(طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساو لانكارنا)

63 2 0
                                    

نقل المرحوم الحاج الشيخ مجتبى القزويني قضية عن استاذه المرحوم اية اللّه الميرزا مهدي الاصفهاني انه قال:

في ايام التحصيل في النجف الاشرف، كنت استفيد من محضر السيد أحمد الكربلائى وهو من كبار العرفاء في السير والسلوك وتزكية النفس، حتى وصلت، بنظر استاذي الى حدّ الكمال وبحسب الاصطلاح الى مقام القطبية والفناء في اللّه.

وقد منحني استاذي سمة تربية الآخرين في هذا المضار، وكان يعتبرني عارفا كاملا وقطبا وفانيا في اللّه واستاذاً في الفلسفة الاشراقية.

ولكنني ولاني أعرف بنفسي، كنت معتقدا باني بعدُ لم اعرف شيئا من المعارف الحقة، ولذا لم يهدأ لي قرار وكنت اعتبر نفسي ناقصا في الكمالات، فخطر في ذهني ان اذهب ليالي الاربعاء الى مسجد السهلة للتوسل بمولانا بقيّة اللّه ارواحنا فداه، فقد جعله اللّه غوثا وملاذا للخلق، علّه يتلطف علىّ ويدلني على الصراط المستقيم.

ولذا، ذهبت الى مسجد السهله تاركا خلفي كلّ ما تعلمته من الافكار العرفانية والافكار الصوفية والمنسوجات الفلسفية، وسلمت أمري بكل اخلاص وتوبة لمولاي صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وفجأة، ظهر لي نور جمال المولى بقيّة اللّه ارواحنا فداه وتلطف علىّ كثيرا، وبيَّن لي ميزانا اسيرُ عليه حيث قال:

(طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساو لانكارنا)

إشارة:

لا شك في ان كلّ علم لا ينتهي الى اهل البيت (ع) لا يمكن الوثوق بصحته، ذلك لان علوم الناس يحتمل فيها عدم الصدق لانهم غير معصومين وهذا هو الذي ادى الى ضرورة بعثة الانبياء والرسل والاوصياء والائمة المعصومين الذين ينطقون بحكم اللّه وبعلم اللّه الذي لا يقبل الخطاء والبطلان.

وهذه القاعدة جارية حتى على العرفاء فكل ورد وذكر ودعاء وارشاد ونصيحة تصدر من هؤلاء بدون أن تنتسب الى المعصوم كتابا وسنّة، لا يمكن الوثوق بها، ويحتمل في حقها الخطأ والبطلان، بل لعلّ فيها الآثار السيّئة، اذ ليس كلّ من قرأ الكتب الطبية صار طبيبا، فضلا عن اولئك الذين لم يقرأوها وانما اتبعوا اهواءهم واذواقهم ونتايج تخيلاتهم ومن هنا، نجد بان العرفاء الحقيقيين، يعتمدون على الآيات القرآنية والادعية الصادرة عن اهل البيت عليهم السلام.

ومن هنا أيضا نجد بان الصوفية يحاولون الصاق أنفسهم بطرق تنتهي في سلسلتها الى أمير المؤمنين على بن ابي طالب (عليه السلام).

فهذا الميزان الذي بيّنه الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) صادقُ في كلّ مكان وزمان ولعمري فهو خير ميزان لمعرفة العلماء الربانيين وتمييزهم عن القراصنة والشياطين.

اللّهم ثبّتنا على الحق واجعلنا مع الصادقين.

____________
المصدر:الاربعون في الامام المهدي وقصة الجزيرة الخضراء

قصص  اللقاء بصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريفWhere stories live. Discover now