الثالث والعشرون "بطل"

6.1K 260 8
                                    

الفصل " الثالث والعشرون "
" Hero "
" بطــــــــــــــل "
بالفعل ذهبت الفتيات صباحا مع عبد الرحمن ودلفوا الي الشركة معه وسط حنق محمد وحسام وأحمد , رحب بهم السيد شهاب في مكتبه كثيرا " نورتونا يا أيه أنتِ وأمل "  " شكرا يا عمي " " ها هتعملوا إيه انهاردة؟ " ضحكوا بخبث ثم قالو معا في نفس الوقت " هنتفرج علي سارة " واكملت أية " مش متخيلها وهي بتشتغل " " ماشي بس أنا بحذركوا سارة من احسن الناس اللي بيشتغلوا هنا وده بجد مش مجرد كلام , يعني مش هسمح ليكو تتريقوا عليها " " ربنا يخليك يا عمي , بعد اذن حضرتك عشان منعطلكش " خرجت الفتيات و أصحبتهم سارة بجولة والشركة كلها تتأملهم وكاد محمد ان يجن عندما وقف احد الموظفين وعرف بنفسه ل أية .
ذهب عبد الرحمن لهن " تعالوا في مكتبي بقي انهارده "  ، حملت سارة الحاسوب وذهبت الي مكتب أحمد لجلب عدة ملفات وعندما دخلت لم تنظر نحوه وجلبت الأغراض " سارة أنا أسف " نظرت له ولملابسة , لم تكن لتتركه ينزل هكذا ابدا وارادت ان تعدل ملابسة له بشدة ولكن أيه كانت تبحث عنها " يالا يا سارة اتأخرتي كدة ليه؟ " " حاضر خلاص جيت " واسفت علي حاله وعلي حالها هي تحبه بشدة ولكن كثرة إهانته لها ضيعت الكثير من نفسها , وافقدتها الكثير من طعم الحياة معه .
ظل الوضع هكذا عدة ايام وعبد الرحمن يرعي الفتيات خير رعاية والتففن مرة اخري حول السيدة نور يساعدنها بكل شيء , وقررت أيه انها تود النزول الي الجامعة لقرب الاختبارات وهنا جن جنون محمد لأنها لم تسمح له بالذهاب معها .
_ كان أحمد يتصيد الفرص كي يصالح سارة ويجعلها تعود مرة أخري , وذهبت سارة في يوم الي السيدة نور " طنط أنا مش عارفة اعمل إيه؟ " التفتت السيدة نور لها بقلق " في إيه يا سارة مالك؟ " " أحمد صعبان عليا اوي " تنهدت السيدة نور لحال ابنها فملابسة غير مرتبه ودائما واهن وذقنه غير حليقة إن سارة تفعل له كل شيء تقريبا , " عاوزة ترجعي له؟ "
هزت راسها بآسي موافقة " بس مش عاوزاة يزعق عليا تاني ويبهدلني كدة " تنهدت السيدة نور بآسي " استغفر الله العظيم أنا مش عارفة إيه اللي حصل له دة مكنش كده ابدا, علي العموم أنتِ ممكن ترجعي بس متكلميهوش علي طول عشان يبطل اللي بيعمله ده ويعرف انو لما يزعلك ويزعق فيكي مش هتسامحية بسهولة " ابتسمت سارة لها وقبلتها " طيب أمل وأيه هيعملوا إيه؟ " " مش عارفة والله يا طنط, أصل أحمد بيحاول يكلمني لكن حسام ومحمد مش بيحولوا حتي! ومعرفش أمل وأية ناوين علي إيه " " طيب روحي قولي ليهم جايز يتشجعوا زيك " " حاضر " .
صعدت سارة وأخبرتهم بما تنوي فعله وخجلت أية وأمل من الجلوس بدونها خاصة وانهم بغرفة عبد الرحمن وحضرت كل منهن حقيبتها ونزلت الي الاسفل.
" والله اتعودت علي حسكو في البيت " كانت السيدة نور تذهب كل ليله للسهر معهم وتسعد معهم كثيرا "متقلقيش يا طنط احنا هنفضل معاكي بردو"
"ربنا يهدي سركوا" .
" خلاص هتمشو " سال عبد الرحمن بحزن " كفاية احتلال ل اوضة حضرتك بقي لحد كدة " " رغم انكو في نفس البيت بس أنا اتعودت اسمع صوتكوا كل يوم قبل ما أنام " كتمت سارة فمها بشدة هي وأمل وأية " أنت كنت بتسمعنا!! " , ضحك بشدة
"أنا سمعت كل حاجه, اني افهم كلمة؟ " ضحكت الفتيات كثيرا , وتوجهت كل واحده الي شقتها .
دخلت سارة ووجدت كل من حسام ومحمد وأحمد , صعدت الي غرفتها وعندما سال محمد عن أية لم تعره أي اهتمام واكملت في طريقها الي غرفتها وصعد كل من محمد وحسام كي يعلموا اذا ما كان أمل وأية عادوا ام لا.
لم تعر أي منهن لزوجها أي انتباه وبدأت كل واحدة بحمله نظافة شاملة للمنزل, لان الرجال عندما يجلسون وحدهم يتحول المنزل الي " مقلب زباله!, بس كبير!! "
وعندما انتهت سارة من التنظيف هلكت تماما فالمنزل كبير للغاية , واحتارت اين سوف تنام فهذه اول مرة بعد زواج دام ل اكثر من سنة ونصف تصل بينهم الامور لدرجه انها لا ترغب بالنوم معه وفي النهاية قررت النوم بالغرفة المجاورة له وحاول أحمد أكثر من مرة مكالمتها ولكنها لم ترد علية ابدا.
وفي الصباح جهزت له ملابسه وذهبت كي تبدل له ثيابه " سارة حرام بقي ردي عليا " كان يتوسل لها تقريبا إلا انها كانت غاضبه منه كثيرا , بدلت له ثيابه وساعدته علي ارتداء حذاءه حتي وعندما همت بالوقوف جذبها الي احضانه وهمس لها برقة "حرام عليكي بقي بقالك اكتر من اسبوع  سيباني لوحدي " كادت ان ترضخ له وشعرت بالضعف ناحيته وهمت بمسامحته , لكنه اردف وهو يضمها اكثر اليه " وبعدين يا سارة أنتِ عارفه اني لما بتعصب بس بعمل كدة " غضبت كثيرا ودفعته بعيدا عنها ولم تنطق بحرف واحد وحدثت نفسها " انه لن يكف اذا عن الصراخ بي واهانتي لا والله لن اتساهل معك هذه المرة ابدا ... .
اما عن أمل وأيه فرجعت الأوضاع الي اول الزواج تقريبا , كل منهم بغرفته ونادرا ما يتقابلون في الشقة.
وفي اليوم التالي أثناء ما كانت سارة تساعد أحمد بارتداء حذاءه لمس وجهها برقه واخذ يداعب وجنتها " خلاص بقي يا سارة كل دة خصام دي اول مرة تحصل بنا!" لم تعره أي انتباه واكملت ما تفعله وعقدت ربطه حذاءه, إلا أن أحمد غضب فجاءه وصاح بها " متعمليش ليا حاجه " ودفعها علي الارض فجاءه وصاح بغضب " أنا مش عاوز شفقه منك لو رجعتي عشان كده يبقي خلاص امشي من هنا أنتِ فاهمه " تركته سارة وركضت الي الاسفل دامعة العين وقادت سيارتها وحدها الي الشركة .
ظل الوضع هكذا بينهم لمدة اسبوعين وكل منهم بغرفة وزاد عناد أحمد وكذلك سارة التي أقسمت علي جعله لا يصرخ بوجهها ويهينها هكذا مرة اخري ... .
وذات ليله حن أحمد كثيرا لها فوضع احدي اغانيها المفضلة بصوت عالي للغاية كي يشجعها علي الكلام معه فوضع اغنيه :
“ Sorry seems to be the hardest word “
ولكن سارة فهمتها بشكل خاطئ وظنت بانه يرغب بأن تعتذر هي منه فزمت شفتيها وتمتمت " اذا هي الحرب! " , ووضعت أغنيه "حماقي" كان وكان بصوت عالي للغاية هي الأخرى وانساب الكلام ...
كان حب اراهن حس بيه في يوم انسان .....
وأنا اللي حلمت وفاجئني في نص الحلم ,
نهاية غريبة ومتنفعش حتي لفيلم ,
ده مفيش حدوته حب بطلها طلع جباااان
وده كان وكان وكاااان .... .
فأشعل غيظها بوضع اغنية " جاستن بيبر "
“Love yourself”
My mama don’t like you and she likes every one
امي لا تجبك وهي تحب الجميع !!
And I never like to admit that I was wrong
وأنا لا احب ان اعترف انني كنت علي خطاء
And now I know I’m better sleeping on my own!!!
والان اعرف انني افضل النوم بمفردي !!! .
ضربت الأرض بغيظ " بقي كده يا أحمد " ووضعت :
“Heart breaker” for “Enrique Iglesias”
لتعبر عن قوتها وانها لن تنكسر من هجرة لها , بينما هز هو رأسه بعناد واضح " ماشي يا سارة بقي الموضوع وصل ل " محطمه القلوب " ل انريكي بتاعك ده طب اهه " , ووضع اغنية ل انريكي ...
Love to see you cry
I don’t know why , but I love to see you cry
I don’t know why it just make me feel like
ضربت سارة قدمها بالأرض وتمتمت " يعني انت بتحبني اعيط!, طيـــــــب " ووضعت اغنيه ’ تامر عاشور ’ الشهيرة " انت اخترت  " .
حب ده ايه بكفاية , حبك مات جوايا
ونسيت قلبك ونسيته وخلاص منك قلبي ارتاح
هو انت بتكدب وتصدق كان من امتي بتعرف تعشق
ابعد عني خلاص ويا ريتك لو تتعود علي الحرمان ...
صاح أحمد ولكنه كتم صرخته في اخر لحظه " والله ..." ووضع أغنيه خانات الذكريات ل آصاله :
مش هتفرق شيء معايا , حتي مش هتسيب علامه
اما اقول عادي انسحابك من حياتي مش قضية ....
وفي خانات الذكريات حط اسمك في المواجع
اما في الخانة هنرجع , اكتب انو معدتش نافع ....
اغتاظت سارة كثيرا وصفقت باب غرفتها بعنف مبالغ فيه وأطفأ أحمد هو الآخر الأغاني وصاح بعلو صوته " احسن بردو " .
ولكن الاثنان سمعوا صياح اخر كان لعبد الرحمن الذي خرج من شرفه غرفته وصاح بهم غاضبا " اتخمدوا بقي!! " .
***
وصلت رسالة لكل من أمل وأية وحسام وعبد الرحمن من محمد يخبرهم بالتالي :
" قابلوني في الكافية اللي جنب الشركة الساعة اتنين بالظبط ضروري " .
لم تكن أية تنوي الذهاب ولكن عندما اخبرتها أمل انها تنوي الذهاب ذهبت هي الأخرى معها , دخل الاثنان وبعدهم حسام سالت أيه " متعرفش عاوزنا ليه؟ " " لاء هو أنتِ مش عارفة!" هزت اكتافها بلا مبالاة " لاء وأنا هعرف منين " , نظر نحو أمل ولكنها اشاحت بنظرها بعيدا عنه .
دخل عبد الرحمن وجلس " إيه يا جماعه في إيه؟ " ردت أمل " منعرفش يا خبر بفلوس الوقتي ييبقي ببلاش " دخل محمد وهو ينهي مكالمه في يده ووضع المفاتيح واغراضه من يده وامسك بقائمه الطعام وطلب طعام للخمسة وشراب , نهره عبد الرحمن بعصبية " خلص يا بني انت جايبنا علي ملي وشنا عشان ناكل!! " " لا أنا جايبكو عشان أحمد وسارة " هتفت أية بهلع " مالهم؟ " استنكر منها " هو إيه اللي مالهم مسمعتيش حرب الديسكو بتاع امبارح,
وبعدين الاتنين عمرهم ما طولوا كده ابدا والاتنين شكلهم عدم إيه هنسكت يعني! " سالت أية بحدة " وليه اخوك ميعتذرش منها!! " نظرت امل نحوه بحده هي الأخرى " ايوه المفروض هو اللي يعتذر " زمجر حسام " ما هي كمان غلطت " ردت أمل باستهجان " غلطت في إيه بقي ان شاء الله! " .
ضرب عبد الرحمن الطاولة بيده وكل من بالكافية نظر نحوهم , هدأت الفتيات وانكمشوا علي انفسهم " اولا يا أيه مفيش حاجه اسمها اخوك كلنا اخوات ومفيش فرق بنا صح ولا لأ؟ " ازدردت لعابها " اسفه يا عبد الرحمن " ونظرت امل الي الأسفل " وأنا كمان أسفه " بينما زفر حسام وقال باقتضاب شديد " اسف " نظر عبد الرحمن نحوه شزرا , ثم نظر لمحمد " طيب والعمل يعني؟ " " نصالحهم علي بعض " اتسعت عيني أمل " ازاي!! " , رجع عبد الرحمن الي كرسيه وفرك وجهه " اعمل أي حاجه أنا معرفتش أنام من الحرب بتاعه امبارح دي " " أنا عندي خطه بس لازم كلنا نبقي فيها عشان تنجح , ولو وافقتوا يبقي لازم نجهز من الوقتي عشان نلحق نصالحهم انهاردة " تمتمت أمل " أنا موافقة " وكذلك أية وكل من حسام وعبد الرحمن  ابتسم محمد بشر" خلاص ناكل وأنا بقول ليكوا عليها ..... ".
_ دخلت سارة بالسيارة الي موقف السيارات بالحديقة الخلفية وهمت بصعود السلم إلا انها وجدت محمد ممسك بكلب ضخم ويقف في منتصف السلم , صرخت سارة ورجعت الي الخلف وصاحت بغضب "إيه ده يا محمد؟! " , في نفس الوقت الذي تكلمت فيه امل بالهاتف وهي ممسكه بالجهاز اللوحي مع أيه " الوقتي يا عبد الرحمن بسرعة " دخل عبد الرحمن وانزل أحمد من السيارة وقادة نحو العمارة, كانت سارة نزلت السلم واضطرت للصعود بالمصعد لأن محمد اخبرها بأن الكلب نائم ولا يرغب بالحركة من مكانه .
" كويس اني لقيتك يا سارة اطلعي مع أحمد عشان لازم ارجع حالا " قال أحمد بغضب " أنا مش عاوز حد يطلع معايا " وهي الأخرى بحده " أنا اصلا مش طالعه مع حد! " , تركه عبد الرحمن وذهب واخذ أحمد يتحسس طريقة الي المصعد واثناء ذلك ظهر حسام بعد ان اخبرته أيه بالهاتف ان يخرج حالا .
خرج وهو ممسك بكلب ضخم للغاية ينبح بشكل هستيري وهو يتحدث بالهاتف وينظر للسماء ببلاهة " ايوه يا عصام قولت لي انهو فيهم اللي مسعور!! " صعقت سارة وخرت خلف أحمد وامسكت باب المصعد بخوف ولكن الكلب اخذ ينبح وحسام بالكاد امسكه كي لا يركض نحوها وما استنفر الكلب اكثر صياح سارة علي حسام
" من امتي واحنا بنجيب كلاب هنا يعني عاوزة افهم!! " نبح الكلب وانفلت من يد حسام ودخلت هي مسرعة واغلقت باب المصعد خلفها بشدة وهي تصرخ .
في هذا الوقت هاتفت امل عبد الرحمن " خليك معايا في أي لحظه هتطلع " وشاهدت سارة وهي تضغط زر المصعد وقالت بسرعة " الوقتي يا عبد الرحمن " انزل وقتها عبد الرحمن سكين الكهرباء ليتعلق المصعد بالمنتصف , صرخت سارة بحدة وامسكت بمقبض موجود في المصعد وهي تكبر وتتلوي الشهادة واخذت تتمتم بهستيرية " أنا عارفه ان اخرتي فيه , أنا عارفه ان اخرتي فيه " واخذت تصرخ " ساعدونا اااا " .
نظرت كل من أمل وأية برعب في الجهاز اللوحي , وضربت أية محمد علي صدره بظهر يدها " معملتش حساب دي ليه يا فالح النور قطع ومش هنشوف حاجة في الاسانسير من الضلمة " فرغ فاه ببلاهة " فاتتني دي!! " اردف حسام " اكيد سارة هتطلع الموبايل تنور وهنشوف حاجه الوقتي " تمتمت أمل " يا رب بس الفون ميبقاش فاصل " , " حقي يبقي مقلب! " قال محمد , جزعت أيه " كل اللي عملنا باااظ " " لا مبظش ما احنا سامعنهم اهه اصبروا بس ".
حالما هدأت سارة اخرجت هاتفها وأنارت المصعد ونظرت نحو أحمد الجامد كالصخر وانتبهت اخيرا لوجوده وصاحت به " انت واقف بارد كده ليه؟ النور قطع وهنفضل هنا محبوسين " اسند ظهرة ببرودة وعقد ذراعيه وتمتم بلا مبالاة " عادي مش فرقه معايا " , حنقت سارة منه كثيرا .
نظرت أيه نحو محمد " وبعدين يا ابو العريف دول هيتخنقوا اكتر شكلهم كده " " اصبري بس " كان يتابع الجهاز اللوحي باهتمام وبالفعل صار فجاءه فرقعة عالية ودخان بالمصعد وصرخت سارة بشدة وهرعت نحو أحمد وامسكت به واخذت تسعل من الرائحة , سال أحمد بلهفة " سارة أنتِ كويسه؟ " " في حاجه فرقعت يا أحمد في الاسانسير شكله هيوقع بينا " ربت علي ظهرها " متخفيش متخفيش " ثم اردف " حتي لا قدر الله لو حاجه حصلت احنا مطلعناش الدور الاول حتي مش هيبقي في اضرار كبيرة " كانت اعصاب سارة مدمرة لأنها تكره المصاعد في الاساس وتخشاها " ايه البرود اللي انت فيه دة! " تركها وقال بغضب " اعمل إيه يعني؟ عاوزاني اعمل إيه؟ خلاص مبقاش في حاجه بتعجبك! " ووقف كل منهم بعيد عن الآخر, نظر الاربعة نحو محمد بحنق شديد لقد ازدادوا من حده خلافهم بدل من ان يتصالحوا!.
" متقلقوش أنا عامل حسابي " نهره حسام " يا شيخ اتوكس بقي! " وزمجر عبد الرحمن " دي اخرة اللي يمشي ورا العيال " وهزت كل من أمل وأيه رؤوسهم بآسي من فشله الذريع  وتمتموا " فاشل " .... .
زم محمد شفتيه واخرج مسدس من حزامه الخلفي وعمرة وقال بحماس مفتعل " اذا هي الحرب " صاحت أيه وأمل " هتعمل إيه يا مجنون!! " " هاتوا التاب وتعالوا ورايا " امسكت أيه بذراعه وصاحت " سيب البتاع اللي في ايدك دة " مال نحوها وقال بدلال " خايفه عليا! " " لا خايفة علي سارة يا خفيف " ضحك بشدة "دة مسدس صوت متخفيش  المفروض صاروخ كمان يفرقع بس شكله باظ تعالوا " وقفوا جميعا قرب المصعد وهم ينظرون الي الشاشة امامهم , اخذت سارة تصيح " يا طنط نور يا طنط نووووووووور " " يخرب عقلك يا سارة! روح يا عبد الرحمن كلم ماما احسن كل حاجه تبوظ وأنت يا حسام روح لسارة قولها النور قاطع .
" ذهب حسام لسارة وقال ببرودة مصحوبه بملل وهو يضع كفيه في جيب سروالة " خير يا سارة؟ " صاحت به " هو ايه اللي خير! مش شايف الموقف الزفت دة هنفضل متعلقين كده بين السما والارض " ضحك باستهجان " سما وارض إيه؟ أنتِ اوفر اوي! بينك وبين الارض مترين مش حكاية يعني! , علي العموم النور قاطع عمومي كلها اربع خمس ساعات ويجي مش امر , سلام " وتركها ومضي في طريقه " حسااام حساااااااااام " وتمتمت بوهن " ده مشي وسابني!!! " كانت سارة غير مصدقه لما يحدث معها .
جعل حسام ومحمد الكلاب تنبح بشدة مما جعل سارة لا إراديا تلتصق ب أحمد الذي لاح شبح ابتسامه علي وجهه ومنعت سارة نفسها من البكاء بصعوبة بالغة .
تعبت الكلاب ولم يحدث أي شيء نظروا بنفاذ صبر لمحمد مرة اخري فاخرج المسدس واقترب كثيرا من المصعد واطلق رصاصة , فزعت سارة وتعلقت بأحمد ودفنت راسها بصدره واخذت تبكي , ضمها له بشدة واخذ يهدئها ويربت عليها " خلاص يا سارة متخفيش بقي بالله عليكي " وضمها له بحب واضح واستكانت هي الأخرى بين ذراعيه , اطلق محمد رصاصه صوت أخري فاشتدت قبضه سارة حول أحمد اكثر واكثر .
تجمع الخمسة حول الجهاز اللوحي يتابعون بشدة ما يحدث بين سارة وأحمد الذي ضم سارة بشدة له وقبل راسها وقال بوهن " وحشتيني اوي يا سارة " رفعت راسها له " وانت كمان يا أحمد وحشتني اوي " ابتسمت أيه وأمل وقال محمد بحماس " هيييييييح " .
" كده ؟ اهون عليكي بردو , كل ده سيباني في الضلمة مش عارفه انك نوري يا سارة " عاتبها أحمد برقة بالغة " هاااااا " تنهدت أيه وأمل وكادا ان يذوبا تماما ونظروا شزرا نحو محمد وحسام , بينما عبد الرحمن كان يتابع الستة ويضحك عليهم جميعا .
قالت سارة بدلال طفولي " ما انت يا أحمد بتخوفني اوي لما بتزعق فيا كده " ضمها وقبل وجنتها " يا روحي لا يا سارة اوعي تخافي مني ابدا " وقبل راسها ثم وجنتها وهم بتقبيلها فوضع محمد يده امام اعين أيه فصاحت به " إيه يا رخم انت؟ شيل يدك " " الحاجات دي +18 متبوصيش " " يا شيخ اتنيل! " ونزعت يده لتري ما يحدث مع سارة وأحمد , عض شفتيه السفلي وهز راسه باستنكار وهمي " وأنا اللي فاكرك مؤدبه! " وسط ضحك حسام وعبد الرحمن خاب املهم جميعا فأحمد لم يقبل سارة التي تراجعت في اخر لحظة وقالت بدلال " اهون عليك بردو تشغلي خانات الذكريات يا أحمد " " طب ما أنتِ اللي حطيتي تامر عاشور , أنا تحوطي ليا انت   اخترت! "    
علت نبرة سارة وتراجعت للخلف " ما انت الي حطيت
Love to see you cry
   وبدأ الشجار بينهم مجددا ترك الجميع الجهاز واشاروا بيدهم علي خساره مجهودهم وقالوا جميعا " ييييييييه " عدي أية التي حنقت كثيرا ونزعت المسدس من يد محمد وذهبت واطلقت النار اسفل المصعد وجعلت سارة تصرخ وتعود الي حضن أحمد مرة أخري, وبالفعل صمتت الاخيرة وعادت الي احضان أحمد مرة أخري وبعد عدة دقائق صاحت بمحمد وهي تلوح بالمسدس " ارفع السكينة خلينا نخلص بقي! " نظر حسام وعبد الرحمن برعب ل أية الحانقة وتمتموا بنفس الوقت لمحمد " ربنا يكون في عونك " , فصاحت بهم " انتو بتقولوا إيه؟ " ذهب اللون عن حسام " ابدا ولا أي حاجه " بينما دفع عبد الرحمن محمد " اسمع كلام مراتك بسرعة " .
وبالفعل عادت الكهرباء وخرج سارة وأحمد وكل منهم ممسك بيد الاخر ودلفوا معا الي شقتهم , وصعد الخمسة للسيدة نور كي يطمئنوها علي أحمد وسارة وهم يضحكون بشدة .
قبل حسام أمل وسط هذا الضحك كي تسامحه الي انها سحبت يدها بسرعة , بينما غمز محمد أيه وهمس لها " محدش يحبسني معاكي في حمام السباحة " قرصت يده بغل واضح , تأوه  ثم قال لها بدلال " ضرب الحبيب زي اكل الزبيب " بينما اشاحت أيه بوجهها عنه .
***
عاد الضحك الي المنزل مرة اخري , فخلافات امل وحسام ومحمد وأيه قائمة منذ بداية الزيجة , أما عن أحمد وسارة فكانوا الروح الحقيقية للمنزل لان الجميع يعلم كم يحب كل منهم الاخر بشدة , ولان تلك اول مرة لسارة وأحمد يفترقوا فيها هكذا لقرابة الشهر كان الوضع بينهم حميمي للغاية , فرأس سارة لا يتوسد سوي صدر أحمد وذراعيه هي الأخرى وكأنها خلقت لتحيط خصرها .
جلسوا مساءا علي الأرجوحة وهو يضمها وهي تضع راسها علي صدرة والعائلة كلها تشاهدهم خاصة امل وأية , جلس أحمد يدندن لسارة احد اغانيها المفضلة ل انريكي 
“ Hero “
I can be your hero baby ,  I can kiss away the pain
I will stand by you forever , you can take my breath away
Would you swear , that you will always be mine
استطيع ان اكون بطلك عزيزتي , استطيع ان ازيل الآمك
سوف اقف الي جانبك دائما , انت تستطيعين خطف انفاسي
هل تقسمين ان تكوني لي دائما ....
قاطعته سارة بتنهيده معذبة فضحك هو " مالك يا سارة ؟ " " أحمد انت بتجبلي عقدة لما بتغني انجليزي " " ههههه للدرجه دي صوتي وحش أنا غلطان اني بغني ليكي  انجليزي , أنتِ اخرك من هنا ورايح حجرين ع الشيشة! " " انت فهمتني غلط خالص أنا صحيح بفهم انجليزي بس اتكلم زي ما انت بتتكلم كده مستحيل , يخرب بيت التعليم المجاني ".
ضحك أحمد كثيرا علي سارة " ماشي يا بن الأغنيا  اضحك براحتك عليا ده أنا جنبك بتكلم صعيدي مش انجليزي!! ", كان أحمد يضحك بشدة لدرجه انه اخذ يسعل " ايه يا بن الاغنيا دي؟ " " يا عم مدارس خاصة بقي وحركات الانجليزي الفخيم ده جاي من برا " " يا نهااار بقي دي فكرتك عني؟! , يا بنتي أنا تعليم مجاني زيك بالظبط , احنا اصلا كنا سكنين الاول في مكان قريب خالص من بتكو " " يا سلااام لاء مستحيل الانجليزي ده مستورد " " ههههههه والله مجاني حتي الكلية , كليه هندسه القاهرة " " مش مصدقه بردو هه " .
" طيب يا سيتي هحكي لك من الاول , احنا كنا عادين جدا جدا كمان اسرة متوسطة وبابا كان بياخد عمارة مقاوله , بيت , شقة والشغل كان ماشي , عبد الرحمن بقي كان بيحلم طول عمرة انو يكبر ويشتغل مع بابا ويكبر الشغل , دخل هندسة ومن اول سنه في الاجازة نزل الشغل مع بابا وكان عاوز يعرف كل حاجه وتاني سنه نزل الشغل بردو , بس عمل حاجه جديدة بقي يدور ويجيب لبابا شغل كتير وبابا حاول يقنعه ان معندناش عمال كفاية ولا إمكانيات لكل الشغل ده بس هو صمم وسافر بلد بعيدة مع واحد صاحبه وجاب رجاله كتير اوي ووفر ليهم مكان , الجميل بقي ان الرجالة دي كانوا في فقر حقيقي فلما عبد الرحمن وعدهم كل ما يشتغلوا كل ما مراتبهم هيزيد وعمل ليهم حوافز ووقت اضافي الرجالة دي كلها بقت دراعه  اليمين بجد وكان بينزلهم اجازة كل شهر بلدهم وكل واحد بقي ياخد الشغل يكلوا بأيده وسنانه , لأن عبد الرحمن مكنش بيأعد حد كسول ابدا والشغل اللي ياخده بقي يخلص وشغل بابا كبر وعبد الرحمن خلص كليه من هنا وسافر الخليج سنتين وفي نفس الوقت كان بيشجعني عشان اذاكر , كنت فاشل اوي علي فكرة ولولا حبي ليه واني عاوز ابقي زيه مكنتش دخلت هندسة , المهم هو وصل الليل بالنهار هناك ورجع بعد سنتين معاه مبلغ محترم وقرر انو يفتح شركه مع بابا ودخل شريك مع بابا وفضل يحارب ويدخل في مناقصات ويكبر الشغل مع بابا واشتري حته ارض لينا وبني عليها البيت اللي احنا قاعدين فيه ده الوقتي وهو اللي صممه كده عشان كل واحد يبقي عنده حاجه شبه فيلا خاصة بيه وفي نفس الوقت كلنا نفضل مع بعض ونقلنا هنا من حوالي سبع سنين , طبعا أنا من سنه تانيه دخلت الشركة اشتغل فيها في الاجازة ولما أتخرجت بابا عملي نسبة في الشغل وبقيت شريك بس طبعا مش زي عبد الرحمن لأن هو الي بدأ كل حاجه وكمان حسام ومحمد من تانيه كليه وهما بدأوا يروحوا ويتعلموا , بس الصراحة عمر ما حد فينا اشتغل زي عبد الرحمن ابدا ومع ذلك هو فضل محاوط علينا محدش فينا دخل جامعه أمريكية غير محمد كان مدلع بقي عشان الصغير أتغيرت حياتنا وبقينا نروح النادي ونتعرف علي ناس تانيه , الصراحة يعني احنا التلاته زودناها ، بس عبد الرحمن عمرة ما ساب الشغل او بابا او حتي اتغير طول عمرة عايش لينا وعمرة ما عز حاجه علينا , حتي أنا اهتم ب اسهمي ونصيبي واشتري ليا عقارات بره سعرها اتضاعف في خلال سنتين بس , اما بقي يا ستي بالنسبة للإنجليزي اخدت كورسات كتير وادربت كويس لحد ما بقيت اتكلم حلو كدة عشان اتمنظر قدام بنات النادي " قرصته سارة بذراعه  " أي أي اكدب يعني!! " " ياااه يا أحمد تصدق ابيه كبر في نظري قوي قوي اكتر من الاول بكتير ده عصامي بجد " " فعلا " .
" طيب هو ليه مش راضي يتجوز؟ "  " مش عارف أنا عمري ما شوفت ليه جو او حاجه من دي , بس هو من كام سنه كان زعل اوي وأنا حاولت اعرف ماله وبعد فترة قالي ان كان فيه واحده بيحبها وعاوز يتجوزها واتجوزت " " يا خسارة والله عمرها ما هتلاقي زية ابدا " " اها "  " ربنا يرزقه ببنت الحلال ان شاء الله " " يا رب " " طيب كملي الأغنية بقي وعلمني اتكلم حلو زيك كده يا بن الاغنيا " " ههههه بردو " " اها اصلها عجبتني اوي" .
لتسرح سارة في كلمات أحمد وصوته العذب وتغلق عيناها مستسلمة لكلماته الحالمة.
Oh , I just wanna hold you
I just wanna hold you , oh yeah
Am I in too deep? Have I lost my mind !
Well I don’t care you’re here tonight…. .
_ تأملهم عبد الرحمن وفي قلبه حسرة وخوف من المستقبل , تلك السعادة يمكن ان تفني وكل شيء سوف يفضح ان لم يعلم من يرسل تلك الرسائل اللعينة صحيح انه لم يفعل أي شيء مع سارة وهي حتي لا تعلم بحبه هذا , ونظر الي الساعة في معصمه وتحسسها بيده , "هي فقط تراني اخ كبير لها ولكن كل هذا سوف يتدمر وينتهي وحبها له كأخ كبير سوف يفسر الي شيء لعين وهو الاخر المرات التي قلق عليها واهتم بها والاتفاق الخاص بينهم كل ذلك سوف يترجم ويفهم علي انه شيء لعين مقيت يحدث بينهم والله وحده يعلم ان كل منهم بريء !!.
هل هذا صحيح ؟ هل أنا بريء تماما ! , ما الذي يمكن ان افعله اعلم اني اكن لها المشاعر ولكن اقسم اني اتمني لها السعادة مع أحمد ولا اريد شيء اخر ابدا ... .




نهاية الفصل
Please vote if you like it 😍 😊

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر Where stories live. Discover now