السادس والعشرين "أتخضيتي!!"

7.3K 278 30
                                    

الفصل " السادس والعشرين "
" اتخضـــــــــــــــيتي !! "

نظرت أية شزرا نحو سارة والصراع القائم حول المبيت دائر وقالت من بين اسنانها " مش ملاحظه انك من ساعة ما دخلتي العيلة دي ودخلتينا معاكي واحنا مقضينها مستشفيات ! "  , زمت سارة شفتيها  " فعلا , بس انا بصراحة من ساعة ما أتجوزت من المرة الاولنيه وانا مقضيها مستشفيات , أنتِ ناسية اني منزله تلات مرات قبل كده , بلاش تظلميهم شكلنا احنا اللي فقر ! " .
قالت أية بحنق للجميع " حرام بقي ! مش كل شويا نتخانق المفروض تبقوا حفظتوا الدور والبيات ماشي ازاي " !!! .
تكلم عبد الرحمن وهو يمسك رأسه من الالم " بابا , ماما , عم شاكر , طنط وفاء , مع السلامة ده مبدأيا " وقالت سارة " انا أية هنفضل معاها " , نظر لها السيد شاكر وعبد الرحمن شزرا في نفس الوقت واشاروا بيدهم نحو أحمد , عضت سارة علي شفتيها ونظرت الي الاسفل .
وفي النهاية ظل حسام ومحمد وأية وعبد الرحمن وعاد الجميع الي منازلهم .
خرج حسام بعد ان استيقظت امل فكلما حاول مكالمتها اشاحت بوجهها عنه وتمسكت ب أية بشدة واجهشت في البكاء وفشلت كل محاولات أية بتهدئتها .
خرج عبد الرحمن وتناول عدة اقراص مسكنه ولكنها لم تفعل أي شيء الي الآن وتوجه الي مدريه الامن حيث صديقه " صبري البحري " دخل عبد الرحمن مكتبه وجلس وبعد ان طلب الشاي لهم والقهوة  " ها يا صبري مفيش جديد ؟ " " السواق فاق الطلقة جت في كتفة , بس مقلش حاجه جديدة غير اللي التاني قلها ليك نفس الاقوال , والخطوط اللي كان بيتكلم منها الراجل اللي بيقولوا عليه ده كلها غير مسجلة وكل مرة تقريبا كلمهم من خط شكل وكسروا بعدها " وطرق علي المكتب ثم قال " هو حويط بس هيوقع صدقني " فرك عبد الرحمن وجهه " امتي بس الموضوع كده زاد عن حده قوي " " انا متأكد اننا هنوصل لحاجه بكره لما ناخد اقوال مدام امل , بس لحد علمي انها لسه مش مستعدة اننا نتكلم معاها "   "اها حالتها صعبه كل ما تصحي يدولها مهدئات " " عبد الرحمن انا مش مقتنع ان علي اللي انت بتقول عليه ده بيعمل كده , مش بتشك في منافس ليك او شركة بتحاربك حاجه من دي يعني "  هز عبد الرحمن رأسه " لا انا حاسس انها حاجه شخصية ملهاش علاقة بالشغل بس علي العموم لو شكيت في حد هبلغك علي طول طبعا " " خلاص بكرة ان شاء الله انا هاجي بنفسي احضر محضر الاقوال بتاعها " " متشكر قوي يا صبري انا عارف اني بتعبك معايا " " عيب يا عُبد ده شغلي وبعدين احنا اخوات مفيش بنا الحاجات دي " .
ذهب بعدها عبد الرحمن الي منزله واطمئن علي الجميع وشدد علي الحراس الانتباه والمراقبة جيدا ومتابعة الكاميرات باستمرار وبعدها رجع للمشفى مرة اخري , حجز عبد الرحمن الغرفة المجاورة الي امل وبعد الاطمئنان عليها دخل ومدد جسده المرهق علي السرير وهو يفكر لما يهدد مرسل الرسائل بفضح علاقة بسارة ثم يترك سارة ويتركه وينسي المليون جنية الذي اشار اليها في رسالة الاخيرة ويخطف امل وينهال عليها بالضرب بهذا الشكل الموحش وكأنه ينتقم لشيء ما , أيعقل انه احد اخر غير مرسل الرسائل؟ , يا الله ما هذه الدوامة اللعينة التي دخلها دون أي قصد منه , غفي اثناء تفكيره هذا ولكن يبدوا ان الاحلام تأمرت عليه هي الأخرى ليستعيد بالحلم ما حدث معه البارحة ولكن بدل من صوره امل وهي مقيدة كانت الصورة لسارة ليستيقظ بعدها وهو فزع ويلهث من هذا الحلم .
كانت الحجرة مظلمة نظر الي جواره فوجد محمد استيقظ وجلس علي السرير " خير يا عبد الرحمن مالك ؟ " فرك عبد الرحمن وجهه " مفيش كابوس " " انا قولت كده بردوا أصلك أعدت تتكلم كلام مش مفهوم " هربت الدماء من عروق عبد الرحمن وسأل بحذر " زي إيه؟ " " سارة .... وأحمد  " يا الهي لقد فضح امري تماما " واعدت تقول مش امل المقصودة " , ازدرد لعابه بعصبيه " أصل .. حلمت باللي حصل معانا امبارح " " طيب يالا قوم صلي الفجر عشان متحلمش بالكوابيس دي تاني " هز عبد الرحمن راسه موافقا وذهب مع اخيه للصلاة واخذ يدعوا الله ان ينير طريقه وان يعلم من مرسل تلك الرسائل وعندما عاد مع محمد لم يغمض له جفن خوفا من ان يتكلم وهو نائم واخذ يفكر في الكلمة التي قالها محمد " مش امل المقصودة " .
في الصباح جاءت سارة وأحمد ومعها طعام وملابس لكل من حسام وامل وعاد أية ومحمد الي المنزل وبعدها جاء الضابط صديق عبد الرحمن وأخذ اقوال امل بما حدث معها وكيف عاملها الخاطفون واذا ما كانت رأت أي منهم او المكان الذي خطفت فيه وهل كانوا اثنان ام اكثر , تمالكت امل نفسها بصعوبة وهي تجاوب علي كل تلك الاسئلة .
بعدها قاد عبد الرحمن سيارته الي الشركة وهو يفكر في كلام امل , بعد ان افاقت وجدت نفسها مقيدة الارجل والايدي وعلي فمها قطعة قماش بالية وبعدها نزعها احدي الملثمين وسألها عن اسمها وعندما أجابتهم انهالوا عليها بالضرب واخذت تتوسل لهم بانها حامل ولكنهم لم يعيروها أي انتباه ، وتذكر بكاؤها وهي تؤكد علي انهم انهالوا عليها بالضرب والركل في بطنها فقط وانها هي من كان يتحرك وتجاهد كي تحمي بطنها فأصابها الضرب في انحاء جسدها .
من مصلحه من ان تفقد امل جنينها ؟ وكيف علم احد بانها حامل فهي نفسها لم يكن مر علي علمها بالحمل ساعة واحدة ولم يعلم احد سوي سارة فقط بهذا الامر ؟! .
لم يكن موقف حسام بالجيد مع امل خاصة وانها رافضه وجودة معها ولم تتحمله سوي امام ابويها والسيدة نور والسيد شهاب وقبل خروجها من المشفى بيوم واحد عندما حاول تقبيل رأسها امام اخوتها واخوته ثارت وانفجرت كالبركان " خلاص اللي كنت بتمثل عشانه راح " وانغمرت في موجه من البكاء ثم اردفت " خلاص انا تعبت معدتش قادرة اتحمل , مش هتحمل انك تمثل عليا تاني او تعمل معايا اتفاقية معتش هتحمل أي حاجه خلاص كفاية عليا اوي كده سبني في حالي بقي ! " .
حاولت كل من سارة وأية تهدئتها وخرج الشباب الاربعة من الغرفة وانهار حسام هو الاخر وقص عليهم ما حدث منذ ان رأي صافي بالفرح الي اليوم , تفاجأ أخوته كثيرا مما فعلة ولم يصدقوا في البداية ان هذا هو حسام اخوهم اوان تأثير صافي كان كبير عليه الي هذه الدرجة .
وبالداخل حكت امل لسارة ما حدث معها منذ ان مثل عليها الي ان عقد الاتفاقية وأخذت تنوح وتبكي لسارة " انا اللي استاهل اني مسمعتش كلامك وصدقته واهو ربنا عاقبني اهه " . خرجت سارة من الغرفة كي تأتي لأختها بشيء بارد تشربه علها تهدأ قليلا " سارة " لم تستجب لندائه , فوقف امامها وسد عليها الطريق , قالت بحده ونفاذ صبر" لو سمحت يا حسام عديني " " سارة من فضلك اوقفي معايا متسبنيش كده " تناست انها بمشفى او ان اخوته يستطيعون سماعهم بكل سهولة وصاحت به كي تخرج شحنه غضبها المكتوم " لما انت لسه بتحب مراتك الاولنيه اتجوزتها ليه ؟ مش حرام عليك تدمرها معاك ! انت اناني يا حسام مفكرتش غير في نفسك اتجوزتها عشان تنسيك مراتك الاولنيه وهي بقي تتفلق مش كده , حرام عليك امل لسه مكملتش 21 سنه وهتبقي مطلقه مرتين انت دمرت سمعتها ومستقبلها " .
قاطعها حسام بتوسل " سارة سارة طلاق لاء والله انا أتغيرت " " فعلا صدقت انا كده ! , روح شوف بقرة تانيه تجبلك البيبي اللي نفسك فيه بس الحق مش عليك لوحدك هي كمان مسؤولة عشان توافق علي حاجه زي كده مفكرتوش في ابنكوا اللي انتوا عايزينه ده هيعيش ازاي بين اب وام مش عارفين يتعاملوا زي أي زوج وزوجه مع بعض بتمثلوا قدمنا طول الوقت وهتفضلوا تمثلوا قدامه هو كمان كل حياتكو بقت كدب في كدب !! " " سارة من فضلك اديني فرصة بس ... " " حسام خرجني من الموضوع ده خالص انا عارفه اننا اخوات بس امل اختي ومش هقدر اقف علي الحياد ومش منطقي ادخل بنكوا او اساعدك تحل مشكلتك لأنها في النهاية اختي وهقف معاها هي " .
تركته وذهبت وظل جامد مكانة كالصخر ذهب محمد وربت علي ظهره " معلش يا حسام هي معاها حق المرة دي هي اختها وغصب عنها هتنحاز ليها ومش هتقدر تساعدك بحاجه " رجعت سارة بعد عده دقائق وفي يدها عصير بارد لأختها وقف حسام وسد عليها الطريق مرة اخري , زفرت الهواء بعنف وقالت لزوجها " أحمد يا ريت تخلي اخوك يمشي من قدامي انا قولت اللي عندي خلاص " زمجر حسام بغضب " مش هطلق يا سارة طلاق مش هطلق " تحدته هي الأخرى بعند واضح " مش بمزاجك مش هتقدر تأعدها معاك غصب عنها " .
كانت سارة تفكر منذ ان تركته كيف احست الصدق بتوسله وانه تغير بالفعل , فقد رأته وهو يدعوا الله كي تكون امل سالمه وعندما اخبره الطبيب انها فقدت الجنين وان الحمل سوف يحدث بعد ذلك بصعوبة وعليها اتباع أدويه عديدة لم يهتم وكل ما اهتم له صحه امل فقط ولكنها قررت ان تصعب عليه الطريق كي تتأكد منه مائه بالمائة وانه لم يعد يكن أي شيء لزوجته السابقة ورغم رفض امل التام له إلا ان سارة اكيدة من انها لاتزال تحبه وانما هي كبريائها الجريحة التي تجعلها تصمم علي الطلاق .
" انا اتغيرت وبحبها ومش هطلقها " رفعت سارة رأسها له باستنكار " والله ! معتقدش انها ممكن تصدقك تاني بعد اللي عملته , انا نفسي مش مصدقاك " " يعني ايه ! " زمت سارة شفتيها ونظرت للأرض " عارف القصة بتاعة الولد الكداب اللي بيمثل انو بيغرق فالناس بتصدقه اول مرة ويقولهم ضحكت عليكوا ويعملها مرة كمان ويصدقوه وهو يضحك ويقول ضحكت عليكوا والمرة التالته يكون بيغرق بجد , بس محدش يروح له لانهم عرفوا انو كداب " " مش فاهم يعني إيه ؟! " نظرت له سارة نظره ذات معني ثم دلفت الي اختها , ربت عبد الرحمن علي كتف اخيه الحائر " امل مش هتصدقك من اول محاوله " .
جاء اليوم الثاني وكتب لها الطبيب علي خروج في السادسة مساءا واثناء خروجهم من المشفى لم تمانع امل ابدا عندما عرضت عليها والدتها الذهاب معها الي المنزل واستأذنت أية محمد وسمح لها بالذهاب مع اختها وعندما وصلت سارة الي المنزل مع أحمد ودلفوا الي شقتهم " سارة " " ايوة يا أحمد " " جهزي شنطتك وروحي لأمل " " امم بس .." " مفيش بس يالا هي محتاجه ليكي " ضمت سارة أحمد وشكرته , هي بالفعل تريد ان تظل الي جوار اختها لكنها لم ترغب في تركه وحده , ضمها وقبل راسها " هتوحشيني " " هجيلك بكرة ان شاء الله " حضرت حقيبتها واخذت عده اغراض لأختيها واوصلها محمد الي منزل ابيها .
_ جلس الاشقاء الاربعة في غرفة أحمد بعد تناولهم العشاء , نظر عبد الرحمن بسخرية الي ثلاثتهم وهم صامتون وقال بسخرية " و الله زمان منورين يا رجاله والله " رد أحمد " نورك يا عُبد انت مش ناوي تتجوز بقي ؟ انا مش عارف انت اعد لوحدك كده ازاي ! " " خليك في حالك يا أحمد , وإيه الورقة اللي في ايدك دي ؟ " ابتسم أحمد بشدة " فاكر لما سارة كانت عامله ليا مفاجأة وغيرت نظام الاوضة " " اها " " كانت مخبيه دي تحت السرير في صندوق " اخذها عبد الرحمن منه وقال ببلاهة " هي ايه دي !! " ضحك أحمد " هات وانا اقرأها ليك " كان محمد وحسام شاردين ولكنهم انتبهوا واستمعوا الي ما يقوله اخيهم الحبيب .

" بلمستك أحيا "
لم اذق للعذاب طعما مثلما ذُقته في بعدك
لم اري الدفء يوما الا بداخل حضنك
اه لو تعلم كيف كنت احيا من قبلك , لا مهلا لم تكن حيا هذه
وما معني الحياة في بعدك ؟
بيدك مسحت عني أي عذاب رأيته يوما
ولم يسقي ورده عمري غيرك عشقا
فكن لي للأبد حبيبا وزوجا وأخا
فانت اكثر ما تمنيته في حياتي يوما
ملحوظة :
اوعي تتريق عليا عشان دي اول مرة اكتب فيها شعر , بس انا متأكدة انها مش الأخيرة لأن طول ما انا معاك بحب الدنيا وبعرف حاجات اكتر واكتر وحبي ليك كل يوم بيكبر
حبيبتك دائما وابدا
" سارة "
_ابتسم محمد بشدة " يا بختك بيها والله يا أحمد " وتنهد حسام وقال بود " فعلا والله ربنا يهنيكوا يا أحمد يا ريت انا وامل نبقي زيكو كده " ابتسم أحمد بود وقالي دون أي آسي بل وامتنان حقيقي علي وجهه " ربنا خد مني نظري وادالي سارة " قال عبد الرحمن " ربنا يخليكو لبعض يا أحمد " , شعر عبد الرحمن بغصة رهيبة فهما الاثنان عاشقان متيم كل منهم بالأخر وبسبب مشاعره اللعينة سوف تدمر تلك العلاقة الرائعة دون أي ذنب منهم .
ترك أحمد الورقة من يده وقال بآسي " بس من ساعة ما الجنين نزل وأنا حاسس أن في بنا شرخ , هي متكلمتش بس انا متأكد ان في حاجه وانها متغيرة " , زم عبد الرحمن شفتيه " موقفك كان غريب اوي يا أحمد ومش شايف أي مبرر للي عملته , ومع ذلك هي سامحتك " صمت أحمد فترة وبدى عبوس شديد علي وجهه ونظر اخوته نحوه , فهربت دمعه منه لم يستطع التحكم بها مسحها بسرعة وازدرد لعابه وقال بلوعة " انا أبنها يا عبد الرحمن , محدش فيكو ممكن يتخيل هي معايا ازاي , مستحيل هتبقي معايا كده لو في بنا طفل " وأشار بيده في الهواء ليوضح موقفة " محدش يفهمني غلط انا نفسي اكون اب انهارده قبل بكرة بس , بس  لو هي حملت وبقي عندها مسؤوليه كمان غيري مستحيل هتعمل معايا اللي بتعملة الوقتي لأنها ببساطه مش هتقدر , انا مش عاوز اكون عبئ عليها انا وابني انا عاوز اعمل العملية واشيلها هي وابني مش العكس " وصمت أحمد وباقي الاخوة صمتوا ايضا ليسرح كل منهم بعالمه الخاص .
بعد عده ايام ظل حسام يزور فيها امل ولكنها كانت تتجاهله تماما وترفض أي من هداياه .
_ انتظر حسام بالخارج عند النافذة التي تحدث بها لأمل اول مرة وبعدما حضرت سارة  " سارة ارجوكي اعملي حاجه دي مش راضيه تديني فرصه حتي عشان افهمها موقفي " زمت سارة شفتيها " بص يا حسام انا اقنعتها انها ترجع " تهللت أساريره لكنها رجعت مرة اخري حالما اكملت كلامها " بس هتعد عندي وهي وافقت بس عشان بابا ضغطه مش مظبوط وخايفين عليه وقررت تأجل الموضوع شويا , بس اكتر من كده مش هقدر اعملك حاجه " تنهد حسام وهز رأسه موافقا " انا هعدي اخدكوا بالليل سلام " وبالفعل مر حسام عليهم ليلا و ودعوا والدهم ووالدتهم ومضوا في طريقهم .
_ كانت تنظر من النافذة وتشاهد الورود المزروعة بالحديقة عندما طرق الباب عليها عده طرقات " ادخل " " انا أحمد يا امل " " اتفضل يا أحمد " فتح الباب ودخل بهدوء يتحسس طريقة , " مش عاوزة تنزلي تتعشي معانا ليه يا امل ؟ " " مليش نفس يا أحمد صدقني " " دي سارة بقالها ساعة بتحضر في العشا عشان خاطرك , انا مش عاوز اشتكي بس اختك بتعشيني كل يوم جبنه وزتون لما بطني نشفت ! " ضحكت امل رغما عنها لطريقته التهكمية " يالا بقي يا امل متزعلنيش اللي تحت دي مش بعيد ترفع الاكل كله لما تعرف انك مش نازله , حني علي اخوكي شويا " .
نزلت الي الاسفل مع أحمد بحذر فقدمها لم تكن بخير هذا بالإضافة الي كسر يدها , اما عن كسر ضلعها فبدأ بالتحسن , فرحت سارة كثيرا عندما نزلت امل واجلستها الي الطاولة ونظرت الي أحمد " ده أنت طلعت سوسا اقنعتها ازاي ؟ " , عدل أحمد من ياقة قميصه " احم احم استخدمت سحري وجاذبيتي التي لا تقاوم " " طبعا طبعا انت هتقولي ما هو ده اللي جبني ورا ! " " قصدك إيه بقي ؟! "  "مقصديش حاجه يالا كلوا قبل ما الاكل يبرد " " ماشي حسابنا بعدين بس عشان خاطر امل هعديها " , سكبت سارة الطعام لكل منهم وكعادتها دائما وابدا كانت تحب اطعام أحمد كثيرا لذلك كانت تحضر لكل منهم شوكة واحده وملعقة واحدة فهم يأكلون معا .
بعد انتهائهم من تناول العشاء أخذت سارة امل الي كرسي وثير كي ترتاح عليه وذهب أحمد للجلوس معها , وأخذ يقص عليها حكايات له ولأخوته وعن عبثهم ومقالبهم معا وهم صغار وايام الجامعة وتجنب ذكر حسام في البداية , لكنه بعد ان اطمئن الي انها صارت افضل قص عليها احدي مواقف حسام , كانت سارة في هذا الوقت ترفع الطعام وتنظف الطاولة والأطباق بعد العشاء , لاحظ أحمد جمود امل عندما قص عليها موقف حسام فتنحنح قائلا بهدوء " أمل حسام حكي هو عمل معاكي إيه واحنا غلطنا جدا طبعا ومصدقناش انو ممكن يعمل كده " " أحمد من فضلك انا مش .... " " لحظه بس يا امل اسمعيني انا اوعدك اني مش هدخل او أي حد فينا اللي عمله حسام مش سهل ومحدش بيلومك علي أي حاجه او أي قرار " ارتاحت امل قليلا عندما علمت بذلك فأخر شيء تريده هو ان يضغط عليها احد بخصوص هذا الشأن .
" بس اتمني انك تصدقيني لما اقولك ان حسام اتغير فعلا وندمان علي اللي عملة معاكي ونفسة بس تديله فرصه عشان يعوضك عن اللي فات " , لم تجب أحمد بأي شيء واستأذنت منه وصعدت الي الأعلى بهدوء , كانت سارة انتهت من اعمال التنظيف وذهبت وهي تجفف يدها الي أحمد قبلت رأسه وهمست له " انا هطلع اساعدها عشان تنام " ربت علي يد زوجته " ماشي انا كمان طالع الوقتي روحي أنتِ " .
صعدت سارة الي امل وساعدتها علي تبديل ملابسها  وعدلت لها الوسائد ووضعت المياه الي جوارها بعد ان اعطتها الدواء وقبلت رأسها وأخذت تمسد شعرها الي الوراء الي ان ذهبت في النوم , ذهبت سارة بعدها الي غرفتها توضأت وصلت العشاء وجلست قليلا علي السجادة بعدها تفكر في حال أختها المسكينة , فسارة تشعر بأنها محظوظة نوعا ما فبعد ان كانت مع زوج سيء انعم الله عليها بأحمد الذي يحبها وتحبه كثيرا , صحيح ان هناك مشاكل تحدث بينهم ولكن هذه هي الحياة فلا يوجد سعادة للابد بين أي اثنين , ولكن امل بعد ان عاشت زواج سيء انتقلت الي ما هو اسوء فامل كانت تحب حسام كثيرا ولا شيء يجرح مثل جرح الحبيب ..... .
" سارة " " هااا ايوة يا أحمد " " مش خلصتي صلاة " " اها " " طيب تعالي يالا عشان ترتاحي "  , خلعت سارة اسدال الصلاة ومشطت شعرها وفركت يدها بمرطب اليد وذهبت الي أحمد لتندس بحضنه وضعت رأسها علي صدرة بهدوء وظلت صامته بينما عدل هو من الغطاء ودثرها جيدا , ثم اخذ يمسد ظهرها بيده قليلا " متقلقيش ان شاء الله هيرجعوا لبعض " " يا رب يا أحمد يا رب , انا جبتها هنا بأعجوبة والله عمرها ما كانت عناديه كده ابدا " " احنا لازم نساعدهم بس من بعيد عشان امل متضيقش مننا " تنهدت سارة " هو حسام قالك حاجه " " لا بس انا متأكد انو ندمان اوي علي اللي عمله , انا بصراحة مش قادر افهم ازاي عمل كده امل اطيب واحن ميت مرة من صافي , بس انا متأكد انو معدش بيحب صافي يا سارة " " ربنا يوفق بنهم ان شاء الله " " خليكي أنتِ معاها الاسبوع ده مش مشكلة تروحي الشركة وانا هروح مع عبد الرحمن " ابتسمت سارة لزوجها الحبيب وقبلت وجنته بحب وضمته بشدة وهي تقول " ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا " .
كان أحمد يحاول بكل جهده اصلاح الشرخ الذي حدث بينه هو وسارة رغم انهم لم يتشاجروا او يختلفوا مرة واحده منذ ان اجهضت جنينها إلا انها هادئة للغاية ولم تعد سارة المرحة المشاكسة التي اعتاد ها ويعشق جنونها .
وفي صباح اليوم التالي كانت سارة تعد أحمد للذهاب الي العمل عندها جاء حسام وصعد مع سارة الي الأعلى ووقف امام غرفة امل " هي احسن الوقتي ولا لسه بتعيط ؟ " " الحمد لله احسن " " انا بس هطمن عليها " هزت سارة كتفيها وتركته وذهبت ل أحمد كي تساعده علي اكمال ارتداء ملابسة , بينما دخل حسام بهدوء شديد الي غرفتها ووقف يتأملها قليلا ثم ازاح غرتها وقبل جبينها برقة شديدة كي لا تستيقظ وخرج بهدوء كيفما دخل بعد ما وضع علبه صغيره حمراء الي جوارها .
حالما اقفل الباب فتحت امل عيناها فهي مستيقظة منذ الفجر تقريبا وانما لم تقوي علي الحركة وحالما سمعته وهو داخل ادعت النوم فورا , نهرت نفسها لان القشعريرة انتابتها حين قبل جبينها فلا يجب ان تشعر نحوه بأي شيء منذ الان وعليها ايجاد طريقة لإخبار والدها , ولكن هل هذا هو الحل الذهاب من هنا بغير رجعه ولكن كيف وكل من أختيها يسكن هنا سوف تراه دائما وابدا هل سوف تستطيع تحمل ذلك العذاب ؟ .
نظرت الي العلبة التي تركها وفتحتها بوهن لتجد سلسال ذهبي رقيق للغاية عبارة عن كلمه واحدة فقط
“FORGIVE ME “
" سامحيني "
زمت شفتيها وابتسمت بسخرية ووضعت السلسال بداخل العلبة ووضعتها مكانها وتذكرت الخاتم الذي أهداه لها وكتب عليه تاريخ بدايتهم الجديدة معا , كيف له ان يكذب هكذا ؟ وما الذي فعلته له في يوم من الايام سيء كي يعذبها هكذا ؟ .
سمعت صوت قادم فادعت النوم فورا , دخلت سارة بعد ان ودعت أحمد واقتربت من امل ثم بعد برهة جلست علي السرير الي جوارها " بطلي تمثيل يا امل " فتحت امل عيناها وأشاحت بوجهها بعيدا عن سارة وبعد عدة دقائق من الصمت صعدت أية ودخلت لهم فسارة تركت المفتاح بالباب لأنها تعلم انها سوف تأتي بعد ذهاب محمد .
اما عن أية فكانت واجمة كثيرا واغلقت حسابها الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " بعد ان زادت المضايقات والصور عن حدها فقد وصل الامر بتصوير حوارات خاصة بين الفتيات التي كان يعرفها من قبل وبعد ان أصيبت بالغثيان من اخر رسالة رأتها حالما عادت من الحمام اغلقت الحساب وارتمت علي السرير تبكي بمرارة .
ولم يكن من العسير علي محمد معرفة ان هناك خطب ما وعندما تفقد هاتفها تأكدت شكوكه بعد ان راي الصور والرسائل , شعر بالاشمئزاز من نفسه ولم يستطع فعل شيء هو حتي لم يجرأ علي مكالمة أية , فقط ظل يدعو الله ان يبعد هؤلاء المتلصصون علي حياته بعيدا عنه هو و زوجته كي تهدأ حياتهم قليلا , لقد تحسنت علاقته بأية كثيرا أكثر من مرة وكل مرة كانت تفشل بسبب تلك الرسائل اللعينة والصور القديمة التي التقطها فيما مضي .
ولان أية عنادها غير عادي رفضت ان تخبر أي من أختيها بما يمر معها , منعتها كبريائها من ذلك فهي المتفاخرة بنفسها دائما سقطت شر سقطة وانخدعت بزوج عمرها ...... .
رغم علمهم بأن هناك خطب ما ب أية وهي الأخرى تعلم بذلك إلا أنهم لم يستطيعوا إقناعها ابدا بأن تفضي اليهم بما يعتلي قلبها من حزن وهم .
ساعدت سارة أية امل بارتداء ملابسها ونزلوا الي الاسفل كي يتنولوا الفطور سويا وقفت أية تعد الفطور وذهبت سارة للسيدة نور وحالما فتحت الباب وجدت السيدة نور في طريقها اليها ابتسمت وداعبتها " حماتك بتحبك يا طنط " ابتسمت لها السيدة نور " امل عامله إيه الوقتي ؟ " " احسن الحمد لله " حالما دخلت القت ايه تحيه الصباح عليها وتوجهت السيدة نور نحو امل مباشرة قبلتها وربتت علي ظهرها " مش احسن انهارده يا امل " ابتسمت بوهن " احسن الحمد لله " امسكت يدها السليمة وربتت عليها حقيقة لم تعرف ما الذي يمكن ان تقوله لها السيدة نور فهي تعلم تمام العلم ان ابنها مخطئ كما ان غيظها اشتعل حين علمت بحبه لصافي هذا .
قالت سارة " يالا يا طنط يالا يا امل السفرة جاهزة " .... .
انتهي الدوام وعاد الاربع اخوة وكذلك انتهت أية وسارة من تحضير الطعام واخذت أية الطعام وصعدت الي شقتها قبل وصول محمد بعدة دقائق , دخل أحمد بعد ان طرق الباب وسال عن امل وأعطها حقيبة ورقيه ملئه بالحلوى والمثلجات وقال لها هامسا " خبيها بسرعة قبل ما الاوزعة تشوفها وتخلص عليها " " سمعتك علي فكرة " صاحت سارة من المطبخ , " طب وانا قولت حاجه ؟ بقولها متنسيش تعملي حساب سارة معاكي " " فعلاا!!! " اشار بيده نحو صوت سارة وقال لأمل بطريقة معذبه " مركبه ردرات  في ودنها " .
دخل عبد الرحمن وسال امل عن احوالها واعطاها علبه شوكولا هدية , جاءت سارة من المطبخ ونظرت لهم  " يا سيدي يا سيدي كل الدلع راح لأمل وانا راحت عليا " " احم وقعت في شر أعمالك يا أحمد " ضحكوا عليه وقال عبد الرحمن " طابخه إيه انهارده ؟ "  "صنيه بطاطس بالفراخ " " امممم خلاص اعملي حسابي معاكو انا هتغدي مع امل انهاردة " " تنور يا ابيه " ذهب عبد الرحمن ليبدل ملابسه وكذلك صعد أحمد رأت حسام بالخارج يقف امام الباب المفتوح ولكنها اشاحت بنظرها بعيدا عنه وذهبت لسارة .
جاء عبد الرحمن وظل هو وأحمد وسارة يمازحون امل الحزينة كانت تبتسم لهم فهم يريدون التخفيف عنها وعن ما فقدته وشعرت بسعادة لحرص عبد الرحمن وأحمد عليها ولكن لم ينجح أي من هذا في ازاحة الغصة الموجودة بصدرها , بعد الغداء صعدت كي ترتاح بغرفتها وظلت بها كي تهرب من نظرات الجميع لها .
وفي المساء تجمع الخمسة في الاسفل عند سارة وصعد حسام ومعه باقة ورد وطرق الباب ودخل الي امل التي لم تشح بعينها عن النافذة فهي تعلم تمام العلم ان حسام هو الذي دخل ويقف خلفها " امل من فضلك ..." " اخرج بره " قالتها بحزم ترك باقة الورد علي السرير وخرج ، ظل واقفا قليلا يفكر في حل لتلك المشكلة وجد بابها يفتح وألقت بالباقة علي الأرض وصفقت الباب بشدة واغلقته من الداخل .
نظر للورد الملقي علي الأرض ونزل غاضبا وخرج دون ان يتحدث مع احد , اما عن امل حالما قرأت البطاقة الموجودة مع الباقة " امل انا أتغيرت خليينا نرجع لبعض " شعرت بحنق شديد منه والقتها لقد كرهت مجرد وجود رائحتها بالغرفة فبصرف النظر عن الأذى النفسي وجرح قلبها الغائر، انها علي اعتاب طلاقها الثاني تذكرت مرار تلك الكلمة رغم عنها تذكرت كيف نبذها الناس وعن المضايقات التي تعرضت لها خاصه بالجامعة وكيف ان الكثير من الشباب حاول التعرف اليها رغم انها كانت بالجامعة لثلاث اعوام سابقة ولم يتعرض لها احد ولكن عندما علموا بانها أصبحت مطلقه استباحوا حرمتها وكأنها تحولت الي فتاة اخري .
ولكن ما المها حقا هو موقف الفتيات منها كيف تتركها نصف الفتيات التي كانت تظن انها صديقه لهم او علي الاقل بينهم زمالة وعلاقة جيده وكيف كانوا ينظرون لها باحتقار وكأنها حشرة ما اوي شيء مقرف , كيف وهم فتيات مثلها ؟ كيف لا يشعرون بها ؟  .
ونزلت دموعها حارة لاذعة وتمتمت لنفسها " لقد دمرني الحب اجل دمرني تماما , ولو لم اكن احب حسام من قبل لكنت استطعت ان اري كل شيء منذ الخطبة وكنت تداركت موقفي وابتعدت عنه ولكن تلك الغشاوة التي نزلت علي عيني أعمتني عن تصرفاته الآلية الباردة ولم اهتم لشيء سوي وجوده الي جواري وها ان ادفع ثمن هذا الحب الآن .... .
نزل محمد الي اخيه الواضع يديه بجيب بنطاله ويركل شيء ما في الحديقة بعصبية " مالك يا حسام ؟ " رغم رغبه حسام بإرجاع امل اليه الا انه كان متضايق من رفضه المتكرر امام اخوته واخوتها , فألمته كبريائه كثيرا " انا زهقت مش راضية تصدقني هي حرة بقي اعملها ايه يعني انا مش هزل نفسي ليها " قال حسام جملته بحنق , رفع محمد حاجبيه وقال بسخرية " سبحان الله لما كانت واحدة بتعجبك في النادي ولا ايام الجامعة كنت بتعمل اراجوز لحد ما تكلمك الوقتي مش مستحمل وزهقت من مراتك ! " ثم اردف " علي العموم خلاص النصيب وقف لحد كده ربنا يعوض عليك وعليها " وربت علي اخية بآسي مصطنع وهم بالصعود .
"رايح فين يا زفت انت ؟!! " " طالع شكلك مفيش منك امل , ملوش لزوم اتعب نفسي معاك " كان محمد يبتسم لنفسه بمكر شديد بينما قال حسام بحنق " صدق بالله انت عيل واطي طب هديني قولي أي حاجه " " واتعب نفسي ليه مش انت عارف عاوز ايه خلاص !" وهم بالصعود ولكن حسام امسكه من ملابسه وجعله يلتفت له مرة اخري " انجز يا محمد انا عارف ان عندك فكرة خلصني " قال حسام بنفاذ صبر .
" امممم هو من نحيه عندي , فعندي فعلا بس مش هتنجح دي عاوزة صبر وطوله بال وانت خلقك ضيق " نفخ حسام الهواء بوجه اخيه بعنف " متخلنيش امد ايدي عليك انطق بقي وخلصني " ابتسم محمد بمكر وقد حصل علي ما يريده .....
كانت تعليمات محمد واضحة جدا لأخيه امل جريحة منه ولن تصدقه بسهولة عليه التمهيد عشرة ايام علي الاقل قبل التنفيذ وبالفعل بدأ حسام ولم يمل من المحاولات , كل يوم يرسل لها ورود ورسائل و رسائل صوتية كان يقفز لها من كل مكان ويحاول بكل جهدة كي تحدثه ولكنها لم تفعل قط ولو لمرة واحده .
حتي جاء اليوم الموعود :
أشعلت سارة اغنية " روح فل " ل كارول سماحه بصوت عالي في المنزل كله وظلت تعيد وتكرر فيها اكثر من مرة انتبهت امل لكلمات الاغنية وشعرت بشيء في صدرها يذبحها من تلك الكلمات
من لما قلبي وقلبك عن بعضن افترقوا , تعارفنا ليش الندم رب السما خلقوا
قلتلك روح فل والكلمة منا مقتنعا اني قلتا ....
ما بعرف بعدك شو صار لي خيالي بطل يعمل مثلي
اعد ناطر قلبك حتي يشتاق ويرجعلي
بعمرك شايف قلبي مجمد او احساسه لابس اسود
مش عارف يخلص من زعلو ع غيابك ما اتعود
سقطت دمعه منها فهذا هو حاله بالفعل في بعدها عنه رغم انها هي من ترفضه الا ان قلبها غير مصدق لهذا وبالفعل تشتاق له كثيرا .
قلتلك روح فل والكلمة منا مقتنعه اني قلتا
افاقت من شرودها وذهبت لسارة وهي تصيح " كفاية بقي مفيش غير الاغنية دي عماله تعيدي وتزيدي فيها ؟! " ردت سارة ببلاهة " أحمد بيحب يرقص عليها أنتِ متعصبة كده ليه ! " خرج أحمد من الغرفة وهو يقوم بحركات مضحكه لا تمت للرقص بصله وقال ببلاهة هو الاخر " ايوة انا بحب ارقص عليها " وتمتم مع الأغنية وهو يحرك يده في الهواء بطريقة مضحكه
" راح تبقي لي لو ما رجعت انت امل بكرة "
كانت الالحان حزينة للغاية وهي اكيدة ان سارة وضعتها كي تصيبها بتأنيب الضمير فلا يوجد عاقل يمكنه الرقص علي تلك الالحان الحزينة , دخلت وصفقت الباب خلفها و رفعت يدها اليمني علي اذنها و خرجت الي الشرفة واغلقت الباب كي لا تسمع تلك الأغنية , فوجدت حسام بالحديقة يقف ويمسك بباقة ورد وينظر لها ويتأملها بود رجعت للخلف مباشرة حالما رأته ودق قلبها بعنف حاولت فتح الباب والخروج الا انها شهقت عندما سمعت صوت حسام خلفها مباشرة يستند الي السور ويحاول التمسك به وممسك بباقة الورد بفمه " انت اتجننت امشي من هنا لو وقعت الوقتي هيبقي إيه العمل ! " تمسك قدر ما امكنه وافلت الباقة من فمه " خايفة عليا ؟ " وابتسم لها بمكر .
" اوووف امشي حالا بقولك لو حد شافك هيقول إيه " " واحد وبيكلم مراته محدش له عندي حاجه " , دخلت سارة واخذت تنادي علي امل بصوت عالي للغاية وارتبك حسام فزعت امل ودخلت مسرعة واغلقت الشرفة خلفها وحسب تعليمات محمد ظلت سارة بالغرفة كي تلهي امل عما يحدث بالأسفل ، " خلاص انا قفلت الأغنية متزعليش " " طيب يا سارة روحي خلاص مفيش حاجه " كانت امل مرتبكه للغاية وما هي إلا دقيقه حتي سمعوا صوت صراخ جامد وارتطام قوي , شهقت امل وتخلت عن تحفظها وخرجت بسرعة الي الشرفة ونظرت الي الاسفل وحالما رات حسام صرخت باسمه صرخة مدوية " حساااااام " وهرعت الي الاسفل .
اخذت سارة تفرقع اصابعها بفرح وترقص وتقفز مع أحمد واخذوا يرددون بميوعة " اتخضت عليه , اتخضت عليه " , حالما دخلت سارة الي غرفة امل وهي تتأسف منها نزل حسام سريعا علي السلم الخشبي الذي كان يقف عليه , أسقطه عبد الرحمن كي يصدر صوت ارتطام عالي واصدر حسام صيحه مصطنعة لسقوطه وبعدها جري نحو السلم ورفع كل من محمد وعبد الرحمن السلم ونزل حسام اسفله بعد ان لطخت أية وجهه بالأوان وكأنها كدمات وادعي حسام الاغماء وجري كل من محمد وأية وعبد الرحمن يختبئون في الحديقة . حالما اختفوا كانت امل نزلت الي الحديقة راكضه واخذت تصرخ بلوعة وفزع باسمه .
نزل أحمد وسارة خلفها واخذ أحمد يصطنع الآسي " اخويا اخويا  ايه اللي حصل يا امل ؟ " كانت امل تبكي وتصرخ بطلب المساعدة فهي لم تستطع تحريك السلم من فوق حسام بذراع واحده خرج عبد الرحمن من الحديقة وحاول ازاحة السلم من فوق حسام الذي يدعي الغياب عن الوعي !! .
" حرام عليكي يا امل كده تزوقيه , كل ده عشان بيحبك وعاوز يرجعك ليه , هتروحي من ربنا فين يا شيخه " صاح بها عبد الرحمن , وضعت امل راسها علي صدر حسام واخذت تبكي وترجوه بأن يستيقظ , بالكاد استطاعوا تمالك انفسهم كي لا يضحكوا ويفسدوا الامر كله !! .
جاء محمد راكضا هو وأيه " ايه ده اخويا جراله إيه ؟! " واشار بيديه الاثنين في غيظ من امل " يا مفتريه عليكي ربنا , الواد لا بياكل ولا بيشرب ولا بينام ولا عارف يشوف شغله وكمان وقعتيه عشان بيحاول يصالحك " بكت امل بشدة " والله ما وقعته انا قولت له ينزل عشان ميوقعش " رفع يده للسماء بدرامية " ربنا شاهد عليكي وعلي اللي بتعمليه فيه ده ! " صاحت بهم " انتو هتفضلوا واقفين كده اطلبوا الاسعاف ", " انا هطلبها حالا " قالت أية .
" شيل معايا يا عبد الرحمن خلينا نطلعه لحد ما يجوا " " لا محدش يحركوا ليكون مكسور " قالت بلهفه بينما امسك عبد الرحمن يد حسام ثم تركها فجأة فهوت علي العشب وكأنه فارق الحياه وهز رأسه بآسي " حبيبي يا اخويا روحت بلاش عشان مراتك مش راضية تصالحك !! " اخذت امل تبكي بشدة " فوق يا حسام , اهئ اهئ حسااااام ارجوك فوق " , حمله عبد الرحمن ومحمد رغم تذمرها وسخطها من تحريكه وحالما دخلوا المصعد غرق ثلاثتهم بالضحك , ثم ادعي حسام الاغماء مره اخري وحملوه ودلفوا الي شقته المفتوحة كانت امل صعدت خلفهم علي السلم " انتو اتجننتوا !! طالعين هنا ليه ؟ ولما الاسعاف يجي ينزل تاني ده غلط عليه " دخل عبد الرحمن ومحمد ووضعوه علي الاريكة بالصالة جلست امل الي جواره واخذت تربت برفق علي وجهه كي يستيقظ , قال محمد " انا هروح اجيب حاجه تفوقه " هزت راسها موافقة ولم تشح بنظرها عن حسام , خرج هو وعبد الرحمن واوصدوا الباب من الخارج بالمفتاح .
لم تنتبه امل الي ذلك ولكنها كانت الاشارة بالنسبة لحسام الذي فتح عينيه " حسام الحمد لله , انت كويس ؟ حاسس ب ايه ؟؟ " لم تعي امل ما حدث إلا بعد ما صبحت حبيسه يده , حالما فتح حسام عينيه اخرج اصفاد حديديه كان أعطاها له محمد وكبل يد امل السليمة بيده بسرعة شديدة ولم تنتبه امل من صدمتها إلا بعد ان اصبحت حبيسة الاصفاد , اتسعت عين امل من الدهشة ونظرت خلفها ولم تجد أي احد بالشقة والباب مغلق فطنت فقط في تلك اللحظة انها وقعت في احدي مقالب محمد !! .
_ بالخارج الصقت سارة وأية أذانهم بالباب وكذلك أحمد ومحمد بينما اكتفي عبد الرحمن بالضحك علي الستة كعادته .... .
قالت أية بتذمر " مش سامعه حاجه خالص اوف بقي " " تفتكروا هيتصلحوا ! " سالت سارة  " عيب انا خططي متنزلش الأرض امال انا صالحتك أنتِ وأحمد ازاي ؟ " ثم كتم فمه بيده فجأة لأنه صرح بذلك , شهقت سارة " انت اللي عطلت الاسانسير ؟؟ " كانت تشير بإصبعها غير مصدقه ونظرت الي أحمد وجدته يضحك " انت كنت متفق معاهم ! " " لا بس اول ما الصاروخ فرقع عرفت ان محمد اللي ورا الحكاية دي " " صاروخ إيه !! " ضحكت اية بشدة " شكلك كان مسخرة وأنتِ بتصرخي " " ده انتو عصابه بقي !! , بس كويس انكو عملتوا كده " واحتضنت أحمد بشدة " عشان أحمد كان وحشني اووي " قبل راسها وضمها بذراعه الغير ممسكه بالعصا , تذمرت أية " خلاص يا ست جوليت عاوزين نسمع " وألصقت اذنها مرة اخري بالباب .
وبالداخل حالما عرفت امل انها سقطت بأحدي أفخخ محمد كورت يدها المكبلة بالأصداف وانهالت بالضرب علي صدر حسام ثم انهارت بالبكاء ضمها حسام اليه بشدة " خلاص يا امل بقي انا كويس والله مفيش فيا حاجه " حاولت تجميع اشلائها المبعثرة ورفعت راسها " بس وشك اتعور " ابتسم ومسح وجهه لتجد ان اللون يزاح " البركة في أية " وامسك وجهها برقه " امل انا ..." , لم يستطع ان يكمل لأنها انتفضت وصاحت به " انت كداب وانا مش هصدقك تاني ابدا انت فاهم " وهرعت وهو معها نحو باب الشقة ثم صاحت به مرة اخري " فين المفتاح قلعني الزفتة دي حالا انت فاهم ولا لاء "  قال بهدوء وهو يقترب منها " لا مش فاهم هتعملي ايه ؟ " ازدردت لعابها بعصبية " طــــــيب " وذهبت الي باب المنزل وذهب هو معها كي لا تؤلمها الاصداف اخذت تحاول فتح باب المنزل ولكنها لم تنجح .
وفي الخارج سحب محمد المفتاح من الشقة وقبلة " يا سلام عليك يا ميدو يا ابو الافكار " , نهرته سارة " اتنيل دي بتصرخ فيه اكتر من الاول " اشار بيده علي علامة الصبر " اصبري للأخر متبقيش بصلتك محروقة كده علي رأي السورين " رفعت سارة حاجبها والصقت اذنها بالباب مرة اخري تستمع الي الحوار الدائر او الأدق الشجار !! .
صاحت به " افتح الباب ده بقولك " الصقها بالحائط وهو يقول بصوت رصين وهو يتأمل وجهها بعينيه " المفتاح مش معايا والباب مش هيفتح إلا بعد شهر " زعرت امل " انت بتقول ايه !! " وحاولت ازاحته من طريقها ولكنها لم تفلح فموقفها كان ضعيف للغاية مع ذراع مجبرة والأخرى حبيسة الأصفاد  " انا ابقي مجنون لو سبتك تاني , امل انا حبيتك بجد ومش مستعد اخسرك تاني ابدا ومش هتخرجي من هنا إلا لما نرجع لبعض وتقولي انك سامحتيني " " مش هيحصل يا حسام احنا هنطلق وياريت تتطلقني دلوقتي " , كتمت سارة شهقتها بيدها أيعقل ان يحدث هذا ! بدأ التوتر يستولي علي الجميع بالخارج فامل كانت اعند من توقعاتهم جميعا .
نظر حسام الي عمق عيناها وعلم كم هي كاذبة , اما هي فاضطربت انفاسها بشدة لشدة قربه منها لقد تغلغل عطرة الاخاذ الي اعماق روحها , ضمها بشدة اليه دون أي مقدمات وأخذ يستنشق عبير ها وقال بوهن شديد " وحشتيني اوي يا امل " شعرت بخدر يصيب كل جسدها حالما سمعت اسمها منه هكذا , ولكنها لن تقع بالفخ مرة اخري انه يكذب انما هو قلبي الواهي الذي يصور لي صدقة لا لن انخدع مرة اخري  , دفعته بعيدا عنها وحاولت مرة اخري فتح الباب سد عليها الطريق بذراعه " امل انا عارف كويس انك بتحبيني بطلي عند وخلينا نرجع لبعض انا بموت كل يوم وانا شايف سارة وأية بيساعدوكي كان نفسي اكون  انا مكانهم وانا اللي اعملك كل حاجه واخد بالي منك " , يا الهي لما اغوص بداخل عينيه كلما تحدث يجب ألا اصدقة ابدا سوف يؤلمني مرة اخري هزت رأسها نافيه " مش مصدقاك " كانت هزة راسها واهيه وكذلك صوتها فعلم انه استطاع اختراق دفاعاتها وحصونها المنيعة التي بنتها حولها .
فاقترب منها وقال لها هامسا بمكر وعذوبة " امال اتخضيتي عليا ليه طالما مش بتحبيني ؟! " ازدردت لعابها بعصبيه بالغة وارتبكت " ابدا .. انا .. م متخضتش ولا حاجه " غمز لها مشاكس  وقال بلؤم " يااا امــــل "
وفي الخارج تعالي صياح سارة " اتخضيتي , اتخضيتي " ثم تبعتها أية تدندن معها بصوت عالي " اتخضيتي , اتخضيتي " وانضم لهم محمد وأحمد وعبد الرحمن , واخذ محمد يطرق علي الباب واصبحت فرقة " حسب الله السابع عشر " تغني باعلي صوت بالخارج بكلمة واحدة " اتخضيتي !!! " .
ابتسم لها حسام ابتسامته الساحرة الواثقة ومع " الهبل اللي بيحصل بره !! " وجدت نفسها تبتسم رغم عنها , حاولت ان تشيح بوجهها بعيدا عنه ولكنه ادار وجهها ناحيته بإصبعه حاولت رسم الجدية مرة اخري علي وجهها ولكن هيهات لم تفلح وسط صراخ وغناء اخوتها بالخارج قبل رأسها وضمها مرة أخرى ولكن هذه المرة برقة بالغة " انا مش هقولك تسامحيني الوقتي بس اديني فرصة عشان اثبت ليكي قد إيه انا بحبك ومش عاوز اكتر من كده "  والتف حولها فأصبحت حبيسة يدها المكبلة وحملها بخفه وسط تذمرها ولكنه كان اكيد ان تذمرها الواهي هذا يستطيع ان يسيطر علية , ضحك بشدة " لو عملتي إيه انا مش هشيل السلاسل دي قبل شهر كلامي واضح " وصعد بها السلم وبعد ان تعبت كل من أية وسارة من الغناء حالما وصل الي غرفته واثناء ركله الباب كي يفتح اطلقت أية زغرودة مدوية , فغمز لها بمكر " أختك دي قرده " لتسقط كل دفعاتها وتضحك هي الأخرى ... . 

ضحكت أية وسارة بشدة في الخارج وقال محمد عابثا ل أية " أنتِ مكانك مش هنا , أنتِ مكانك في شارع محمد علي " لم ترد عليه ونظرت له نظره جامدة , نزل أحمد مع عبد الرحمن وهم يضحكون " عقبال ما نعمل فيك مقالب يا عُبد " " يا عم أحمد مقالب ليه وتعب ليه , ما انا حلو اوي كده سبني في حالي الله لا يسيئك " " ما خلاص بقي يا عبد الرحمن يعني اللي خلقها مخلقش غيرها البنات كتير وأي واحده تتمناك " ازدرد عبد الرحمن لعابه في آسي وصمت .
اما عن أية وسارة فكانوا يضحكون بشدة حول غرفة امل التي هيأوها وعطروها و أخرجوا ملابس لأمل وجهزوا لها كل شيء , دخلت أية شقتها ونظرت سارة الي محمد الجالس علي السلم وينظر الي الأرض ويبدوا انه شارد بمكان ما بعيد عن هنا جلست الي جواره " مش عارف تخطط لنفسك شاطر بس تخطط لينا " " هاا قصدك إيه ؟ " غمزت سارة له " ياااا محمد ! " ازدرد لعابه بعصبية " هي أية قالتلك إيه بالظبط؟" " اهدي بس يا رتها تقول حاجه دي مش راضيه تتكلم ابدا , بس انا متأكدة ان دي مش أية " فرك جبهته بآسي " مالك يا محمد ؟ " سالت بقلق , " مفيش " تركته سارة وصارت خطوتين ثم قالت " محمد " فنظر لها " كداااب " وتركته ونزلت علي السلم .
ظل جالس والآسي يملئ عالمة فالأمور بينه وبين أية من السيء الي الأسوأ فهي لم تعد تتناول الطعام معه حتي الي متي سوف يظل هكذا هو يعلم أنه أخطأ ويجب أن يعاقب , لكن ما آلمه حقا هو أنه لم يخطئ بحقها هي في يوم من الأيام ولم يخنها أبدا , ذهب إلي شقته وصعد إلي غرفته ونظر بآسي إلي علبة الشوكولا التي أهداها لها منذ عدة أيام وهي موضوعة علي الطاولة فتحها فلم يجد بها أي نقص , لم تأخذ منها واحدة حتي شعر بالألم  فهو يعلم كم تعشق الشوكولا ولكنها لا تطيقه او تطيق أي شيء منه أغلقها بآسي ودخل وأرتمي علي السرير جلب جهازه اللوحي وأخذ يتأمل صورها وهو يبتسم بوهن لقد التقط لها فوق الثلاثة الاف صورة ولو أن علاقتهم طبيعية لكان هذا الرقم متضاعف لعشرات المرات لم تكن تبتسم في كل الصور إنما هي صور قليلة التي تشع عيناها بالفرح والحب .
نظر الي صور ثاني يوم العيد عندما كانت بالمنزل تلعب مع فارس وبالنادي وكيف انه في هذا اليوم وبسببها هي تحول الي انسان اخر تماما , وكيف تاب الي الله وتذكر الاسكندرية و الرجل الطيب الذي قابلة بالمسجد , أغلق جهازه وتنهد بآسي وأغلق عينه المتعبة أنه يشعر بأنه ليس علي ما يرام هذه الأيام وقرر الذهاب الي الطبيب في اقرب فرصة لإجراء بعض التحاليل له .
" كل ما تضايق رحله هو اللي هيفك قربك ويريح بالك "
أغلق محمد المصباح الذي يوجد بجواره وهو يتمتم بلوعة
" يــــــــــــــا رب " .









نهاية الفصل .

Please vote if you like it 😍 😊
بعتذر جدا علي التأخير وبإذن الله الجزء الثاني مش هيكون في أي تأخير لأنه كل متصحح علي عكس الجزء الأول

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر Where stories live. Discover now