الفصل الرابع والعشرون

13.6K 700 123
                                    


ملحوظة سريعة ..الفصل المنشور هو الفصل المؤجل من يوم الثلاثاء الماضي، ولم أقم بكتابة جديد نظرًا للظروف الحزينة الراهنة الخاصة بوفاة طالباتي بالمدرسة في حادث مروري أليم ..أذكركم بالدعاء بظهر الغيب لكل من فقد عزيزًا بالرحمة والمغفرة وأن يرزقهم المولى عزوجل بالجنة ونعيمها الذي لا ينقطع ..




الفصل الرابع والعشرون

منذ أن عرفته لم يحنث بوعده أبدًا، حين يقطعه، يوفي به، مهما كانت العواقب، نقضه كان مستبعد الحدوث، لهذا كانت توسلاتي بغير جدوى، لم ولن أكون قادرة على نجدة من استغاث بي، فأنا قليلة الحيلة، لن يصغى إلي مهما حاولت ورجوت وتضرعت. رغم إقصاء "فيجو" لي بعيدًا عن هذه الفوضى الدموية، إلا أنه لا تزال صورة جثة الخادمة المُضرجة في دمائها متجسدة في مخيلتي ومستحوذة على كامل تفكيري.

صعدت معه الدرج إلى الأعلى، حيث ما ألِفت من مكان، وتركت القبو القاتم بما فيه من غرف التعذيب، وروائح الموت. فرت الدموع من طرفي تأثرًا، وسألته في صوتٍ محبط حزين:

-لماذا لم تسمعها؟

احتفظ بصمته، فتطلعت إلى جانب وجهه من مسافتي القريبة، وتساءلت في إلحاحٍ، لعلي أشعره بالندم:

-كانت مضطرة لهذا، لما لم تمنحها فرصة ثانية؟ ألا تستحق ذلك؟

قال بهدوءٍ شديد؛ وكأن مقتلها لم يهز شعرة في رأسه:

-هي المسئولة عن اختياراتها.

توقفت عن السير إلى جواره لأستدير، وأصبح في مواجهته، سألته بصوتٍ شبه محتد:

-ماذا لو كنت مكانها؟ هل ستقتلني ببرود؟

في البداية سكت، ثم رأيته يمد ذراعه نحو وجهي ليلمس وجنتي، في حركة لا إرادية أبعدت وجهي عنه؛ لكنه عاندني وأبقى على يده، ليداعب بشرتي في حنوٍ، سدد لي نظرة قوية، وقال بشبح ابتسامة باهتة:

-حلوتي، انسِ أمرها...

احتدت نظراتي في استنكارٍ، فتابع بنفس البرود المغيظ، ويده لا تزال تمر على بشرتي:

-ولا داعي للحديث عنها مجددًا، لقد أغلق موضوعها للأبد.

نفضت يده بعيدًا في اشمئزازٍ، وهذه النظرة الناقمة تنبعث من حدقتي، ثم صحت في إصرارٍ مُعاند لرغبته:

-بالنسبة لك، لكن لي آ...

قاطعني قبل أن أنهي جملتي قائلًا بصوتٍ خافت لكنه حازم:

-زوجتي العزيزة، لما لا تتركيني اهتم بكِ اليوم؟

جاءت نظرتي إليه رافضة قبل أن أنطق ذلك صراحةً:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن