9-'مسرحية، تحت المطر'

1.6K 281 39
                                    

«مسرحية، تحت المطر»

مِن المؤكد أن هادوين هو الوحيد الذي يعلم بِـأمر مُلاحقة الموت لي بعد والدتي التي دربتني على هزّة الشيطان.

مِن المؤكد أيضًا أن هادوين ليس كـالآخرين، لم يُظهر جُزء مِن خطيئته حتى الآن كـانطونيو وجايمس وألفونس مثلا، لازال في عينايّ بريئًا كالثلج.

بعض الملائكة حتّى لم يحاولوا واستسلموا منذُ البِداية كـانطونيو الذي كان شرهًا مُنذُ حديثنا الأول وهاك الذي بِالكاد أراه لأنهُ ينام طوال يومه ولوثر الذي يستمر بِالتفلسف عَن لِماذا هو لا يريد العودة وأنهُ يحب خطاياه أو يتقبلها.

بِالنسبةِ لِجايمس فقد بدا متناقِضًا، لا يكتم غضبه أمامي لكنهُ يحترمني كثيرًا؛ خاصةً بعد أن أعطيتهُ طعامي وهذا مضحك نظرًا لأنهُ ليس مذنب لِشراهته كـانطونيو.

لكن اليوم فقط تعرّفتُ على جانِب جديد مِنهُ وهو أنهُ كاتِب مسرحيات ويُمثل بِها أيضًا، فَـعند حلول المساء وهادوين لم يستيقظ بعد أخبرني اوليفر أنهم ذاهِبون لِإحدى مسرحيات جايمس وصُدم عِندما أدرك أني علمتُ توًا بأمرها فـأصر الجميع بِـرفقة اوليفر أن أذهب لِمُشاهدتِه.

أردت البقاء في انتظار استيقاظ سيّدي، لكنهُم أصروا كثيرًا فـأضطررتُ للذهاب مُرغمة.

كانت قاعة المسرح ضخمة مع كراسي واسعة تملؤها وكراسي في طابق ثانٍ أيضًا بينما الستائر الحمراء لازالت مُلغقة والأضواء مضاءة لتنير للجميع سبلهم نحو مقاعدهم وقد أوشكت المقاعد على الإمتلاء.

كنتُ أجلس في الصف الأمامي قُربَ الملائكة لكنّي اخترتُ المكوث جانب كُرسي هادوين الفارغ تحديدًا وكأني أنتظر قدومهُ.

كان انطونيو يأكل فشارًا وشطائر في انتظار البداية بينما الصمت يمكث بين كراسينا المتلاصقة، صمت غريب.

بعد مرور الوقت بدأت المسرحية وصنع جايمس ظهورِه الأول فيها كان يُمثِل دور والِد ضاع مِن ابنهُ في عالمٍ خيالي مليء بِالأشرار ويحاول بلوغه وحمايته قبل فوات الآوان، كان هو الكاتب أيضًا وبدا في المسرحية ألطف ومليئ بالمشاعر كما لم أتوقعهُ لكني لن أنكر أني استمتعتُ بِها إلا أن جذبني صوت مِن مُتعتي فـإستدرتُ نحو كُرسي هادوين الذي لم يعد فارغًا.

ارتسمت ابتسامة حانية فوق ثغري اشتياقًا لرؤيته وبادلني هو ثم وجه نظره للمسرح الخشبي ورمى بِـورقة في ساقي.

أمسكتُ بِها وقرأتُ محتواها:
"أنتِ نشيطة"

قدم لي قلمًا ودفتر صغير فـقهقهتُ بِخفة وكتبتُ لهُ:
"وأنت كسول، سيّدي"

رميتُ بالدفتر والقلم لهُ وأعدت نظري نحو المسرح دون أن أرى رد فعله وبعد دقيقة أعادهُم لي:
"لا تناديني بِـسيدي في الرسائل أيضًا! أيضًا أردتُ إخباركِ أني لستُ بِالكسول، لقد استيقظتُ مُبكرًا لكني لم أكُن مُستعِدًا للخروج"

آسـموديوس ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن