10 - اسْتِبصار

1.4K 255 164
                                    

انشغلت ميلوفيا ذات صباح بهيج بتزيين قطعة المادلين بين يديها بعجينة اللوز الملونة

تعاملها كطفل صغير بحذر و رقة بالغة خشية إيذائها

كسر انغماسها في العمل صوت إحدى الزبونات تستفسر عن موقع الحمامات بينما تلعب بحدقتيها في الأرجاء و تظهر ابتسامة كذوبة تثير الاستنفار

أرشدتها إلى مكانها ثم عادت تستأنف عملها

كادت تنهمك مرة أخرى لولا الشعور المريب الذي خالجها

صور مشوشة تعاقبت في مخيلتها و دوار خفيف أصابها رافقه صداع مؤقت

عادت بأقصى سرعة لتتفقد تلك الزبونة المريبة

فتحت مدخل الحمامات باندفاع شديد فلم تجد أثرا لها

______

اقترحت خبيرة المفاجآت الآنسة روزان أن نفاجئ هيجين اليوم بزيارة دون سابق إنذار إلى محلها

مصطحبين معنا وجبة العشاء لنتشاركها هناك فلم يكن لي و لجيمين سوى الموافقة على مرافقتها

ارتديت قميصا خفيفا ذو لون بنيّ باهت بربطة عنق عشوائية فوق بنطال أبيض صيفي و سبقتهما إلى السيارة لإخراجها من الموقف استغلالا للوقت الذي ستهدره روزان أمام المرآة تصبغ وجهها بمساحيق التجميل

أو ربما تتناقش مع نفسها حول ما سترتديه

أما جيمين فالتأخّر طقس مقدس يستحيل له الإقلاع عنه

و في انتظار التحاقهما بي

التقطت الكتاب لأقرأ ما تيسر لي من صفحات بدل الانتظار المملّ

" نحن و رغم إدراكنا الواعي بكوننا أشخاص لا نبلغ مقدار ذرة من هذا العالم الفسيح تعمى بصيرتنا فنعتقد أننا على علمٍ وافر بما يدور حولنا
و نوهم أنفسنا بأننا نتحكم بزمام الأمور و ذلك خاطئ نسبيا
لكن ربما من الأفضل لنا أن نواصل السباحة في محيط أوهامنا المواسية لغرورنا اللاواعي .... "

كنت قد انغمست بالفعل في تأمل تلك الكلمات لولا ذلك الطّرق على زجاج النافذة

ها قد انتهيا أخيرا

وصلنا للمخبز الذي مازال فاتحا أبوابه و منيرا أضوائه

كانت روزان أول النازلين من السيارة تمضي بحماس لملاقاة هيجين

" العشاء ! لقد تركتِه هنا "

نادى جيمين من نافذة السيارة قبل أن يهم بالنزول

" أحضراه أنتما ، يا للغرابة ! تعيشان مع فتاة منذ زمن و لم تتعلما أسس اللباقة بعد "

كالعادة لا تفوت فرصة للتذمر

دخلنا المحل بترحيب حارّ من هوسوك و هيجين اللذان كانا منشغلين بعمليهما

هوسوك نموذج للحبيب المثالي ، يخصص جزء من وقته ما بعد العمل لمساعدة هيجين

خَيْلان قُبْرُصHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin