١٧

3.7K 127 43
                                    

.•◦•✖ || البآرت السابع عشر || ✖•◦•.



المُستشفى الخصوصي ..
الساعه تسعه ونص ..
جالسه على كرسي الإنتظار تنتظر نتائج الأشعه اللي عملتها قبل شوي ..
يمكن يجي عمرها ما بين خمسه وتسعه وعشرين ..
متحجبه وبجنبها شنتطتها كل شوي تطلع الجوال منها تتصل على بيتها وتشيّك ..
هزت رجلها بتوتر تقول: ليه ..؟! ليه يطولون كِذا ..؟! أخاف يرجع وأنا ما رجعت ..
عضت على شفتها بقوه لما حست بنغزة ألم ببطنها ..
شدت بإيدها على بطنها المُنتفخ وهي تقول في نفسها: "يا رب أُستر .. إن شاء الله خير .. إن شاء الله خير" ..
بدأت النغزات تزيد كل شوي وهي تشد على بطنها أكثر ..
شكل مفعول المُسكنات اللي شرتها من الصيدليه راح ..
غمضت عيونها بقوه أول ما حست إن الدنيا تدور فيها ..
دق جوالها فلفت على الشنطه بسرعه وخوف ..
بعدت وحده من أياديها عن بطنها وسحبت الجوال وردت تقول: إيوه حبيبي ..
الولد صاحب ست سنوات: ماما .. يا ماما ترى بابا إتصل على البيت وقال قولوا لأمكم بأتغدى برى .. ماما كمان سأل عنك ..
الأم بسرعه: وإيش رديت ..؟!
الولد بإبتسامه: قولت له ماما بالحمام ..
إبتسمت تقول: يا حبيب أمك .. ياللا بإذن الله ساعه بالكثير وأكون عندك .. إنتبه لا تفتح باب البيت أبداً حتى لو قال أنا جاي من طرف بابا فاهم ..؟!
الولد: فاهم ..
أرسلت له بوسه وهي تقول: مع السلامه حبيبي ..
الولد بإبتسامه: مع السلامه ماما ..
قفلت الجوال ورمته بسرعه في الشنطه ورجعت تحاوط بطنها من جديد ..
عضت على شفتها تقول بهمس: يا رب أُستر .. إن شاء الله بسيطه .. إن شاء الله بسيطه ..
وكل ماله الألم يزيد وتحس بإن بطنها مُمكن ينفجر بأي لحضه ..
بدأت تدعي بقلبها إنه ما يكون خطير .. مع إن دوختها المُستمره وألآم بطنها الحاده تقول شيء ثاني ..
دخل واحد من الدكاتره لغرفة الإنتظار ومعاه ورق وباين عليه متوتر ..
لف بنظره على المكان فما حصّل غير هالحرمه فسألها: إنتي المريضه مناهل ..؟!
رفعت راسها له تقول: إيه ..
وبعدت إيدها بسرعه عن بطنها وتحاول قدر الإمكان تكون طبيعيه ..
جاء عندها وهو يقول بسرعه وتوتر: لحضه إسمعي وجاوبي بدقه ..
طالع في الورق للحضه بعدها طالع فيها يقول: إنتي حامل صحيح ..؟!
هزت راسها وقبل لا تفتح فمها سألها مره ثانيه: كم لك ..؟!
مناهل: تقريباً شهرين ونص ..
الدكتور: حاسه بآلام في منطقة الحوض .. ألام شديده صحيح ..؟!
بدأت تخاف من توتره ونظراته المرتبكه فهزت راسها وسألها من جديد: دوخه وآلام في الكتف وتحسي بضغط كبير جداً أسفل الحوض صح ..؟!
هزت راسها بإيه فسألها: تعانين من نزيف ..؟!
هزت راسها بلا فحط إيده على راسه يقول: مثل اللي بالإشاعه تماماً ..
طالع فيها وقال بصوت شوي حاد: وليه ما جيتي أول ما حسيتي بهذه الأعراض ..؟!!
خافت من ردة فعله اللي تبين إن الموضوع مو سهل ..
بلعت ريقها بعدها قالت: دكتور مُمكن تعطيني الدواء لأني مُستعجله وأبغى أرجع البيت ..
صك على أسنانه وقال: تعالي وراي ..
وخرج من المكان .. وقفت بمكانها لفتره وبعدها أخذت شنطتها وبالقوه لحقته مع الآلام الشديده اللي تحس فيها ..
لحقته للغرفه اللي قبل شوي صلحت فيها الأشعه ..
شافته رايح للمكتب وماخذ القلم يكتب على الورق فتنهدت براحه بعد ما ضنته يكتب أسماء الأدويه ..
دخل طبيب للغرفه يقول: دكتور ثامر .. جهزنا غُرفة العمليات ..
رفع الدكتور ثامر راسه يقول: رائد الله لا يهينك أطلب دكتور ولاده كمان .. بسرعه الله يسعدك ..
هز راسه يقول: إن شاء الله ..
وخرج .. عقدت مناهل حاجبها ولفت على الدكتور ثامر تقول: وش يقصدون بدكتور ولاده ..؟! إنت ما تقصدني صح ..؟!
الدكتور ثامر وهو يلم الورق عد ما خلص من الكتابه: إلا .. يبغالك عمليه مُستعجله .. الوضع ما يسمح لنا نأخره ..
فتحت عيونها بصدمه تقول: إنت شقاعد تخربط ..؟! ومين قال إني أبي أصلح عمليه ..؟! لا ما أبغى أصلح .. أنا راجعه للبيت ..
د.ثامر بصدمه: مجنونه إنتي ..؟! أقولك الوضع ما يستحمل التأخير وإنتي تقولي ما أبغى ..؟!!
هزت راسها بلا ولفت بتطلع بس وقف الدكتور بوجهها يقول بحده: إنتي بوضع خطير .. لازم نصلح لك عمليه نزيل فيها الخلايا المُتناميه .. حمل هذا طلع حمل خارج الرحم .. عارفه وش خطورة الأمر ..؟! لو إنك مُهتمه من البدايه وتروحي تشخصي كل فتره والثانيه كان إكتشفوا الموضوع بدري وقدروا ينسقوا معك .. لكن اللحين وصل لمره خطيره .. إحدى قنوات الرِحم إنفجرت ومُمكن ينفجر الرحم بأي وقت .. عارفه هالشي ولا لا ..؟!
فتحت عيونها بصدمه من كلامه وقالت بخوف: يعني ... الجنين مو حي ..؟!
د.ثامر: مافي جنين ينمر إذا كان الحمل خارج الرحم ..
مناهل: يعني ... ما راح أقدر أحمل مره ثانيه ..؟!
تنهد وقال: يمديك عن طريق القناه الثانيه ..
وكمل بحِده: هذا إذا ما تأخرنا في إجراء العمليه ..
بدأ جسمها يرجف من الخوف وشوي جت صورة زوجها براسها ..
هزت راسها تقول: ما أقدر .. ما أقدر .. أعتذر أنا ما أبغى .. أصلاً ما عندي فلوس أدفعها ثمن العمليه .. بالقوه دفعت ثمن التشخيص ..
د.ثامر: حياتك أهم من الفلوس ..
مناهل بقلة صبر: قلت لك ما عندي .. ما راح أقدر أسويها .. مافي مشكله .. يرجع زوجي ويوصلني لمُستشفى عام .. ما جيت هنا إلا لأن بيتي بالعماره المواجهه للمُستشفى ..
د.ثامر: كلامك مُو معقول ..!! أقولك عمليه مُستعجله وتقولي لي بأنتظر زوجي ..!!
أشر على باب ثاني بالجهه الثانيه من الغرفه يقول: إمشي الوقت ما يسمح ..
دموعها غصب عنها تجمعت من الألم الفضيع اللي تحاول تتجاهله وقالت: ياخي خاف ربك .. أتركني بحالي .. أتركني خلاص ..!!!
هزت راسها بلا تقول: عمليه ما راح أسوي .. هذه حياتي ..
بدأ صبر الدكتور ثامر ينفذ من تصرفاتها الغبيه جداً ..
أخذ نفس عميق وقال: طيب إسمعي عندي لك إقتراح .. راح أعمل لك العمليه بدون مُقابل ..
مناهل: على مين تضحك ..؟!
د.ثامر: قلت لك راح أعملها بدون مُقابل .. راح أتصرف بالأطباء والمُمرضين وأعمل العمليه لك .. ومحد راح يعرف بالموضوع .. وإذا عرفوا خلاص أنا بأدفعها ..
صرخت بوجهه: زوجــــي ما راح يرضى .. ما راح يرضى .. هذه عمليه مُستعجله .. معناته بعدين لازم يجي ولي أمر ويوقع الأوراق .. لو درى والله ما أسلم .. والله ما أقدر أسلم ..
وإتجهت للباب فوقف قدامها يقول: خروج من هالغُرفه ما راح تُخرجي .. واللي ما يجي بالطيب يجي بالقوه ..
بدأت مناهل تبكي تقول: إنت مو عارف ضروفي . خاف ربك ..
هز الدكتور ثامر راسه وطلع الجوال من جيبه ودق على رقم وبعد شوي قال: مشاعل تعالي اللحين ..
قفل جواله يقول: إنتي اللي أجبرتيني أستعمل القوه بعد ما رفضتي العرض ..
وقفل الباب ففتح مناهل عينها بصدمه فقال الدكتور: حياتك أهم من الخوف من زوج أو غيره .. شكلك متزوجه وأكيد وراك أطفال ينتظرونك .. فكري فيهم على الأقل .. وإذا على ثمن العمليه قلت لك راح أتصرف ..
فتحت فمها بتصرخ بوجه لكن الألم اللي ببطنها وصل حدوده فمسكت بطنها وجلست على الأرض تصرخ من الألم ..
قرب الدكتور منها بس وقفه صوت دق على باب الغرفه ..
لف بيفتح بس وصله صوت بِنان تقول: : دكتور ثامر إفتح ..! بسرعه إفتح ..
عقد حواجبه يحاول يتذكر صاحبة الصوت ..
ظهر الإنزعاج على وجهه يقول: الطبيبه صاحبة التفكير السطحي ..
إنفتح الباب من الجهه الثانيه وجت الطبيبه مشاعل بسرعه له تقول: نعم دكتور ..
د.ثامر: بسرعه وديها لغرفة العمليات وأنا بروح أعقم نفسي وألحقكم ..
هزت مشاعل راسها فكمل الدكتور: مشاعل .. حالياً لا تكتبي شيء بالأوراق .. ما أبغى أحد يعرف عن العمليه ..
تنهدت مشاعل تقول: تحسب الموضوع بسيط .. آخر مره بالقوه قدرت تعدي من الموضـ...
فتحت عيونها بصدمه وهي تشوف الدم اللي غطى الأرض ..
مسكت مناهل تقول: خلاص خلاص إهدأي .. قومي معي ..
بدأ جسم مناهل يرجف من كثر ما صرخت ومن كثر ما تألمت وبعدها بدت تحس بالدنيا تدور فيها حتى غابت عن الوعي ..
خرجت مشاعل بسرعه وبعد شوي جابت مُمرضين بحماله عشان يوصلوها لغرفة العمليات ..
طالع الدكتور ثامر بالدم اللي على الأرض وهو يقول: مجنونه والله .. وصلت لهذه المرحله ومع هذا خوفها من زوجها أكبر من خوفها على نفسها ..
تنهد ولف على الباب اللي من أول يدق ..
فتح الباب ومثل ما توقع ..
ضاقت عيون الطبيبه بِنان تقول: وش هالصراخ اللي كان طالع من الغرفه ..؟!
خرج وقفل الباب وراه يقول بنبره إستهزاء: مدري .. يمكن اللي ببالك صار ..
فتحت بِنان عيونها بصدمه فتنهد وقال في نفسه: "ودي أعرف كيف دخلت ببالها إني من هذا النوع ..؟! ياللا على الأقل ما تعرف الحقيقه اللي مُمكن أنفصل من المُستشفى بسببها" ..
فتحت بِنان باب الغرفه ولفت بعيونها على المكان ..
لفت على الدكتور ثامر اللي كان مُتجه لغرفة العمليات ولحقته ..
وقفت قدامه تقول: وينها ..؟!
د.ثامر: ما أملك أبداً الوقت عشان أتجادل فيه معك .. وراي عمليه مُستعجله .. روحي لشُغلك ..
بِنان: دكتور ثامر ..!!
لف عنها الدكتور ثامر وتركها ..
عضت على شفتها بعدها لفت ناحية الغرفه تقول: الدم الموجود على الأرضيه .. باين إنه كان نزيف مو شيء ثاني .. معقوله أكون غلطانه ..؟!
هزت راسها بلا تقول: بس تصرفه مع المريضه ما كان تصرف دكتور أبد .. كان يجبرها بالقوه تظل بالغرفه وما تطلع ..!! تصرفاته مُناقضه للي أشوفه .. وغير كِذا بعد فتره من الدق سمعت صوت وحده ثانيه بالغرفه غير المريضه .. مو قادره أفهم ..
جاها صوت مايا تقول بطفش: ياللا أبغى التلفزيون ..
نزلت نظرها لتحت وتوها تذكرت إن هالطفله كانت معها ..
إبتسمت وقالت: أوكي ياللا ..






شظايا شيطانية~للكاتبة صرخة المُشتاقهWhere stories live. Discover now