الفصل الثالث

20.2K 1K 403
                                    


الفصل الثالث

اشتدت ذراعه على خصري، كان يضغط على ظهري بقسوة، محاولاً إلصاقي بجسده عنوة، وكنت نافرة منه حد الاشمئزاز، شعرت بالقشعريرة تنتشر في بدني، درتُ بنظراتي باحثة عمن ينجدني، الكل مشغول بمراقصة رفقائهم؛ ناهيك عن الموسيقى الصاخبة التي لن تسعفني؛ الحقيقة المريرة لن أجد من يساعدني، استحوذ كليًا عليّ، وبقدر استطاعتي جاهدت لأبعده عن ملامستي؛ لكن الحقير "لوكاس" تعمد مداعبة ظهري بأصابعه الغليظة، ليضمن سيطرته على انتباهي، تجمدت عيناي على وجهه القاسي حين نطق يهددني بنبرته التي تجفل بدني، وتلك النظرة المميتة تتراقص في عينيه:

-لن تنجي بفعلتك يا قاتلة أبي.

استجمعت جأشي لأظهر بمظهر القوة أمامه، واحتججت على ذلك اللقب الشنيع قائلة له:

-أنا لا أعرف من هو والد، لما لا تحل عن رأسي؟

كركر ضاحكًا باستمتاعٍ أرعبني وهو يدمدم بنبرة واثقة للغاية:

-لن يحدث!

تلك اللحظة التي توقفت فيها الموسيقى، حيث يتبدل الثنائيات، كانت فرصتي المثالية للنجاة من أحضانه المقيتة، دفعته في صدره بقبضتي، بقوةٍ لا أعرف من أين جاءت، لأتحرر منه، واستدرت بجسدي قاصدة الهروب من محيطه؛ لكن تلقفني صدرًا آخرًا، صلبًا للغاية، قوته من النوع الذي يثير الرهبة في أشد الرجال خشونة، حاوطني في غمضة عين، وأصبحت أسيرة ذراعيه، وكلتا يداي ترتكزان على جانبي كتفيه، رفعت رأسي لأتطلع إلى وجهه، وكان أكثر من أخشــاه في الوقت الحالي؛ "فيجو". شعرت بجفافٍ موتر يصيب حلقي، برزت عيناي في قلقٍ، أكاد أشعر بحركتهما العصبية، لف الدوار رأسي قليلاً، من الحركات المفاجئة المتعاقبة علي، شعرت برائحته المميزة تجتاح أنفي، بتُ استنشق الهواء الملوث بعطره،؛ وإن كان باهظ الثمن، لكنه محمل بسمات الرعب، والرهبة. لم يبتسم لي، وقال بصوته الرخيم، وهو يجبرني على التمايل مع النغمات الراقصة:

-قُلت لكِ، ستأتين إليّ طوعًا.

نظرت له بعينين تستجمعان الغضب بسبب كلماته الاستفزازية تلك، ونفيت ما اعتبرته اتهامًا بما يشبه المهاجمة:

-لم يحدث، أنت من تتربص بي!

بالطبع أنا لم أقصد الذهاب إليه، كان هو من ظهر من العدم واعترض طريقي، ولحظي العثر سقطت في أحضانه، نظر لي بغرابة اقشعر لها بدني، على ما يبدو كلاهما يتسليان بإرهابي، وكنت ضائعة في مخاوفي، وبدلاً من استجدائي لعطفه، وجدت نفسي أنفجر فيه صارخة بنفاذ صبرٍ، وقد تقلصت عضلات وجهي:

-ماذا بك أنت وذلك الحقير؟ أتحاولان إخافتي؟

حدق في مليًا بنظراتٍ لم أفهمها، ولكني واصلت القول معترفة بصدقٍ:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now