11-'ألسنة لهب'

1.2K 216 57
                                    

«ألسنة لهب»

كان هُناك جواب واحد أردتُ سماعهُ لكنهُ لم ينبس ببنت شفة فأدركتُ حينها وضعي الحالي وكيف كنتُ أعاملهُ وكأنهُ كاتبي المفضل وليس كـملاك ساقِط.

رأيتهُ يُفرق شفتيه ليتحدث فـقاطعتهُ فورًا واقفة مُسببة في تزحزح الكرسي للخلف:
"توقف"

قبض حاجبيه فـاسترسلتُ:
"لا بأس، لا يوجد ما أرغب بِـسماعه منكِ؛ سأذهب لِإستكمال ما كُنتُ أقوم بهِ.."

لم أكُن أقوم بِـشيء..

بدا حزينًا بِـعُمق لكنهُ لازال صامتًا وهذا دفع مشاعري للجنون لكني حافظتُ على هدوئي من الخارج وسِرتُ للخارج بِـخطوات بطيئة وكأني في إنتظار حديثهُ.

بمجرد أن خرجتُ حتّى وقفتُ أتنفس الصعداء وأفكر في ما يجب أن أفعل الآن بعد أن إكتشفتُ كذبتهِ التي لا تُغفر...

وجدتُني أسير بالأرجاء بحثًا عن ماريا، فـهي الوحيدة التي يُمكنني التحدث معها دون أن تتظاهر بِـحُبي لعلها تعود للسماء.

كانت تجلس في غرفة المعيشة قرب الشُرفة تُخيط سترة صوفية ولم تنتبه لي سوى بِـجلوسي في كرسي أمامُها.

"هل أعد الفطور لكِ؟"

سألتني فهزرتُ رأسي نفيًا:
"لا أملك شهية.."

تركت ما بيدها وربتت على كتفي:
"شارُل، ماذا حدث؟ "

سألتْ بِـقلق وكأنها قرأت خيبة الأمل في عيني بِـسهولة:
"هل تعرفين حقيقة هذه القلادة؟ "

أبعدت يدها عن كتفي وقبضت حاجبيها:
"ماذا بها؟ "

"هل تعرفين؟ "

هزت رأسها نفيًا وبدت صادقة فـشرحتُ لها ما حدث بِالكامل لكنها بالرغم من هذا بدت هادئة بِـشدة لم تُبدي أي رد فعل في وجهها حتّى أنهيتُ حديثي، حينها أردفت:
"شارلوت، أنا حزينة لأجلكِ؛ لكن ماذا توقعتِ مِن ملاك مُذنب؟ "

"لم أتوقع شيئًا ولم أتوقع تقديمه لي قلادة كـتلك حتّى "

"أنتِ توقعتِ، لو لم تتوقعي الكثير لما حزنتِ الآن وشعرتِ بِخيبة أمل، لقد ربطتِ نفسكِ بهِ فَأصبحت سعادتكِ وحُزنكِ بالتي مرتبطة بهِ! "

بدا حديثها مقنعًا وكأنها تعرفني أكثر مما أعرف نفسي حتّى لأنّي لم ألحظ هذا كما فعلت هي بِـسهولة..

سألتُها:
"ألا تُحبين الملائكة؟ "

أجابت:
"امي أخبرتني عن صديقة قديمة لها، تلك الصديقة وقعت بِالحُب والحب أعمى؛ يقولون أن الحب سَـيعوض ظُلمة الحياة، تلك الصديقة كانت أميرة ثرية وجميلة بل أجمل الجميلات وتقدم لها أثرى الأثرياء وأكبر رجال الأعمال لكنها أحبت واحدًا فقط وهذا الشخص كان مقرر له التزوج بواحدة أخرى لكن تلك الجميلة لم تهتم وقدمت له كل حبها انتهى المطاف به بالتزوج من الفتاة الثانية لذا هربت الأميرة المسكينة لأبعد مكان حتى ماتت فقيرة وجائعة ووحيدة، هذا هو الحب الحقيقي الحب الأعمى هو الحب الحقيقي وأنا لا أريد أن أموت عمياء وضعيفة، لذا الحب هو آخر ما أتمناه...وبداية الحب هي الفضول ثم التوقعات العالية...شارلوت"

آسـموديوس ✔Where stories live. Discover now