١٣

4.6K 114 12
                                    

◦•✖ ||البآرت الثالث عشر || ✖•◦•.


وقف عن البكى فجأه بعد ما سمع صوت الباب الخارجي ينفتح ..
إتسعت عيونه من الرعب وهو يرجع لورى مع إنه أصلاً واصل للجدار ..
مسح دموعه وعيونه مثبته على باب الغرفه ..
لا .. ما يبغى أحد يدخل ..
خايف وبقوه ..
إنتفض بفزع لما شاف العامل الطويل يدخل عنده ..
عامل .. بوجه جامد .. وهيئه مخيفه ..
هز راسه من الرعب ..
خايف ..
خايف أكثر من أي شيء قد صار من قبل ..
خايف وبقوه ..
طالع العامل فيه لفتره بوجه جامد مخيف ..
هيئته الطويله أصلاً ترعب الكبير قبل الصغير ..
مبين على شكله إنه في أواسط الثلاثينيات .. أسمر البشره مع شنب خفيف وندبه أسفل شفته ..
تقدم من ثائر اللي كل ماله يلصق ظهره بالجدار أكثر وأكثر وعيونه متسعه من شدة الرعب ..
وقف لما وصل له وبعدها جلس قدامه ..
بدأ جسم ثائر يرتجف من الخوف ونبضات قلبه سريعه وقويه ..
لصق بظهره أكثر بالجدار وهو شاد الفرشه بإيده بقوه وتنفسه سريع ..
خايف كثير منه ..
شكله .. هيئته .. أو نواياه اللي لين اللحين ما يعرفها ..
مد العامل إيده وأول ما لمس كتف ثائر إنتفض من الرعب ..
إبتسم العامل وهو يشوف نظرات الرعب بعيونه ..
أبعد العامل إيده بعدها رفعها ومسك شعر ثائر القصير وشد عليه بقووه وهو يقول بحده: إسمع ..
إنقطع نفس ثائر للحضات من الفزع على صوت العامل الحاد والمُفاجئ ..
العامل وبنظرات تهديد: انتا من اللهين راح يشتغل معي أنا فاهم ..؟! لو إنتا يفكر يهرب أنا ما راح يسامح .. أنتا ما يقدر يهرب .. لأن أنا يعرف مكان شغل أخت كبير حق إنتا .. أنا يروح يآذيها لو أنت يهرب .. خلاس ..؟!!!
ظل يطالع في وجه ثائر المرتعب ينتظر منه يهز راسه علامة الموافقه ولما ما شاف إستجابه شد على شعره أقوى وصكه بالجدار اللي وراه وهو يقول: أنا يسأل ..؟!!!
أطلق ثائر صرخة ألم بعدها هز راسه بإيه فإبتسم العامل برضى وبعدها رماه على جنب وقال: اليوم كمان مافي أكل .. بكره راح يبدأ شغل ويبدأ أكل ..
وبعدها طلع من الغرفه ..
وصفق الباب وراه بقوه هزت الغرفه بأكملها ..
شد ثائر بإيده على فرش الأرضيه يكتم بكائه بالقوه ..
طلعت شهقه منه وبعدها بدأ يبكي وهو دافن وجهه بالأرض حتى لا يطلع صوته ويجي هالعامل مره ثانيه عنده ..
من ذيك الليله وهو عايش هذا الرعب ..
من ذيك الليله وهو ما أكل لقمه وحده ..
من ذيك الليله وهو يبكي ويبكي ..
يبغى يطلع من هذا الكابوس اللي هو فيه ..
يبغى يطلع منه بأي طريقه ..
يومين بس وصار فيه كِذا فكيف راح يتحمل الأيام الجايه ..
يبغى يطلع بأي طريقه ..
حتى لو كانت هذه الطريقه هي الموت ..
المهم يفتك ..

إتسعت عيونه من الصدمه لما حس بشيء يلامس كتفه ..
إنتفض من الفجعه وهو يقوم ويرجع لورى ..
ظل فتره يطالع بالشيء اللي قدامه ..
إختفت الفجعه من ملامحه وحل محلها الإستغراب ..
نزّل نظره للأرض فشاف خبز صامولي ..
رفع عيونه مره ثانيه لها ..
هذه ... طفله ..
وباين إنها أصغر منه ..

وفي المقابل ..
بنت عمرها ما كمل عشر سنوات ..
هيئة جسمها جداً ضعيفه ..
كانت لابسه بنطلون رمادي فيه بقعة طين في الأسفل وبلوزه ثقيله صفراء ..
كانت ماسكه بإيدها الثنتين طرف بلوزتها وتطالع في الأرض ..
فتحت فمها بالصعوبه تقول بهمس: هذا أكل .. خذ كل ..
ظل ثائر للحضات مدهوش ولما ما سمعت منه رد نزّلت راسها أكثر تقول بنفس الصوت الهامس: عبودي هو اللي قال أجيب لك .. بسرعه كُل قبل لا يشوفونك ..
وبعدها لفت وراحت لجهة زاوية الغرفه ..
عقد حواجبه لما لاحظ حفره صغيره بين الأرض والجدار ..
مدت البنت رجلها ودخلّت نفسها في هذه الحفره تحت أنظار ثائر المصدومه ..
قام من مكانه بسرعه وراح لهذه الحفره ..
شاف إنها ضيقه بقوه ..
ظل يطالع في الحفره لفتره ..
بعدها لف يطالع بالباب المقفل وبعدها لف على جهة الخبز ..
قام بهدوء ورجع يجلس بمكانه اللي كان فيه ..
مد إيده وأخذ الخبز وبدأ ياكله ..
مو فاهم شيء ..
ولا يبغى يفهم ..
يبغى يطلع من هنا وبس ..
يبغى يعيش عند أمه وبس ..
بدأت دموعه تنزل من جديد ..
أسدح راسه على ركبته وهو يقول بصوت مرتجف: وينك يا جهاد .. إنت شفت هذولا العمال من قبل .. تعال وطلعني .. محسن تعال ودور عليّ .. وِسام .. عمي أبو جهاد .. تعالوا طلعوني وودوني عند أمي الله يخليكم ..
شهق وبعدها رجع يمسح دموعه ويكمل أكله ..






شظايا شيطانية~للكاتبة صرخة المُشتاقهWhere stories live. Discover now