مضت ساعات الدوام المدرسي وانا اخذ جولة حول المدينة بالسيارة الى أن حل موعد الانصراف توجهت للمدرسة لأرى الطلاب يخرجون عائدين لمنازلهم ... انتظرت عدة دقائق ولكن صغيرتي لم تظهر ... زاد قلقي عن الصباح يبدو أن هناك شيء يجري بدون علمي وهذا سيضعك بدائرة العقاب صغيرتي ... لست انا من يُخفى عنه شيء
مضى اكثر من ربع ساعة ولم تظهر ... رننت على هاتفها اكثر من مرة ولكنه يعطيني مغلق بدأ الغضب يعتريني وكنت بالكاد امسك نفسي عن الهبوط والبحث عنها

بقيت عدة دقائق احاول الاتصال بها ولكن النتيجة ذاتها إلى أن صدح صوت رنين هاتفي برقم غريب سارعت بالاجابة ليأتيني صوتها من الجهة الاخرى "دادي انها انا غزل ... اسفة هاتفي انتهى شحنه لم أستطع ان اكلمك لاخبرك انني خرجت باكرا من المدرسة وتوجهت مع صديقتي رنيم الى مكان نجلس به قليلا هل يمكنني البقاء اكثر معها ؟؟"
كان الغضب قد أخذ مداه لاتكلم من بين اسناني بحدة "الأن ... وبهذه اللحظة ستخبريني بمكانك لآتي واخذك منذ متى تخرجين الى مكان دون علمي ؟؟"
لتجيب برجاء وصوت هش يبدو انها تبكي "ارجوك دادي فقط قليلا "
لاطلق نفس قوي لم أعد استطيع التماسك اكثر "قلت أين انتي ؟؟"
انهيت حديثي مؤكدا على كل كلمة تخرج من فمي لتخبرني بمكانها فتوجهت سريعا لها

بعد مدة قصيرة وصلت لاهبط من السيارة متوجها للحديقة العامة رأيتها تجلس من بعيد تضع رأسها بين يديها وبجانبها صديقتها تمسد على كتفها لاحدث نفسي "هناك شيء حدث ظني لايخيب "
وصلت امامهما لتقف مسرعة تنظر لي بعينين حمراوتين وجسد مرتعش فدققت النظر لوجهها لأرى جرحا بجانب فمها وعلامة زرقاء نتيجة ضرب احدهم لها على خدها
عقدت حاجباي باستفهمام واقتربت منها وقلبي يكاد يخرج من بين اضلعي خوفا على هذه الصغيرة فمن تجرأ وفعل ذلك بها لادفنه تحت الارض السابعة
وضعت يدي على جرحها وانا انقل نظراتي بينها وبين صديقتها "ماذا حصل لك ماهذا ؟؟"
لم تجب بشيء وآثرت الصمت وهي تخفض رأسها وقد تجمعت الدموع بعينيها لتتحدث صديقتها (رنيم) محاولة الافلات من التحقيق "انا سأذهب الأن اراكي غدا بالمدرسة الى اللقاء سيدي "
رحلت لانظر لصغيرتي مرة اخرى ولم اتحدث بشيء فقط "اتبعيني"
توجهت عائدا للسيارة لتجلس هي بالمقعد بجانب السائق ... حاولت الثبات وان لا اخيفها او اصرخ بوجهها لذا ارتأيت الصمت افضل حل بينما نصل للمنزل

اخذت اقود بهدوء وكل فترة ألقي نظرة عليها وهي فقط تبكي بصمت تستدير برأسها تجاه النافذة لتخفي ذلك ... حسنا الى هنا وكفى فقد طفح الكيل لذا أوقفت السيارة الى جانب الطريق واستدرت لها بكامل جسدي لابقى صامت وانا أربع يداي امام صدري أنظر لعمق عينيها منتظرا حديثها ... بقيت دقيقتين على وضعها حتى بدأت تستدير اتجاهي بهدوء وارتباك وهي تقوم بضم يديها ومسحهما ببعضهما مع اخفاض رأسها وارتعاش جسدها الذي لم يخفى عني لذا حفزتها للحديث "انا اسمع "
لتلقي نظرة سريعة على وجهي وتعيد اخفاض رأسها ... طفلتي واحفظ تصرفاتها انها لاتخاف هكذا الا اذا كانت قد ارتكبت خطأ جسيم "من ضربك؟؟"
لتجيب بهمس "لا ... لا احد لقد ... لقد سقطت "
جيد طفلتي بدأت تكذب يبدو ان الموضوع كبير هذه المرة لاحدثها بحدة وبعض الصراخ "هل نسيتي قوانين دادي ... الكذب ممنوع وانتي حقا لاتجيدينه ... اريد الحقيقة كاملة دون نقصان "
عند نهاية حديثي كانت قد اجهشت بالبكاء بصوت قوي وشهقاتها تخرج دون ارادة منها متسارعة تجرح الحلق لتتحدث بصوت غير مفهوم إثر بكاءها لذا وضعت يدي على كتفها لاحدثها بهدوء بعد اخافتها محاولا تهدئتها "اهدأي واخبريني بصوت مفهوم "
هدأت قليلا ولكن دموعها أبت التوقف لتتحدث بانكسار وخجل مخفضة رأسها "ضربني شاب من المدرسة هو اكبر مني بكثير "
عقدت حاجباي باستفهام "من هو ولماذا؟؟"
لتجيب "يدعى أولاش وهو طالب ثانوي ... ضربني لانني ... لانني ....."
وصمتت لم تستطع الاكمال وانا بدأت الدماء بأوردتي تغلي "اكملي لانك ماذا ؟؟"
لتكمل "لأنني أدين له بمال ... عندما طلبت منك المال صباحا كنت اريد اعطائه له ولذلك ضربني وامهلني حتى الغد لأوفيه حقه "
علامات استفهام اكبر بدأت تتشكل فوق رأسي طفلتي وتدين بالمال ؟؟؟ وانا الذي اغرقها بالمال؟؟ وشراء ماتحب ؟؟ لماذا ؟؟
لتكمل "لقد كنت اشتري منه حبوب ولم ادفع له ثمن أخر دفعة اخذتها لذا ... لذا ... ضربني ... ارجوك دادي لاتضربني انا اسفة لن اكررها "
كانت تنظر بوجهي بنهاية حديثها وتترجا وهي تمسك يدي بكفها الصغيرة ولكن يبدو انني دللت صغيرتي اكثر من اللازم حتى وصلت معها ان تشتري حبوب ؟؟؟ مخدرات ؟؟؟ اللعنة علي أين كنت طوال فترة ادمانها ولم انتبه ؟؟؟ كيف لفتاة بعمر ١٢ سنة ان تأخذ مخدرات ومن مَن ؟؟ من طالب معها بالمدرسة

دادي المتوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن