الفصل الخامس

15.5K 879 174
                                    


مساء الورد على كل الغاليين في كل مكان ..

نستأنف معاكو باقي الأحداث الجديدة والمثيرة .. بس بذكركم في البداية بطرح روايتي الورقية الجديدة #ألقيت_عليك_محبتي ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022 في جناحنا إبداع بصالة واحد ..


موعدكم مع الفصل الجديد .. قراءة ممتعة


الفصل الخامس

كنت متوقعة أني على وشك الاستراحة، من كم الضغوطات الحرجة المفروضة على شخصي، منذ اللحظة التي وطأت فيها هذه المدينة الخانقة، لن أنكر أني كدت أتحرَّق توقًا للفكاك من هنا على وجه السرعة؛ لكن ما طمحت إليه أصبح مجرد أوهــام عابرة، فالأسوأ على ما يبدو ما زال في انتظاري! تخشبت في مكاني كالصنم لهنيهة عندما سمعت صوته الأجش المألوف يجلجل في الغرفة بتحكمٍ باعث على الرهبة والخوف. تشوش ذهني واضطرب، كيف أجمع شجاعة فرت قبل أن أفيق من صدمتي؟ التفتُ كالملسوعة لأجد "فيجو" بطلته المهيبة ونظراته القاسية، يتطلع إليَّ بشكلٍ جعل قلبي يقصف من شدة ارتياعه.

بذلت كل الجهد لأبدو غير مذعورة وأنا أصيح فيه:

-هل جننت؟ كيف تأتي إلى هنا؟

ولأبدو أكثر إقناعًا، وأقل ظهورًا بمظهر الفزع، هتفت أهدده بنزقٍ:

-سأطلب أمن الفندق ليرموك خارجًا.

للغرابة لم يحرك ساكنًا، بقي هادئًا في موضعه، وظل يطالعني بهذه النظرة الغامضة الجامدة، فاندفعت بكل عنفواني نحو الهاتف، أطلب الاستقبال بالأسفل، صرخت وأنا أستدير برأسي لأحدجه بنظراتٍ نارية:

-أريد الأمن فورًا إلى غرفتي، هناك من تعدى على خصوصيتي.

لاحت على ثغري بسمة مستفزة متحدية، وأنا أضع السماعة في مكانها، متوقعة أن يتخذ موقفًا عدائيًا ضدي؛ لكن سرعان ما اهتزت ابتسامتي لتبدو باهتة مشوهة، عندما وجدته لا يبدي أدنى ردة فعل، سكونه المريب ضاعف من رعبي رغم جهدي الجهيد لإظهار العكس. تراجعت عفويًا للخلف حين رأيته يهم بالتحرك، اتخذت وضعية دفاعية، متوقعة بادرة هجومٍ منه، ولدهشتي ســار في هدوءٍ واضح، تجاه النافذة الزجاجية وهو يضع كفيه في جانبي بنطاله، توقف أمامها، وراح يتأمل المشهد بالخارج ببرودٍ جعل خوفي يتبدل للحنق في لمح البصر. ومع ذلك بقيت بالقرب من باب الغرفة متهيأة للفرار في التو.

لن أنكر أن هذه الفكرة الطائشة راودتني، وبدأ رأسي يزدحم بعشرات الاقتراحات غير المدروسة، كلها تدور في فلكٍ بعينه، لما لا أترك كل شيء خلفي وأهرع من هنا؟ يبدو أنه قرأ ما يدور في رأسي من صراعٍ، فنطق محذرًا دون أن يستدير ناحيتي:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now