الفصل الثاني

24.9K 1.1K 286
                                    



تنويه .. لا يوجد ميعاد منتظم للنشر .. مجرد فصل اسبوعي للترويج للعمل ..

قراءة ممتعة

الفصل الثاني

تنفستُ بعمقٍ لأثبط من تلك الدماء المستثارة التي غزت عروقي، لا أعرف السبب الذي دفعني للشعور بالرهبة رغم حنقي، ولكن طريقة هؤلاء الغرباء بثت في نفسي الرعب؛ وإن كنت أحاول التماسك. أليس من المفترض أن يكون هذا عرسًا؟ لماذا إذًا أجد أنا –تحديدًا- تلك النوعية من المضايقات السخيفة؟ حولت الأمر تلقائيًا لشعور منزعج على أن يكون إحساسًا بالخوف، حاولت نفض ما يعتريني حاليًا من ضيقٍ وخوف قبل أن أتابع سيري للداخل. لن أنكر أني احتجت لبعض الوقت لأصل لوجهتي دون مساعدة، بالطبع فأنا لا أملك كتيب إرشادات لأعرف الطريق للمكان المقام به الحفل داخل ذلك القصر الكبير.

تتبعت صوت الصخب المرتفع للوصول إلى منطقة الحدائق، وهناك تم إعادة تنسيقهم بتصميم راقٍ محولاً بقعة كبيرة لما يشبه تقسيم الكنيسة بالداخل، من حيث طريقة صف مقاعد الضيوف، والممر الفاصل بينهم لتتمكن العروس من السير عليه، حتى تصل في النهاية للمذبح المصنوع من الأقمشة، ليقوم القس بتلاوة عهود الزواج على العروسين .. أما البقعة الأخرى فاحتوت على طاولات مزينة بالشراشف البيضاء، التصقت ببعضها البعض كحرف U ، لتتيح الفرصة لجميع الحضور من رؤية بعضهم البعض دون عناء، فيما عدا بضعة طاولات احتلت الواجهة، والتي تم تخصيصها للعروسين وعائلتيهما وكبار القادة والزعماء.

اشرأبيتُ بعنقي حين وصلت لمنطقة المقاعد، متجولة بنظرات حائرة على الرؤوس الظاهرة من أعلاها، حاولت البحث عن والدتي بين الحضور، لم أحدد مكانها بعد، ولا أعلم في أي صفٍ استقرت، لكن الأكيد أنها ستكون بالمقدمة، لكونها شقيقة زعيم المنظمة الحالي. رجفة موترة تفشت في جسدي بقوةٍ، ولا أظنُ أني كنت قادرة على إخفائها، عندما سمعت هسيسًا ذكوريًا في أذني يقول:

-مرحبًا بقاتلة "ماركوس".

التفتُ على الفور لجانبي لأجد ذلك الحقير -والذي استفزني قبل دقائق بإشارته المهددة لي- يكاد يلتصق بي. انتفضت مبتعدة عنه، وابتسامته المخيفة ما زالت مرسومة على فمه؛ وكأنه حقًا يقصد ترهيبي. تراجعت بحذرٍ للخلف، دون أن أبعد نظراتي المرتاعة عنه، ظل يبتسم لي بخبث شيطاني. لم أسترح لنظراته الجريئة الدائرة على مفاتني المخفية، متفحصًا بوقاحة فظة مدى جودتها خلف القماش الحريري. شهقة خافتة انفلتت من بين شفتي، حين ارتطمت بصدرٍ قوي استوقفني فجــأة، استدرت كالملسوعة -وفي ربكة متوترة- للجانب الآخر، لأجد المدعو "فيجو" يرمقني بنظرة خاوية من أي مشاعر. جف حلقي تمامًا، أنا الآن محاصرة بين اثنين مرعبين، شعرت بمدى تعاظم الخوف بداخلي، وتضاءل أي إحساس بالغضب قد استبد بي قبل قليل أمام قساوة النظرات المسلطة على شخصي. تركزت عيناي على "فيجو" حين استطرد بهدوءٍ قاتل يحذر الحقير الآخر:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now