part 16/2

21K 289 135
                                    

كانت نبرة صوتي مرحة مغيظة وانا اعلم خوفها من الظلام لتتحدث بسرعة متشبثة بي كقطة صغيرة خائفة "لادادي لقد رضيت لاتتركني ارجوك "

قهقهت بصوت عال وانا أزيد باحتضانها ... ليشتعل النور فجأة بالصالة ... نظرت باتجاه باب الشرفة لأرى جاك وكاثرين يقفان هناك ... عقدت حاجباي مستغربا بينما غزلي حاولت ان تبتعد عني بخجل لاتشبث بها بقوة مانعا لها من القيام بذلك
ليتحدث جاك معتذرا بطريقة غير مباشرة "لم نكن نعلم انك هنا ... لقد سمعنا صراخ غزل وأتينا مسرعين ظنا منا بأنها بخطر "
تحدثت من بين اسناني بغضب "وهل أنتم تجلسون غير مكترثين بمايحدث حولكم ... افترضوا أن اشخاص سيئين حقا كانوا هنا "
ليخفض جاك رأسه "لو كان هناك احد كنا اشتمننا رائحته "
نظرت باتجاه كاثرين فرأيت الحقد والكره داخل عينيها المسلطة على غزل واضحا كوضوح الشمس .... أعلم انها تشعر بالغيرة وتريد الأن ان تنقض عليها وتنهش لحمها وتقطع أوردتها حتى تتدفق دماءها كشلال وينضب نهاية ... أرى كل ذلك وأسمع افكارها فهي تابعتي وليس صعب أن اعلم ما يفكرون به ... لذا زدت من حضن غزل امامهم وانا امسد على ظهرها لاحدثهم بعدها بصرامة "حسنا عودوا للخارج لاجلس مع صغيرتي براحتي "

اومئ جاك مبتسما واستدار يحيط خصر كاثرين يحثها على السير امامه للخارج
ابتسمت بمكر واخفضت رأسي لاتحدث بأذن غزلي بصوت هامس "طفلتي لقد خرجوا لاداع للخجل الأن فأنا لوحدي معك"
رفعت رأسها وخديها متوردين تنظر لي بطفولية وغضب محبب لقلبي "دادي لماذا حضنتني امامهم انت هكذا تشعرني بالخجل الشديد "

اصطنعت البرائة لاجيب "طفلتي انتي وليس هناك خجل بيننا كما انهم يعلمون انني احبك جدا وانك ملكي ومن المؤكد سيكون حضني منزلك"

تحولت نظراتها لخجل لتعاود اخفاض رأسها تدفن وجهها بصدري "كفى دادي انت تخجلني بحديثك ... وانا احبك جدا ولكن ألم ترى كيف نظرت لي كاثرين"

تغيرت معالم وجهي وقد استقامت شفاهي بامتعاض فأنا علمت ما تفكر وتشعر به كاثرين وستحاول الانتقام من غزل ولكن مؤكدا سأكون لها بالمرصاد ...وحقا أن اعني ما قلته سابقا فلو حاولت أن تؤذي غزل او تبكيها سأحرق جسدها بيدي وأنهي حياتها غير مكترث لجاك ومشاعره ... فمشاعر طفلتي وسعادتها أهم من كل شيء
لذا اجبتها وانا اربت على كتفها "لاتكترثي لأمرها صغيرتي فأنا تحدثت معها وهي لن تكرر شيء مما قالته ولن تخطئ بحقك "

اومئت برأسها ورفعت ذراعيها الصغيرين لاضطر للانحناء لها معانقة لي لترتفع بجسدها عن الأرض تحيط خصري بقدميها القصيرتين فتحدثت بأذني بهمس ولكنه جعل جسدي مشلول تماما ... فأنفاسها الدافئة على عنقي أسرت القشعريرة بجسدي ... بالله عليك افهمي ما تفعلينه بي صغيرتي فقلبي لم يعد يحتمل أكثر ... أنفاسك الدافئة تحرقني من الداخل لتحول قلبي لرماد .... تحوله لأنقاض مزرعة رجل عجوز قضى عمره بالاهتمام والاعتناء بها حتى تحولت لجنته وجاء الاعصار عصف بها ودمرها ... حقا العشق مؤلم ... مؤلم لدرجة المرارة اذا كان من طرف واحد والطرف الأخر لايشعر بك ... لا يرى لمعان الحب بعينينك ... لايرى الاهتمام الجل بتصرفاتك وافعالك ... لا يشعر بالقشعريرة من لمسة ناعمة كما تشعر به

دادي المتوحشWhere stories live. Discover now