٤٩

3K 115 28
                                    




.•◦•✖ || البآرت التاسع والأربعون || ✖•◦•.


كانت السياره تمشي بسرعه معقوله على الخط السريع بشارع التحليه ..
نزّل نظره لساعة السياره بعدها تنهد وكمل: وللحين يحققوا وياه .. ما طلع منه أي إعتراف موثق ..
هز راسه بهدوء وقال: إتجه لمركز الشرطه وإلغي موعدي مع الرجال ..
ذياب: تامر يا عم ..
وبعدها مع أول مفترق طرق لف وإتجه مُباشرةً للمركز ..
شوي حتى وصل له صوت عمه يقول: إبحث له عن مُحامي كويس ..
ذياب: إن شاء الله ..
عزام: ما يهم الفلوس اللي تدفعها .. المُهم يجي واحد ميه بالميه بيقدر يطلعه من هذه القضيه ..
ذياب: لا تشيل هم ..
دقايق مرت وبعدها وقف عند المركز ففتح عزام الباب يقول: إنتظرني هنا ..
هز ذياب راسه فنزل عزام ودخل المركز ..
تنهد ذياب وإسترخى على المقعد وبإيده جواله يشوف لأفضل المُحامين وأنسبهم ..
وقف عن البحث وهو يطالع بضابط نزل من سيارته ودخل للمركز ..
ذياب بهدوء: هذا مشعل صحيح ..؟! ياء اليوم مبجر ..

ظل عزام جالس بهدوء في الإنتظار ينتظر حُسام وهو يفكر بالجمله المُناسبه كأول لقاء معه من بعد ما كان طفل ..
هو عارف .. ومتأكد إن ردة فعله .. ما راح تكون عاديه ..
راح تكون قاسيه وشرسه وهذا .... من حقه ..
رفع راسه للباب لما سمعه ينفتح فشافه يدخل وهو يلف نظره لجهته بشيء من اللهفه ..
شكله كان متوقع واحد يجي وهذا الشخص أكيد قريب منه ..
وقف لما شاف نظرات الخيبه والتساؤل على وجهه فسأله بعدها: عفواً .. مين إنت ..؟!
ظل عزام يطالع بولده بشيء من الحنين ..
هذا .. ولدها .. ولد جواهر الإنسانه الوحيه اللي حبها ..
هو ... جزء منها .. شيء من جواهر موجود في هذا الولد ..
إبتسم له حُسام وقرّب منه يهمس: إنت من طرف خالي جواد صح ..؟!
طالعه عزام شوي بعدها حط إيده على كتف حُسام وقال بهدوء: ما ضنيت حالتك بتوصل لهالسوء يا حُسام ..؟!
حُسام بهمس: ما عليك مني .. شخبار جواد ..؟! قال لك شيء ..؟!
ظهر الحزن لثواني على ملامحه بعدها قال: حتى إنت .... فيك شبه من أُمك ..
عقد حُسام حواجبه فكمل: أنا أبوك يا حُسام ..
ظلت حواجبه معقوده لثواني بعدها بدأت حدقة عينه تتسع تدريجياً فتنهد عزام وشد بإيده على كتف حُسام وكمل: أدري .. وجهي يمكن يكون آخر وجه تتمنى تشوفه .. خلنا نأجل كلامنا لبعد ما تطلع من هنا .. راح أعين لك مُـ..
قطع كلامه رجوع حُسام على ورى بطريقه حاده وعيونه المصدومه معلقه بأبوه ونظرات الإستنكار واضحه بوجهه ..
هز حُسام راسه بلا يقول: مو فاهم .. أنا مو فاهم ..
عزام بهدوء: حُسام .. راح أفهمك كُل شي بـ..
قاطعه صوت حُسام الحاد يقول: مو فــاهـم كيـف تطلــع بوجهي بعد كُــل اللي صــار ..!! مو فاهــم كيـف إنت قدامـي اللحين ..!! مو فاهم كيـف إن كلمة أب الوهميه اللي عشتها طول حياتي تتجسد فجأه على أرض الواقع ..!!
عزام بهدوء: حُسام .. صوتك مرتفع ..
هز حُسام راسه يقول بصوت خافت: إنت ... المفروض ... تكون ميت .. تكون مختفي ..
حرك يده وكمل: المفروض ترسل أي أحد لي يوصل خبر موتك من سنين عشان ..... أسامحك ..
حط عزام إيده على كتف حُسام يقول: قبل كـ...
دف حُسام إيده يقول برجفه: لا تلمسني ..!!
وقف شوي بعدها كمل بنفس الرجفه: مـ مـ ما كان المفروض تجي .. مالك .. فايده اللحين .. ضيعتنا خلاص .... رغد ... خلاص ضاعت .... أنا كمان ضعت ... أي قلب هذا اللي تحمله بصدرك ..؟! والله ...... مافيك شيء من الأبوه اللي أشوفها في الناس أو أقراها بالكُتب ..
حس بحرقه بعينه وكأنه شوي ويبكي بأي لحضه ..
إرتجفت شفته مره ثانيه وكمل: عشنا حياة ... والله ما يحسدنا عليها أي حاقد .. متشتتين من طفولتنا .. ضايعين بين عالم خالي المُظلم وبين فقداننا للحنان الأبويّ .. من ورغد صغيره تحملت شيء أكبر من عمرها .. حاولت قد ما تقدر تكون لي الأب والأم ..
شد على أسنانه وكمل: وهي فعلاً أبوي وأمي .. مالي أهل غيرها .. أنا ...... مو قادر .. مو قادر أشوفك كأب ..
حس بغصه بحلقه وصدره كُل ماله يضيق عليه ..
يحس الهواء قليل حوله من شدة ماهو قلبه وصدره مقبوضين ..
مو مستوعب .. أو ما يبغى يستوعب إن اللي قدامه فعلاً يكون أبوه .. وأبو رغد .. وجد مايا .. وزوج أمه ..
هو ... مو قادر يحس بتجاه غير ...
بخيبة الأمل لدرجة الكُره ..
مهما سبه من قبل .. ومهما أظهر إنه يكرهه ..
كان بداخله شيء صغير يقول .... يمكن تكون غلطان ..
لأنه مافي بالدنيا أب .... يتخلى عن أهله بالطريقه هذه ..
هالشيء الصغير .... تلاشى ..!

شظايا شيطانية~للكاتبة صرخة المُشتاقهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن