الفصل الثلاثون - الجزء الأول

9.3K 670 110
                                    


بعتذر عن قصر الفصل، لأن ابني تعبان، شفاه الله وعفاه وجميع أولادنا يا رب ..

فانتظرت إنه نام وقمت بكتابة جزء منه .. وإن شاءالله هايكون ليه تكملة


الفصل الثلاثون (الجزء الأول)

إن كنت تبحث عن ملاذ أو ملجأ في مكان يعج بشرور الناس فأنت مخطئ، فهم قادرون كليًا على سحقك إن خالفت ما يأمروك به، هذا بإيجاز كان وضعي الحالي، حملقت في وجه "فيجو" بنظراتٍ مصدومة يتخللها علامات الرعب، فأي زوج ذاك الذي يحض زوجته على ارتكاب أبشع أنواع الجرائم البشرية؟ بل ويمهد لها السبل لتنفيذها دون أن يكترث إن كانت ستتعرض للخطر أم لا!!

رمقته بهذه النظرات المستهجنة وهو لا يزال يتحدث في هدوء سلس ليذكرني باختصار عن خطوات تنفيذ خطة الاغتيال، بدا وكأنه يطلب مني إحضار كوبًا من الماء له، برقت عيناي في خوفٍ لم أواريه، كما راح جسدي يرتعش برعشاتٍ متواترة جراء ما أصابني من رهبةٍ وهلع. بلعت ريقي وواصلت النظر إليه وأنا لا أزال في حالتي المصدومة، اشتدت قبضتي على حقيبتي المسنودة في حجري، ورفرفت بأهدابي قبل أن أسأله بصوتٍ شبه متحشرج متلعثم:

-هل تريد .. مني قتلها ... هناك؟ ألن يكتشف أحد ذلك؟

أخبرني في هدوءٍ:

-لا تقلقي، إنه المكان المناسب، لن يرتاب أحد في أمرك.

ثم ربت على ذراعي يستحثني على النهوض وهو يخاطبني بلهجته الآمرة:

-هيا .. قبل فوات الأوان.

قلت بين جنبات نفسي في مزيدٍ من الارتياع:

-ليته يفوت ولا أفعل ذلك.

من قال أني أستطيع فعل ما أفصحت به سابقًا؟ حسنًا لاعترف بخطئي، كنت أكذب لشعوري وقتئذ بالخذلان والانكسار، ففي لحظات الضعف والاستسلام قد نرضخ لما هو يفوق طاقة احتمالنا؛ لكن بعد ذلك حين نستعيد رجاحة التفكير وندرك أننا في صدد فعل ما يخالف مبادئنا نتراجع! لاحظ "فيجو" جمودي المصحوب بالتردد، فهمس لي بلهجةٍ محذرة:

-أنتِ تضيعين الوقت هباءً، هيا، لقد رتبت كل شيء لأجلك.

كززت على أسناني متمتمة بعصبيةٍ رغم خفوت صوتي مقارنة بالصخب السائد:

-إنها محاولة اغتيال، ولست معتادة على ذلك.

صحح لي كلامي بما جعلني أغتاظ من بروده:

-ليست محاولة، بل عليكِ تنفيذها.

حقًا لم أستطع الصمود، فتوسلته بنظراتي:

-ألا يمكنني فعلها في وقتٍ لاحق؟ أنا لست مستعدة، صدقني سأفشل.

وجدته يخفض يده ليمسك بي من كفي، ثم نهض واقفًا، وجذبني إليه، فاستندت بمرفقي على صدره، وطوقت بالآخر القابض على الحقيبة عنقه، من يتطلع إلينا من مسافة يظن أننا نتمايل على إيقاعات الموسيقى الصاخبة؛ لكنه كان يبعدني برويةٍ عن مكان جلوسنا المزدحم، تجاوبت معه، وتركته يقودني إلى حيث يريد أن نتواجد، وكامل نظراتي المتوترة مرتكزة على وجهه الساكن. توقف عن المشي بعد عدة خطوات، واقترب مني برأسه، ليهمس بالقرب من أذني:

غير قابل للحب ©️ كاملة - مافياWhere stories live. Discover now