دادي المتوحش

part 3

عدت سريعاً إلى روضة الاطفال ... كان الجرس قد رن والاباء يمسكون بأيدي اطفالهم يأخذونهم معهم ... بحثت عن طفلتي لم اجدها لاتوجه للداخل ... رأيتها تجلس على قدمي المعلمة صفاء ويبدو عليها التعب ... طرق قلبي بسرعة والقلق انتابه ... شعرت بخوف لم اشعر به بحياتي كلها التي قاربت على الألف عام ... لا اعلم ماحصل بداخلي ... الحروب اشتعلت ... اجراس الإنذار بدأت تطرق ... ركضت سريعا لاحملها بخوف واعانقها ... خبئتها بصدري ويدي تضغط على وجهها اشدها بقوة الى عنقي حتى اردت أن اخبئها بين اضلعي ... لم اشعر بيديها تعانقني ... فقط احسست بانفاسها الضعيفة تلامس عنقي ... نظرت للمعلمة وحدثتها ببعض الحدة ولكن بصوت ضعيف كي لا اخيف صغيرتي "مابها ؟؟ لماذا هي هكذا ؟؟"

نظرت لي المعلمة بهدوء وتحدثت " سيدي الصغيرة استمرت بالبكاء لوقت طويل بعد ذهابك ... وقد ظننا انها كباقي الاطفال تتدلل لكي نكلمك وتعود لتأخذها ... ولكن في نهاية الدوام شعرت بها تخمل وتقل حركتها حتى انفاسها قد ضعفت فوضعتها على قدمي واخذت امسد لها حتى ارتاحت قليلا "

كنت ارغب بقطع عنقها بعدما علمت ما حل بصغيرتي .. نظرت لعمق عينيها لاحدثها بأمر لا رجعة به "في المرة القادمة اخبريني حالما يحل بها شيء لاتنتظري لنهاية الدوام "

اومئت المعلمة لامشي بهدوء للسيارة ... لم اجلسها بالمقعد الذي بجانب السائق ... بل ابقيتها باحضاني تستند برأسها على صدري وقدميها تحيطان خصري ... حاوطت وجهها بيدي لاجعلها تنظر لي ... لكنني تفاجئت بشفاهها زرقاء اللون وعينيها حمراء نتيجة البكاء ولكن نظراتها مشتتة وكأنها مغيبة عن الواقع .... سارعت بتجسس نبضها لاشعر به ضعيف ... لم انتظر ثانية اخرى لاقود كشخص لم يتعلم القيادة بحياته الى اقرب مشفى ... علمت من منظرها ونبضها ولون شفاهها ان تنفسها ضعيف ... ولكن لماذا فهي لم تعاني من أي مرض من قبل ؟؟

ما إن وصلنا للمشفى حملتها وتوجهت راكضا للاسعاف ليتلقاني عدة اطباء وممرضين ... كانوا سيبعدوها عني ولكن لم اسمح لهم بأخذها من احضاني .... تكلمت معهم بصوت عالي " انها تعاني من انخفاض في كمية الاكسجين في الرئتين وضعف النبض وغياب جزئي عن الوعي "
ما ان استمعوا لي حتى تحدث احدهم "يجب سيدي ان نقوم بفحوصات لنتأكد مما تقوله "

شعرت بالدماء تضخ بقوة لرأسي ولم استطيع التماسك اكثر لاعاود الصراخ "انا طبيب واعلم ما حل بطفلتي سارع بتزويدها بالاكسجين مبدئيا ليعود النبض للطبيعي ثم قم بالفحوصات اللعينة "

نظر الاطباء لبعضهم وسارع احدهم بالقول "لننفذ كلام السيد ثم نرى ماسنفعله "
وضعت طفلتي على سرير الفحص ليجلب احدهم قناع الاكسجين ويضعه على وجه غزل

كنت انظر بصلب عينيها والقلق يتآكلني شيئا فشيئا... بقيت امسك بيدها وهي تنظر لسقف الغرفة

جاء عدة اطباء وأخذوا عينة من دمها للفحص وبدأوا بفحصها ليحدثني احدهم "كلامك كان صحيحا سيدي فالطفلة تعاني من ضيق تنفس ويبدو انها تعاني من ربو الاطفال .. هل حدثت معها مثل هذه الحادثة قبلا؟؟"