8-'روح بين النجوم:لوثر'

1.9K 263 82
                                    

«روح بين النجوم؛لوثر»

في أحد أيام الماضي البعيد، حين كان لوثر الرسام هو أول من إرتكب ذنبًا من بين جميع الملائكة بعد السقوط.

لوّحت الشمس للمدينة بِالوداع عِندما كاد الظلام يغلبها وبادلها لوثر الوداع مِن نافِذة القطار،كانت عيناه القاسية تحفظ تدرجات السماء لِتزداد عيناه إحمرارًا وإرهاقًا.

تمنى إن عاد للسماء في هذا التوقيت حيثُ ينال فُرصتِه لِـرؤية الوان السماء مِنَ الأعلى، تمنى حتّى إن كان يتذكّر هذا المشهد فـمُنذُ السقوط لا يتذكر أحدهم حياته السابقة بالأعلى كـنوع مِن العقاب.

شرط عودتهم هو جُزء مِنهُ بِـصفته ملاكًا بريئًا حتّى الآن، فكر هكذا فـإبتسم حانيًا للسماء وكأنهُ يتوعدها بِـلقاءٍ قريب.

هل يملك عائلة في السماء؟

عاد لِيُفكر عن حياتهُ بِها وكيف تبدو حياة مِثالية لكن صوتًا ما إنتشلهُ مِن بحر أفكاره فـأفاق ناظرًا لِمصدره وقد كان شابًا أبرص -ذو شعرٍ أبيض وبشرة ناصعة البياض مع شعر وجه أبيض- حاملًا حقيبة في يده اليسرى ولوحة في يده اليمنى ضامًا إياها إلى صدره.

"مرحبًا"
بادلهُ لوثر التحية لِيجلس الشبح الأبيض في الأريكة أمامهُ ثم يُشير لِـحقيبة لوثر ويسأل:
"رسام؟ "

ابتسم لوثر بِخفة واومأ ليقدم الشاب يدهُ نحو لوثر معرفًا عن نفسِه:
"أدعى هاريسون في الواحد والعشرين مِن عُمري، رسام أيضًا! "

صافحهُ لوثر وعرف عن نفسه بِالمقابل:
"أدعى لوثر أربع وعشرين عامًا، تشرفتُ!"

"مُتجِه لويلز؟ لأجل مُسابقة الرسم؟ "

"أجل، يبدو أننا نملك ذات الوجهة والهدف"

صاح هاريسون مُتحمسًا:
"الكأس الذهبية!" تلك هي جائزة الفائز مع مبلغ مالي ضخم.

قهقه لوثر ودُفِع نحو الحماس أيضًا ليقول:
"ماذا رسمت؟ "

"الموناليزا، وأنت؟ "

"ليلة مُرصعة بِالنجوم"

"إختيار مُمتاز، يجعلكَ هذا تبدو كـشخص عاطفي، أتمنى الفوز لك ياصاح! "كان هاريسون مُتحمِسًا بِصدق لِـفوز لوثر وكان هذا مِن شأنِه جعل أعماق لوثر أكثر دِفئًا لِتلك المشاعر الصادقة التي لم يراها بِالملائكة.

لوثر يؤمن أن بعض البشر قد يكونوا أكثر براءة مِن الملائكة وبعض الملائكة يمكنهُم أن يُمسوا أسوأ مِن الشياطين وقد كان هاريسون في هذا الوقت هو البشري البريء كـالملاك مع مظهره الأبيض كـنقاء الأجنحة الملائكية.

آسـموديوس ✔Où les histoires vivent. Découvrez maintenant