9 - الرُسُوّ

1.6K 264 72
                                    

تحت وطأة الحر الشديد و لخمسة أيام متواصلة واضبت ميلوفيا على مهمتها العسيرة في العثور على وظيفة ملائمة للمرة الثانية

ارتادت المحلات الكبرى و الصغرى ، استفسرت مُلاّك المطاعم و المكتبات ، تفحصت الواجهات بحثا عن لافتة تلبي مرادها ..

و ما إن يصادفها عمل مناسب يساورها الشك خشية الوقوع في مأزق مماثل لسابقه ، لا يمكن أن تأتمن على نفسها منذ الآن ، فور ارتيابها بالنظرات الزائغة لأحدهم تغادر دون تردد

أصبحت ترى إيحاءات خبيثة تصدر من الرجال حتى لو كانوا أبرياء من ذلك

" HOPE WORLD'S PASTRY "

لمحت لافتة محل لبيع الحلويات ، لتدلف للمرة الخامسة بعد العشرة من أجل الاستفسار عما إذا كانوا بحاجة لموظفة
~~~

المحل لطيف و واسع من الداخل ، اللون الأخضر الهادئ يفرض هيمنته على الديكور

رائحة الخزامى تفوح في الأرجاء ، إنه يبعث شعورا محببا بالراحة النفسية كانطباع أولي

" عفوا ، كيف أستطيع خدمتك ؟ "

سألتني تلك المرأة الواقفة وراء منضدة الاستقبال بابتسامة دافئة تزين سيماءها

" جئت من أجل إعلان التوظيف المعلق في واجهة محلكم "

أجبتها باختصار لتنبسط أسارير وجهها قائلة

" أوه حسنا ، فلتتفضلي بالجلوس لنتحدث قليلا "

وجهت لي أسئلة تتعلق بالوظائف التي خوّلت إلي سابقا بالإضافة إلى كفاءاتي اللغوية فأجبت دون صعوبة لتقول

" ماذا عن تجاربك في مجال صناعة الحلويات ؟ "

" في الحقيقة لم تمنح لي فرصة للخوض في هذا المجال من قبل "

قلت بنبرة محبطة و رأس مطأطأ بعدما تبيّن لي كون الوظيفة تتطلب خبرة تعوزني

فرصة أخرى ضاعت من بين يدي .

اعتلتها مؤشرات خيبة الظن إلى حد ما لأقول بلهجة أكثر حيوية

" لكن صدقيني سيّدتي سأطبق تعاليمك بحذافيرها و أكون عند حسن ظنك "

تلك محاولة مني لإنقاذ الوضع ، صحيح أني معوزة للخبرة العملية لكنّ سرعة اكتساب المهارات التي تتّسم بها بنات سلالتي ستفي بالغرض

يمكنني قراءة عدم الاقتناع من خلال نظراتها رغم أنها لم تنبس بحرف ، هي على وشك الرفض

" فلتمنحيها فرصة لإثبات كلامها ، لن يكون في ذلك ضرر "

تدخل صوت رجولي مجهول

التفت لأرى صاحب المداخلة الفجائية

فإذا بي أقابل رجلا ذا عينين حادتين و تقاسيم باردة تناقض الابتسامة المريحة التي تُبرز غمازتيه

خَيْلان قُبْرُصWhere stories live. Discover now