الفصل الثالث عشر

ابدأ من البداية
                                    

شعر أدهم أنه قد أخطأ في حق زوجته وإنه لم يكن عليه أنه يقول لها مثل تلك الكلمات وهو لم يرد قول ذلك لا يعلم لما قال هذا من الأساس ف ذهب ل يعتذر منها عما قاله ولكن حينما اقترب منها وجدها تقف مع خالد الذي يبدو عليه أنه يخبرها بشيء هام ووجده بالفعل يشير إليها ل يدخلا المكتب الخاص بهما ف أختبيء حتى دلفا للداخل لكنهما لم يغلقا الباب ف وقف يستمع لما يتحدثا به محاولا التظاهر بالانشغاال ف الحديث في الهاتف حتى إذا رآه أحد ظن أنه يتحدث في الهاتف ولا يتنصت على من بالداخل ..
قالت مريم : أتفضل يا دكتور خالد قول أيه الحاجة المهمه اللي عايز تقولها وأحنا لوحدنا ؟
- مريم هو أنتي وأدهم هتطلقوا ؟
- مين قال كده ؟
- أنا سمعتك بالصدفة والله وأنتو بتتكلموا من شوية وكنتي بتقوليله كده كده هنتطلق
- وأفرض ده يفرق معاك ف أيه ؟
- لأ طبعا يفرق معايا كتيير
- لأ يا دكتور خالد ده ميفرقش معاك في حاجة ده شيء يخصني أنا وأدهم بس ميخصش أي حد تاني
- بس أنا بحبك وعايز أتجوزك و ....
- قاطعته مريم قائلة بحزم :مينفعش الكلام اللي بتقوله ده يا دكتور أنا ست متجوزة وجوزي زميل ليك فأكيد مينفعش توجه ل مراته كلام زي ده وأنا بصون جوزي ف غيابه قبل وجوده
- بس أنا مقصدتش حاجة وحشة والله أنا بحبك ب....
- قاطعته مريم قائلة :أرجوك متكررهاش تاني قولت لحضرتك مينفعش أصلا تقول كده حتى لو نيتك تتجوزني أنا حتى لو أتطلقت من أدهم مش هتجوزك ومش هتجوز حد تاني عشان أنا ثم ابتلعت ريقها وأردفت قائلة عشان أنا بحبه ومش هحب حد تاني
- طب ليه هتطلقوا لو بتحبيه ؟
- متهيألي ده شيء يخصنا يا دكتور خالد بس تقدر تقول اختلاف ف وجهات النظر اختلاف في الطباع عادي يعني بتحصل
- طيب ليه متديش نفسك الفرصة تحبي حد تاني مش يمكن يقدر ينسيكي حبك ده
- لأ طبعا عشان حبي لأدهم مش حاجة محفورة في الذاكرة ممكن أنساها ده حاجة محفورة في القلب مبتتنسيش ..ثم صمتت برهة وعادت لتكمل : أدهم ملأ كل قلبي بحبه ومفيش أي راجل تاني ممكن ياخد منه سنتي واحد
عند تلك الجملة قرر أدهم أن يعود إلى مكتبه ..انصرف مسرعا إلى هناك كأنه كان في سباق جلس على كرسيه ليلتقط أنفاسه ف لم يتوقع كلمات مريم تلك التي سمعها للتو ..
أما مريم ف أردفت حديثها ل خالد قائلة :
- بص يا دكتور خالد انا عايزاك تفتح قلبك ومتحطش شروط ولا مواصفات للي تحبها صدقني هتلاقي اللي تملا قلبك وعقلك
- هحاول وأنا آسف يا دكتورة مريم على أزعاجك واعتبريني صديق لو احتجتي أي مساعدة
- شكرا أكيد طبعا ..طب بعد أذنك عشان هروح أصلي الظهر
- أتفضلي
ذهبت مريم للمسجد الموجود بالمستشفى لأداء صلاة الظهر وبعدما خرجت وجدت أدهم بانتظارها نظر لها قائلا :
- تقبل الله
- منا ومنكم ثم أدارت وجهها عنه
- مريم ممكن تبصيلي
- نعم عايز أيه يا أدهم أيه هتكمل كلامك في حاجة لسه مقولتهاش ؟
- أه ..أنا آسف متزعليش مني
- والله كل شوية تقول كلام زي الزفت وتعمل تصرفات أزفت وبعدين تقول آسف
- مقصدتش والله اتعصبت غصب عني ثم مد يده إليها والتقط كفيها أمسكها بين يديه ثم قال آسف ثم رفعها وقربها من شفتيه ثم طبع على باطن يدها قبلة وقال آسف مرة آخرى ولكن تلك المرة قالها بهمس وهو ينظر داخل عينيها وكأنه يخترقها ليدخل إلى قلبها مباشرة
توترت مريم كثيرا من فعلته تلك وخفق قلبها بشدة وتوردت وجنتيها خجلا ف سحبت يدها من يده بسرعة ثم قالت :
- خلاص مش زعلانه أنا رايحة أكمل شغلى وانصرفت من أمامه سريعا
أما هو ف حديثها أسقط كل الحواجز التي حاول وضعها بينهما لم يستطع أن يرى حبها هذا ويتجاهله ف هي أيضا ملأت كل كيانه وبينما كانا عائدين للمنزل نظر لها قائلا :
- مريم بجد خلاص مش زعلانه مني؟
- لأ يا أدهم قولتلك خلاص مش زعلانة
- طب أثبتيلي
- أزاي ؟
- توافقي نعمل الغدا سوا النهارده
- يا سلام وكده بقا هتتأكد إني مش زعلانة
- طبعا ..عشان خاطري عايز نعمل الغدا سوا أنا بحب كده أوي
- ماشي
عادا لمنزلهما وبدلا ملابسهما ودلفا للمطبخ سويا لتحضير الغداء كما اتفقا وبدأ أدهم في الغناء كما اعتادا في الأيام التي كانا يحضران فيها الطعام سويا فقال الأغنيه الشهيرة ل شادية وفريد الأطرش
"يا سلام على حبي وحبك وعد ومكتوبلي أحبك ولا أنامش الليل من حبك يا سلام على حبي وحبك "
ف نظرت له مريم ضاحكة وقالت" ل أولع في روحي "
ف رد عليها " ده واجب عليا "
- أخس عليك يا أدهم عايز تولع فيا
- الله هو أنا قولت حاجة هي الاغنية اللي بتقول كده
- نفسك طبعا تولع فيا
- بعد الشر عليكي حياتك مهمة أوي عندي يا مريم لازم تبقي عارفة كده
- هعمل نفسي مصدقة
- لأ لازم تصدقي وتتأكدي كمان عشان ديه الحقيقة حياتك عندي أهم وأغلى من حياتي أنا
- أشمعنا ؟
- عشان أنتي أمانه عندي ولازم أصونها
- بس كده ؟
- أه طبعا أمال هيكون ليه المهم يلا بقا خلينا نخلص عشان أنا جعان جدا وأعملي حسابك هنطلع ل روك بالليل
- نعم ؟!اسمها هتطلع أنا مش هطلع لكلب أنا
- لأ هتيجي معايا وهعرفك عليه وبعدين خايفة من أيه ما أنا هكون معاكي
- لأ يا أدهم مش عايزة
- مريم عشان خاطري صدقيني والله لو عرفتيه هتحبيه أوي
- أولا مش عايزه أعرفه ولا أحبه ، ثانيا بقا أيه حكاية عشان خاطري اللي أنتا عمال تقولهالي طول اليوم ديه ؟
- أيه مليش خاطر عندك؟
- نظرت له بتحدي قائلة : لأ
- طب أحلفي كده
- لأ بردو
- بلاش رخامة بقا نتغدا ونريح شوية وبعدين نطلعله وننزل نتمشى معاه شوية وأهو تحضري جوازه
- جوازه !هو أنتا هتجوزه النهارده؟
- والله في واحد صاحبي هيجيب الكلبة بتاعته النهارده عشان روك وربنا يسهل وتعجبه
- لأ والله حتى الكلاب هتتأمر كمان
- طبعا مش راجل وسيد الرجالة والكلاب النتي كتيير
- حاسة أن ف كلامك تورية
- لأ والله مقصدتش حاجة المهم بقا يلا عشان نتغدا ونجهز نفسنا عشان نطلعله
- مش بتقول هتقابل صاحبك أنا هآجي أعمل أيه
- لأ صاحبي هيقابلني يديهالي وبعدين يروح مشوار وهيسيب الكلبة بتاعته معايا النهارده ويجي يآخدها بكره
- ماشي أمري لله
- بجد وافقتي أخيرااا الحمد لله أنتي المفروض كنتي تشتغلي محامية
- مريم بابتسامة :أشمعنا ؟
- عشان بتحبي الجدال والمناقشة زيهم
- ماشي اتريق اتريق
- ده أنا هآكلك أيس كريم تحفة أحلى أيس كريم زبادي بالتوت ممكن تآكليه
- أشمعنا زبادي بالتوت بالذات يعني
- مش بتحبيه ولا أيه أصل أنا بحبه جدا وتقريبا مش باكل غيره خلاص أجبلك أي نوع تاني تحبيه
- لأ أنا بحب الزبادي بالتوت جدا بس أستغربت افتكرتك عرفت أني بحبه الواضح أن في حاجات كتير مشتركة بينا
- ده حقيقة مش كفاية فصيلة الدم
- طب يلا بقا نلحق نحط الغدا ونتغدا ونشوف سي روك بتاعك ده
- ماشي يلا
تناولا طعام الغداء وسط ثرثرة وأحاديث متعددة وضحك لا ينقطع عادت إليهما الروح التي أفتقدوها الأيام الماضية وبعدما تناولا غداؤهما وشربا سويا الشاي بالنعناع الذي يحباه الأثنان كثيرا ارتديا ملابسهما وصعدا معا ل روك دخل أدهم أولا ومريم مختبئة خلف ظهره ظل هو يحدث روك ويخبره أن مريم زوجته وأنه سيحبها كثيرا وطلب منها أن تمسح على رأس روك بحنية خافت أولا لكنها فعلتها بعدما طمأنها وبدأ روك يتجاوب معها ثم أخذه أدهم ونزلا معا حيث المكان الذي سيقابل فيه صديقه وكان بالقرب من مكان سكنهم وكان غير مضطر لركوب السيارة طلب من مريم أن تنتظره في إحدى الكافيهات حتى يقابل صديقه ويعود إليها فوافقت على مضض ولم تمضي أكثر من عشر دقائق حتى عاد إليها ومعه الكلبة وروك عرفها عليها وأخبرها أن اسمها " جوتشي " ف رحبت بها وقد شعرت بأنهما ليس كما كانت تتصور وكان خوفها منهم مبالغ فيه ثم ذهبت هي وأدهم إلى حديقة واسعة بالقرب منهما حتى يتمكن روك وجوتشي بأن يختليا معا إذا أرادا كان أدهم يراقبهما وهو يتحدث مع مريم التي كان يبدو عليها بعض الضيق فسألها عما أصابها قائلا :
- مالك في حاجة مضايقاكي ؟
- لأ مفيش
- لأ في حاجة ضايقتك أنتي كنتي بتهزري وتضحكي بس في حاجة حصلت ضايقتك مش عارف أيه ؟
- أدهم هو أنتا ليه سبتني في الكافيه لما روحت تقابل صاحبك ؟
- عشان مش عايزه يشوفك
- مش عايزه يعرف أنك متجوز صح ؟
- لأ مش قصدي كده خالص والله فهمتيني غلط مش عايزه يشوفك يا مريم بصراحة مش حابب حد يشوف مراتي ويبصلها بغير
- بتغير عليا طب ليه ؟
- يعني أيه ليه ؟
- مش أنا أختك أو بنت عمك بس يبقا مش المفروض تغير
- لأ يا مريم غلط الراجل سواء بقا صعيدي ولاهندي حتى لازم يغير على الست اللي تخصه تقربله أمه أخته بنت عمه مراته صاحبته حتى
- مريم بعدم اقتناع :لأ والله؟
- أه والله
- ماشي همشيها كده
- سيبك بقا من الكلام ده فاكرة لما قولتلك قبل كده أن في ترتيب في دماغي بفكر فيه عشانا يعني
- أه ..أيه قررت تقولي كنت بتفكر في أيه
- أه لأن الترتيب تقريبا اتظبط بصي بقا أنتي تسافري معايا أمريكا وأنا كلمتلك دكتور صاحبي هناك وقالي سهل جدا تشتغلي معايا في المستشفى اللي كنت بشتغل فيها ساعتها بردو لما نتطلق هقدر آخد بالي منك وكمان محدش هيضايقك هنا ولا يسأل جوزك فين ولا اتطلقتي ليه هناك كل واحد حر يعمل اللي عايزه ومحدش بيتكلم على حد وكمان في مصريين كتير لو عايزة تتجوزي مصري وإن كان رأيي تتجوزي أمريكي عشان تآخدي الجنسية
كانت مريم تستمع له في صمت حتى بدأ حديثه عن الزواج فارتسمت عليها علامات الحزن والغضب في آن واحد ثم أجابته محاولة التظاهر بالهدوء قائلة :
- بص يا أدهم بالنسبة لموضوع السفر ل أمريكا معتقدش إني حابة أسافر يمكن أه متضايقة من هنا ومن الظروف اللي هنا ومن العادات والتقاليد اللي خليتك تتجوزني وأنتا مش عايز وأنا كمان مكنتتش عايزة ومن خوفي لو سبتني وسافرت لكن بردو مش متخيلة إني أقدر اعيش ف بلد تانية ب عادات وتقاليد مجتمعية تانية ف حضارات تانية وثقافات مختلفة تماما ودين مختلف صعب أوي أتأقلم على كل التغيير ده وأنتا عارف إني مش بحب التغيير أصلا ..
تاني حاجة بقا بالنسبة لموضوع الجواز ده وحوار أتجوز أمريكي ولا مصري والجنسية والكلام ده متهيألي أن مش أنا الست اللي أتجوز بس عشان آخد جنسية ومش عايزاها أصلا ولا تهمني أنا أول مرة اتجوزت كنت فاكرة إني بحبه وتاني مرة لما أتجوزتك كنت مضطرة بس عشان أعرف أعيش عشان محدش يضايقني ولا يبصلي بصة مش كويسة لكن أتجوز بس عشان آخد جنسية بلد تانية أنا مش عندي شغف حتى إني أروحها يبقا طز في الجنسية والعريس ..
أخر حاجة بقا يا أدهم لو سمحت بعد كده متتكلمش تاني ف موضوع جوازي ده اللي يهمك هو طلاقنا وزي ما اتفقنا بعد سنة من جوازنا هيتم الطلاق بس ده اللي يخصك لكن أتجوز بقا بعد كده أو اترهبن ده ملكش فيه
- أنتي مالك سخنتي عليا أوي وبتهاجميني كده ليه ؟
- عشان أنتا بتستهبل يا أدهم ومش بس بتضحك عليا أنتا بتضحك على نفسك ومعرفش بتعمل كده ليه ومش عايزة أعرف أنتا حر
- بستهبل ف أيه مش فاهم ؟
- لأ فاهم فاهم كويس أوي ولو مش فاهم هفهمك.. أنتا يا أدهم هتقدر تشوفني مع راجل تاني غيرك هتتحمل إني أتجوز راجل تاني بلاش أنتا ..أنا أنا يا أدهم هرضى أتجوز راجل تاني طب أزاي كده هبقا بخونه وبغشه
- بتخونيه وتغشيه ليه ؟
- مش عارف ليه يا أدهم ثم ابتلعت ريقها ومسحت جبينها ووضعت يدها على فمها ثم نظرت إلى عينيه فجأة ثم زفرت زفرة حارة وقالت بصوت خافت بالكاد يخرج من بين شفتيها : عشان بحبك يا أدهم

جواز اضطراري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن