الفصل الثالث ج٢

532 9 3
                                    

الفصل الثالث :
راقبت الصغيرة وهي تقوم بعمل واجبها المنزلي بعدما رحل مصطفى مع زوجته حينما شعرت بالتعب سمعت صوت باب الشقة فخرجت من الغرفة وجدته قد عاد هرولت لعنده تحتضنه قائلة بلهفة  :
-وحشتيني اوي اوي اوي .
أبعدها عنه قليلاً وهو يقول :
-أنتي أكتر بكتير .
وضعت يديها على جبهته قائلة :
-أنت كويس السخونية راحت .
أبتسم لها وهو يقول :
- أنا كويس لاني شايفك يا حبيبتي .
خرجت الصغيرة لتستقبله فقال لها :
- هي ألفت راحت فين ؟
أجابته قائلة :
- سافرت بلدها .
-أنا عاوزك تبعدي عن النظر خالص لحد لما الموضوع يهدى .
قالها عادل لألفت فقالت له :
-هي حصلها حاجة ؟
أجابها عادل قائلاً :
-أكيد هتحس بأعراض انسحاب الدوا وانا عاوزك تبقي بعيدة علشان لو شكوا فيكي هتبقى مشكلة .
أردفت قائلة :
- ربنا يسترها يا باشا .
أخذت تقلب الطعام بصحنها وهي شاردة حتى لاحظ ذلك هيثم فأجبرها على قطع شرودها:
-حبيبتي .
أجابته قائلة :
-نعم يا هيثم عاوز ماية .
كادت أن تتركه لتحضر له الماء فقال لها وهو يمسك يديها :
- أنتي كويسة ؟
عادت لتجلس بجانبه فأمسكت رأسها وهي تقول :
-بقالي كام يوم الصداع ماسك دماغي .
-مقولتليش ليه يا الاء ؟
قالها في تضايق فأخبرته بأنها لم تريد إزعاجه فهو بات منشغل هذه الأيام زفر بشدة وأمسك يديها قائلاً :
- قومي معايا اقسلك الضغط .
حاول معرفة سبب ذلك الصداع صنع لها الأشعة الخاصة و تحاليل حتى أيقن بأنها عادت لتناول حبوب مضادة للتوتر دلف الشفة فلم يجدها بل وجد ألفت فتسائل :
-المدام فين ؟
-مبروك يا مريومة ماشاء الله تبارك الله ولد زي القمر شبهك .
قالتها الاء وهي تحمل الصغير بين ذراعيها فأبتسمت لها مريم قائلة :
- شبهي ايه دا كله عمته .
أردف مصطفى متدخلاً :
-عمته ايه وبتاع ايه دا شبهي انا .
ضحكوا فأخذت رؤى تقوم بإمساك الاء من فستانها لتعطيها الصغير ولكنها رفضت فطرق الباب مستاذن هيثم بالدخول نظر لها وجدها واقفة تحمل الطفل بارك لمصطفى ومريم ودعا لهم بأن يكون ذرية صالحة ثم قال للاء :
-يلا يا الاء علشان نروح اكيد مدام مريم تعبانة ومحتاجة ترتاح .
شعرت بأنه منزعج علمت بأنه قد يكون متضايق لانها لم تخبره بخروجها فقالت له :
- ممكن تسبني أبات معاها هنا انهارده .
أردف قائلاً بتضايق :
- لا ويلا نمشي .
نظر له مصطفى فقال له هيثم معتذرا :
- تعالى عاوزك .
وضعت الصغير بالفراش الخاص به وهي تراه يأخذ اخيها ويغادر الغرفة فقالت لها مريم :
- الاء روحي انتي وملكيش دعوة بيا مصطفى هيبقى معايا بس خدي معاكي جودي وبقي هتيهالي بكرة على البيت .
تنهدت وقد دلف مصطفى الغرفة تابعه هيثم فوجدته يردف :
-الاء روحي انتي دلوقتي .
أخذت حقيبتها وقالت لجودي :
-يلا يا حبيبتي .
حينما خرجوا أردفت مريم قائلة :
-هما متخانقين ولا ايه ؟
أخذ ينظر لها بين الحين والأخر طوال الطريق وأبنته تتحدث مع جودي كادت أن تتدخل في الموضوع ولكنه أوقفت حديثها حتى يعودون للبيت ،تأكد من أن الأطفال قد غرقوا في النوم وضع عليهم الغطاء وبعقله يحاول أن  يرتب الكلام متحكم بأعصابه ،خرج من الغرفة وجدها واقفة أمامه عاقدة ذراعيها أمام صدرها نظرت له وهي تكاد تنفجر من الغضب فقالت  :
-ممكن تفهمني ايه الاسلوب اللي كلمتني بي هناك دا ؟
أردف قائلاً بنفاذ صبر:
- واحد راجع من شغله على أساس أن مراته مستنياه محضرله لقمة يكولها بس للأسف ملاقاش غير مدبرة البيت والست مراته مش موجودة ويعرف بالصدفة أنها بتزور اخوها .
قاطعته مبررة سبب خروجها من دون أذنه:
- أنا مكنتيش اقصد مقولكش بس قلقي على مريم خلاني أنسى بس على العموم حقك عليا مش هتتكرر تاني .
أبتلع ريقه وهو يتساءل بهدوء مصطنع:
- الاء انتي رجعتي تاخدي الحبوب اللي محمود كان بيديهالك ؟
أردفت قائلة بتضايق:
- بقولك ايه يا هيثم أحنا مش قفلنا على الموضوع دا من زمان .
كادت أن تدلف غرفتها فتابعها وأمسكها من ذراعها ليوقفها قائلاً :
- لما أكلمك تقفي وتكلميني .
صاحت به قائلة :
- في ايه ؟
ضغط على ذراعها قائلاً :
- في انك بتخدعيني ولسه بتاخدي الحبوب دي .
أزاحت يديه  عنها وتابعت قائلة بصياح :
- والله ما بخدها وحياتك انت ورؤى عندي ماحصل .
أكمل قائلاً بغضب  :
-أومال هيكون مين اللي بياخدها امي ؟
صمتت فتابع حديثه محذراً :
- لو أخدتي الزفت دا تاني أنا بنفسي هوديكي مصحة .
تركها ودلف غرفته سمع صوت بكاؤها تركها تفرغ ما بداخلها حتى توقفت  ففتح باب الغرفة راقبها فوجدها نائمة على الكنبة اخذه وضعية الطفل ببطن أمه أقترب منها وجد وجهها شاحب يداريه شعرها المنسدل أزاحه فوجد بقايا دموع عالقة بجانب جفنها
ضمها أليه قبل أن يحملها ويدخلها غرفته
أقترب من الكومود أخرج علبة الدواء الخاص بها من ثم تركها وغادر الشقة .
لم يعلم بأنه ظلمها ذلك الظلم الكبير فهي بريئة كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب كل ما فعلته أنها وثقت بتلك الخادمة وعاملتها بالحسنة ولكن هل جزاء الإحسان هو الغدر لم تتوقع بأنه سيفعل بها هذا اجل أنه أستمع لنصائح صديقه بأنها تحتاج لمصحة للتخلص من سموم جسدها تتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي دلف به شرفتها وهي جالسة هائمة في السماء حينما أقترب منها ليخبرها إلى متى ستظل هكذا كم هي حمقاء غير مبالية بما تدمر جسدها بتلك السموم لم تجيبه بل أجابته دموعها الاي أنسابت على وجهها قبل أن يطرق باب الشقة معلناً وصول ذلك الطبيب الذي يدعي بأنه خائف عليها وعلى سلامتها لم تظل واقفة صامتة بل صرخت به بكل ما أتت من قوة حاولت طرده ولكن ما الجزاء غير أنها تمكث في مصحة نفسية لأكثر من أسبوعين
تكاد تموت من كثرة المهدئات أتراه ؟
بلى يأتيها كل يوم يطمئن عليها قبل عودته لبيته يجلب لها الصغيرة بين الحين والأخر
دلف شقته فتركت ما بيديها وهرولت خارج غرفة النوم نظر لها وجدها تصبب من وجهها العرق بالرغم من الطقس بارد فقال لها :
- ايه اللي دخلك الاوضة دي ؟
أردفت قائلة بتوتر :
-كنت بنضفها .
لم يجيبها بل دلف غرفة الصغيرة وجدها تلعب بعرائسها فهرولت لعنده تحتضنه قائلة :
-بابي .
-عامله ايه يا روحي طنط الفت اكلتك .
قالها بتساؤل فأومات الطفلة بالإيجاب فأجلسها على الفراش قائلاً :
- حبيبتي أنا عاوز اسئلك سؤال ؟
أردفت قائلة :
-نعم .
أجابها :
- هي طنط الفت بتدخل اوضة مامي كتير ؟
دلفت الممرضة غرفتها لتعطيها دواءها لم تجدها بفراشها كادت ان تلتفت حتى تفأجات بأنها خرجت من الغرفة هرولت لتفتح الباب ولكن الأخرى قامت بإغلاقه راقبت الطريق بأن لا يراها أحد هرولت مبتعدة عن غرفتها أستوقفها صوت عادل وهو يتحدث مع شخص ما
- وهيثم لاحظ حاجة ؟
أستندت على الحائط المجاور له حتى تتمكن من الأستماع وهو يتابع قائلاً :
- بدلتي الدوا اللي قولتلك عليه ؟
أمتلىء عيناها بالدموع وهو يكمل قائلاً :
- هانت يا ألفت هي خلاص بتدمر .
نزلت دموعها وقد عرفت مجراها أمسكت بمسند المجاور لها لم تشعر بقدميها سوى أنها تفتح باب مكتبه أتسعت حدقة عيناه حينما وجدها أمامه أردف قائلاً  :
-أنتي أزاي جيتي هنا ؟
أمسكها أثنين من الممرضين في وسط مقاومة منها ولكنها لم تدوم طويلاً حتى فقدت وعيها من كثرة الصراخ .
أخذ يفتيش في المطبخ عن ذلك الدواء كان كالمجنون يبحث هنا وهناك حتى وقعت يديه أسفل درج المطبخ يوجد زجاجة من الدواء مجهول المصدر أستند على كرسي المجاور له في وسط ذهول قبل أن ينتطلق خارجاً من الشقة .
- أتفضل دا تقرير بمواد المستخدمة في الدوا .
أخذه من يديه نظر به حتى أتسعت حدقة عينيه وهو يقول له  بصدمة :
- أزاي ؟
زفر صديقه الرائد أحمد إسماعيل وهو يردف قائلاً :
- أنا مش هقدر أساعدك يا هيثم مينفعش أقبض على المجرمة دي بدون دليل .
أردف هيثم قائلاً بتضايق :
-دليل ايه يا أحمد أومال السم دا ايه أنا مراتي بتموت .
أجابه الأخر بنبرة هادئة :
- لازم يبقى فيه محضر والنيابة تبقى عندها خبر قبل ما تثبت عليها الدواء دا .
نظر له هيثم ثم قال له :
- أنا هتصرف يا أحمد بس بالله عليك تساعدني .
دلف المشفى في منتصف الليل جميع الأمن يعلم بأنه طبيب فسمحه له بالدخول من ثم دخول غرفتها كانت نائمة متصل بوريديها محلول محقن به دواء ما أوقف سريان نزوله ونزع الحقنه من يديها فلاحظ تشنج وجهها ألماً حاول إيقاظها ففتحت عيناها ونظرت له وكأنها وجدت طوق نجاتها من ذلك الجحيم فقالت بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع :
-هيثم أنا .
قاطعها قائلاً:
-متخفيش يا حبيبتي أنا جاي أخدك من هنا .
أغمضت عيناها مرة أخرى وهو يقربها منه ليحملها بين ذراعيه خرج دون أن يشعر به أحد وضعها بسيارته بخفة قبل أن يقودها مسرعاً ،أوقف السيارة أمام احدى المساجد حينما سمع أذان الفجر نظر لها وجدها مازالت نائمة أخذ مفاتيحه وغادر السيارة وتوجه نحو نداء ربه للصلاة .
- بقولك خدي الأدوية ورجعي كل حاجة زي ماكانت الاء عرفت وهيثم كمان أنتي لازم تختفي .
قالها عادل في غضب فأجابته الأخرى قائلة :
-حاضر يا باشا أنا دخلت الشقة أهو .
أغلقت المكالمة معه ودلفت المطبخ أخذت تبحث عن علبة الدواء كالمجنونة ولكنه كان واقف وراءها قال بجمود كالثلج جعلها تشهق خوفاً :
- بتدوري على دي مش كدا ؟
أبتلعت ريقها وقالت له :
-هفهمك .
أقترب منها وأمسكها من ذراعها بغضب قبل أن يصيح بها قائلاً :
-ليه تعملي فيها كدا عملتلك ايه ؟
بكت وهي تقول له موضحة :
-والله كان غصب عني أنا عبد مأمور .
أردف قائلاً بغضب وهو يهددها :
-أقسم بربي لو مجتيش دلوقتي معايا واعترفتي أنك كنتي بتدي الهباب دا لمراتي في القسم لأكون موريكي وش عمرك ما شوفتيه مني .
بالفعل ذهبت معه في سيارته حتى قام بتسليمها في القسم التابع لهم حاولوا استجوابها عن مساعدها ولكنها رفضت الإفصاح عنه فتركها حينما أخبره صديقه بالرحيل ،في صباح يوم جديد فتحت عيناها ببطء بعدما داعبها ضوء الشمس وجدتها بغرفتهم هرولت للخارج وكأنها تبحث عنه وجدته يعد لها الطعام أحتضنته من ظهره وبكت ،أجلسها على كرسي المطبخ وجلس بجانبها مسح لها دموعها براحة يديه وهو يقول :
- بس يا حبيبتي أهدي .
أردفت قائلة بصوت متحشرج :
- عادل .
نظر لها وقد أتسعت حدقة عيناه وهو يقول :
-ماله ؟
لم يمر سوى أيام حتى وضع عادل بالسجن وفتحت قضية بمحاولة قتل لم يتركها لحظة فذلك السم سيأخذ وقت حتى ينتهي من جسدها ،أما عن هبه فهو تركها منذ أن مكث معها ايام بالبلد عادت لوحدتها لم يصبرها سوى والديه ووعودهم لها بالمحبة من قبله هل سيجبره والده بأن يحبها كما أجبره أن يتزوجها أم ستظل تنتظره حتى الموت .
رن هاتفه لم يكن موجود ليجيبها بل تركه وذهب ليحضر الطعام لم تستطيع ان تقف صامتة وعقلها يفكر أتجيب والدته أم تتركها فإن لم تفعل فستقوم بتوبيخها كما ستشعرها بالنقص ولكنها فعلتها واجابت :
-ازيك ياماما ؟
لاحظت الصمت من الناحية الأخرى استغرق بضع ثواني وهي تردد قائلة:
-الو ماما أنتي سمعاني .
وكأنه شخص اراد التحدث معه قبل أن تفعل أمه فبعد التحية أخبرتها بأنها تريد هيثم بأمر هام من ثم أغلقت معها المكالمة جلست على أقرب كرسي وعقلها مازال لم يكف عن التفكير من أراد محادثة هيثم وحينما سمع صوتي ترك الهاتف لحماتها قطع شرودها وصول هيثم وهو يردف قائلاً :
- السمك سخن اوي هحطه في اطباق عقبال ما تصحي رورو .
دلف المطبخ وقام بغسل يديه فأقتربت منه وهي تمسك هاتفه قبل أن تقول له :
- ماما اتصلت بيك يا هيثم .
جفف يديه قبل أن يتناول الهاتف من يديها تاركاً لها مهمة تحضير الطعام وأبتعد عنها قليلاً راقبته عن كثب وهو يتحدث مع أمه فلاحظت تغير تعبير وجهه فقد شحب للحظة فعندما لاحظ بأن الاء تنظر له دلف غرفتهم وأغلق الباب مما أزداد الأمر سوءٍ .
تناول القليل وكأنه يجبر على تناوله فهو من قال لها بأنه يشتاق لتناول السمك المشوي على الفحم وكم هو جائع فهو الأن لم يعد كذلك بل هو شارد وكأنه لا يوجد معها على سفرة الطعام لم تتحدث معه حتى ترك السفرة وهي تطعم الصغيرة حتى عادت مرة اخرى للنوم .
خرجت من غرفتها بينما هو جالس في الشرفة اقتربت منه وجلست بجانبه امسكت بيده فأنتبه لها وقال متسائلاً:
- رؤى نامت ؟
اؤمات بإيجاب فأبتسم لها وقال وهو يحاول أن يبدو طبيعياً :
- الجو انهارده جميل اوي .
ضغطت على يديه وهي تتسائل :
-حبيبي أنت مش عجبني من ساعة ما كلمت ماما هو حصل حاجة في البلد هما كويسين ؟
وضع راحة يديه الأخرى فوق يديها ليشعرها بالامان وهو يجيبها قائلاً :
-متقلقيش يا ماما هما بخير وبيسلموا عليكي.
أردفت قائلة :
-الله يسلمك ويسلمهم ياحبيبي .
ترك يديها ووقف وهو يدعي شعوره بالإرهاق من العمل أنه بحاجة للنوم فكاد ان يهرب من أمامها بخطوات هادئة :
- هيثم أنا عاوزة أسافر كام يوم عند بابا وماما .
التفت لها قبل أن يردف قائلاً :
- انا مش فاضي يا الاء عندي شغل كتير والعيادة .
قاطعته قائلة :
- وصلني وارجع هنا تاني أنا عاوزة اغير جو انا ورؤى دا طبعاً بعد اذنك .
تابع حديثه قائلاً :
- انا مش موافق مش هقدر ادب المشوار وارجع تاني في نفس اليوم دا هيبقى ارهاق ليا .
أجابته قائلة :
- خلاص يا حبيبي خليك وانا هركب القطر وهروح .
ترك الشرفة وهو يقول بنبرة تحمل الكثير من الغضب :
-انا قولت لا يعني لا أنا هبقى اوديكي اخر السنة .
أخذت انفاسها وهي تشعر بضيق يغذو صدرها وكأن هناك من يخنقها لما لا يريد ان يجعلها تذهب لأهله ماالسر الذي يخفيه عنها لم ترتاح حتى حكت لمريم جميع ما حدث لعل يوجد لديها من الحل ولكنها لم تضيف اليها المزيد فهي أخبرتها بالا ترهق عقلها وقلبها في التفكير بذلك الموضوع فهو معه حق كيف يذهب بها للبلد بثلاث ساعات وكذلك عودته في نصف يومه الممتلىء بالأعمال بين المشفى وعيادته الخاصة .
-مبروك يا حبيبي المراد حصل وقريب هتجيب الواد .
قالتها أمه بفرحة عارمة وهي تطلق الزغاريد
رنت بطبلت أذنه وهبة تقدم عليه تحتضنه بشدة بين شوق وفرحة فرأى الاء واقفة بجانبه عيناها حمراء كأكياس الدم وهي تدمع وقالت بصوت متحشرج :
-مبروك يا هيثم مبروك .
أستيقظ وهو يلهث يتصبب عرقاً وكأنه خرج من المياة أستيقظت حينما سمعت صوته فقالت له بلهفة :
-حبيبي مالك ؟
وضع راسه أسفل المياة فطرقت باب المرحاض قائلة :
- هيثم أنت كويس ؟
اجابها صوته قائلاً :
-ايوة يا الاء انا بخير متقلقيش روحي كملي نومك .
جلست على طرف الفراش تتراقبه وهو يبدل ملابسه وقام بوضع سجادة الصلاة وشرع يصلي فطمئنت وعادت إلى النوم أما عنه فلا .
في اليوم التالي أستيقظت هبة حينما سمعت صوته سرعان ما أعتدلت وخرجت من الغرفة وهي تفرك عيناها لتزيل اثار النوم فوجدته جالس بجوار أمه أبتسمت له ابتسامة صافية وأقبلت اليه ظنت بأنه سيقف معتدلاً ليحتضنها ويخبرها كم هو فرح بسماع خبر الحمل ولكنه لم يكن كذلك بل أمد لها يديه ليصافحها وكأنه يصافح صديقه فكسر بداخلها فرحة رؤيته بعد كل تلك الفترة ابتعدت عنه لتجلس امامه فقال لها :
-انا جيت علشان اطمن عليكي .
أبتلعت ريقها وقالت في حزن :
-فيك الخير أنا قدامك كويسة متشكرين على سؤالك العزيز .
همت واقفة وتركتهم ودلفت غرفتها اغلقت خلفها الباب ،علم بأنها منزعجة فكم مضى من الوقت حتى تركها وحيدة مع أبويه ولكن أمه لم تقف صامتة بل نكزته بقوة قائلة :
-انت هتفضل قاعد قوم اتحرك ادخلها .
طرق باب الغرفة فسمع صوتها وهي تقول :
-مش عاوزة اشوف حد .
نظر لأمه فوجدها تبادله نظرات حادة جعلته يزفر قائلاً :
-لو سمحت يا هبة أفتحي علشان خاطري .
فتحت له باب الغرفة فدلف وأغلقه خلفه كانت توليله ظهرها حتى لا يرى دموعها فأردف قائلاً :
-والله انا جاي علشانك فبلاش تخليني اندم اني جيت من اساسه .
عندها اقتربت منه وقالت وهي تستشيط غضباً :
-دلوقتي افتكرت الكلبة اللي سايبها في البلد وجيت تطمن عليها ولا لما خالتي قالتلك اني حامل  قولت اهو هانت .
أجابها موضحاً :
-اكيد مش كدا يا هبة انتي عارفة ان الاء متعرفش موضوعنا وانا مش عاوز اني اضغط عليها وهي بتمر بالظروف دي .
صاحت به قائلة:
-يعني انت خايف على مشاعرها ومش خايف على مشاعري انا .
طرق باب البيت فتقدمت أمه ناحيته لتجيب وهي تستند على الأثاث من الألم ظهرها أتسعت حدقة عيناها حينما رأت الاء أمامها ومعها الصغيرة فقالت لها مبتسمة بود :
-ازيك يا ماما .
يتبع ....

رواية كيف لي ألا أحبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن