ركضة طويريج

106 4 0
                                    

ركضة طويريج، معروفه عند العراقيين خصوصا، وهو عزاء يقام يوم العاشرمن المحرم، حيث تأتي افواج الناس من قضاء (طويريج) الذي يبعد اربعة فراسخ عن مدينة كربلاء المقدسة على مشرفها آلالف التحية والثناء.

ياتون مهرولين حتّى يصلوا الى حرم سيد الشهداء الامام الحسين بن علي (عليه السلام) ثم يخرجون الى حرم ابي الفضل العباس (عليه السلام)، حفاة، باكين شعث غُبْر يندبون مولاهم الحسين (عليه السلام)، حتى ان علماء الدين وبعض المراجع كانوا يشتركون ايضا في هذا العزاء حيث يقفون لاستقبال تلك الجموع على مشارف كربلاء ثم يشاركون في العزاء في بكاء ونحيب.

وعندما تسأل هؤلاء المراجع، ما هو الدليل على استحباب المشاركة في هذا العزاء؟

يجيبك أحدهم:

"وكيف لا اشارك وقد شارك العلامة السيد بحر العلوم (رض) الناس في هذه الركضة وهذا العزاء؟و كان السيد بحر العلوم (رض) ذات يوم عاشورا في احدى السنين، يقف مع عدة من طلبة العلوم الدينية في كربلاء لاستقبال تلك الجموع التي جاءت من طويريج لاقامة عزاء سيد الشهداء وابي الاحرار الحسين بن فاطمة (عليه السلام) وفجأة، يرى الطلّاب ان السيد بحر العلوم على عظمته ومقامه العلمي الشامخ دخل وسط تلك الجموع لاطماً وجهه وصدره باكيا مهرولا معهم وحاول الطلاب منع السيد والحدِّ من كل تلك الاحاسيس الطاهرة والخالصة فلم يفلحوا فاضطروا الى الاستسلام للأمر الواقع ولكنهم حاولوا الحفاظ على السيد من ان يقع على الارض ومن وقع على الارضْ في هذا العزاء لا ينجوا من الموت الّا بمعجزة لان الناس في هذه الركضة كالسيل العارم وكامواج البحر الهائج لا يقف بوجهها شيء."

"وذات مرّة سقط بعض الاشخاص على الارض فداستهم الجموع بالارجل فحدثت مأساة فضيعة راح ضحيتها اكثر من اربعين شهيدا عند باب الحرم الحسينى"

"احاط الطلبة بالسيد بحر العلوم حتى فرغ من المشاركة في العزاء."

وبعد اتمام العزاء سأل بعض الخواص من السيد عن علة مشاركته على ذلك النحو فقال (رض):

"عندما وصلت الى تلك المجاميع المعزّية، رأيت بقيّة اللّه الاعظم (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حافيا حاسرا بين تلك الجموع وهو يلطم على صدره ويضرب على رأسه ويبكي، فلم اطق الاّ ان شاركت بخدمته فى العزاء."

#إشارة:

مصيبة الإمـام الحسين (عليه السلام) لا تقر بها مصيبة، ومظلوميته (ع) منار يقتدي به الثوار والمظلومون لنيل حقوقهم والصبر والصمود ضد الطغاة.
ولعظم مصيبة الإمـام الحسين (ع) ورد في الاحاديث على لسان عدد من الائمة عليهم السلام انهم كانوا يقولون:

(لا يوم كيومك يا ابا عبد اللّه).

والكل يبكي ويندب الإمـام الحسين (ع)، ولكل منهم اسلوب خاص في بيان انزجاره لقتل الحسين (عليه السلام) واهل بيته ولبيان حزنه
عليه.

والعراقيون لهم أساليب كثيرة لذلك منها ركضة طويريج التي تعد ثورة عارمة على الظلم، ولذاحاولت الانظمة الجائرة منع هذه العزاء لانها ترى ان فيه تهديداً لكياناتها الظالمة.

ومهما حاولنا وصف اهمية هذا العزاء فان القارىء لن يقف على ذلك الاّ ان يرى بنفسه ويحضر في تلك المراسم فانه سيعرف كم لها من الاثر في تاجيج الحزن والبكاء والنحيب على الإمـام الحسين (عليه السلام) ولذا ما فات الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) يشارك فيه أيضا وهو احق الناس بذلك فهو الطالب بثار جدّه الحسين (عليه السلام).

___________
المصدر: الاربعون في الامام المهدي وقصة الجزيرة الخضراء.

قصص  اللقاء بصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريفWhere stories live. Discover now