المحايدة neutral (ty track)

متاهة

ابتعد أخيرا ثم ابتسم بثمول وقال
"أردت فعل هذا بأول مرة رأيتك فيها"

نظرت له بصدمة لما فعله وقاله
لكنه ابتسم لي وغمز ثم أدار ظهره ليذهب هكذا بكل خطوات واثقة
بينما أنا مقلتي بدأت بالإرتعاش
وأضيفت إليهما لمعة أحسست بالاختناق ،لن أسمح له بأن يقبلني كعاهرة لديه
ثم يرحل هكذا ،لحقته وأمسكته
من قميصه بقوة وسط حشد الناس
المحتفلين حتى أنه تمزق قليلا من الصدر كاشفا عن جزء من بشرته ،ألتفت لي ببرود توترت قليلا لكني صرخت به

"من تظن نفسك يا هذا لتقبيلي والرحيل ،إن ظننت أني أحد معجباتك لتقوم بهذا فأنت مخطئ ،حقير"

بزقت كلامي وأنا أنظر له دون أي نظرة خوف بعيناي الا بعض الكريستالات
العالقة بعيناي التي أضعفت صورتي قليلا آمل أنه لم يلاحظهم في الضوء الخافت

تحولت أنظاره نحوي كما فعل الجميع ثم نظر لي بسخرية والى يداي التي مازالت على قميصه فنزعتهم بتقزز

"لما كل هذا الغضب آنج ،إن أزعجتك قبلتي قومي بتقديم شكاية للشرطة فقط "

قالها بسخرية تامة مما جعل
الجميع يضحك معه ،أما هو فوضع سترته بيده وابتسم للجميع ثم انحنى لهم بدرامية وكأنه انتهى من تقديم عرض ما
ونظر لي للحظة ثم خرج تاركا الجميع يهمس عن شدة سخافتي
لافتعال مشكلة من مجرد قبلة صغيرة كما أنني سمعت البعض يقول
أنني أقدمت على هذا فقط للتباهي بينما أنا متجمدة بمكاني أصارع دموعي من النزول اتجهت للحمام مجددا حيث قبلني وأغلقت الباب ورائي وأنا أسمع
جيسو تناديني
جلست بركن على أرضية الحمام وحنيت ساقي وحضنتهم ثم وضعت وجهي بينهم ،بدأت قطرات دموعي بالنزول الواحدة تلو الأخرى على الأرضية وأنا حتى لا أعلم لما أبكي كان بامكاني فقط تجاهله هو وقبلته اللعينة والتظاهر بأن لا
شيء حصل لكنني لم أفعل وافتعلت مسرحية لعينة كاملة ،الأمر فقط
هو أنني طوال السنوات التي عشتها أبقيت مسافات بيني وبين الناس
حتى المقربون مني لا أعلم لما
لكنني لم أرد أن يؤثروا بي وبأن أصبح أمتلك مشاعر قوية لهم وأصبح ضعيفة تجاههم ،ويأتي ذلك الفتى ويقبلني الآن ويحرك شيء بداخلي كما أنني أردت المزيد منه ربما لذلك فزعت
وقمت بالصراخ والانفعال لأنني خفت من امتلاك مشاعر له بعد القبلة ،قد يكون
بعضكم يرى أن أقع بحبه
بعد أن يقبلني أمرا لطيفا ورائعا لكنني لا أراه كذلك في الحقيقة إنني الآن
أشعر بالتقزز من نفسي كما أنني خائفة وكثيرا ،أظن أنني أعاني من أمراض نفسية،
انكمشت على نفسي
وبدأت بالبكاء بصمت بالحمام
ولا زلت أسمع ضربات جيسو خارجا وصوتها الفزع الذي يناديني بخوف ،بقيت أبكي
لدقائق ثم نهظت عن الأرضية بصعوبة وذهبت لباب الحمام وفتحت قفله فاندفع الباب وأحسست بيدين تحضناني بقوة وتلتصق بي