قائلة بتزمر وغيظ بداخلها : انا قولت دى عيلة مجانين محدش صدقنى...
تحرك زين نحو غرفته مرة اخرى واغلق الباب بعنف وعصبية كادت ان تكسره بعد ان اخرج ثورة غضبه بالمنزل.....ولم تزول تلك الابتسامة على وجه ليث بل ازدادت مكر وتسلية متنهداً بحرارة..فيبدو ان القادم لن يمر بسلام يا صغيرى....لكن مهما فعلت..لن استسلم حتى تعفو عنى لنَعُد الى سابق عَهدُنا...
*****★****★*****★*****★*****
_بالمنزل حيث يوجد سليم_
فتح سليم عيناه ...واستعاد وعيه تدريجياً...
نظر حوله وهو يشعر ببعض الألم بجرحه لكن تجاهله.
خرج من الغرفة ببطئ.....فرأى أميرة تجلس على سور الشرفة تهز ارجلها بطفولة وهى تأكل احد الثمرات بنهم وشراسة...عيناها تشع شرارة اتجاه ديالا التى تجلس اسفل شجرة بالحديقة تسند رأسها عليها بشرود وصمت..كأنها بعالم آخر...
توجه سليم نحو أميرة حتى وقف خلفها وظهرها له قائلا بزفر : أميرة..
-أميرة بعدم انتباه وعيناها لا تحيد عن ديالا بشراسة وشرار وهى تأكل ما بفمها : مش فاضية...خليك فى حالك.
_سليم بحدة جعلتها تنتفض بخضة : أميرة !!..
...استدارت ناظرة اليه بخضة، وقفت امامه بسرعة وانتباه قائلة بلهفةواحراج : سليم باشا....احم...حمدلله على السلامة يا فندم...اخبارك ايه تمام !؟..الحمدلله والله طمنتنى طب انت باا.
_سليم بنفاذ صبر وحدة قاطع ثرثرتها : بس.
صمتت أميرة على الفور بتزمر....فتابع سليم بتنفخ لكى يهدأ : مينفعش تعدى دقيقة معايا من غير ما تصدعينى !!....حرام عليكى دماغى هتروح...
-أميرة بتزمر كالاطفال : حضرتك لو مدايق منى خلاص...كلم جميلة باشا وخليها تشوف ملازم اول غيرى يساعدك هاه !؟!....واقولك بالمرة كمان رجعنى لابويا فى سينا عشان يجوزنى ويقعدنى من الشغل وارتاح واريحك واريحه واريح البشرية من همى..ايه ياربى ده !؟!..
-ضغط سليم على شفتيه يكتم انفجار غضبه عليها...
ثم رفع يده المضمومة بغضب قائلا اليها بزفر وغضب وهى تراجعت خطوة بخوف وقلق.. : شايفة !؟...ايدى عاملة ازاى !!...مش عارف يعنى....اخنفك بُونية ارقدك فى الارض ولا اعمل ايه !!
-أميرة بخوف وتزمر : قولتلك دى عادة فيك من اول يوم شوفتك فيه وشوفتنى ولازم تتعالج..ذنبى انا ايه بقى !؟!...
_اغمض سليم عيناه بعدم تحمل يكبت غضبه بصعوبة من الفتك بها قائلا : أميرة...امشى من قدامى....يلا يا ماما..عشان متغاباش عليكى..
-أميرة بتزمر وغيظ : خلاص همشى ما انا خلاص فى الكام يوم دول مباخدش غير التهزأيق والكبت منك يا باشا....بس ممكن سؤال وسأرحل على طول !!!
_سليم بعدم تحمل وتنفخ :نعم !؟؟
-أميرة بتساؤل : هو انا لما قولت لحضرتك على اخوك ساهر انه اتسمم...ليه مروحتلوش الاول قبل ما تروح لليث باشا وتروحوا للصياد ودامر !!؟
_سليم بتنهيدة : كان لازم افهم من أسامة الاول ليه عمل كدا بس للاسف معرفتش.....انا كنت متابع حالته مع الدكتور بالتليفون واكيد دامر والشباب هيكونوا هناك معاه....كان لازم اريح قلبى من الحيرة والصدمة من اللى ابنى عمله وانه كان هيقتل اخونا بإيده لولا الواقى...بس ياريتنى ما عملت كدا.
_أميرة بدهشة وزفر : قصدك انك قبل ما تيجى هنا والعقربة دى تضربك بالسكينة..كنت مع أسامة !؟؟
_اومأ سليم بهدوء يحمل بين طياته الألم وتذكر مقابلته معه..
### فلاش باك ###
توقف أسامة بالسيارة امام قصر جوناس. بعد ان استطاها الهروب من ذلك المكان وقال لعثمان بزفر : انزل انت انا عندى كام حاجة كدا وهرجع بعدين..
ترجل عثمان بضيق من السيارة وما ان ولج  الى القصر حتى انطلق أسامة وهو يشعر بالغضب لان ذلك الدامر لم يمت......اما عن عثمان فرأى جوناس داخل المنزل بمكتبه يأمر احد الحراس بجدية ان يراقبه جيداً....وبالفعل انطلق سيارة خلف أسامة لكن بمسافة بعيدا ولم ينتبه لها الآخر بالمرة...
رن على أحد رجاله قائلا اليه بجدية : هما فين !!.
_الرجل بزفر وجدية : البنات مع الاولاد قاعدين تحت فى الكافتريا والباقى فوق..
-أسامة بجمود.: عينك عليهم متنزلش لحد ما اوصل..
اغلق الهاتف معه..واكمل قيادته حتى ابتعد كثيرا عن القصر.......فجأة ضغط على المكابح عندما توقف أحدا
بسيارته امامه قاطعاً طريقه....وهذا لم يكن الا سليم..
ترجل سليم من سيارته بجمود وهو يتجه اليه..
كذلك أسامة اغلق باب سيارته ووقف ببرود وملل لكن نظراته تشع شرارا وكُره اتجاه الآخر..
قائلا ببرود : عرفت مكانى منين !؟
_سليم بسخرية بعد ان توقف امامه قائلا : اذا كان عرفت القرد مخبى ابنه فين..مش هعرف مكان اخويا فين !؟
-أسامة بضيق وكُره : ياريت بس بلاش كلمة اخوك دى عشان زهقت منها..
_سليم بعدم استيعاب لنظراته القاتلة وتساؤل : أسامة فيه ايه !؟....ايه اللى انت بتعمله دا !!
_أسامة بابتسامة سخرية : عملت ايه ؟؟!....ما تبطل تمثيل بقا واكشف عن وشك الحقيقى يا ابن المالِك.
خلاص جرايم قتلك اتكشفت وجه وقت الانتقام..
-سليم بعدم تصديق : جرايم ايه وهبل ايه !؟....انت مستحيل تكون بتخدعنى...عشان مفيش حاجة اصلا انك تعمل كدا...
_أسامة بحقد : لا فيه...فيه انى اشوف اللى قتل ابويا عايش معايا وجنبى طول السنين دى متهنى وف سلام ولا كأنه قتل حد....فيه انك قتلت مراتك بدم بارد وعايش مع بنتك ومخبى عليها عشان تفضل كويس فى نظرها.....كل دا وفاكر ان مفيش حد هيقدر ينتقهم ليهم منك !؟....لا يا سليم باشا...جرايمك مش هتفضل مدفونة ومحدش يعرف عنها حاجة وحق اللى ماتوا دول هيرجع منك انت وعيلتك...واحد واحد...حتى لو بالموت.
_كان يستمع له سليم بعدم تصديق..كأنه بحُلمً وسيفيق منه الآن...لكن لم يحدث...
تابع أسامة حديثه بسخرية : مش مصدق صح ؟؟...
معلش اصل الخداع اللى ييجى من اقرب الناس بيموت.
سليم بانفجار صارخا به بعصبية ودفعه بصدره بقوة : انت بتقول ايه !؟؟.....انتقام ايه وزفت ايه !؟...
لو حد له انتقام يبقى انا...انا اللى اتوجعت مش انت...
انا اللى بعدت عن اهلى عمره كله بسبب ابوك مش انت..
ابوك دمرلى حياتى وخلانى اكره أمى وكان من حقى انتقم منه حتى لو هقتله بس ربنا مرضاش بكدا ومنعنى قبل ما ارتكب الجريمة دى......كان ممكن بعد مماته ارميك انت واختك فى الشارع ولا ليا دعوة بيكم وبكدا ابقى رديت حقى وانتقامى......لكن انا معملتش كدا ولا عمرى فكرت بكدا ولو بالغلط......بالعكس حبيتك انت وسارة واعتبرتكم اخواتى بعد ما يأست انى ارجع لاخويا تانى.....قربت منكم وربيتكم لانكم عوضتونى عن غيابه......دخلتك بيتى وسط عيلتى لانك اخويا وابنى قبلهم اللى مشكوش ولو لحظة ان دمك زى دم ابوك مخادع وقذر....ربيتك لحد ما بقيت واقف قصادى راجل يعتمد عليه ولسه بتمنى انى اشوفك عريس وعندك اولاد...حتى اولادك كنت هشيل همهم زى ما بشيل همك......تيجى انت فى الاخر وتخدعنى !؟!..
عايز تقتل اخونا !؟.....تنضم لاعدائى اللى كل أملهم انهم يكسرونى انا وعيلتى !؟.....تتهمنى بقتل ابوك ازاى !؟؟
ازاى ومن انهى اتجاه....انا مش هسألك على ريماس ماتت ازاى لانى مش خايف من الاجابة وانا قتلتها فعلا
وعارف ان اكيد الكلب عثمان هو اللى قالك عشان يضمك لحسابه...وكمان جوناس الحقير اكيد له علاقة...بس انت.....ازاى تصدقه وتخدعنى يا أسامة !؟؟....ازاى تنتقم لابوك بعد كل اللى عمله فينا وعرفته...طب وفهد......ومالِك تؤامك وصاحبك.....ازااااااى !؟!
-صرخ أسامة بعصبية وشرار : عشان شوفت الدليل انك قاتل.....قتلت روح يا سليم....قتلت اللى من دمى ...قتلت ابويا وحرمتنى منه من صغرى.....ايوة غلط بس انت كمان غلطت....غلطت لما قتلته....غلطت لما خبيت علينا عشان تفضل بنظرنا اخونا الكبير اللى مبيعملش حاجة غلط وفاكر ان عملتك دى هتندفن فى الارض....بس لا يا سليم دا مهما كان ابويا ومن دمى...
بتقول انى ابنك واخوك ازاى !!...لا فيه دم بينا ولا صلة اصلا ....بس هو ابويا....انت قاتل يا سليم مرتين...
مش عارف ازاى عايش مرتاح كدا ولا كأن حصل حاجة !؟؟.....انا بستحقر نفسى انى عرفت واحد قاتل زيك وعشت معاه يا ابن المالِك..
_صدى صوت صفعة قوية هبطت على وجنته اليسرى جعلت وجهه يستدير وهو مغمض عيناه من يد سليم الذى لم يحتمل سماع كلمة اخرى تخرج من فوهه....لذلك صفعه للمرة الاولى بحياته عله يفيق مما هو عليه....ساد الصمت الأرجاء الا من صوت الانفاس.
-سليم بعدم استيعاب وادمعت عيناه قائلا : انت حقير..
حقير...
تراجع خطوات للخلف..وهو ينظر له بخذلان وصدمة لم يتوقع ان يحدث ذلك ولو بأحلامه....
استدار لكى يرحل من امامه قبل ان يقتله حياً....
انطلق بسيارته بسرعة الرياح وهو يتنفس لكى يهدأ من نوبة الألم والصدمة...والخذلان بآن واحد...
رفع أسامة عيناه على سيارة الآخر وهى ترحل....ملامحه توحى بالانفجار من الغضب وعيناه حمراء للغاية متوعداً له بالهلاك...
#### باك #####
فاق سليم من شروده بخضة بسيطة واضعا يديه على أذنيه عندما صرخت تلك المجنونة. : سليم باااااشااااااااا..
_سليم بنفاذ صبر وغضب : فيه ايه يا بنت المجنونة !؟
-أميرة بتزمر : ربنا يسامحك..انا هحترم السنين اللى بينا وانت الاكبر ومش هرد عليك..قولى بقا كنت سرحان فى ايه !؟
_سليم بحدة وعصبية: انتى هتصاحبينى.....اتنيلى خشى كلمى ساجد خليه ياجى.يغيرلى ع الجرح.
-تنفخت أميرة وهى تتخطاه لتولج الى الداخل وتتمتم بغضب : ملقاش غير ابو طويلة دا اللى يجيبه صبرنى يارب.
-نظر سليم بعيداً ورأها تجلس اسفل الشجرة بالحديقة شاردة .بل انها لم تنتبه لهم.....زفر سليم بغضب لتذكره ما فعلت به وجعلته طريحاً للفراش وليس بجانب أشقائه....لكن تذكر ايضا حالتها عندما وعيت لما فعلت معه....لا يعرف لما رق قلبه عندما رأها بالكاد ان تفقد السيطرة على ذاتها كأنها رأت ذلك المشهد من قبل...
جحطت عيناه بصدمة....ماذا.!...رق قلبه !!...
كيف ذلك سليم ؟!...تلك اللعينة لا تستحق ايا من الشفقة...لكن ايضا لقد رأيت لمحة الحزن وألم بعيناها تحاول اخفائه بشدة..من الممكن ان يكون بسبب إبنها...
لكن كيف وهى مذنبة !؟......كذلك من الممكن ان تكون مجرد ضحية لوالدها واللعين الآخر...
يا الله ما هذه الفتاة !!؟...
تنهد وهو يتحرك اتجاها...حتى وقف امامه يطالعها بصمت ويحاول ان يعرف من هى !!...لكن بائت محاولاته بالفشل فهو يشعر بالغموض اتجاهها..
حتى قال بنبرة جامدة : بتفكرى فى ابنك صح !؟
_انتبهت له بعد ان فاقت من ذكرياتها مع ماريا وتلقائيا نظرت اليه جاحطة عيناها بصدمة..
فابتسم هو بسخرية وتابع : كنت متوقع..
-تنهدت ديالا قائلة بجدية لكن عيناها تائهة بضياع رأه سليم وازداد تعجبه من تلك الفتاة : انت عايز ايه !؟
_تنهد سليم بعد ان جلس بجانبها يسند ظهره على الشجرة قائلا بسخرية بدون النظر اليها : عايز احرقكم.واخليكم مجرد رماد على الارض..
تقدرى تساعدينى !؟
_ابتسمت هى بسخرية متنهدة بحرارة : للاسف مفيش حد يقدر يحرق نفسه بإيده...
-سليم بسخرية وزفر : لو ما حرقش هو نفسه من البداية...يبقى هيتحرق من كل اللى حواليه...وبردو هيكون بإيده.
_نظرت اليه ديالا طويلا بعد ان فهمت ما يقصده....فزفرت قائلة : طبيعى الواحدة هتعمل اى حاجة عشان خاطر ابنها حتى لو اضطرت تقتل..
_سليم بسخرية : هى مش كانت بنت عمتك فى الاول دلوقتى بقا ابنك !؟..
-ديالا بزفر وجمود : انت كان قصدك ايه انها كانت فى حضن غريب  !!....ولا انت بتخلق اى سبب عشان تبرأ نفسك من قتلها..
_سليم بسخرية : وانا هعمل كدا ليه أساسا !!...انا عملت اللى يرضى ضميرى وربنا والعدل.....تصدقوا متصدقوش..دى حاجة خاصة بيكم..
-ديالا بشرود وحيرة : ازاى.لو كانت هى الغلطانة..طب والڤيديو !!..
_سليم باستغراب :ڤيديو ايه !؟؟
-ديالا بزفر وسرعة بعد ان نظرت اليه : ريماس قبل ما تموت كانت مصورة ڤيديو فى المستشفى بتتهمك فيه انك قتلتها وكمان الدليل ڤيديو وانت بتضربها بالنار فى البيت بتاعكم متصور من كاميرات المراقبة...
_نظر سليم امامه يحاول تصديق كلماتها..ثم نظر اليها قائلا : ازاى !؟....صورت نفسها ازاى وانا قتلتها !؟؟.....مستشفى !...معقولة تكون.......سندس !!؟
-ديالا بسخرية وغضب : ايوة..طلع بقا ناس جديدة واديها التهمة لغيرك....بس متحاولش يا سليم يا ابن المالِك....ورحمة ريماس لهنتقم منك انت والكلب جوناس دا..
-سليم بغضب : انتى شكلك مجنونة ومش عايزة تفهمى حاجة خالص....وانا اللى كنت بفكر نتحد انا وانتى وندمر الحيوان دا..بس شكلى كدا غلطت وهدمرك معاه...وهحاسبك على كل حاجة عملتيها وضربك بالسكينة ليا مش هنسى.
_ديالا بغضب وتحدى : مش هتقدر...وهفضل أئذى فيك لحد ما انتقم منك...اما جوناس فدا حسابه زاد معايا ومش ههدى الا لما اشوفه بيتدمر قدامى ومحدش هيقدر يقف قصادى مهما كان مين..
-سليم بغضيب وسخرية : مش لما تفلتى من تحت ايدى الاول ابقى اتكلمى وهددى يا ديالا هانم..
_ديالا بعصبية : ههرب منك غصب عنك وهتشوف يا ابن المالِك..
ثم كادت ان تقف...لكن تعركلت قدامها...فوقعت على سليم بشهقة وخضة.....احاطت خصلات شعرها الاسود الكثيفة وجوههم المتقاربة...ولاول مرة...يلاحظ سليم جمال عيناها المختلفة الساحرة....وسرح بها بلا وعى من شدة جمالها....كذلك هى نظرت بعيناها الى عينيه الشديدة السواد كالليل الكاحل....لم تعرف ما نسمة الآمان التى لافحت قلبها ما ان تعلقت انظارهم !؟..
لكنها تشعر بشعور غريب ليس مفهوماً بعيناه....دفئ....آمان.....ألم...احتياج.....قوة وكبرياء....كل ذلك بعيناه السوداء....
رأى هو بعيناها ما تخفيه من ألم...وجع...خوف....ضياع..تائه لم يجد ملجأه..غريق لم يجد طوق النجاة من المياه
قرأ عيناها بسهولة وقد شعر بأن لتلك الفتاة رواية غامضة يجب كشفها.....لكن ايضا شعر بأنه يريد ان يصلها الى بر الآمان....ان يجد لها موطنها....
لا يعلم بأنه سيكون لها الموطن لتصبح هى أسيرة لدى قلبه ليخوضا معاً معركة الآلام الماضى فينتهى بهما الآمر الى الأسر خلف أسوار العشق..
دامت نظراتهم لدقائق كأن الاثنان يحاولون فهم أعين الآخر وما تخفيه....
لكن فاقا على ركض تلك المجنونة نحوهم بصراخ غاضب : سليم باشاااااااااااااا...
انتبهت ديالا الى وضعها وانها تعتليه على الارضية...
فحاولت ان تقوم لكن تأوهت بألم لتشابك خصلاتها بغصن الشجرة....فحاولت ان تزيله بتنفخ.. فتفاجأت به يمد.يده ويزيل خصلاتها من الغصل وهى ما زالت تعتليه....جذب خصلاتها بحدة طفيفة...فتأوهت أكثر...
ثم وقفت عنه بتنفخ وتوتر وهى تعدك خصلاتها خلف أذنها....وقف سليم ايضا وهو يضع يده على الجرح..ويتنهد ليهدأ مما كان به...
ثم لاحظ أمرة تقف تفتح فمها رافعة حاجبها بغباء وهى تنظر اليهم بتعجب..
_سليم بحدة بعد ان تمالك نفسه : فيه حاجة !؟؟
-فاقت أميرة بخضة قائلة اليه بغيظ : ما كنت ماشى كويس ياخى....عموما آدهم باشا ومرات اخوك وتقريبا صاحبك وصلوا برا..
_زفر سليم قائلا بجدية وهو يشع ان جرحه قد بدأ بالنزيف : طب وساجد !؟!
-أميرة : بعتله رسالة من تليفونك بس مش هيقدر ييجى....
_اومأ سليم رامقاً ديالا نظرة اخيرة ثم تحرك نحو المنزل ويكبت ألمه بصعوبة...
أميرة اليها بتساؤل بغباء وفكاهة : هى عينيك دى زرقة ولا عسلى اصلى انا شايفة واحدة كدا وواحدة كدا..
_ديالا بتنفخ وغيظ : بقولك ايه...هو انتى مش طايقانى من الصبح خليكى على موقفك وابعدى عنى انتى كمان..
رمقتها بغضب ثم استدارت ولاحقت بسليم...وبقيت ديالا تفكر فى حديثه من ان تتحد معه...
_بداخل المنزل_
نظر فهد اليه وهو يأتى نحوه بغضب وتنفخ : عاش من شافك يا استاذ...لا مكالمة ولا تليفون ولا حتى رسالة..
-آدم بغضب وسخرية : سيادتك سايبنا نضرب نقلب عليك وفى الاخر انت هنا !؟...
_جميلة بعصبية : ما كنت تستنى لما يخلصوا علينا بالمرة حتى كانت كملت !؟
_سليم وجلس على الاريكة بزفر وسخرية : حضراتكم عندكم مصايب تانى..اتفضلوا احكوا..
-آدهم بغضب : الولاد اتخطفوا..
_فهد بعصبية : دامر اتضرب بالنار...
-جميلة بغضب : أسامة خدعنا وهو اللى خطف الاولاد كلهم..
_وقف سليم بصدمة وعصبية قائلا بعلو صوت : نعم يا اخويا انت وهو !!....وانتو كنتو فين  من كل دا !؟!
-فهد بغضب : انت اللى كنت فين من كل دا !؟؟
زفر سليم بغضب لكن من داخله قلبه يتآكل ألماً وقلقاً على تؤامه..وايضا ابنته واولاده بين يدى هذا اللعين..
حقاً لن ارحمك يا جوناس...
..تبدلت ملامحه الى الغضب وعيناه امتئلت بشرارات الانتقام النارية لما فعله ذلك اللعين بعائلته وتؤامه....
_أميرة التى تتابع ما يحدث بصمت...قائلة بسخرية وتمتمة استمع لها الجميع : كان مضروب بالسكينة عشان تكمل..
-نظر لها الثلاثة بصدمة وسليم بشرار وتوعد..جعلها تبتلع ريقها ثم رحلت بصمت...
فهد بغضب وقلق : سكينة ايه !!....انت كويس !؟!
_فتحت أميرة الباب بسرعة وولج ساهر والباقية...
قائلا اليه بسخرية حينما استمع لجملته : هو فيه حد فينا كويس يا فهد !؟؟
-آدهم بحدة : انت ايه اللى خرجك..وايه اللى جايب معاك دول !؟
_سليم بغضب رغم خوفه الشديد على تؤامه: انتو سيبتوا دامر لوحده فى المستشفى !؟..
-جاك بزفر : كلمت مالِك هيروح هناك يقعد معاهم وجواد كمان هناك....دلوقتى الولاد لازم نرجعهم.
كاد سليم ان يتحدث بحدة ليجعلهم يعودوا ادراجهم...لكن تنفخ آدهم مقاطعاً اياه :خلاص يا سليم هما معاهم حق لازم الولاد يرجعوا......وكدا كدا احنا عرفنا مكان الحيوان دا يعنى مش ناقص غير اننا نرجعهم.قبل ما حاجة تحصلهم..
_زفر بدر بتزمر قائلا :مش هيحصل ليهم هما..
-نظر اليه الجميع بتعجب وقالت جميلة باستغراب :قصدك ايه دول صغيرين ومش هيقدروا على اللى خاطفينهم !؟!
_نظر جاك الى عمر.بتفكير..ثم عمر الى بدر بصدمة..الذى كتم ضحكته وهو واثقاً مما قاله فهو يعرف ماذا سيفعل صغاره الوحوش  ان حاول احدا يقترب منهماقائلا بثقة ومكر : بس انا قلت مش هيحصلهم حاجة...
-نظر كلا منهما الى الآخر وقال سليم بتنهد : انا كدا اتطمنت على الولاد....
قالت أميرة بداخلها بدهشة وحزن : هما ازاى كدا !؟....مش خايفين على اولادهم الصغيرين والرجالة هناك زى الحيطة ازاى !؟!...مش خايفين للحيوان دا يأذيهم. !!...ياربى..دا زمانهم بيبكوا من الخوف ومحدش جنبهم......ربنا يستر يارب.
*****★*****★*****★*****★*****
_على الطرف الآخر_
رفعت جود زجاجة المياه لترتشف منها ببرود جليدى...وخلفها مشهداً لا يمكن وصفه من صراخ بألم .وزمجرة غاضبة ...
كان الحارسين بحالة لا يرثى عليها وهؤلاء الوحوش الصغار يفترسونهم.....حيث عندما ولجوا يأتوا لهم بالطعام...تطاول احدهم بيده على قمر حينما حاولت الخروج واوقعها ارضاً...فجحطت عيناها بصدمة وكذلك الباقية....لم تمر دقيقة حتى هجموا على الاثنان بزمجرة غاضبة كالأسود بعد ان أشارت اليهم جود بالهجوم وبقيت هى تراقب ببرود واستمتاع..
ريان يمدد الحارس ارضا ويعتليه ومعه الباقية...يلكموا بقوة وغضب....وانغرق وجه الحارس بالدماء بسبب شدة الضربات الحادة من ايديهم الصغيرة.....اما عن الاخر..يتحرك بعشوائية وهو يقف...تجلس قمر فوق كتفيه وتلكم وجهه بعصبية وتغرز اظافرها بوجهه حتى تركت آثار كثيرة عليه وهو يصرخ بألم ويحاول ان ينزلها...لكنها تلتصق به كالعلكة..وبجانب منهم يجلس ميلاد يضحك عاليا بطفولة وهو يصفق كأنه يشاهد فيلماً كرتونياً......قفزت قمر الى الارضية..ثم بكل ما تملك من قوة رفعت قدمها ولكمت الرجل بمنطقة اسفل المعدة بغضب...جعلته يميل الى الامام بألم شديد...ولم تمهله حتى اطاحت برأسها.جبينه..فمددته أرضا...واخذت تلكمه بمناطق مختلفة بقدمها بغضب....كان المكان يعمه الفوضى وكلا منهما يلكم بغضب...فمن يعبث مع احفاد المالِك يخطأ كثيراً....انهم كالوحوش المتفرسة.لا يرحموا من يعبث معهما....كلا منهم قد علمه بدر الدفاع عن نفسه وبعض الملاكمة ايضاً بدون ان يعرف احداً بذلك الا من صديقيه...
اغلقت جود زجاجة المياه بعد ان ارتوت...ثم استدارت لترى ما يحدث قائلة ببرود جليدى : خلصتوا ولا لسه !!
_ريان وهو يلكم بعصبية قائلا لها : دقيقتين وكل حاجة تخلص..
-تقدم نحوهم ولكمت بقدمها رئوس الحارسين بقوة قائلة لهم : كفاية عليهم كدا....
وقفت "قمر" وهى تلهث بشدة آثر ما فعلته تهندم خصلات شعرها المشعثة ببرود قائلة لمن ممدد ارضا بغضب :بقا انت يا مترين انت تمد ايدك عليا وفاكرنى هسكتلك !؟؟.....لا ياحبيبى يبقى أسال عليا كويس واعرف انا مين وابويا مين..واعمامى مين !؟
زحف الحارسين برعب منهما..حتى خرجا من المكان بسرعة...وقال ريان لهم بسخرية بعلو صوت حين ينفض ملابسه : ابقى عالج وشك كويس يا اخ.
-ليل بسخرية بعلو صوت : ولو عايزه يورم تانى احنا فى الخدمة..
_عمار وينفض يديه قائلا بسخرية بعلو صوت ايضاً : دا احنا عشرة يوم ونص ياجدع...
-صقر بسخرية وتريقة بعلو صوت : وابقوا تعالوا تانى..
نظر كلا منهما الى الآخر...ثم انفجرا بالضحك عاليا بانتصار ومتعة.....ضرب كلا منهما يده بيد الاخر..
_عمار الى ريان بضحك : احسنت يا محمد يا نمر.
-ريان بضحك ومتعة : وانت كمان يا فرغلى..
_ليل الى صقر بضحك : جامد  يا ديب..
-صقر بضحك بحسرة : انت ديب....انا فريش..
جلسوا مرة اخرى على الارضية وقالت جود بعد ان اجلست ميلاد على قدمها بضحك : تصدقوا والله القعدة دى كانت ناقصة بدر.
_قمر بضحك واسندت رأسها على كتف شقيقها :دا لو
كان هنا كانت هتبقى مجزرة يا معلم..
-عمار بتزمر وتنفخ : بس احنا هنخرج امتى من هنا...انا عايز اتطمن على بابا..
_ريان بزفر وسخرية : ما احنا لو لاقين مكان نخرج منه هنهرب...حتى الجحشين دول قفلوا الباب وراهم...
-ليل بهدوء : مقدمناش حل غير اننا نستنى لما ييجوا هما..
_اصدر ميلاد صوتاً طفولياً كأنه يحادثهم بضحك....فضحكوا معه...وداعبت جود.وجنته بضحك ومشاكسة قائلة : ياروحى ياناس على الضحكة الحلوة..
_عمار بتنفخ : تفتكروا ليه ميلاد هنا !؟..وازاى يسيبوه كدا فى مكان ضلمة !؟؟
-جود بزفر وغضب : ناس معندهاش قلب ولا رحمة.
فُتح الباب وولج جوناس الى الداخل بعد ان علم بما حدث من حراسه...وخلفه الحارسين بقلق وخوف...ومعهم ايضا عدة رجال..
استمع لجملتها وقال بسخرية وجمود : لا عندنا يابنت سليم...بس مع اللى يستحقه مش زى عيلتك..
وقفوا ينظروا اليه بشرار وغضب...
قمر بسخرية : عيلتها دى هتطلع عين اهلك لو مخرجتش من هنا دلوقتى..
-ريان بسخرية : اظن شايف حصل فى صحابك ايه!؟....فاخرج بالزوق احسن ما تخرج بالدم..
_جوناس ببرود وجمود : للاسف...دول مش صحابى....دول رجالتى....او كانوا رجالتى قبل ما اودعهم...
ثم بلمح البصر اخرج سلاحه واطلق النار بمنتصف رأس الحراس تابعه الآخر بدون ان يرمش له جفن..
شهقت جود وقمر بصدمة ...جحطت عينان الاولاد بشدة لما يروه.....ودب القلق فى قلوبهم لذلك المشهد المخيف الذى لم ولن يمحى من مخيلتهم..
نظر اليهم جوناس بابتسامة مخيفة وهو يرى خوفهم بأعينهم..ثم نظر الى جود التى ترمقه بغضب وكُره رغم عيناها الدامعة مما رأته قائلا بجمود : تعالى..
لم تتحرك قيد انملة.....فجأة اطلق جوناس النار نحت الارض بقوة...فانتفضت هى..وبدأ ميلاد بالبكاء الشديد..ويتعلق بها...
جوناس بنبرة كالرعد صارخاً لها : قولت تعالى..
كادت ان تتحرك ببطئ لكن منعها صقر وليل عندما امسكوا يديها....فزفر جوناس بنفاذ صبر مشيراً لرجاله بأن يأتوا بها.ثم خرج....بالفعل امسك الحارس جود بقوة ليجذبها الى الخارج..تحت صراخ غاضب من الباقية ان يتركوهم...لكن دون جدوى..
___بداخل القصر___
دفعها بحدة على الارضية امام رئيسه الذى يقف بجمود واضعاً يده بجيبه وهو يرتشف من كأسه بتلذذ وعيناه تتفرس بجسد تلك الصغيرة بجراءة وابتسامة خبيثة......تألمت جود آثر دفعته امام قدم ذلك اللعين..كتمت غضبها بصعوبة ثم وقفت تعدل من وضعية حجابها رامقة اياه بشرار وحدة...
-جوناس بسخرية: كدا هخاف يعنى !؟؟
_جود بغضب : انت مين !!....وعايز مننا ايه ؟!
_جوناس بتنهد وعيناه لا تحيد عنها بجراءة....ثم رفع يده مالساً باصبعه على وجنتها بخبث قائلا : عايز أكسر ابوكى..وااا..
دفعت جود يده عنها بعصبية صارخة : لو مديت ايدك تانى يبقى بترها احسن..
_ابتسم جوناس بسخرية من شجاعة تلك الصغيرة قائلا بمكر وتنهيدة: وماله !؟.نأجلها...شكلك هتغلبينى بس انا هعرف اتعامل معاكى كويس....ووقتها ابقى ورينى شجاعتك دى هتعمل ايه لما اا...
ثم مال نحو أذنها هامساً بفحيح شيئا...جعلها تجحط عيناها بصدمة واشمئزاز من وقاحة ذلك اللعين ويُخيل لها عقلها البرئ ما يمكن ان يفعله..لكنها لست من تضعف ...
كادت ان تدفعه بعيداً بغضب...لكن يده كانت الاسبق بالامساك بحجابها بحدة تألمت منها..قائلا امام وجهها بغضب جحيمى: انتى اتخطيطى حدودك اوى معايا يا بنت سليم......ورحمة ابويا ان ما اتعدلتى لتكون ليلة دبحك على ايدى ومحدش هيرحمك منى.....سامعة !؟
قال آخر جملته وهو يدفشها أرضا بغضب...ثم استدار مبتعداً عنها ليصعد الدرج قائلا لحراسه بغضب وأمر بدون النظر لهم : أرموها فى اى أوضة فوق...
بنفس اللحظة خرج أسامة من غرفته متجهاً الى الدرج...كاد ان يخطو لكن توقف حينما وقف جوناس الصاعد لأعلى امامه .....جاءت عيناه عليها بين يدى الحارس يوقفها عن الارضية بحدة...
رأته هى فتهللت أساريرها بفرحة ولهفة فها قد وجدت منقذها...ثم دفشت يد الحارس لتركض اليه بسرعة حتى تخطت جوناس الواقف امامه...انقضت عليه تعانقه بقوة وهى تغمض عيناها بتنهيدة تتعلق بعنقه بشدة قائلة بسرعة ولهفة والآخر ساكن بلاحراك ولم يبادلها العناق كعادته ،عيناه الجامدة لا تحيد عن جوناس  : أوس أوس..الحمدلله انك هنا....انت جيت عشان تخرجنا صح !؟....عشان خاطرى خرجنا بسرعة من هنا لازم نطمن على عمى ساهر....
لاحظت انه لم يعانقها وصامت تماماً فابعدت وجهها رامقة اياه باستغراب من جموده لكن لم تقل لهفة وهى تشعر بالآمان لأنه معها : أوس أوس  انت ساكت ليه !!....يلا خرجنا من هنا ورجعنا البيت...
لم يجيبها ايضاً..بل رفع يديه ليوقفها أرضاً بجانبه، عيناه جامدة لا تتحرك عن جوناس قائلا بجدية : احنا متفقناش على كدا...
تعجبت جود من حديثه مع ذلك قائلة باستغراب : أوس أوس انت ليه بتكلم الحيوان دا !؟....يلا بينا نرجع البيت وو...
-قاطعها فجأة أسامة بنبرة كالرعد رامقاً اياها بنظرة نارية لم تستوعبهاولأول مرة تراها جعلتها تنتفض : مسمعش نفسك..
صمتت بصدمة من حديثه بذلك الاسلوب معها لدائما  تجد منه المزاح والضحك لكن الآن شيئا آخر حتى عيناه تراها مختلفة وجامدة....
-أسامة بعد ان نقل نظراته الى جوناس بجدية : احنا اتفقنا ندمره هو وعيلته من غير أذية اى حد ولادهم....هما ملهومش ذنب...
_جوناس بسخرية وجمود : بالعكس...دى اكتر حاجة ممكن توجعهم...وانا مستحيل اضيع فرصة زى دى ..
وبعدين حد قالك انى هأذيهم كلهم !؟.....كفاية عليا بنته بس..
-أسامة بحدة وجمود : احنا عايزين ناخد انتقامنا منهم مش من ولادهم يبقى ايه لازمتها اللى هتعمله دا !؟؟
_جوناس ببرود : انا مباخدش رأيك.....لو دبحت بنته هخليه يعيش طول عمره حاسس بالكسرة والإهانة..
ودا اللى انا عايزه.....أكسره زى ما كسر أبويا...حتى انت هتبقى انتقمت منه من غير أذية ولا عندك.مانع !؟..
_لم يتحدث الآخر بل رمق جود نظرة جامدة لم تستطع تفسيرها ثم تحرك ينزل الدرج بدون النظر خلفه حتى رحل عن المكان بأكمله.....ادمعت عيناها بصدمة لما تراه وهو يتركها وحيدة معه...كيف يمكنه ان يفعل ذلك !؟...عن اى انتقام يتحدث !....
شعرت بالحزن والخذلان وهى تراه يرمقها بنظرة اخيرة باردة قبل ان يخرج من القصر مرتدياً نظراته السوداء....فرت دمعة من عيناها بعدم استيعاب لما فعله حتى انها لم تنتبه للحارس وهو يأخذها حتى وضعها بغرفة مغلقاً الباب عليها...
جلست على الفراش ومازالت لا تستوعب ما فعله أسامة...تتساءل ما صلته بذلك اللعين!...كيف يمكنه تركها وحيدة ولم يُعيدها الى المنزل !!؟....لما عيناه جامدة ليس بها دفئاً كما تراه !!؟.....والآن ماذا سيحدث لى هنا !؟؟
جيوش من الاسئلة تهاجم رأسها ولا تجد اجابة..
تنهدت بحرارة وهى تدعى ربها ان يخرجهم من هنا بسلام...
جاءت عيناها على ذلك الهاتف المُلقى على الفراش...فعقدت حاجبينها باستغراب ودهشة عندما رأت ڤيديو لوالدتها متوقفاً بالهاتف....
اقتربت حتى امسكته لتبدأ بالاستماع له ...جحطت عيناها وكتمت شهقتها لما تسمعه وتراه من والدتها حتى انفجرت بالبكاء الشديد حينما انتهى  وتعالت شهقاتها وهى تهز رأسها بهستيرية ترفض استماع وتصديق ذلك.....تُرى ماذا سيحل بها !؟!
*****★*****★*****★*****★*****
_بالمشفى_
تجلس زينة بجانب دامر الممدد على الفراش  تملس بيدها على رأسه بحنية ودموعها لم تتوقف عن النزول وهى تدعى الخالق على ان يُشفى إبنها ويحمى أولادها واحفادها..وان يعودوا اليها بسلام..
وبجانب منها تجلس نهلة تقرأ القراءن الكريم....
بالخارج..
تجلس هند وسندس مع الفتيات وبجانب منهن يقف جواد يحاول الاتصال بآدهم ..
بنفس التوقيت خرج مالِك من المصعد وهو يحادث شقيقه بالهاتف قائلا له بزفر : فهد قولتلك انا كويس..
_فهد بسخرية وتنهيدة وهو يقف بالشرفة التى تطل على الحديقة قائلا : انت بتضحك عليا ولا على نفسك يا مالِك انت مش سامع صوتك عامل ازاى !؟
-مالِك بزفر وألم : مش قادر اصدق ان أسامة يعمل كدا يا فهد.....والله العظيم مش قادر استوعب...طب يعمل كدا ليه وازاى !؟!....اكيد فيه حاجة غلط..
-فهد بزفر وهدوء لكى يطمئن : حبيبى اهدى وان شاء الله كل حاجة هترجع زى ما كانت بس انت خليك متماسك واقف جنب دامر وجواد..لو حصل لينا حاجة..
_مالَك بسرعة وانتابه القلق : بعد الشر ليه بتقول كدا !؟؟.....فهد انتُ ناويين على ايه !؟
-فهد بزفر وكذب : متقلقش احنا ااا..
_مالِك باصرار وقد تأكد ان هناك شيئا : بقولك ناويين على ايه !؟!
_تنهد فهد طويلا حيث اخبره سليم بكل شئ ومن يكون جوناس قائلا اليه : اللى بيعمل فينا كل دا يبقى ابن آرثر يا مالِك...وهو دا اللى سليم عاوز يوصله عشان يحمى عيلته وخلاص.
-مالِك بدهشة وتعجب : آرثر !؟.....خلاص ايه !؟
_فهد بتنهيدة وجمود : الليلة دى المواجهة..
ثم اغلق الهاتف سريعاً.قبل ان يتحدث مالِك ثانية...
نظر امامه وازداد قلقه على شقيقه وايضا الباقية من ان يحدث لهم مكروهاً....دعا ربه ان يحميهم جميعاً..ثم اكمل خطاه حتى جلس معهم..
خرجت زينة ونهلة من الغرفة بعد ان قال لهم الطبيب ان يتركوه قليلا...
توجه نحوه جواد بسرعة قائلا اليه بتساؤل :دكتور طمنى على دامر حالته ايه !!!
-الطبيب ببسمة صغيرة : الحمدلله يا استاذ جواد هو حاليا حالته بخير اطمن..
_زفر جواد بعض الراحة ثم تابع : طب وهيفوق امتى !؟؟
-الطبيب بهدوء : ربنا وحده يعلم ان شاء الله يفوق قريب لو الحالة اتحسنت عن كدا...
_جواد بزفر : ممكن اشوفه !؟!..
كاد الطبيب ان يرفض لكن تابع جواد برجاء وتنهيدة : ارجوك يا دكتور خمس دقايق بس..
-زفر الطبيب واومأ برأسه بموافقة...
فولج جواد الى الداخل مغلقاً الباب خلفه....جلس بجانب دامر وقبل رأسه طويلا بتنهيدة وهو يشعر بالألم لرؤيته مغمضاً عيناه بلا حركة لا يحادثه كعادته.....زفر جواد قائلا بألم.وهو ينظر اليه.: وحشتنى يا صاحبى...
اغمض عيناه يكبت ألمه ليبقى متماسكاً......ما ان فتحها وكاد ان يتحدث....لكن شهق بقوة وصدمة حينما......
########################
_مساءً بقصر جوناس_
بدأ المدعون للحفل بالوصول...كانت الحديقة تملئها الاضواء الليلة الراقية..يتمايل بعضهم بانسجام على الموسيقى الهادئة....
رجال وسيدات الاعمال يتحركون هنا وهناك بالحفل.....منهم من يضحك مع الاخر.....من يرتشف مشروبه.....يتحدث بالعمل....
الجميع منشغل مع الآخر.......تسلطت الاضواء على ملِك الحفل جوناس الذى وقف اعلى الدرج بقوة وابتسامة مرحبة.....صفق الجميع بتحية له وابتسامة
حتى قال جوناس بابتسامة وثقة : Ladies and gentlemen .... Welcome to Jonas champ's palace..... Thank you for accepting my invitation. Enjoy....( سيداتى سادتى....اهلاً بكم فى قصر جوناس تشامب.....شكراً على قبول دعوة الحفل.....استمتعوا )
صفق الجميع بابتسامة وبعض الصياح.....ورفع هو كأسه يحيهم...ثم اندمج معهم بالحفل ويتحدث بالعمل...وايضا انضم له أسامة بجمود ومن حين لآخر يهمس كلا منهما بشئ...
وبعد فترة ولجت ديالا بقوتها الى الحفل وهى متألقة بطلة خطفت الانظار ورأها جوناس مشيراً لها ثم...تحرك جوناس وأسامة الى الحديقة الخلفية حيث بعيدا عن الحفل..
وقف امامها بسخرية قائلا : عاش من شافك يا ديالا هانم....معقولة جاية هنا برجليكى..
-ديالا بسخرية وبرود : ليه عايزنى اخاف واستخبى ولا ايه !؟...
_أسامة بزفر وجدية : مش قصده كدا....انتى اكيد متراقبة..
-جوناس ببرود : حتى لو متراقبة هى اللى هتتأذى مش انا...سواء منه...او منى.
_ديالا بسخرية وشرار : خلاص...مبقاش فيه هو...وقريب هيبقى مفيش انت كمان..
-جوناس بابتسامة خبيثة : وطالما مفيش انا ..يبقى كمان مفيش ميلاد يا بنت عثمان....صحيح ابقى وصلى سلامى لسليم باشا لو زورتى قبره...
استمع لصوت من خلفه بعيداً بعض الشئ يقول بسخرية ومكر بنبرة قوية واثقة : وتوصلى سلامك ليه...وانا جيتلك بنفسى !!!...
استدار جوناس رامقاً اياه بشرار وكُره....وابتسم سليم واضعاً يديه فى جيبيه....نظر جوناس لفهد الذى اتى من احد الجهات بقوة وجمود.....تابعه بالجهة المقابلة آدهم.....ومن الآخرى جميلة بجمود .وهى ترمقه بتوعد وشرار.....حاصروا الثلاثة وعيناهم كحدة السيف ترمقه بشرار رغم ثبات ملامحمهم الواثقة..
وازداد غضب جوناس لكن ابتسم بمكر واشار لرجاله..ولم تمر دقيقة الا وان حاصر رجاله الكثيرة اد. المكان بأكمله لكن ذلك لم يؤثر بثبات احداً منهم بل ابتسموا باستهزاء...
_من جهة اخرى _
وقع حارسين المخزن على الارضية أثر ضربة قوية على الرأس....ظهر بدر وعمر ليتأكدوا انهم فاقدون للوعى....سبقهم جاك ليفتح باب المخزن...ثم ولج الثلاثة بسرعة ليقفوا بصدمة عندما رأوا حراساً وكلا منهم يقيد احد الاولاد ويضع على رأسه سلاحاً..
شعر بدر بشي يصوب على رأسه من الخلف فاستدار..وجد حارس يصوب سلاحه اتجاهه....لم يهتز بدر وبقى جامداً....
فجٱة كُسر عنق الحارس بحركة مميتة فوقع على الارضية ...فنظر الثلاثة لمن فعل ذلك وما ان فعلوا ورأوا ذلك الواقف بجمود وهيبة..حتى جحطت عيناهم بصدمة شديدة.
-جاك بصدمة : ليث !؟!
_عمر بصدمة : أخو زين !؟!
_بدر بصدمة : هونلى شت...
ابتسم ليث بمكر  ثم ........
____بالخارج_____
جوناس بتوعد وشرار : جيت لجحيمك يا ابن المالِك.
ثم اشار الى رجلان فامسكوا سليم بقوة يقيدوه من ذراعيه..وهو يقف ببرود وملل..
تقدم رجلا ضخماً حتى وقف امامه وبيده سكين حاد لقتله.....نظر اليه سليم باستهزاء...وأسامة يتابع بترقب وبعض القلق..كذلك الباقية عدا ذلك اللعين المبتسم بخبث وشراسة..
رفع الرجل يده بالسكين بغضب ...لكن دفع سليم من يقيدوه بغضب عنه..ومال لاسفل....فانغرزت تلك السكين الحاد التى جاءت العدم بمنتصف عنق الرجل اودعته قتيلاً...
فتفاجأ جوناس مما حدث..ونظر لمن فعل ذلك خلف سليم بعيداً بعض الشئ....فجحطت عيناه عندما رأى ذلك الواقف بطالته القابضة للانفاس يقف بثبات وبرود ينظر الى سكين بيده....وصدمت جميلة بلهفة وفرحة انها تراه .....واخرج أسامة سلاحه مصوبه نحو رأس جوناس المنصدم وهو يبتسم بخبث..
_دامر ببرود وابتسامة سخرية ارعبت الحراس من ذلك المُخيف وينظر للسكين : مش عيب يا شباب تبدأوا الجحيم من غيرى ...
ثم نظر اليهم بعيناه الماكرة الشرسة : تحبوا نبدأ بمين التانى !؟؟...
اعتدل سليم مستديراً يرمقه بابتسامة ماكرة..بادله اياها تؤامه بخبيثة.....لتصبح الآن للهَيبة عنوان...
فقط.. أبناء " المالِك"...
ثم ------------------------
الى اللقاء فى الفصل القادم..
#رواية...
#قسوة_ثم_حنين2...
#بقلمى...
#ملكة_الجنان_صفاء_محمد...

قسوة ثم حنين 2 ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن