part 6

29.9K 262 95
                                    

بعد مرور عدة ساعات كنت أقف في المطار أنتظر وصول ابني إدوارد وغزل تقف بجانبي تمسك بيدي تنظر حولها باستغراب من حجم المكان والناس المنتشرة هنا وهناك
معالم وجهي لا يمكن تفسيرها ... كانت مقتضبة ... متجهمة ... اعلم أن إدوارد أتى بعد هذه السنوات فقط ليرى غزل ويزعجها او يزعجني بالحديث عنها والمطالبة بالتخلي عنها فقد كان حديثه طوال الاربع سنوات

توجهت الى بوابة الاستقبال حيث من المفترض خروجه من هناك ... رفعت صغيرتي بين ذراعي ووقفت بشموخ اضع كف يدي بجيب بنطالي انظر أمامي بشرود لتتحدث بطفولية مفرطة "دادي هل سيأتي الأن أخي؟؟ سيصبح لدي اخ يعيش معنا؟؟"

نظرت لها وابتسمت بصدق "اجل حبيبتي ولكن لا اعلم اذا كان سيبقى ليعيش معنا"
انهيت حديثي لاكلم نفسي داخليا 'من الممكن ان لا اسمح له بالبقاء اذا ازعجني بسببك كثيرا '

بدأ الناس بالخروج من البوابة لانظر بترقب خروجه ... منذ سنوات لم أراه وجها لوجه ... اشتقت له ... رغم اننا نتحادث تقريبا بشكل يومي وأراه على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن بالواقع يبقى غير ... لولا أنني اعلم انه أتى ليرى غزل لكنت طلبت منه البقاء بجانبي دائما هنا والعيش معي ... ولكن غزل تكفيني الأن ... اكتفي بوجودها وانفاسها

لمحت وجه إدوارد خارجا ... ابتسمت ما إن رأيته ... ولكن لحظة ليس لوحده ..  معه كاثرين ... هذه الفتاة الشقية لم تستطع البقاء بعيدة عني اكثر ... اعلم بمشاعرها تجاهي ... واعلم انها تنزعج من وجود غزل معي ولكنها تخفي مشاعرها وتظهر العكس فقط لتبقيني بجانبها راضيا عنها

لوح لي إدوارد بابتسامة واسعة واقترب بسرعة معانقا لي وغزل ما تزال بين ذراعي ... ابتعد قليلا ينظر لوجهي ويعاود الاقتراب لتقبيلي ومعانقتي ... بادلته بابتسامة "اهلا بني ... اشتقت لك كثيرا "

"وانا أدم اشتقت لك كثيرا ... مضت سنوات كثيرة منذ رأيتك لاخر مرة ارجو منك تقبّل وجودي هنا لفترة فأنا سأتعبك معي "

انهى حديثه بمزحة ولكنني فهمته ... إدوارد من النوع الحذق من الشباب الذي يلقي بحديثه كطرفة او مزاح فقط ليشير لشيء اخر جدي ... وانا اعلم انه يقصد بحق كل كلمة قد نطقها

اجبته بهدوء "وانا لك بالمرصاد بني طبعا اتقبل وجودك ببيتي فأنت ولدي ولك الحق بالبقاء طوال العمر "
تجاهل نظراتي ونظر لغزل باحضاني والتي بادلته النظرات لتبتسم بعدها وتحدثه بطفولية "مرحبا اخي انا غزل "
لم يجب عليها وابتعد للوراء بعدما قلب عينيه ... قضبت حاجباي حتى تشكلت اشارة v فوق عيناي ... حسنا أدم عليك بالهدوء ... اهدأ فقط ... نحن هنا بالمطار ولا اريد ان اغضب عليه أمام غزل والناس وكاثرين

تجاهلت تصرفه ونظرت لكاثرين التي اقتربت مني بابتسامة خبيثة معانقة لي "مرحبا ادم سررت برؤيتك كثيرا فقد اشتقنا لك"
بادلتها الابتسامة لتنظر لغزل وتمد كفها مصافحة لها لتبادلها غزل بفرح ... توجهنا للسيارة وصعد إدوارد بجانبي وكاثرين جلست بالمقعد الخلفي أما غزل فاجلستها على قدمي ... كان الطريق طويلا ولم يكسر احدنا الصمت ... حافظنا عليه ... كنت اسمع افكار كاثرين لانها تابعة لي ... اعلم انها تنظر وتفكر فقط بغزل وكيف تركتها تجلس على قدماي وانا الذي لم اسمح لاحد بالجلوس منذ كان إدوارد طفلا وتفكر كيف اتصرف بلطف وحنان معها وانا الذي لا يبدر عني سوى القسوة والدم والتوحش

دادي المتوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن