الفصل العاشر

13K 804 138
                                    


مساء النور على حضراتكم ..بعتذر إن كنت تأخرت في كتابة ونشر الفصل، للأسف أنا غير متفرغة للكتابة بسبب مرض والدتي (اللهم اشفيها وعافيها من كل سوء يا رب، وجميع مرضانا)، وأنا قائمة على رعايتها، وأكملت فقط كتابة جزء بسيط، فضلت نشره لحضراتكم عشان ألتزم باتفاقي معاكو ..وأعذروني أنا مضطرية أوقف كتابة ونشر لحين الاطمئنان على صحتها، ويا رب ما يضر حد في عزيز عنده ..بالنسبة للقاء حضراتكم في المعرض يوم الجمعة هحاول بأمر الله أتواجد، ولو حصل طارئ هعرفكم برضوه .. نسـأل الله السلامة للجميع ..وأرجو من القراء غير المتفهمين لأي تأجيل تقدير الظروف المرضية، لأن فعلاً الإنسان ما بين لحظة والتانية حاله بيتبدل ..طولت عليكم ..




الفصل العاشر

الموت، راحة من كل خبيث نفس، يعيثُ في الأرضِ الفســاد، ويدنس بشروره الأنقياء، برحيله قد نظن أنها النهاية، وانقضاء المآسي؛ لكنها فقط التمهيد لبداية أخرى للغوص في معاناة جديدة. إن طالعنا الأمر من المنظور العام، فسنرى المشهد كالتالي: قـــاتل قتــل قاتـــلاً مثله، وانتهى الأمر بالنسبة له، ذلك جيد، لكن إن ضاقت النظرة الواسعة، وانحصرت فيمن متواجد معه، إذًا أصبح الأمر متعلقًا بي كذلك، ماذا سيفعل معي؟

تسمرتُ في مكاني مشدوهة للحظات، وأنا أرى "رومير" الذي كان يُحادثني قبل دقيقة واحدة بقسوة وعنجهية، ينازع للإبقاء على حياته، لم يمهله "فيجو" الفرصة، وأجهز عليه بخنجره، ليسقط صريعًا عند قدميه، غارقًا في دمائه الملوثة بأطماعه. أفقت من صدمتي اللحظية لأصـــرخ في هياجٍ وجنون، لون الدمـــاء الداكن أصابني بالهلع، ومشهد جثمان خالي زاد من هذا الشعور المرعب، تراجعت ملتصقة بحافة سرير والدتي وكُلي يرتعد.

فكرت بغريزة البقاء في الهروب، والركض بعيدًا، لكن إلى أي مدى سأصل وأنا بين قبضتي هذا القــاتل فاقد الشعور؟ بالكاد إن بلغت باب هذه العيادة فسأكون محظوظة. أعصابي كانت مستهلكة، أطرافي غير قادرة على التحرك، تطلعت بعينين فزعتين إلى "فيجو" وهو يتقدم مني، أبصرتُ الخنجر في يده، وقطرات الدماء تلوث نصله، ظننت أنه سينحـــر عنقي، فَرُحتُ أصرخ بهيسترية:

-أنا لم أفعل شيئًا، لم أخن أحدًا.

واصل خطاه البطيئة ناحيتي، فانهرت جاثية على الأرضية الباردة، زاحفة بمرفقي للخلف، وعيناي لا تزال مثبتة على وجه "فيجو" الغائم، شعرت بتلاحق نبضاتي، بأن قلبي على وشك الانفجـــار بين ضلوعي جراء تسارع دقاته، صرخت به بجنونٍ وأنا أغطي وجهي:

-لا تقتلني، لا تفعل!

شعرت بقبضتيه تمسكان برسغي، تحاولان إبعادها عن وجهي، إنه يريدني أن أراه وهو يذبحني، من هذا الشيطـــان، لم أرَ في مثل وحشيته، تضاعف هياجي، وأصابتني لوثة عقلية، فلم أعد أرى أو أعي ما أفعل، صوتي كان هادرًا، مجلجلاً، يتوسله بنشيجٍ متقطع:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now