آسـموديوس ✔

15-'ثلاث والانثى'

«ثلاث والأنثى»

تذكرتُ الطلاسم في القلادة فـفكرتُ في إحتمالية كونها لُغزاً مِن قواعد السماء.

"سيّدي.."قُلتها في بعض الشرود ثم رفعتُ عينايّ لهُ واسترسلتُ:
"توجد طلاسم غير مفهومة بِالقلادة"

قبض حاجبيه وبدا فضوليًا:
"هل يُمكنني رؤيتها؟ "

اومأتُ لهُ وأخذتهُ لِـغُرفتي وعندما أخذ القلادة حدق بِكلماتها في صمت لمدة دقيقة وكأنهُ يخمن عن اللغة التي كُتِبت بِها قبل أن يقول:
"إنها الإنجليزية "

"هذا غير صحيح، لم أتمكن من قراءة حرفًا منها"

اومأ مؤكدًا معرفته ورفع عينه نحوي ثم شرح:
"لأنها لم تكتُب بِـالطريقة المُعتادة، لقد كُتِبت معكوسة الأحرُف بِـطريقة المرآة، تلك طريقة صنعها دافنشي لإخفاء أسراره في الورق دون أن يقرأها أحدهُم، الوحيد الذي سيتمكن من قراءتها هو من سيضع المرآة أمام الكلمات لِـتنعكس بها وتظهر بِالصورة الصحيحة المُعتادة"

ذهلتُ مِن ذكاءه وسُرعته الخارقة في حل تلك العُقدة فـأسرعتُ بِـإحضار ورقة وقلم ثم قدمتها لهُ فوق طاولة غُرفتي التي تقع بإحدى الزوايا؛ توجه لها وأخذ ينقل كل ما كُتب بِها بِـتأني وحرص حتّى مرت خمس دقائق وقد كان إنتهى مِنها حينها.

ذهبتُ خلفهُ نحو المِرآة ووضعنا بالورقة أمامها وحدقنا بِإنعكاسها، قرأتُ كل حرف في تأني وكانت الحروف كثيرة حيث لا يمكنك معرفة إن كانوا كلمة واحدة أو أكثر فـجميعهم متلاصقين.

"DA Vinci last supper"
"العشاء الأخيرة لِـدافِنشي !"قالها هادوين بعد أن فكك كلماتها عن بعضها البعض بِسُرعة فائقة.

لم تكُن طلاسم كما أعتقدتُ إذًا؛ يبدو وكأن لعنتها مخفية حيثُ لا يُمكن تغيرها بِـأي طريقة.

لكن كيف لِلوحة العشاء الأخير أن تُرشِدُنا لِلكأس المقدّسة أو أحد قواعد السماء المخفية الأُخرى؟

لقد قال هادوين أن ليوناردو دافنشي كان رئيسًا لفرسان الهيكل سابقًا، هل يُمكِن أنهُ قدم تلميحًا عن الكأس المقدسة وموقع الوثائق؟

نظرتُ لِـوجه هادوين وبدا مُرتابًا وقلقًا بعض الشيء وكأنهُ يُشكِك في الأمر، وكأنهُ خسر حماسهُ أثر أفكار سلبيّة حاوطتِه فـسألتُ:
"أيوجد خطب في اللوحة؟ "

لم يُجِب فـأدركتُ أنهُ يحاول تجنب الرد بدلًا من الكذِب لِذا استسلمتُ لِـرغبته بالرغم من الفضول الذي كان ينهش في كياني ثم قلتُ مُتذكِرة:
"لوثر اشتراها، وبدأ في رسمها، فـلنذهب ونُلقي نظرة لعلنا نجِد شيئًا"

اومأ في هدوء وأشاح بعينه عن القلادة أخيرًا وبدا وكأنهُ فقد حماسه واستسلم داخليًا فـنبُت قلقي بالمقابل لكنّي أصريتُ على مساعدتِه فـاسترسلتُ بِحماس:
"سيكون الأمر سهلًا نظرًا لِـوجود اللوحة الأصلية معنا"