الثامن عشر "مظاهر كاذبة"

6.3K 278 9
                                    

الفصل الثـــــــامن عشر
"مظاهر كاذبــــــــــة"

لتمر الأيام يتخللها الفرح واحيانا الحزن ولكن الأكيد أن حياة سارة تبدلت مائة وثمانون درجة ، لقد اصبحت تشعر بالأمان أخيرا ولا وجود للخوف والرعب في حياتها بعد الآن، لم يعد هناك ما ينغص عليها عيشها سوي شيئين : نوبات غضب أحمد ، ورفضه التام للحمل .
كانت العائلة كلها تشعر بالراحة لوجود عبد الرحمن بينهم وعنايته بهم خصوصا سارة وأحمد وكأن المنزل عادت له روحه من جديد فهو لم يكن الامان بالنسبة لسارة وأحمد فقط لا بل وحتي اخوته حسام ومحمد ووالده ووالدته ، كانوا يستمتعون برعايته لهم ، هكذا هو دائما معطاء يحب مرعاه الأخرىن بغض النظر عما يريده هو .
ولكن الحدث العائلي الضخم القادم جعل كل امكانيات كل من الاسرتين تتجه نحو شيء واحد فقط ، التحضير لعرس أمل وأية وحسام ومحمد .
وتكرر المشهد مرة أخرى عندما ذهب الشباب المتأنقين ببذلهم الفاخرة في سيارات فارهة لأخذ عروس المستقبل الي الفندق حيث الحفل الكبير.
انتظر الاربعة شباب خروج الفتيات تقدمتهم سارة بفستان فضي رائع وتلتها أمل التي كانت غاية في الروعة والجمال امسكت بيد سارة وهي خجله من نظرات حسام لها الذي ذهب عقله في مكان آخر تماما ، لم يكن يجدر به تذكرة خاصه في هذه الليلة ، تذكر عندما كان ينتظر خروج صافي ، أجل صافي بشعرها الاشقر وابتسامتها المشعة وجلدها الناعم وفستانها الرائع ، نهر نفسه بشدة فامل تنظر له وحمرة الخجل منه تملئ وجهها وتظن انه معجب بها هي ، تري لمَ تذكرها الآن؟ كم هو خائن وما ذنب تلك المسكينة التي تظن انه معجب بها بينما عقله في عالم آخر؟! .
دخلت سارة مره أخرى واحضرت أية التي نجحت في التحايل علي محمد ورضخ اخيرا لرغبتها بخلع الحجاب ، بدت كأميرة لا بل ملكه حقيقة بكل معني للكلمة بتاج من اللؤلؤ والحلي يتوسط راسها وشعرها الطويل الغجري يتجمع علي ناحية من كتفيها ويتخلله ورود بيضاء رائعة وفستان رائع ينساب علي جسدها المثالي، لقد خطفت قلب وعقل محمد حالما وقع نظرة عليها ، ابتسم بشدة وتقدم بسرعة واخذها من يد سارة والتهمها تقريبا بعينيه وفي نفس الوقت اشتعل من الغيرة فهو لا يريد لأحد ان يري كم هي رائعة وجميلة غيرة هو فقط وبدت فكرة حبسها في صدفه اللؤلؤ لامعه ومغرية الآن .
" عبد الرحمن سارة خرجت؟ " " اه خليك انت انا هروح اجبها " ، ابتسم لها كم كانت مشعه تلك الليلة ، بادلته الابتسامة " شوفت يا ابيه طالعين حلوين ازاي " " فعلا ربنا يتمم ليهم بخير " ، لم يستطع اخبارها بأنه لم ينظر لهم حقا ، " طولتي يا اوزعة " ضحكت بمرح " اه لو تعرف انا لابسه كام سنتي الوقتي " اخذها الي السيارة حيث أحمد وانطلق خلف كل من محمد وحسام حيث استأجر كل منهم " ليموزين فاخر " ليرحب بعروسة .
حالما ركب محمد الي جوار أية " نظر لها مباشرة في عينيها " انا اسعد راجل في الدنيا كلها انهاردة " ابتسمت أية ونظرت الي الأسفل ، لأول مرة لم تجد رد ما عندها ، أخذ كفها ولثمة برقه وهو ينظر لها بحب واضح ، ثم اقترب منها وهمس لها " اول مرة ألاقيكي ساكته " ردت بخفوت " مش لاقيه حاجه اقولها " كانت خجله للغاية منه ، قبل خدها برقة فابتعدت وقالت بخفوت معاتبه " محمد " ضحك لها " دي حاجه كدة علي ما تفرج " اشاحت بوجهها بعيدا عنه وهي تشعر بقلبها يكاد يطير من بين ضلوعها . فهذه اول قبله لها علي الاطلاق ، وابتسمت لنفسها عندما تذكرت أمل يوم حنة سارة .
اما أمل التي جلست خجله الي جانب حسام الذي تجهم لاقتحام ذكريات صافي عقلة بشدة ظل شاردا قليلا ثم افاق علي صوت أمل الرقيق "حسام انت كويس!" ، " هااه ، اه يا حببتي ما تقلقيش " وابتسم لها ابتسامته المهذبة " تعرفي انك طالعه شبه الملايكه " غاص قلب أمل بين ضلوعها ونظرت الي الاسفل بخجل ، أي كلمه تصدر منه هي بمسابة الحياة لها ، إنه زوجها وهي تعشقه للغاية واليوم تحقق حلمها سوف تعيش مع رجل تحبه وتنجب الاطفال التي لطالما ارادتهم ولا تريد أي شيء آخر من هذه الدنيا.
ابتسم لخجلها هذا وشعر بالذنب فامسك بيدها ولثمها برقه وظل ممسك بها عل وعسي شبح صافي يغيب عن فكرة!.
تكرر المشهد مرة أخرى وتقدم حسام وأمل وبعدهم محمد وأيه وأحمد وسارة ، وهرع فارس نحو عبد الرحمن يمسك بيده خلف اخوته ، زفر عبد الرحمن الهواء " حرام عليك يا فارس هو انت ورايا ورايا كل فرح ، يا بني مش حلوة في حقي والله! " .
، تكرر بكاء كل من السيدة نور والسيدة وفاء لقد كان منظرهم يسر النظر ويفرح القلب، و رقص كل منهم علي النغمات الحالمة .
حاول حسام نزع صورة صافي التي تظهر امامه حتي إنه يخيل له انه راها وهو يدلف مع أمل الي القاعة ، اما محمد فاحكم قبضته علي أية وضمها بشدة الي صدرة ووضعت هي كفيها بخجل علي صدرة " أية لفي ايدك حوالين رقبتي قولت لك " " تؤ " قالتها عابثة ، " طيـــــــب " حملها ودار بها وسط صيحات الجميع وضحك أمل التي كانت تنظر نحو اختها بفرح وحب وصاحت سارة بفرح " حمادة يا جاااامد " سال أحمد وهو يضحك " هو حصل ايه؟! " " شالها ولف بيها " " اه تحبي اشيلك " " لا ابوس ايدك مش عاوزين نبات في المستشفى! " ثم اردفت وهي متعلقة به " فاكر يوم فرحنا يا حبيبي " " لا مش فاكر " عبس وجهها " اخص عليك يا أحمد! " ضمها أكثر له " يا ستي انا قولت حاجه ، انا صحيح مش فاكر بس هفتكر وافكرك تاني انهاردة " قالها بعبث ، بينما ضحكت سارة ودفنت راسها بصدره وقبل هو الآخر راسها.
ظل محمد ممسك بها فترة لا بأس بها " نزلني يا مجنون " " ها هتسمعي الكلام؟ " ضحكت أية بشدة وقبل طرف انفها بمرح " من هنا ورايح تسمعي الكلام وإلا انا مش مسؤول المرة الجايه هعمل إيه " قالت أية بعبث تتحداه بشقاوة " لوي دراع يعني؟ " " تؤ " ثم اردف وهو ينظر لها نظرة حالمة  " حب " ارتجف قلب أية بشدة وضرب بجنون إنها تريد تصديقه " اه يا الله اتمني ان يكون صادق في اقواله وافعاله معي " .
بعد ذلك اشتعل الحفل الصاخب وامتلئ المسرح بالشباب والفتيات يرقصن علي انغام الموسيقي ، وجد محمد ان عدد لا باس به من شلته القديمة موجود بالفرح ولم يسره ذلك بالطبع فهو تغير ولم يعد يريد ان يري أي منهم ، فهم يذكروه بأفعاله الشائنة التي كان يفعلها معهم وما زاد الطين بله حضور  بعض الفتيات اللاتي كن صديقات له من قبل " كدة يا ابو حميد متعزمش اصحابك بردو بس معلش " ونظر نحو أية نظرة يفهمها محمد جيدا ثم اردف " ليك حق بصراحه المفروض تخبيها " امتقع وجه محمد بشدة " جري إيه يا عز انت شارب ولا إيه ؟ فوق دي مراتي " ، كتم محمد رغبه ملحه في لكمه كي لا يفسد فرحه أية وأمل فقط لا غير .                                                             
" يا عم روق احنا اخوات ولا نسيت، علي العموم انا جاي اهاديك " وقبل سيجارة مفخخة وعدة حبوب ووضعها في جيب بذله محمد " إيه يا ابني شيل الهباب ده انا بطلت خلاص " " بطلت إيه  بس! الصاروخ ده عاوز القنابل دي " واشار علي ما وضعه بجيبه " ربنا معاك يا شق " وتركه وعلي فمه ابتسامه اشعرت محمد بالاشمئزاز ، أيعقل انني كنت هكذا في يوم من الايام! .
" اخص عليك يا وحش بقي كده متعزمناش " وواحده أخرى بميوعة اكثر من التي سبقتها " هي مراتك هتنسيك اصحابك ولا إيه يا دودي ؟ "، ابتعد محمد عنهم وهو ينظر لهم نظرة احتقار شديدة وذهب نحو أية التي كانت مع اخوتها والفتيات وظل طوال الوقت ينظر الي اصدقاء السوء الذين يحدقون بها بنظرات اشعلت قلبه نارا وغلا " ليتني لم اتركها تخلع الحجاب " ثم اردف وهو يهمس " بس الاشكال دي مكنتش هترحمها بردو " لعنه الله عليهم لقد افسدوا فرحته بها .
عاد حسام اخيرا بعد ان كان بالحمام استأذن من أمل " انا هروح الحمام ، خليكي مع البنات " لكنه لم يذهب اليها بل ارسل لها بسمه وهي مع الفتيات وذهب نحو محمد الذي كان متهجم " مالك يا عريس ؟ " " مفيش الله يحرقهم نكدوا عليا " ، ربت علي اخيه " معلش معلش كلها ساعه ونمشي من هنا " زفر محمد " انا هقول لبتاع الدي جي يعمل ال " سلو " التاني خلينا نخلص " وذهب محمد كي ينهي هذا الفرح سريعا .
وبالفعل بدأت الرقصة الثانية وسط دهشه الفتيات " هما خلصوا  بسرعة كدا ليه؟!".
رقص محمد مع أية ولكنها كانت متجهمة هذه المرة رغم محاولتها لرسم البسمة علي وجهها ، اما عن أمل فلم تستطع فهم وجه حسام الذي يرسم بسمة مهذبه علي وجهه ، لم تصل ابدا الي عينيه ومن افضل منها الآن يستطيع قرأته .
انتهي الزفاف وصعدت العرائس الي السيارات واتجهن الي المطار كي يسافرن الي شهر العسل وسط وداع كل من عائلاتهم ، ادعت أية النوم اثناء ركوبها الطيارة فهي لا تريد النظر الي هذا الجالس الي جوارها ، وعندما وصلن الي الفندق ودعت أية وأمل كل منهم الأخرى ولكن أية احتضنت أمل بقوة وارادت ان تبكي علي صدرها ولكن كبريائها منعها من ذلك ، لم تفهم أمل رد فعل أية ثم اخبرت نفسها لابد وانها متوترة للغاية فهي عروس لأول مرة ، ثم لامت نفسها " حتي انا دي مش اول مرة ليا ومتوترة اوي مسكينه يا أية " .
صعد كل من هم وهو متأبط ذراع عروسة الي غرفته الخاصة ، اغلق محمد الباب ونظر نحو أية المتهجمة وابتسم لابد وانها متوترة " أية حبيبي انا مش عاوزك تقلقي من اي حاجة " وذهب نحوها وهو يبتسم ، وامسك وجهها بحنان " انا مستحيل اعمل حاجه تزعل القمر دة " ، ارتسم علي وجه أية تعبير القرف والاشمئزاز منه " فعلا انت مش ممكن تعمل حاجه تزعلني ، لأنك اكتر واحد في الدنيا زعلني ، ومفيش أي حاجه تتعمل بعد اللي عملته فيا خلاص " كانت تتكلم بعصبيه ومع مرور كل كلمة تزداد حدتها اكثر واكثر واردفت وهي تشير بأصبعها نحوه " بس عارف الحق مش عليك لوحدك ، الحق عليا أنا " واشارات لنفسها بعذاب " لأني كنت عارفة حقيقتك من اول يوم ومع ذلك قبلت اتجوزك ، بس انا انخدعت فيك وافتكرت انك بقيت بني ادم .. بس صحيح ديل الكلب عمرة ما يتعدل ابدا " وبدأت دموعها تسقط علي وجنتيها .
***
دخل حسام وأمل الغرفة ، كانت أمل متوترة للغاية وتشعر بخجل شديد لذلك لم تكن تنظر نحو حسام الذي يبدو ان عقلة بعالم آخر بعيدا عنها ويبدو انه انتبه اخيرا الي وجودها وهي تنظر الي الأرض وتفرك يدها بعصبية شديدة .
" احم .. ام .. أمل " " نعم " ردت بخفوت وهي تنظر الي الأرض " انا جعان اوي أنتِ مش جعانه؟ " هزت راسها نافية " اه .. اصل انا هطلب اكل بوصي انا هطلب لك معايا حاجة خفيفة كدة " وامسك بسماعة الهاتف وطلب الطعام ، وذهب وجلس علي الاريكة جوارها ولكن ترك مسافة محترمة بينهم ، كان يشبك يده وينظر الي الاسفل ، نظرت نحوه فأشارا الي الباب بارتباك " اصلي مستني العشا ممكن يخبطوا في أي وقت " هزت راسها متفهمه ، حك راسه وارد اخبارها أي شيء بدل الصمت المطبق هذا " الفندق عجبك! " ، هزت راسها موافقه " مرسي ربنا يخليك " لم تعرف لمَ دب الرعب في قلبها من ناحيته فجاءة عندما سألها عن الفندق ، وحدثت نفسها " هو ليه عامل زي اللي بيبقي خاطب غصب عنه وعاوز يقول اي حاجه لخطيبته فيقولها شايفة القمر جميل ازاي؟!!" .
بعد حوالي النصف ساعة من الصمت المطبق طرق الباب ليعلن عن قدوم الطعام ، وضعه امامها وبدا بتناول الطعام وهو يجبر نفسه علي ذلك نظرت أمل نحوه وهي تعلم تمام العلم ان لا شهيه له لتناول الطعام " مش هتاكلي حاجه؟ " " تؤ" " لو تعبانة من السفر تقدري تريحي جوا شويا " ، لم تنظر له فقط ظلت صامتة .
وقف فجاءه فوقفت بسرعة لا اراديا منها هي الأخرى ، ازدرد لعابة فعيناها تتوسل له بأن يخبرها ما الخطب لما هو بارد معها هكذا؟! .
ظل ينظر لها فترة ثم اخيرا تكلم " اصل نسيت اطلب العصير لحظه وجاي " وذهب لطلب العصير الذي لا يريده ودلف بعدها الي الحمام .... .
***
كان الارتباك يملئ عالم محمد حرفيا
" أية انا مش فاهم أي حاجة! إيه اللي حصلك؟ لو أنتِ قلقانة عشان انهاردة الدخلة أنا ممكن انام بره انهاردة انا عمري ما هغصبك علي حاجه بس اهدي شويا " كان يتكلم بوهن شديد ، " هههههههه " ضحكت بمرارة ساخرة " بريء والله يا حرااام ، ده انا خلاص هصدقك اهه " واشارت نحوه بأصبعها مرة أخرى " عاوزاك تعرف حاجه مهمه بس ، انا وفقت اتجوزك عشان خاطر لما بابا كان تعبان وقلقان عليا وكمان لما سارة وأمل اقنعوني عشان نبقي احنا التلاته مع بعض في نفس البيت ومنفترقش ابدا " " أية انا بجد مش فاهم انا عملت إيه؟ والله انا اتغيرت واتغيرت بسببك أنتِ وربنا هداني وبقالي اكتر من سنه واحد تاني " " كداااااب " صرخت بهستيرية ، " وعاوزني اثبت ليك كدبك " وركضت نحوه بهستيرية وعصبيه ، واخرجت من جيبه السجائر والحبوب " أيه والله انا .... " صرخت به " ارجع ورا متلمسنيش " فرجع الي الخلف خطوتين واهنتين ........ .
****
وضع راسه اسفل صنبور المياه البارد فهو يشعر بأن شيء سوف ينفجر من عروق راسه ، جفف نفسه جيدا واسند راسه الي الباب وتنهد عميقا بآسي وهمس لنفسه " حرام عليكي يا صافي ليه عملتي كده ، ليه انهارده بالذات؟ ذنبها ايه المسكينة اللي برا دي " .
سمع طرق الباب يعلن عن وصول العصير ادخله ولاحظ  وجوم وجهها فهي ليست بغبية كي لا تشعر بوجود خطب ما ، وضع العصير امامها ثم امسك بيدها واوقفها ، عصر راسه كي يخبرها بشيء ما ولكنه لم يجد ، " صافي أنا ......" لم يعرف لما قال لها صافي؟ لكنه شعر بيدها تتجمد من البرد في يده والدماء تهرب من وجهها والدموع تحجرت بعينيها مرة واحده .
لم يعرف كيف نسي اسمها ؟ عض شفتيه وتراجع للخلف وهي تنظر له متوسله بدأ صدرها يعلو ويهبط بعصبيه ، شعر بالأسف عليها ولكن لا شيء بيده يفعله ، ذهب وجلس علي الاريكة " أمل انا اعصابي تعبانة شوايا خوشي ارتاحي أنتِ جوا " ...... .
***
   لوحت بعصبية بالسجائر والاقراص بوجهه " بتحلف بربنا كدب امال ده إيه ؟ عارف ده إيه؟ ، دي حقيقتك .. دي حياتك القذرة .. عشان انت قذر وهتفضل طول عمرك قذر " وفتكت بهم  بيدها وألقتهم في وجهه ، لم يشعر في حياته كلها بالمهانة  والمذلة مثلما شعر اليوم .
ذهبت أيه ثم نظرت له مرة أخرى " اما بالنسبة لأن عمرك ما هتعمل حاجه غصب عني ، فانا عوزاك تطمن علي الاخر انا عمري ما هخلي واحد زيك يلوثني بنجاسته وقذرته وعمرك في حياتك ما هتلمس شعرة مني ، وكفاية عليك اوي البنات اللي عزمتها في فرحي ، قد كده بتستخف بيا وب عقلي ، بس انا مطلعتش هبله زي ما انت فاهم ، انا اللي طلعت فهماك انت واحد حشاش وبتاع حبوب وبنات هتعيش وتموت في القذارة طول عمرك " ، وركضت الي الغرفة وصفقت الباب ورائها .
***
ارادت ان تنشق الأرض وتبلعها حيث هي الان ، مشيت امامه بوهن شديد ودخلت الي الغرفة ، جلس يلعن نفسه علي فعلته هذه ويلعن صافي ويلعن كل شيء ، لقد كان ساخط علي الدنيا كلها .
وبعد نصف ساعة شعر بذنب رهيب نحو أمل فذهب ليطمئن عليها ، وجد باب الغرفة مفتوح ليس كليا ولكنه يستطيع ان يري ما بداخل الغرفة جيدا ، تقدم بحذر ليراها من فتحه الباب تلك، في البداية راي الفستان علي الأرض ظن انها خلعته وتركته ملقي علي الأرض ، ولكن عندما اشاح بنظرة قليلا فتح الباب علي مصرعيه ، وعيناه كادت ان تخرج من محجريهما ، يا الهي ما الذي فعلته !! ...... .
***
اغلقت الباب بالمفتاح وخرت هاويه خلفه تبكي بكل شدة ومرارة علي حالها وضعت يدها
علي اذنها واخذت تهز راسها تريد ان تنفض الاصوات القذرة من راسها ، اصوات تتردد و تتردد باستمرار " مبروك يا عروسه بس لو مكانك مفرحش اوي ، أنتِ بس تلاقيكي عصلجتي معاه وعمل حساب اخوة بس كلها شهر بالكتير ويرجع لي تاني " .
لم تكن هذه هي الوحيدة التي اخبرتها بقصد او بدون قصد عن نزواتها مع محمد ، بل اتت بعدها ثلاث ، كلهن مقرفات مثلها تماما ، تمالكت أية نفسها في الفرح من اجل أمل فقط لا غير فهي لا تريد لفرحه اختها الكبرى ان يشوبها شائبة .
تذكرت وهي جالسه علي الأرض تبكي وتسند راسها الي الباب ، عندما راته اول مرة كان ذلك في حفل عقد قران سارة " أيه ، إيه اللي جاب ده هنا! " سالتها مريم صديقتها ، " معرفش قصدك مين؟ " " دة يا بنتي محمد " واشارت نحوه " معرفش تلاقيه من قرايب العريس " " أية خلي بالك علي نفسك وحذاري تقربي منه بأي شكل من الاشكال أنتِ فاهمة " " أنتِ اتهبلتي يا مريم انا مخطوبه! " " عارفه يا حببتي والله انك مش ممكن تعملي حاجة من دي ، بس أنتِ حلوة وزي القمر ، والواد ده النادي كله بيتكلم عنه ده حربايه وبيتلون بكل لون لحد ما يوصل للي هو عاوزه " هزت اكتافها بلا مبالاة " وانا مالي وماله اصلا " " أية انا مش هوصيكي ده ليه ضحايا بعدد شعر راسه صدقيني كده زي ما بقولك " ، نظرت له نظرة اخيرة " خلاص متقلقيش " .
بكت بمرارة وحدثت نفسها بوهن " ازاي ؟ ازاي يا ابقي عرفه كل ده وارضي اني انسي واصدق انو اتغير " وبكت بمرارة " بس انا والله وفقت من خوف بابا عليا يا رب صبرني " واخذت تبكي بشدة واصبحت كالوردة الذابلة بعد ان كانت ملكه مشعة واختلطت دموعها بزينتها وشجونها افاقت لنفسها وخلعت فستان العرس عنها ورمت به ارضا واخرجت من حقيبتها اغراضها ومسحت وجهها بعنف ودخلت الحمام واخذت حمام سريع وتوضأت وخرجت لتصلي العشاء واخذت تدعوا الله ان يصبرها علي البلاء الذي ابتليت به ونامت وهي تبكي علي السجادة بمرارة ... .
***
دخلت أمل الي الغرفة وهي لا تشعر بساقيها ، لمَ يحدث معها هذا ؟ لمَ انطفأ شعاع النور الذي يضيء حياتها بغير رجعه لمَ ؟....
لم يعد عقلها يستطيع فهم أي شيء ، دخلت الي الغرفة وهي غير واعية لما يحدث وتسألت اين هي ؟ .... ، اخذت تنظر للغرفة بغرابة شديدة وتتأمل الاشياء بوهن وهي تأخذ نفسها بصعوبة بالغه ، ازدادت شهقاتها للغاية كانت الدموع متحجرة بعينها تأبي النزول ، يبدوا ان دموعها قررت الاحتفاظ بكرامتها "هنيئا لها بدلا من كرامتي الملقاة علي الأرض" .
اخذ الهواء ينفذ من رئتيها شيء فشيء تهاوت علي الأرض وتوسط فستانها الغرفة بدأت شهقات بكاؤها في الظهور " ليه ، ليه انا ...." لم يعد هناك هواء مطلقا برئتيها امسكت برقبتها ولم تعد تستطع الصمود فسقطت وسط الغرفة بفستان زفافها والحسرة التي ملئت قلبها لم تمر علي عروس من قبل ...... .
***
اما أية فقد فتحت عيناها وهي متألمة للغاية وجدت نفسها في غرفة غريبة وهي تقريبا ملقاة علي الأرض نائمة علي بطنها وخدها الايسر علي السجادة دعت ربها سرا " يا رب يكون كابوس " والأمل دب في اوصالها ، جلست بصعوبة ولكن الأمل انطفأ سريعا عندما نظرت الي الفستان الملقي علي الأرض .
إذا كل شيء حقيقي وحدث بالفعل شعرت بألم شديد في خدها الايسر وظهرها من هذه الليلة الغريبة  التي مرت بها نظرت الي وجهها في المرآه ووجدت ان السجادة قد طبعت علامة حمراء كبيرة علي خدها ، اخذت تحرك خدها كي تشعر بتحسن لكن هيهات أزاحت الطرحة وخرجت تبحث عن شيء بارد تضعه علي خدها عله يتحسن، ولم تتذكر وجود محمد إلا عندما راته يجلس علي الأرض امام الباب ويبدوا ان النوم جفاه وهو جالس هكذا .
" أية! " استيقظ  وهو يتمتم باسمها ، نظرت له بقرف وخطت من فوق قدمة الممددة وذهبت لتجد شيء بارد في الثلاجة تضعه علي خدها " أية مالك؟ إيه اللي حصل؟ أنتِ كويسه! " كان يسال بلهفه شديدة وحاول لمس وجنتها المحمرة وكانت عيناها وشفتاها محمرين ايضا من كثرة البكاء " اياك تنجسني بأيدك انت فاهم؟! " نهرته بشدة ووجدت زجاجه عصير بارد وضعتها علي وجنتها وذهبت من امامه " طب ايه اللي جرالك ؟ ايه اللي في وشك دة ! " نظرت له شزرا ولم ترد علية ودخلت الي غرفتها ولم تغلق الباب فذهب وراءها واذا بها تركل حقيبته فاصطدمت بقدمة وتأوه وصفقت هي الباب بوجهه .
رجع محمد مرة أخرى الي مكانة يجلس امام الباب ويمد ساقيه بآسي امامه ، وتذكر ما حدث البارحة عندما قالت أية ما قالته ، لمَ لم يدافع عن نفسه امامها ؟ لمَ لم يجبرها علي سماعه ؟ انه يعلم انه بريء وانه استقام ولا ينوي العودة ابدا الي ما كان عليه في يوم من الايام لكنة شعر بالخزي من مرارة أية منه ومن أفعاله الشائنة .
فتح النافذة بهدوء واخذ ينظر الي القمر وظل هكذا يجيء ويذهب علي غرفه أية عله يسمع شيء ، سمع صوت بكاؤها ونحيبها كان يقطع في قلبه بسكين بارد ولكنه لا يستطيع فعل شيء ، انه يشعر بذنب رهيب يثقل كاهله جلس امام غرفتها وتساقطت دموعه بآسي " يا رب ، ياااا رب " كان يناجي ربه بحرقة ممزوجة بالدموع " انا توبت ليك وانت اللي عالم بحالي وباللي في قلبي ، الناس مش عاوزة تصدق مش مشكلة المهم انا قلبي فيه إيه ، انا افتكرت اني خلاص تبت وان الماضي أتنسى وراح لحاله ، بس الظاهر كده اني نسيت حاجه مهمه اوي انك عزيز جبار وبتنتقم من كل ظالم وانا ظلمت كتير وجه دوري عشان اخلص اللي عليا الحمد لله اني بتعاقب في الدنيا بدل الاخرة ، بس حكمتك ومشيئتك اختارت اعز حاجه عليا في الدنيا كلها ، جه الوقت الي ادوق فيه اللي عملته في بنات الناس وسبتهم يبكوا ورايا ويعيطوا بحرقه ومهمنيش ، جه وقتي عشان ادفع تمن كل دمعه نزلت من كل وحدة ظلمتها وضحكت عليها ، الوقتي بس عرفت طعم الدموع والمرارة اللي كانت علي وش كل واحدة فيهم وانا سبتها بكل ندالة ومشيت جه دوري اشرب من نفس الكاس اللي يا ما شربت منه غيري وانا بلعب وبهذر " .
رفع راسه وسندها بآسي علي الحائط وراءه وأردف " افتكرت ان الدنيا خلاص بقت ليا وهي معايا وف حضني واسمها مراتي علي اسمي ، لكن بحكمتك خلتني افوق واعرف ان مفيش حاجه دايمه ابدا عمري ما كنت قريب وبعيد في نفس الوقت اكتر من النهاردة ، صحيح مقفول علينا باب واحد بس بنا وبين بعض جبال وبلاد " .
وضم ساقيه الي حضنه وبكي بحرقة اكبر وهو يهمس " انا راضي يا رب خلص مني اللي عملته في بنات الناس بدل ما اتعذب بيه في الاخرة انا راضي بحكمتك وقضائك علي كل حال " . ظل يبكي هكذا والمرارة والندم علي أفعاله السابقة تقطر منه وظل يستغفر الله الي ان حان وقت صلاة الفجر ، صلي الفجر ورجع امام غرفتها علها تحتاج الي شيء ما الي ان غفي ، بعد ان اتعبه البكاء ونواح الضمير امام الغرفة ...... .
***
_استيقظت فجاءة وكان النور يملئ الغرفة ليعلن عن مجيء الصباح وجدته يجلس علي كرسي قبالتها ويضع راسه بين كفيه وينظر الي الاسفل ، نظرت الي نفسها فوجدت انه لا يوجد عليها الكثير من الملابس ونظرت نحو الفستان الملقي علي الأرض ، والتفتت برعب نحوه " ايه اللي حصل ؟ " ورفعت الغطاء بشده عليها ، " امل كويس انك فوقتي " قالها بلهفه معذبه .
نظرت له برعب وتجمدت الدموع بعينيها وهي تنظر للفستان الملقي علي الأرض " اصل لقيتك مغمي عليكي ومش قادرة تتنفسي فقلعتك الفستان والطرحة عشان تعرفي تتنفسي كويس " كان يتكلم بارتباك شديد " امل . انا اسف .... " " انت ازاي تعمل كده؟ " صاحت به بشدة ، " أمل ... " " اطلع برة " كانت صرختها معذبة ، خرج وهو مطرق الراس واغلق الباب بهدوء فهو لا يلومها علي أي شيء وما ان خرج حتي اسند راسه الي الحائط وقال بهمس " منك لله يا صافي " .
تذكر ما حدث معه بالأمس ، لقد ذهب الي الحمام من أجل غسل وجهه بالماء كي يشيح بشبح صافي الماثل امامه كل لحظه ، ولكن ذلك الشبح جاء الي امام حمام الرجال ونظر له والشوق يملئ عينيه وتكلم برقته المعهودة التي كانت ولازالت تذيبه عشقا لها ، كانت ترتدي فستان زيتي ضيق يصل الي الركبة ومعها حقيبة يد صغيرها للغاية بالكاد تسع لهاتفها وترتدي الكعب العالي وجسدها الممشوق يتهادى امامه بكل دلال وعتب لطالما عشق اناقتها .
اقتربت ووقفت الي قبالته مباشرة ظل ينظر إليها بدهشة ، ولم يصدق انه من الممكن ان تكون هي وحدث نفسه بسخرية عندما استطاع ان يشعر بأنفاسها علي وجهه 
؟!"  3D"شبح
، انه العطر الذي يعشقه ورائحة انفاسها الحلوة التي لطالما ذاب بها ،
وضعت اصبعها علي شفتيه وتحدثت برقه " خلاص دي اخر مرة ممكن ابوسك فيها " وطبعت علي شفتيه قبله رقيقة ، كان لايزال مدهوش اذا فهي حقيقة! ، صحيح انه لم يحرك شفتيه الا انه يقسم بأن تلك القبلة حركت كل ذرة وشعرة ونبض وعرق بجسده ، ونظرت نحوه نظرة معذبه وتركته في حيرته وضياعه .
انها هي التي لمحها عندما دلف مع أمل واخوته،  ولا يمكن ان يكون ما يشعر به الان من وحي خياله ، انها هي زوجته السابقة التي لطالما عشقها واحبها ولكن لمَ اليوم ؟ بالكاد سحب نفسه من خيالته وذهب للعروس المخدوعة ... .
كان حسام يشعر بذنب رهيب نحو أمل فهذه ليست اول خيبه أمل لها وهو يعلم تمام العلم كم تحبه وتعشقه ، لذلك قرر الزواج بها ، قرر الزواج بمن لن تجرحه ، بمن لن تذيقه الويلات ، بمن تريد انجاب الأولاد وتربيتهم وتسهر علي رعاية عائلتها .
وتذكر عندما تحدث مع عبد الرحمن لأول مرة بالأمر " أمل !! ، انت بتقول إيه ؟ احنا اخوات يا بني " كان مصدوم من مجرد الفكرة ، " حسام انت لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي واحدة تحبك زيها ، انا بتهيألي انها بتحبك من اول يوم شافتك فيه ، من واحنا عند عم جرجس لما شافتك وسلمت عليك لقيت نظرتها غريبة ، ويوم العيد لما عرفت انك مش معانا لو شوفت النور اطفي من وشها ازاي ، ولما انت جيت ضحكت وكأن الدنيا كلها بين ايديها ، يوميها عرفت هي كانت بتبصلك كده ليه واحنا عند عم جرجس ، لا وكمان لما انقذتها من جوزها الاولاني زمنها عملاك بطل الابطال ، أمل بنت ناس وهتشيلك في عنيها وانت عارف ان نفسها في الاطفال زيك بالظبط ومش هتلاقي احسن منها ام لولادك ، وكمان محمد اخوك اتفضح بحبه ل أية خلاص يعني التلات بنات هيبقوا سلافات " وابتسم بسخرية " وهتريح دماغك من الغيرة والمشاكل ، وعلي فكرة دة راي بابا وماما مش راي انا لوحدي ، فكر كويس قدامك لحد الاسبوع الجاي عشان تتطلبها مع محمد وهو بيطلب أية ، وكمان ينوبك ثواب في عم شاكر الراجل الطيب من ساعة ما تعب وهو مورهوش غير هسيب البنات لمين؟ " .    
وبعد كل ما سبق ذهب وهو مسلوب الارادة وطلبها مع محمد وكي يتأكد عبد الرحمن من عدم رجوعه في رايه اقترح عقد قران وليس خطبة فقط كي يتحمل حسام المسؤولية .
حدث نفسه بآسي " اديني اتحملت المسؤولية يا عبد الرحمن ، بس قلبي خني وراح للوجعني والمسكينة اللي جوا دي هي اللي هتدفع التمن " .
وفي غرفة أمل التي ضمت ساقيها الي حضنها وهي تبكي بحرقة علي حالها " لسه بيحبها! طب اتجوزني ليه؟ انا عملت إيه في نفسي ، الحب عماني ومشوفتش هو بيحبني ولا لاء ، دلوقتي بس قدرت افهم ابتسامته المهذبة اللي علي طول بيبتسمها ليا " وتذكرت وهي تنظر بآسي نحو فستانها الملقي علي الأرض ، لقد كانت هي وأية مع محمد وحسام يشترون فساتين الزفاف ودب شجار في المحل بين أية ومحمد لأنها ارادت فستان غير محجب واقرت بانها سوف تترك شعرها وانها عروس وهذه ليلتها الكبرى وتريد ان تظهر بالمظهر التي تتمناه هي .
وعندما اخبرت البائع بأنني اريد طرحه أخرى لأنني سوف ارتدي الحجاب " لو عاوزة تسيبي شعرك انا معنديش مانع " نظرت له هي بسرعة " لاء انا عاوزة ابقي محجبة " هز كتفيه بلامبالاة " علي راحتك " ، استغربت كثيرا منه " لمَ لا يغار علي مثل محمد الذي يغار بشده علي أية " ثم اوهمت نفسها بانه يحبها ويريد ان يجعلها سعيدة بليلتها الكبرى .
واثناء الحجز بمركز التجميل حذر محمد أية الف مرة من وضع احمر شفاه ملفت للانتباه وتشاجروا مره أخرى ، اما حسام فلم يدلي بأي ملاحظه ، ولم يخبرها بأي طلب معين وهي ارجعت ذلك بسذاجتها الي انه يثق بها وبذوقها وها هي الان تكتشف كل شيء ، انه لا يهتم البتة بها وعقله مع زوجته الاولي .   
كيف ذلك؟! وهي تكاد تنسي ملامح " الحيوان الانوي " وتمحيها بممحاة من ذاكرتها كلها ، لما تزوجها؟ وما هذه الورطة التي اوقعت نفسها بها بسبب غبائها !!! .
***
بصوت مرح عابث
" صباح الخير يا عروسة " " صباح النور يا سارة " ، " عامله إيه يا قلبي مال صوتك ؟ " " ابدا ... أصلي كنت نايمة " تكهنت بشدة " اه نايمه قولتيلي " وابتسمت سارة بخبث " بس ده مش صوتك وأنتِ نايمة " تذمرت أية بعصبية " وبعدين معاكي يا سارة بطلي بقي " " طيب طيب يا ست يويو ماما بتسلم عليكي كتير ، ها قوليلي بقي الجواز حلو! " كانت سارة تضحك بخبث " والله يا سارة أنتِ رايقة وفايقه سلام " نظرت سارة الي الهاتف الذي اغلق لتوه بوجهها وهي رافعه حاجبها ومستنكرة .
هاتفت أمل هي الأخرى " صبحيه مباركه يا عرورة ، هههه عامله إيه يا قلبي؟ ازيك وازي حسام ؟ " " الحمد لله " " مال صوتك؟ " " ابدا .. اصل لسه صاحية " ضحكت سارة كثيرا " ااااه طب روحي نامي يا عروره ، سلمي علي حسام " " إن شاء الله " .
اغلقت سارة الهاتف وهي حائرة وتضع اصبعها بين اسنانها وتفكر " لا دي صوتها وهي نايمه ولا دي صوتها بردو وهي نايمه؟!! " " متشغليش بالك ب أمل ، بس لو منك اسال علي أية كل شويا الواد محمد ده نمس ممكن يخطفها في الجبل "  التفتت سارة الي جوارها " انت صاحي يا قرد! " ،  هز رأسه " اها وسمعت كل حاجه " " هههه ماشي اصبر بقي لما اكلم ماما " .
كان أحمد نائم ويتوسد ذراعه بكسل نهض سريعا وتحسس طريقه وخطف منها الهاتف " مش كفايه تليفونات بقي ، اقفليه احنا من انهارده في شهر عسل " ، ضحكت سارة " يا سلام وده من امتي بقي؟ " " من الوقتي يا ست سارة " وجذبها اليه اسفل الغطاء وسارة تعانده بمرح ، رن هاتف المنزل وجاء صوت سارة مكتوم من اسفل الغطاء " أحمد رد " " مش رادد! " ازاحت الغطاء وفتحت الهاتف ووضعته علي اذنه كي يضطر الي الرد ، رد بنفاذ صبر " ايوة !! " " تعالي افطر معانا انت وسارة بابا وماما مضايقين عشان حسام ومحمد سابوا البيت مرة واحده "  رد أحمد بسخط    " والله انا اللي هضايقكو كلكو الوقتي ! ، انا واخد شهر عسل مع مراتي محدش يتصل هنا تاني وقول ل امك وابوك كده " ثم سمعوا معاتبه سارة لأحمد وهي تضحك " سلام يا عُبد عارف انك سامعني يا عم الحج انت والحجه اللي معاك ، بس مش فاضي والله سلام " احمر وجه عبد الرحمن من الحنق بينما ضحك السيد شهاب والسيدة نور " ابنك ده مش هيجبها لبر؟! " .



نهاية الفصل .

Hope you like it 😍 😊

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر Where stories live. Discover now