٤٦

3.1K 112 19
                                    



.•◦•✖ || البآرت السادس والأربعون || ✖•◦•



أغمض عينيه بهدوء تام وفِكره سارح في بحر مشاكله ..
حادثه تتلو حادثه ومُشكله تتلو مشكله وحياته حتى الآن تمشي على هذه الشاكله ..
فُجع بموت والده ووالدته ..
لم يمض الكثير من الوقت حتى صُدم من وجه عمه الحقيقي الجشع والأناني ..
بِيعَ بيتُه .. وزُج به الى مُلحق قذر بارد مع أُخته المُقعده ..
وبشكل يوميّ يُشاجر عمه أو زوجته ..
نفسيته تسوء يوماً بعد يوم الى درجة أنه يُشاجر أي شخص قد يصطدم به خطئاً ..
أصبح شخص تصعبُ مُعاشرته حقاً ..
ومع هذا .. أعجبه الوضع ..
مدرسته تتصل بعمه بسبب مشاكله .. الجيران يشتكون لعمه بشكل شبه يومي ..
ما دام هذا الأمر يُزعج عمه فالأمر مُمتع بالنسبه له ..
يكرهه .. يحقد عليه أكثر من أي شيء في العالم ..
لكم يتمنى أن يموت بسبب الجلطه أو حتى بحادث ..
ذاك الطماع الأناني آكل مال الأيتام ..
إبتسمت وهمست: كاسر ..
صحي من أفكاره ورفع نظره الى أخته العزيزه فرآها مُنحنية تنظر إليه بإبتسامه ..
إبتسم لها قائلاً: عيون كاسر ..
تقدمت قليلاً بكرسيها المُتحرك حتى أصبحت أمامه بعدها همست: أنا ..... جوعانه ..
إبتسم .. إنه فرِحٌ لأنها جائعه ..
فعم .. فمُنذ أن إكتشفت بأن والداها قد توفيها وهي في بُكاء مستمر وحزن جعلها ترفض أي طعام يُقدم لها ..
لكنها الآن ... تبتسم .. وتطلب الطعام ..
وقف وقال: اللحين أجيب لك أطلق أكل ..
إختفت إبتسامتها وهمست: بس كاسر .... اممم يعني مو صعبه تطلع بهذا الوقت من الليل ..؟!
لف بنظره الى النافذه وقال: يمكن دخل نص الليل ويمكن لا ..
أغمض عينيه وقال: آخخخخ نسيت ..
ساره بتعجب: إيش ..؟!
كاسر: نسيت هالموضوع .. البقايل تقفل لما تجي الساعه 12 ..
مطت ساره شفتيها بعدها إبتسمت وقالت: مافي مُشكله .. بُكره آكل ..
نظر إليها لفتره بعدها قال: لا .. بروح أجيب من بيت عمي ..
ساره بسرعه: لا لا كاسر .. مابيك تتهاوش معهم مره ثانيه .. خلاص بُكره بيجيبوا لنا الفطور .. كفايه ..
إنحنى كاسر لمستواها وقال: بُكره السبت .. وبالنسبه لهم أيام الإجازه ما يعطونا فطور .. والغداء بيكون الساعه ثنتين .. ما راح تقدري تصبري لأكثر من 14 ساعه صح ..؟! بأتصرف لا تشيلي هم ..
ساره بشيء من القلق: كاسر بليز خله بعدين .. أنا مو جوعانه ..
كاسر: كيف مو جوعانه وإنتي آخخخ .. ساره خلاص لا تشيلي هم ..
إلتفت وخرج من المُحلق فهمست ساره بقلق: واللحين حيدخل بمشاكل بسببي ..
ضمت يديها حول معدتها عندما أصدرت بعض الأصوات وهمست: بصراحه .. جوعانه كثير ..
لفت بنظرها الى السرير ثُم تقدمت بكُرسيها وبعدها سحبت معطف أخيها الأبيض وتدفت به ..
المكان .. شبه بارد هذه الأيام .. فصل الشتاء قريب وهي تشعر بأنها قد لا تستطيع التحمل ..
ومع هذا ستتحمل من أجل أخيها ..
إنه يفعل الكثير من أجلها ولا تُريد أن تُزعجه أكثر ..
رفعت رأسها بقلق عندما وصل الى مسامعها صوت صراخ أخيها على زوجة عمه ..
مثلما توقعت .. هاهو يتشاجر بسببها ..
ليتها لم تطلب الطعام في هذا الوقت .. لقد نسيت موضوع أن المحلات تغلق ..
أغمضت عينيها وأغلقت على أُذنيها حتى لا تسمع أي شيء ..
تكره الشجار بكُل أنواعه ..
همست بألم: أبوي .. أمي .. وينكم ..؟!
دقائق مرت قبل أن يفتح أخيها الباب ويغلقه بعنف وهو يُتمتم بعض عبارت الشتم والإسائه ..
رفع نظره فرأى أخته تنظر إليه بهدوء ..
أبعد عينيه عنها وجلس في مكانه المُعتاد هامساً: معليش ساره .. ما قدرت ..
ساره: مافي مشكله كاسر .. قلت لك أقدر أتحمل ..
كاسر: بُكره من الصبح بروح البقاله وأشتري لك اللي تبغيه ..
هزت رأسها موافقه وبقي الجو صامتها قبل أن يهمس كاسر: وبكره كمان .. راح أدور حول البيت .. لازم ألاقي طريقه أقدر فيها أدخل البيت حتى أقدر أدخله بمثل هالأوضاع وآخذ كُل شيء أنا محتاجه ..
ساره بدهشه: كاسر لا .. عمي آخر مره ضربك لما دخلت البيت بدون إذن .. إنت مو محرم لزوجته وبناته ..
كاسر بهمس: ما يهمني ..
نظرت إليه بحزن وبعدها إنتفضت رُغماً عنها عندها طُرق باب المُلحق بشكل مُفاجئ ..
وقف كاسر بسرعه وهو ينظر الى الباب بحذر ..
من قد يأتيه في مثل هذا الوقت المُتأخر ..؟!
ضاقت عيناه عندما تذكر أمراً ..
فتقريباً منذ أسبوع وهو يشعر بأن أحداً ما يُراقبه من بعيد ..
هل من المُمكن أي يكون هذ المُراقب ..
إلتفت الى أخته قائلاً: ساره روحي لآخر الغرفه ماشي ..؟!
هزت راسها وبعّدت فتقدم من الباب قائلاً: مين ..؟!
لم يأتيه أي رد فجهز نفسه لأي شيء قد يحدث وفتح الباب فلم يرى أي أحد ..
عقد حاجبه وبعدها أنزل نظره الى الأسفل فتفاجئ بوجود بعض الطعام أمامه ..
خرج بسرعه ونظر بإتجاه باب ساحة المنزل فلم يرى أحداً ..
من ..؟! من قد يأتي ليُحظر له الطعام ..؟!
*******

شظايا شيطانية~للكاتبة صرخة المُشتاقهWhere stories live. Discover now