ما ازددت يقينا

63 2 0
                                    

العارف باللّه آية اللّه المرحوم الشيخ نجابت سأل استاذه المرحوم آية اللّه الشيخ محمد جواد الانصارى - وكان آية اللّه الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب وآية اللّه السيد أحمد الفهري حاضرين حينذاك - قائلا:

"هل تشرفتم بلقاء امام العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟"

-اجاب الانصاري (رحمة اللّه عليه):

"ما ازددت يقينا"

إشارة:

في قول الشيخ آية اللّه الانصاري (ما ازددت يقينا) معاني لطيفة يمكن الوقوف عليها بعد أن نعرف ان من خصوصياته الكتمان الشديد على سيره وسلوكه وهو ما كان يحث تلامذه عليه، حتى ان بعض تلامذته عندما يسأله قائلا:

"متى يمكننا ان نتشرف بلقا المولى صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟"

-يجيت الشيخ قائلا:

"عندما يكون حضوره وغيبته عندنا على حدًّ سواء"

-ويسأله آخر عن امكان التشرف بحضرته (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)

فيقول في الجواب:

"يا رجل، انه يمكن التشرف بالحضرة الالهيّة المقدسة، فكيف لا يمكن التشرف بحضرة عباده."

وامثال هذه التسترات على واقعة، ومن خلال ذلك نعرف بان مراده من قوله (ما ازددت يقينا) انه قد تشرف بلقائه (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).

ولكن بما انه كان يعيش الارتباط الروحي الدائم مع الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) لانه كان على يقين بان الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) يراه ويرى افعاله ومثل هذا الشخص لا يختلف الامر بالنسبة له وايضا يمكن ان يضم كلامه معنى آخر وهو ان البعض قد يشك بوجوده (صلوات اللّه وسلامه عليه) ما لم يتشرف.بلقائه، ولكن هذا هو شأن ذوي الاعتقادات الضعيفة، اما اولي الالباب واليقين والاعتقاد الراسخ، فانهم حتى اذا لم يتشرفوا برؤيته (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) في عالم الظاهر، فانهم لن يشكوا بوجوده الشريف الثابت بالادلّة الكثيرة، وحينئذ فمثل هؤلاء الاشخاص لن يزدادوا يقينا في مسألة وجوده الشريف عندما يتشرف بلقائه.

______________
المصدر:الاربعون في الامام المهدي وقصة الجزيرة الخضراء.

قصص  اللقاء بصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريفWhere stories live. Discover now