12 - كابُوس أم هَلوَسة ؟

1.5K 248 189
                                    

كنت مضطجعا على أريكة الشرفة في جوّ هادئ ذي إطلالة بهيّة

الجميع نائم باستثناء هيجين القابعة في المطبخ تجهّز للغد شيئا لم أتذكر اسمه المهم أن له علاقة بالكعك أو ماشابه

إضافة إلى جيمين الذي غادر للقاء مع شركائنا بغية فتح فرع للشركة بقبرص

أتممت قراءة بعض الصفحات لأتناول قلما بغرض تدوين الاقتباس الذي شدّني بصفة خاصّة

" حتى لو تعاقبت و تراكبت الدراسات حول طبيعة النفس البشرية لن نتمكن قطعا من الوصول لجوهرها ، كيف تقام دراسات لفهم الانسان إن كان هو بحدّ ذاته لا يفهم نفسه ؟

عملية التفاعل الحاصل بين الانسان و محيطه المشتمل على الزمان و المكان و الظروف بالنسبة للمحيط و كذا عنصري الوعي و اللاوعي ( الأنا ) بالنسبة للانسان هي عملية معقّدة بشكل كبير ولا يمكن التنبؤ بمواصيلها لذلك غالبا ما نقع في الاختيار الخاطئ في العديد من المواقف الحاسمة "

استوقفتني ضوضاء أثيرت في المطبخ ، أدركت أن جيمين قد عاد من اللقاء عندما وصلني صوته و هو  يتحاور مع هيجين قائلا

" ميلوفيا فُصِلت من المأوى الذي تقيم به "

قاطعته هي بنبرة منفعلة

" إلهي ! ذاك سبب  اضطرابها في المخبز طيلة اليوم إذن  "

" أ يمكنك السماح لها بالمبيت في المخبز ريثما تستقر أمورها ؟ "

طلب منها

" أوه عزيزتي المسكينة ، لا تقلق حيال الأمر سأتكفل بالموضوع "

صمتا لبرهة ثم قال جيمين ممازحا إياها و استنتجت من صوته أن فمه مملوء  بشيء ما

" هل هذه الحلوى على شرف افتتاح الفرع القبرصيّ ؟ "


" أهلا صاح "

دخلت بعد تأكدي من انتهاء حديثهما عن موضوع ميلوفيا كي لا أبدو متطفلا

" كيف كان اللقاء  ؟ "

ضربت كتفه ثم جلست بالكرسي المجاور له

" أكثر من مرضٍ ، بعض الاجراءات القانونية و من ثم نباشر العمل "

اغتبطت لكلامه ثم شكلت قبضة بيدي ليفعل المثل و ضربناهما كتحيتنا المعتادة بينما لا تبرح الابتسامة محيانا

مدّت حينها هيجين ناحيتنا كأسين من المشروب و آخر ثالث لهوسوك الذي دخل للتو  و هتفت بحماس

" نَخب افتتاح الفرع القبرصي "

و على وقع قرع الكؤوس تدخلت تلك الواقفة بامتعاض أمام باب المطبخ بشعر فوضوي و وجه منتفخ

" احتفال في غيابي أيها الأوغاد ، ليس و كأني الشريكة الثالثة "

تأفأفت ثم نظرت لجيمين الذي رفع كتفيه كأنه يقول
' ها نحن ذا مجددا '

خَيْلان قُبْرُصOn viuen les histories. Descobreix ara