7-'العشاء الأخير'

2K 281 92
                                    


«العشاء الأخير»

لا تُعجبني.

تلكَ القِلادة الذهبية لم تُعجبني فـحينما أنظُر للمرآة أشعُر بِالإنزعاج حين رؤيتها حول عُنقي.

هي تُذكرني بِـأن شيئًا مُريبًا يحدُثُ حولي وأتا لا أعلم عنهُ شيئًا وكما يبدو فـلا يجب أن أعرِف كما لمح لي هادوين، إلا أن هذا يُزعجني عِندما يتعلق بِوالدتيّ.

والدتي علّمتني كُل شيء وأحبتني بِصدق؛ لا أريد التفكير في أنها تُخفي أسرارًا كما تُرغمني القِلادة.

عُدتُ بِذاكرتي لِما قبل القِلادة في حادثة السقوط، تجاهلتُ الخوف الذي تغلغل بِداخلي بِمُجرد إستعادة ذكرى الحادث وغرقتُ في التفكير عَن جُملة هادوين.

"الموت يُلاحقكِ مُنذُ سنوات"

هذا حدث، لكِن تلك المرة تحديدًا كانت الأكثر خطورة، الأكثر خطورة وكأن الموت يُهددني بِإقتراب موعد رحيلي.

ماذا إن لم يكُن سيّدي هُناك حينها؟

لا اُريد التفكير في هذا...

غادرتُ مِرآتي ثُم غُرفتي بحثًا عن ماريا، أُريد مُناقشتها عَن ماضي الملائكة، فـإن كان هُناك من يعرف حقيقتهم جميعًا جيدًا سَتكُن ماريا؛ مَن عاشت معهم لأطول وقت.

سِرتُ في الممر نحو السلالم العظيمة لَكِن صوتًا ما أوقف خطواتي قائِلًا:
"آنستي! "

إلتففتُ نحو الصوت المألوف لأرى لوثر، الرسام الأشقر ذو الشعر الطويل كـقامته التي خطى بِها نحوي مع ابتسامته الصفراء.

"مِن المُدهش أن تستيقظي مع غروب الشّمس، الطباخ أخبرنا أن هادوين طلب منّا عدم إزعاجكُما لأنكُما لم تناما طوال اللّيل، صباح الخيّر، شارلوت! "

"صباح الخير"
كانت نبرتي مُجردة مِن المشاعر أكثر مما توقعتُ، لكن حديثهُ جعلني أدرك أن هادوين لازال نائمًا.

"هل تبحثين عَن هادوين؟ "

"في الحقيقة..أبحث عن ماريا"

رفع حاجبيه في دهشة مُزيفة:
"أصبحتِ صديقة لنا إذًا"

كل التعابير التي يظهرها لوثر تبدو مزيفة، ألا يشعر بشيء صادق أبدًا؟

"أعذُرني إذًا"كدت أتحرك لولا تحدثه:
"لقد طلبتُ من ماريا تجهيز مرسمي، هي هُناك الآن"

شككتُ في البداية ولا أعرف لِماذا، لكن لوثر يبدو لي كـأنهُ يكذب دومًا أو يُناقِض نفسهُ،لكنّي لم أرغب في إظهار ريبتي مِنهُ لِذا تتبعتهُ نحو مرسمِه.

كان مرسمه في الطابق الاول للقصر، ذو حائط زجاجي بِالكامل مُطِل على الحديقة الواسعة ذات مختلف الزهور والكثير من زهرة عباد الشّمس ليُذكرني مُجددًا بِـفان جوخ.

آسـموديوس ✔Where stories live. Discover now