28 - رِحلةٌ مِيتافيزيقيّة

1.3K 213 144
                                    

"  أول المكونات تُراثٌ من أعظم الحضارات . شرابُ الآلهة و مؤنس الكادحين ، مزيج من قدسيّة يورب و شعبية هاكت . "

أفشى كيم نامجون بأولى خيوط الأحجية الغامضة في جلستهم حول مائدة الطعام المحفوفة بما لذ و طاب

" و أي حضارة هذه ؟ " استفسر تايهيونغ محاولا نفض المزيد من الغبار عن الأحجية

" الاسطرلاب سيخبركم بعد قليل  " أجابه باختصار

ساد الصمت ثانية حين عاد كلّ واحد إلى مزاولة غدائه

إلا ذلك العابث بمكونات صحنه التي تندرج كآخر ما يهمه بفعل اكتساح تفكيره من طرف موضوع آخر

" ميلوفيا ، هلّا تركتنا بمفردنا قليلا ، لدي كلام مع السيد نامجون "

التفت إليها بلهجة آمرة حاول جعلها لطيفة

" لكن تاي--- "

" من فضلك " سدّ ثغرات الاحتجاج في سبيلها
لينادي نامجون الخادمة الواقفة في آخر المائدة و التي تبدو ذات شأن رفيع

" تيريزا ، خُذِ الآنسة في جولة حول القصر "

امتثلت لأمره بتوجيه ابتسامة مرحبة لتلك التي تكشر وجهها بانزعاج لكن ليس بيدها سوى الموافقة

مسح ثغره بالمنديل دلالة على استعداده للانصات فقال تايهيونغ

" كلانا يعلم أن السر وراء كلمات كتابك أعظم من الاكسير ، و كلانا يملك فكرة عن ماهية السّر "

تعالى حاجبا حكيم الهيئة لما سمعه

" أرى أنك أدركت الكثير في وقت مبكر "

تنهّد تايهيونغ بضيقة قائلا

" أريد إجابة واضحة ، سئمت التخبط في متاهة لا مخرج منها ، نعم أم لا ؟ "

" لن تحصل عليها إلا في الوقت المناسب ، كنصيحة منّي عش كلّ لحظة كأنها آخر لحظة و لا تلقِ بالا لغير ذلك "

" اغمضا أعينكما ، انصتا بعناية إلى صوتكما الباطنيّ و قولا ما أمركما به دون تردّد "

أرشدهما إلى مفتاح البوابة

أطبق الأسمر جفنيه ساحبا نفسا عميقا لتنطق شفتاه طواعية بما أخبره صوته الباطني لينعقد حاجبا ميلوفيا مستغربة الكلمة

قطعت تركيزها بالتفاتها إليه لمّا لاحظت بداية تحرّك مؤشر الاسطرلاب

اومأ لها أن لا تهتمّي لتواصل فأغمضت عينيها مجددا لتنطق بكلمتها " مصير "

مُقَولِبة للأحداث ، عنوان شامل لما حدث و ما سيحدث على عكس كلمته هوَ لتتضاعف على إثرها سرعة مؤشر الاسطرلاب

ثم ظهر في الفضاء  طيف افتراضي لرموز هيروغليفية تضم نقشا لطائر برأس إنسان و آخر لرجل متضرع حاملا قربانا لرجل آخر جالسٍ على عرشه

خَيْلان قُبْرُصWhere stories live. Discover now