33-'طالِب المغفِرة'

783 155 21
                                    

« طالب المغفرة»

عُدنا للمنزل لَكِنا لم ننم وحين سَـألنا الفونس واوليفر وهاك عما حدث لم يجيبهم أحد، ليس وكأن ما حدث سر ولكن لم يرغب أحدنا في الحديث عنهُ مجددًا.

أعتنت بي ماريا حين عودتي وصنعت العشاء لي وجلست بِـهدوء معي في الغرفة بعد العشاء لِمواساتي.

لم أكُن لأصبح بِهذا الحزن إن لم يكُن ريس والدي..

طُرق الباب مرتين وسمحت ماريا للزائر بالدخول لأرى هادوين وتتبعه جايمس ولوثر ثم انطونيو بِـوجوه محبطة ومرهقة، انتشروا جميعًا في الغرفة وأخذ كل منهم مجلسًا لهُ عدا هادوين الذي وقف مُستنِداً على المكتب.

سأل انطونيو:
"هل أنتِ بِخير؟ "

اومأتُ لهُ وأردفت ماريا:
"لا تعيدوا القلادة، فَـلنتخلص منها.."

استرسل هادوين:
"لم نأتي لإعادتها، تمت معالجة جروح لوثر وانطونيو منذُ قليل؛ جئنا فقط لإخبار شارل بِما حدث"

قبضتُ حاجباي:
"عَن كيفية معرفتكُم لِـمكاني؟ "

اومأ لي وأخذ يشرح..

كـان هادوين في المكتبة بين كومة مِن الاوراق والكتب يبحث عن دلائل أخرى عن موقع الوثائق وحين عثر عليها اسرع لِغرفة شارلوت لِيخبرها لكن بِمجرد أن دخل الغرفة لم يجد لها أثرًا وبدلًا من هذا قابل انطونيو.

كان انطونيو يقف في قلق وهلع فَـسأل هادوين:
"ماذا تفعل هنا؟ "

ازدرد انطونيو ريقهُ وشرح لِهادوين:
"يوجد ما يجب أن تعرفهُ..هادوين! ريس هو مَن سرق القِلادة! لقد سرقها وهددني لِأناديه بِـأسمك هذا اليوم، لقد أراد رمي الشكوكَ نحوك، فَـهو لم يذهب للمسرحية هذا اليوم.."

"عما تتحدث؟ ما فائدة هذا الآن حتّى؟ "كان هادوين غاضبًا إلا أنهُ لم يأبه فَـحتى دون شهادة انطونيو، هو كان يعرف أن ريس الفاعِل.

استرسل انطونيو:
"ريس قتل مارتن، وهددني لِأساعده بِـجلب مارتن لِهنا فَـأرسلتُ رسالة لِمارتن بِـأسم شارلوت وحين وصل اصطحبتهُ للمسرح وأخبرتهُ أن شارلوت تنتظره هُناك حيث قام ريس بِـقتله.."

تجمد هادوين تمامًا وتذكر إختفاء شارلوت فَـسأل:
"أين شارلوت الآن؟ "

"لا أعلم! لكن ريس أيضًا قد اختفى؛ لم أعد املك رغبة في مساعدته بعد أن أكدت لي ذنوبه وبراءتك في الغذاء، أتمنى الموت الآن.."

أنهوا شرح ما حدث لي ثم جثى انطونيو على ركبتيه أمام سريري وطأطأ رأسهُ قائلًا في ندم:
"اقتليني وأغفري لي ذنوبي، حتّى أسامح نفسي.."

بدا نادمًا بِـشدة وأردتُ المغفرة لهُ إن لم يستدرج مارتن، فَـيُمكنني المغفرة لِما حدث لي لكن ما حدث لِمارتن كان ظُلمًا! شعرتُ بِالنيران تأكل قلبي غضبًا إلا أني أرغمتُ نفسي على الهدوء كي لا أنفعل بِشدة.

استرسل انطونيو بينما رأسه لازالت في الأرض:
"ريس طلب من مارتن بِـصفته فارس أن يختطفكِ أنتِ والقلادة، كان ريس مترددًا على تلك الخطوة إلا أن مارتن رفض تمامًا لذا عاقبهُ بِالقتل.."

نظرتُ لِـهادوين لأرى رد فعلهُ فـنقل نظره مني لِانطونيو قائلًا:
"قِف انطونيو، نحن نُسامحكَ، لا تقسى على نفسك، مقتل مارتن خطأ ريس بالمقام الأول ومساعدتك لنا اليوم تغفر لك ما فعلتهُ"

مَـلاك!.

أخذتُ نفسًا عميقًا ثُم قُلتُ:
"هادوين محق، لا تقسى على نفسك"كـان من الصعب مسامحته لأجل مارتن على الأقل إلا أنّي وثقتُ في قرار هادوين.

ارتسمت ابتسامته مع دموع لامعة ووقف:
"أنتَ تملك قلبًا عطوفًا، هادوين! "

هو كذلِك، لأنه مـلاك.

"ماذا سنفعل الآن؟ "جايمس سأل.

اقترح لوثر:
"فَـلنُخبر الآخرين بِما حدث لِنمنع ريس مِن العَودة، هذا ما يهُم الآن! "

اومأت مواففة ونظرتُ لِسيدي لأسمع رأيه فَـقال:
"أنا واثق أن ريس لن يقف هكذا، أحرصوا على عدم وجود خونة بيننا أو شخص يعمل معهُ، أما بالنسبةِ للوثائق فَـلنترك أمرها لوقتٍ لاحِق"

أردفت ماريا:
"ماذا عن القلادة؟ ماذا عن كاترينا؟ "

"هذا القرار يعود لِشارلوت! "

نُقِلت أعيُن الجميع نحوي فَـأخفضتُ رأسي مُفكِرة؛ كاترينا لا تستهدفني الآن ألا بأس بِـاستعادتها؟ الموت سيلاحقني حتّى إن لم تكُن معي، لِذا لِتحمل مسؤولية ما قامت بهِ والدتي ودماء أبي سأضع نفسي في خطر بِحماية القلادة:
"سأستعيدها"

ابتسم لي هادوين بِـصدق:
"وأنا سأحميكِ!"

★★★★★★

آسـموديوس ✔Where stories live. Discover now