16 - تناقُضٌ منسجِم ، الضّيف

1.6K 225 331
                                    

تلقّيت اتصالا من المعهد البارحة يفيد بأن يوما واحدا يفصِلني عن موعد تجارب القبول

تمكّنت في الأيام المنصرمة بفضلِ هيجين التي منحتني عطلة من ترويض أحبالي الصوتيّة و الاطلاع على أساسيات الدراسات الموسيقيّة

تبقى مُعيق واحد و هو التدرّب على الإلقاء و هذا ما صرّح تايهيونغ بموافقته على مساعدتي فيه

أغلقت شاشة الكمبيوتر بعد أن ألقيت آخر نظرة عن النوتات الموسيقية

حوّلت بصري ناحية ساعة الحائط فأعربت عن اقترابها من التّاسعة ليلا ممّا يعني أنه أتمّ أعماله و على الأرجح يجلس على مكتبه يطالع نفس الكتاب المعتاد

نهضت من السّرير لأضع الكمبيوتر على المكتب ، توقّفت عندما مررت أمام المرآة

شعري يبدو كعشّ حمامٍ مهجورٍ ، الاصفرار يخيّم على وجهي و ظلال سوداء تحدّ عينيّ من الأسفل

حتّى أنني لم أستحم منذ ثلاثة أيام و لم أحظَ بنومٍ هنيء سوى بضع الدّقائق المتقطّعة

اتجهت نحو غرفة تايهيونغ مترنّحة ، من شدة الانهاك أحس كأنني اقتلع رجلي من الأرض اقتلاعا مع كل خطوة

دخلت بعد أن أذن لي و وجدته على الوضعية التي توقّعتها

لمَا يبدو وسيما دون أدنى محاولة منه ؟

حتى و هو مرتدٍ لملابسه المنزلية المتمثلة في قميص أسود دون أي إضافات يُرفقه بِبنطالٍ رياضيّ قصير ؟

حتّى بشعره الفوضويّ ذاك و وجهه النّاعس ؟

التّعب يفتِك بكلينا لكن الفرق أنه يبدو كنجمٍ سينمائي أما أنا فالزومبي أقرب شبيه لي حاليّا

تُراه يحمِلُ طفرة وراثية انعكست على نمطه الظّاهري بالجمال الفائق ؟ أم أنه صفة متوارثة بين أفراد سلالته ؟

انهمكت في حديثي الدّاخلي شاردة في وجهه

" آنسة ميلوفيا ، هل أضعتِ شيئا يخصّك داخل وجهي مثلا ؟ "

أيقظني من شرودي فحرّكت رأسي يمينا و شمالا

لا أدري لما يتنشّط جانبي الأخرق دائما أمامه ليضعني في مواقف محرجة كهذه

" لنبدأ " قال بينما يتّكئ على حافّة مكتبه مربّعا يديه

" ما الأغنية التي اخترتها ؟ " سألني

" I'll be right here waiting for you "

أعلمته فبزغت ابتسامة على سماء ملامحه مُثنيا عليها

" ريتشارد ماكس إذن ، اختيار موفّق "

" أجل ، صاخب الأغاني التي لا تموت " أجبت

" غنّي كما لو أنك أمام لجنة المعهد "

منحني إشارة الانطلاق عندما كبس زرّ لوحة مفاتيح حاسوبه لتنبعث موسيقى الأغنية

خَيْلان قُبْرُصWhere stories live. Discover now