٤٧

3.3K 106 23
                                    





.•◦•✖ || البآرت السابع والأربعون || ✖•◦•.


صباح يوم الأربعاء ..
وبداخل طُرقات المُستشفى الخصوصي ..
فتحت باب مكتبها هي وزُملائها ونزلت عباتها بشكل سريع ..
تأخرت .. هاليوم تأخرت كثير .. أكثر من العاده ..
تنهدت وهي تهمس: الله يصلحك بس .. لازم أغير الباص .. من دخلت هالشغله وأنا أقول بأغيره بس آخخ .. هالمره بأغيره من جد ..
وقفت قدام المرايا تعدل حجابها الأبيض وهي تهمس: الساعه بعد ثمانيه .. اليوم من أهم أهم الأيام عندي .. كان المفروض أجي بدري مو مُتأخر ..
قفلت أول ثلاث إزرار من البالطو وكملت: اليوم أول عمليه رسميه أساعد فيها الدكتور وليد .. أول عمليه أشارك فيها أنا وياه ..
ضاقت عيونها وكملت: شك الدكتور ثامر بالدكتور وليد لازم أعرف سببه ومنبعه .. الأيام اللي راحت تقربت من الدكتور وليد قد ما أقدر .. ما تقربت منه بشكل كبير يجيب الشك ولا كمان بشكل بسيط .. أنا ... من هالمجموعه صرت الأقرب بالنسبه له .. يعني لو عنده شيء فراح يكلمني أنا أول وحده ..
طلعت من الغرفه بعدها وقفت قدام لوحة المُستشفى الكبيره ..
طالعت بجدول العمليات فهمست: عمليتنا بتبدأ بعد خمس دقايق .. كويس لحقت على آخر لحضه ..
ضغط زر الدور المطلوب وظلت فيه لفتره وهي تهمس لنفسها: الدكتور ثامر ما شك بالدكتور وليد إلا لأنه مصلح شيء سيء أياً كان .. حاولت قد ما أقدر إني أكبت عواطفي وأظهر قدامه بمظهر الطبيبه الشبه مُستهتره بالقوانين واللي يهمها مصلحتها أكثر من نزاهة العمل .. الشخص السيء أكيد ما بيكون شخص نزيه .. وبكِذا ما راح يتعاون مع شخص نزيه .. راح أعرف إن كان فعلاً شخص سيء مثل ما يشوفه الدكتور ثامر ولا لا ..
تنهدت وخرجت من المصعد وهي تكمل داخل نفسها: "وفي النهايه قررتي يا بِنان من اللحين ما تسكتي عن أي شيء يصير .. صاير عداد فضولك في القمه" ..
هزت كتفها وكملت: الفضاوه وما تسوي .. لازم أشغل نفسي بشيء ..
وقفت شوي .. أخذت لها نفس عميق بعدها دخلت للغرفه المُجاوره لغرفة العمليات ..
أخذت الصابون المُعقم وبدت تعقم إيدها وذراعها بالكامل وبعدها غسلته بالمويه ..
لبست القفازات والرداء وغطاء الرأس المُعقم وبعدها دخلت لغرفة العمليات فتنهدت براحه لما شافت إن الدكتور لسى ما جاء ..
أمجاد بدهشه: بِنان ..!؟ ليه التأخير هذا ..؟! ثواني وكنت حأضنك ما بتجي ..
تنهدت بنان ووقفت جنبها تهمس: الباص ومين غيره ..
هزت أمجاد راسها تقول: لازم تاخذي إجراء نهائي ناحية الباص .. يا مكثر الباصات فغيريه ..
بِنان: إن شاء الله قريب ..
لفت بِنان وطالعت بالمريضه اللي كانت تقريباً في الثلاثينات أو بداية الأربعين من عُمرها ..
كانت مُخدره تخدير كامل وعملوا لها كُل اللازم من معدات الرصد على الصدر ومقياس التأكسج بالأصبع وغيرها من المُعدات اللازمه ..
كان المفروض تجي بدري حتى تساعدهم لكن ...
لفت على جهة الباب فشافت الدكتور وليد موجود والمُمرضه تساعده بلبس الرداء المُعقم وأعطته القفازات ..
تقدم من المريضه وهو يلبس القفازات بعدها قال: الكُل موجود ..؟!
سعد: طاقمنا الطبي كامل ..
طالع فيهم واحد واحد وقال: هذه أول عمليه لي معكم .. عشان أكون صريح معكم فهذه تقريباً أول مره أمسك طاقم طبي وأدربه .. فإذا فيه أية مُلاحضات ففيدوني حتى أفيدكم ..
أمجاد: إن شاء الله دكتور ..
د.وليد: على العموم أولاً هذه العمليه تُسمي بالجراحه الإستكشافيه واللي تعني التمهيديه .. إنتم عارفين وش تعني الجراحه الإستكشافيه صحيح ..؟!
نوره: إيه دكتور .. هذا النوع من العمليات يتم إجراءه من أجل تأكيد وتدعيم تشخيص الحاله المرضيه ..
د.وليد: هالكلام صح وأكيد كُلكم عارفينه .. عمليتنا اليوم بسيطه بإذن الله .. ركزوا معي بكُل خطوه وإنتبهوا عدل على المُلاحضات اللي أقولها لأنها إذا ما همتكم اللحين فراح تهمكم مُستقبلاً ..
طالع في الطبيب محمد وقال: محمد إنت خلك خلف الأثير وإهتم بالتخدير بشكل كُلي بما إنه تخصصك الخاص ..
هز محمد راسه وإتجه خلف الستار الفاصل بين العمليه وبين منطقة التخدير الغير مُعقمه المُسمى بالأثير فلف الدكتور وليد على بِنان وقال: تعالي إنتي هنا عندي .. راح تكوني مُساعدتي الأولى ..
إبتسمت بِنان وراحت للجهه الثانيه من السرير جنبه فقال: ياللا .. راح نبدأ العمليه .. نوره لا تفوتي أي شيء بدون لا تسجليه .. حتى أتفه المُلاحضات ..
نوره: أكيد دكتور ..
هز راسه وقرب إيده من بطن المريضه المكشوف وقال: المشرط ..
سلمته بِنان المشرط فبدأ بهدوء وخفه يحدث جرح عرضي في البطن بطول عشره سانتي تقريباً ..
سلم لها المشرط وهو يقول: المجس ..
سلمت له المجس وبدت تراقبه وهو يكمل العمليه بكُل دقه وحذر ..
لحد اللحين كُل شيء ماشي طبيعي .. ما قدرت تشوف عليه أي غلط بحسب حدود خبرتها ..
بس بما إنه دكتور فأكيد يعرف أمور هي ما تعرفها ..
تنهدت وتعوذت من الإبليس وهي تهمس داخلها: "الرجال طبيعي يا بِنان .. ليه تشكي فيه كِذا ..؟!" ..
سكتت شوي وهي تتذكر المريضه أُم زميلتها اللي ماتت بعد عملية الدكتور وليد لها ..
نظرات الدكتور ثامر وقتها وسؤاله عالق بمخها ..
فيه شيء .. هي متأكده إنو فيه شيء مو عادي ..
لف عيونها على الدكتور وليد وهي تتسائل عن هذا الشـ...
وقفت عن التفكير لما شافته يطالعها ..
شوي إستوعبت إن الكُل يطالعها فقال الدكتور: طبيبه بِنان ..؟! إذا شايفه إن غرفة العمليات مكان للإسترخاء والتأمل فإنتي غلطانه .. كملي سرحانك برى أو تخلصي منه اللحين ..
لف على أمجاد وقال: طبيبه أمجاد تولي إنتي شفط الدم قبل لا يتكاثر ..
أمجاد: حاضر ..
عضت بِنان على شفتها وهي حاسه بإحراج كبير ..
تسرح بوسط عمليه وخصوصاً إنها المُساعده الأولى للدكتور الجراح ..؟!
هذا الشيء مو كويس أبداً وراح يضرها كثير ..
همست: أعتذر دكتور ..
د.وليد: أمجاد خففي شوي من الشفط .. إحنا نبغى بس ينشفط الدم اللي يعكر علينا مجال رؤية الجراحه مو نشفط دم المريضه كُله ..
أمجاد: آه معليش .. أعرف هالشيء بس لأنه ...
قاطعها الدكتور: لا تتعذري بأي شيء .. المريضه لو حصل لها إنتكاسات فما راح يفيدها تعذرك .. ركزي ..
هزت أمجاد راسها تقول: حاضر ..
د.وليد: ملقط ..
أعطته بِنان الملقط فقال الدكتور: سعد شده بشكل أقوى شوي .. إرتخائه مو من مصلحة المريضه .. أنا بمرحلة ربط الأنابيب وما أبغى خطأ ..
سعد: أ أعتذر دكتور ..
رجّع الدكتور وليد الملقط وبعد ما إنتهى بدأ تدريجياً بخياطة الجُرح بمُساعدة سعد وبِنان ..
تنهد ورجع الى ورى يقول: وبكِذا خلصنا العمليه ..
رفع عيونه للساعه بعدها قال: خذوها على غرفة العنايه ويا نوره خليك مُشرفه عامه على حالتها ..
نوره: حاضر دكتور ..
طالعهم شوي بعدها قال: مهارتكم عاليه وهفواتكم قليله جداً .. الدكتور اللي كان مسؤول عنكم قبلي شكله متمرس وجيد ..
أمجاد: الدكتور جاسم .. من الدكاتره المشهورين في المُستشفى ..
د.وليد: سمعت عنه مع إني جيت قبل لايستقيل بفتره قصيره ..
إبتسم وقال: وبما إنها أول جراحه لي معكم فراح أعزمكم على فطور بالكافتيريا على حسابي ..
إبتسموا وهم يطالعوا في بعض فقال: ياللا وصلوا المريضه لغرفتها وأتركوا أمر تنضيف غرفة العمليات للممرضات ..
خرج وراح للمغاسل يغسل إيده وفي خلال ربع ساعه كانوا كلهم على طاوله وحده بالكافتيريا ياكلوا فطورهم ..
الدكتور وليد: اليوم شوي قسيت على بعضكم بس كان لابد من هذا حتى تتعلموا أخطائكم وتتفادوها مُستقبلاً .. أتمنى هالشيء ما أزعج أحد فيكم ..؟!
سعد: لا دكتور بالعكس هالشيء جميل وهو اللي إحنا نبغاه ..
هز راسه ولف فلاحظ من أول بِنان سرحانه فإبتسم وقال: وطبيبتنا بِنان كملت مشوار سرحانها لحد هنا ..
ضحكت نوره غصب عنها فقال محمد: أووه طبيبه بِنان شحكايتك اليوم ..؟!
طالعتهم بعدها إبتسمت وقالت: لا .. ولا شيء ..
تنهدت وهمست بداخلها: "أسرح بعمليه ..؟! ما قد سويتها تقريباً فكيف قدرت أسويها اليوم ..؟! بِنان لازم تصحصحي .. بوقت العمليه لازم تصفي ذهنك وتبعدي مشاكلك الشخصيه بعيد .. لا تكررينها .. لا تكررينها سامعه" ..
أخذت لها نفس عميق وبعدها طالعت فيهم فكانوا يسولفوا مع الدكتور وشكلهم شوي شوي وبدوا يتعودوا عليه ..
ظلت تطالع بالدكتور وليد لفتره بعدها همست في نفسها: "كان شديد اليوم بملاحضاته علينا .. واحد مثله معقوله يكون شخص سيء ..؟! أنا مو فاهمتك يا دكتور ثامر .. لخبطتني كثير .. الدكتور اليوم كان شديد كثير عشان حياة المريضه مع إنها عمليه سهله فكيف واحد مثله مُمكن يتسبب بقتل مريض بشكل مُتعمد" ..؟!
عقدت حاجبها ..
قتل ..؟!
توها تفكر بالموضوع من ناحيه أُخرى ..
وشو الشيء اللي خلاها تتوقع إن الموضوع هو موضوع قتل متعمد ..؟!
يمكن يكون شيء ثاني ..
بس لو كان شيء ثاني فإيش مُمكن يكون ..؟!
المريضه كانت ميته ..
فكيف يكون الموضوع شيء ثاني ..؟!
آآخخ ما تدري ما تدري .. راسها ضرب بشكل مو طبيعي اليوم ..!
عقدت حاجبها لما سمعت صوت بشاير .. وحده من الفريق الطبي الخاص بالدكتور ثامر ..
لفت على جهتها فما شافت أي أثر للدكتور ثامر معها ..
غريب .. بالعاده يكونوا مع بعض ..
عقد حاجبها ..!!
وليه أصلاً لفت ..؟!
وإذا كان الدكتور ثامر متواجد في الكافتيريا فإيش خصها هي ..؟!
تنهدت وهمس: مشوش .. مشوش .. عقلي مشوش ..
إبتسم وقال: طيب إشربي لك النسكافيه هذه .. تصفي مخك شوي ..
رفعت راسها فإستغربت إنه ما عاد عالطاوله غيرها هي والدكتور وليد .. ومحمد معهم بس مشغول بجواله ..
طالعت بكوب النسكافيه اللي قدمه لها فإبتسمت وقالت: مشكور ..
أخذته وشربت لها رشفه فقال الدكتور وليد: وضعك اليوم مُربك .. فيه شيء شاغلك ..؟! مشاكل بالبيت ..؟! أو بالمُستشفى ..؟!
بِنان: يعني .. إثنينهم .. أعتذر بأحاول أفصل مشاكلي الشخصيه عن العمل المره الجايه ..
هز راسه وقال: وهذا اللي المفروض تسوينه .. بس في المُقابل مُشاركة زُملاك بمشاكلك راح تساعد من تحسن نفسيتك .. لا تكبتيها بداخلك كثير حتى لا توصلي لمرحلة الإنفجار لأن وقتها راح يأثر هالشيء كثير بحياتك المهنيه ..
هزت بِنان راسها تقول: مشكور دكتور ..
إبتسم لها بعدها طالع بساعته وقال: ياللا رايح .. عندي جلسه إستشاريه اللحين مع واحد من المرضى ..
بعدها قام وراح وهي تراقبه بعيونها ..
تنهدت وكملت تشرب النسكافيه ..






شظايا شيطانية~للكاتبة صرخة المُشتاقهWhere stories live. Discover now