وجدت نور حبه في قلبي

370 17 6
                                    

إسلام شاب مسيحي ببركة الهداية المهدوية:

نقل الحكاية التالية التي يعود تأريخها الى حدود سنة ۱۲۷۰ للهجرة آية الله الشيخ الزاهد محمود الهيثمي العراقي في كتابه القيم (دار السلام في أحوال الامام المهدي)

وقد نقلها عن صاحب الحكاية مباشرة وقد التقاه في مدينة كربلاء المقدسة.

وقد شارك الشيخ في تزويج صاحب الحكاية بطلب من مضيفه الذي برر طلبه بأن هذا الشاب غريب وقد اعتنق الاسلام حديثاً فمن الجدير تقديم العون له‪.‬

هذا الامر اثار الشيخ لكي يطلب من الشاب أن يحكي له قصة اعتناقه الاسلام، فحدثه بها ودون الشيخ ماحدثه به في كتابه المذكور‪.‬

وملخص الحكاية هو ان هذ الشاب هو من المسيحيين الارامنة من اهل مدينة ارومية الايرانية وكان يعمل في النجارة. وذات يوم كان يقوم مع زميل له بقطع اشجار في بستان، فخرج الزميل وبقي وحيداً، فرأى فجأة شخصاً يصفه قائلا:

"قمت دون اختيار مني، تعظيماً له لما شاهدته فيه من جلالةٍ وهيبة جعلتاني انقاد له بكل استسلام‪.‬"

ويذكر هذا الشاب الذي أصبح اسمه فيما بعد سلمان الارومي، ان الرجل المهيب سار به لينقله في فترة وجيزة الى جبل في منطقة نائية، ثم غاب عنه فجأة فأتاه لاحقاً رجل اخر، خاطبه بلغته التركية وسماه بأسمه وقال له‪: :

"الحمد لله لقد فزت وأفلحت‪"


يقول الشاب الارومي: لقد عاملني الرجل برأفة ومحبة ازالت عني الوحشة، فسألته: كيف أفلحت؟

ومن هو ذلك الرجل الشاب المهيب الذي جاء بي الى هنا؟‪.‬

أجابني: ذاك السيد هو امام المسلمين المهدي عليه السلام اخرجك من بين اهل الشرك وجاء بك الى هنا مقدمة لهدايتك لكي تدخل امة الاسلام‪.‬

وكنت قد سمعت بأسم المهدي صاحب الزمان روحي فداه من بعض المسلمين، وكان لدي من قبل ميل للاسلام ولكن الخشية من مخالفة اهلي وعشيرتي منعتني من اظهار هذا الميل‪.‬

ثم سألت الرجل عن هويته فأجاب:

انا من ملازمي الامام عليه السلام، فقلت له:

وما الذي علي ان افعل الان؟‪.‬

أجاب: اذا اردت الفوز والفلاح في الدنيا والاخرة فأعتنق الاسلام ،عندما قال هذه الكلمة شعرت بنور الايمان وحب ذلك الرجل الشاب المهيب يملأ قلبي، فسألته: وكيف اعتنق الاسلام؟

"فأجابني قل"

"‬اشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله وأن علياً وأولاده المعصومين اوصياء رسول الله وخلفاءه عليه وعليهم السلام‪" .‬

وعندما اعتنق هذا الشاب الارومي الاسلام اختار له ذلك العبد الصالح اسم (سلمان)، ثم هداه للذهاب الى عبد صالح اخر يقطن في قرية تبعد فرسخين عن ذلك المكان، فذهب اليه واستقبله بحفاوة وبقي عنده ثلاثة ايام علمه عقائد مدرسة اهل البيت عليهم السلام وعرفه بهم، ثم هداه الى عبد صالح ثالث في قريةٍ اخرى فاحتفى به وتابع تعليمه عقائد واخلاق مدرسة الثقلين ثم امره بالتوجه الى كربلاء للاقامة فيها ورتب امر وصوله اليها وأعانه الله عز وجل على طي رحلته الطويلة وهيأ له من عباده الصالحين من أوصلوه اليها حتى انتهى به المطاف الى العلامة الورع والعارف الولائي المخلص آية الله الشيخ عبد الحسين الطهراني‪.‬

-وكان الشيخ الطهراني قدس سره الشريف منهمكاً يومها في اعمار الصحن الحسيني المطهر فرتب له الشيخ امر الخدمة في هذا الاعمار المقدس وجعله مشرفاً على العمال والبناة في الصحن.

-فأصبح سلمان الارومي مجاوراً للمشهد الحسيني عاملاً في الخدمة قالرحمه الله في خاتمة ماحكاه للشيخ الهيثمي‪:‬

"انا اليوم اعمل في اعمار المشهد الحسيني وقد غضضت الطرف عما لدي في ارومية من ثروة وعيال وقررت البقاء في كربلاء الى نهاية حياتي‪" .‬

قصص  اللقاء بصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريفWhere stories live. Discover now