14-'حُب مكتوب:جايمس'

Start from the beginning
                                    

إندفع مارك بِمرفقيه على الطاولة هامسًا بِمكر:
"هل أنتَ واقع في حُبها؟ بائعة الهوى روز؟ "

إستشاط جايمس غضبًا بِسبب اللقب الذي لقبها بهِ مارك وضغط على أسنانه:
"لا تتفوه بالهراء أيها اللّعين! "

"هذا ليس هراءً، أنا أخاف عليكَ من التورط مع فتاة غير شريفة وينتهي بك الأمر تُربي طفليكما وحيدًا-"

صمت مارك عندما رمى جايمس بِالزجاجة في يدهِ أرضًا مسببة صوت إنكسار عالٍ جاذبًا الجميع في صمت وفضول.

وقف جايمس مترنحًا ثم صرخ صرخة هزت الحانة بأكملها:
"كيف تتجرأ ؟!"

"جايمس.."سمع صوتها قربهُ ثم شعر بِيديها تمسك بِذراعه وتحاول سحبهُ خلفها عندها وقف مارك في خيبة أمل وصاح بِدوره:
"هل ستتشاجر معي لأجلها؟! لا تضعني في مقامة أقل من عاهرة !"

لمعت أعيُن جايمس في غضب عارم وتصاعد النيران من رأسه فـضرب الطاولة بلكمته بينما يصرخ:
"أنت ابن العاهرة !!"

قالها مُتسببًا في تجمد مارك حرفيًا وتجمد تعابيرهُ فـتلك الجملة لم تكُن إهانة كما يظُن الآخرين، كانت حقيقة فـمارك ولد لقيطًا مع والدة دون أن يعرف والدهُ وهذا كان السبب الأول في رفضه لحب جايمس لِروز، لكن جايمس لم يفهم ولن يفعل إن كانت مشاعره تُعميه تمامًا كـغضبـه.

عندما توقف صراخهما سحبتهُ روز بِـقوةٍ أكبر خارج الحانة من الباب الخلفي تحت نظرات الزبائن وباقي النادلات فـوقفا تحت عتمة السماء وبين الضباب الأبيض المُثلج وبختهُ روز حينها:
"ماذا جرى لكَ جايمس؟ لقد أخبرتُك ألا تشرب كثيرًا! "

زفر هواء من أنفه محاولًا تمالك أعصابه وأشاح بعيدًا ثم أجابها:
"لا توبخيني، كُنتُ لأغضب إن لم أكُن ثملًا أيضًا.."

لاذت روز بالصمت تتذكر ما قالهُ مارك مُشيرًا نحوها بالعاهرة وترددت قليلًا من سألت:
"هل تحاول...حمايتي؟"

أعاد عينهُ نحو عينها مُباشرةً وعم الصمت لدقيقة، كان جايمس مُشتتًا ولا يعلم بما يجب أن يُجيب لكنهُ إتخذ قراره عندما تذكر أنها قد تغضب منه في حالة أخبرها الحقيقة:
"لا يتعلّق الأمر بكِ"
قالها ببساطة لكنها أدركت بسهولة كذبه فـوبختهُ مُجددًا:
"أنت تستمر بالوقوع في مشاكل بِـسببي، لقد تشاجرت بالأيدي سبع مرات في شهرين وبالكلمات فقط أكثر من عشرون مرّة وفي كُل مرة يتعلق الأمر بي، كـتلكَ المرة التي حاول أحد الثمالى التحرش بي وكِدت تقتلهُ ضربًا!"

جايمس كان يعلم بالفعل أن أمره قد كُشِف لكنهُ شعر بالخجل لأنها ترفض ما يقوم بهِ لأجلها فـتمتم بِحزن:
"هل ترفُضيني؟ "

لم يكُن ينظر لها خوفًا مِن رؤية تعابير لا تعجبهُ لكن الدقائق مرت وهي لم تُجِب حتّى شعر بِـها تقترب نحوهُ حينها نظر لها من وقفت أمامهُ مباشرةً بِـشعرها الأسود الطويل التي تراقص مع الهواء وعينها الزرقاء كـزُرقة المحيط وردائها القصير الأبيض ذو ملاءة وردية وضيق من الخصر.

آسـموديوس ✔Where stories live. Discover now