الفصل التاسع والعشرون

11.1K 697 63
                                    


الفصل التاسع والعشرون

استخدامه لهذه النوعية من التلميحات المتوارية كان مُحيرًا ومربكًا للغاية، ما الذي يمكن أن يمنحه لي أكثر من مجرد لقب رسمي؟ هل واجهة اجتماعية مثلًا؟ لا أعتقد ذلك، فقد ظفرت بها، والجميع يعاملني بتبجيلٍ واحترم، ولا أظنه الحب، فهذه المشاعر المرهفة مُحرمة في عالمه الغارق في الظلام المُوحش، أما إن كان يعني طفلًا، فقد أنذرني منذ اللحظة الأولى بقتله لما قد يحتويه رحمي إن غفلت عن تناول أدويتي، إذًا ما الذي يقصده؟

تركني "فيجو" متخبطة، وغارقة في حيرتي، ليتجه خارج الغرفة ليجري عدة اتصالات، بقيت هائمة في موضعي أتطالع ثوبي البراق بنظراتٍ سارحة، بدوت عاجزة عن تفسير فحوى كلماته، في الأخير بعد تملك اليأس مني رددت لنفسي بجديةٍ:

-هو يحاول التلاعب بي!

ظللت أكرر بخفوتٍ، وقد انقلبت سِحْنتي:

-كنت سأقع في فخ تصديقه، اللعنة، هو لا يكف أبدًا عن تضليلي.

انحنيتُ لالتقط الثوب بيدي، ثم أرحته على ساعدي، وأنا لا أزال أحادث نفسي:

-يظن بذلك أني لن أخرج عن طوعه.

سرت ناحية غرفة تبديل الثياب، وصوت غير مسموع يردد في عقلي:

-وهل أقوى على ذلك؟

توقفت أمام الأرفف أحدق فيها بنظراتٍ حائرة؛ لكن الصوت الداخلي ظل يقول:

-وما الذي بيدي لأفعله؟ لم يعد أي شيء يهم الآن، فأنا بِتُ في الوحل، وسأكون بعد ساعات مثلهم، قاتلة!

تنهدتُ مليًا في ملل منزعج، ورحت أتكلم بصوتٍ شبه مرتفع

-يا إلهي، أنا لا أستطيع فهمه مطلقًا، كيف يمكنني التعامل مع شخصية غامضة مثله؟

أردت إراحة عقلي من التفكير التحليلي، وانشغلت باختيار المناسب من الأحذية والحُلي لتتطابق مع الثوب اللافت، كم بدا ذلك بالنسبة لي أكثر صعوبة وترددًا! فأنا لستُ من هواة تنسيق الثياب وملحقاتها بشكلٍ أنيق وجاذب في نفس الآن، ومع ذلك بذلت أقصى طاقاتي للتوفيق بين المتاح من الخيارات.

................................................

أمام المرآة اللامعة، وقفت لبرهةٍ أتأمل هيئتي، الثوب كان ملائمًا بدرجة لم أكن أتخيلها، مررت يدي على القماش الناعم لأشعر بملمسه الحريري على بشرتي، انخفضت نظراتي نحو ساقي اليسرى التي برزت من الفتحة الجانبية الطويلة. ضممت الطرفين قليلًا، ثم سويت بيدي شعرة لاحظت نفورها من مقدمة رأسي، قبل أن أديرها للجانب لأتأكد من ضبط الكعكة التي عقدها لكومة شعري. كنت قد حررت خصلتين وتركتهما تنسدلان على وجنتي في التفافة متناسقة.

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now