part 19

27.4K 270 141
                                    

مضى الوقت وحل الليل وانا مازلت مكاني فقط أدخن واشرب البيرة ... استقمت بهدوء مميت وتوجهت للقبو بوجه صارم وقلب بارد ميت ... ما إن دخلت واشعلت الاضواء رأيتها ماتزال مكانها فاقدة للوعي مستلقية جانبيا أرضا ويديها ممتدتان على طولهما ماتزالان  مقيدتان ... تألمت بقلبي وشعرت بغصة توقفت بمنتصف حلقي فلم أستطع ابتلاعها او حتى التغاضي عن مرارتها ... مرارة الحب والعشق واللهيب المشتعل الذي يحرق كياني داخليا
توجهت لها لاجلس على ركبتي خلفها ونظرت لوجهها كان شاحبا فاقدا للحياة وأثار الدموع ماتزال ترسم خطها عليه انتقلت بنظري لظهرها لاجده مدمي بشكل يثير الرعب ... حقيقة تفاجئت انها ماتزال على قيد الحياة بعد كل هذا الجلد ولكن واللعنة على قلبي الذي لم يتحمل تعبها هذا وألمها لذا امسكتها من ذراعها وجذبتها لتجلس أمامي تتكأ بظهرها على صدري العاري ورأسها على كتفي دون وعي منها لتأن بألم ضعيف وهمس حتى كاد لم يسمع عندما تلامست اجسادنا ... ولكن انا ما إن التقت اجسادنا والتحمت رائحتها برائحتي حتى نسيت ألمي منها وغضبي وحقدي ... أريدها فقط ... اريد استنشاق انفاسها لاخر يوم بالعمر ... دفنت وجهي بعنقها وأخذت نفسا عميقا طويلا وكأن حياتي تعتمد على ذلك سمعت انفاسها المتألمة فلم استطع تركها هكذا لو اضطررت حتى لأن افشي سري لها وتكتشف حقيقتي

وضعت يدي اليمين حول خصرها  والاخرى قربتها من فمي لاعض معصمي حتى خرجت الدماء منها ووضعتها على شفاهها لادفع معصمي برفق بين شفتيها وهمست بأذنها بصوت هادئ حنون "هيا صغيرتي امتصي "

وكأنها سمعت حديثي بلا وعيها لتبدأ بالامتصاص ولكن ما لبثت ان نفرت من الطعم لتحاول تحريك رأسها للجانبين وتجذب يديها المقيدتان بقوة حتى تركت القيود اثارا حول معصميها ولكنها لم تستطع هذا فقد كنت اثبت جسدها جيدا بيدي الحرة لاهمس بأذنها مرة اخرى "اششش طفلتي ستعتادي على الطعم هيا أكملي لتشفى جروحك "

دفنت وجهي بعنقها اشعر بجروحها التي تلامس جسدي انها تلتئم وتشفى وشيئا فشيئا بدأت تستعيد وعيها لأزيل يدي عن فمها ... ما إن استوعبت انها باحضاني حتى تحولت معالم وجهها رغم التعب الى خوف ورعب حقيقي وكأنها رأت وحش امامها ابتعدت عني مسرعة ترتعش بخوف وبدأت تتجمع الدموع بعينيها لتنكمش على نفسها وتحتضن العامود الخشبي المقيدة له ... رغم صدمتي ان طفلتي خافت مني وابتعدت عني ولكن تمالكت نفسي واخفيت ذلك ببراعة ... اقتربت يداي ببطء لتحرير قيودها وهي فقط تراقب تحركاتي بعين مترقبة خائفة ... عندما اصبحت قريب منها ابتعدت اكثر واخفت وجهها بين ذراعيها تبكي بقوة "ارجوك لن اكرر فعل شيء ... ارجوك "
لم اكترث لحديثها وحررت يديها لاستقيم بهدوء وكأنني لست انا من كنت الأن اموت فداء لاستنشاق رائحتها لاحدثها بصرامة وهدوء مرعب "اتبعيني "

لم أحتج ان اكرر قولي لتستقيم ببطء متألمة وتبعتني بخطوات متعثرة وكأنها طفل صغير يتعلم المشي لاول مرة ... توجهنا للاعمدة الحديدية وامامها مقعد جلدي مستطيلي الشكل فاستدرت نحوها أمرا "استلقي على المقعد"

دادي المتوحشWhere stories live. Discover now