14 - المُلثَّم ، تمرُّدُ الحقيقة

1.4K 243 188
                                    

طاقة غريبة تنبثق لتغمُرني بتأثيرها ، أفتح عيناي ليداهمهما ذلك الوهَج الأرجوانيّ المنبعث من قلب حجر الأماثيست المعلّق في عنقي

انتفضت فور إدراكي لذلك ، ألقيت نظرة على روزان فوجدتها غاطّة في النوم

دسسته بين يديّ و تسلّلت خارجا على أطراف أصابعي

لا أثر لحركة أو جلبة في المنزل مما يؤكد أن الجميع لازالوا نائمين

خرجت إلى الشرفة و أفصحت عن القلادة المدسوسة لتمتثل أمام ناظريّ صورة العجوز راسمة على ثغرها ابتسامتها المُريبة المعتادة

" مضى وقت طويل سموّ الأميرة .. "

" شكرا لإرسال روكو إلى هنا " أظهرت لها امتناني لتنطق مغيّرة مجرى الحديث

" لدينا ما هو أهمّ و أحوج للحديث عنه "

فهِمت ما تصبو إليه فأجبتها مباشرة

" أظنّني قد وجدته .. "

لم ألمح عليها إمارات التعجب لكلامي

" لا محلّ للظّن عزيزتي الأميرة ، إما اليقين أو الفناء "

عدّلت من نبرتي و غذيتها بملامح الثقة لأصحح

" لقد وجدته ، وجدت من عليّ إيقاعه في حبّي "

ابتسَمَت ثم أضافت " تعلمين ماذا سيحلّ بك إن لم تنجحي في مهمّتك أ ليس كذلك ؟ "

" أجل أعلم و متأكدة أني سأنجح ، انتشلني من براثن الهلاك في مواقف عدّة كما أننا مقرّبان بعض الشيء "

اكدت لها لأستأنف " لكن .. لديّ سؤال .. ماذا سيحدث بعد ذلك ؟ أقصد بعد أن يقع في حبي "

" لكلّ حادثٍ حديثٌ سموّ الأميرة ، امضي وِفق التيار و لا تستعجلي ... ، حظا موفقا "

تبدّدت الصورة بعد ذلك و خفَت أرجوانيّ الأماثيست

سحبتُ نفسا عميقا لتنال رئتاي نصيبهما من نسيم الصباح النّدي المنعش إذ أنّ الساعة لم تبلغ السابعة بعد

طرقت رأسي فكرة استحسنتها ، لما لا أحضّر الفطور ؟

على الأقل يكون تواجدي ذا نفعٍ لهيجين و لو بمقدار بسيطٍ

ألقيت تحيّة الصباح على روكو ثم ولجت المطبخ

فتحت الثلاجة فإذا بي أجدها مكتظّة بجلّ ما احتاجه من مكوّنات

تركت الفواكه في الخلاط لتحضير العصير بينما  شرعت أمزج مقادير عجينة الفطائر و هاهي الحشوة المكوّنة من التوت و الفراولة تُطبخ على نار هادئة

أرفقت خطواتي بألحان هادئة تطرد أشباح الضجر عني و تؤنسني في عملي مثلما ألِفت عندما كنت في اطلنتس

اشتقت للغناء هناك في الأعماق ، حيث تطرب معي أفراس البحر برقصاتها المرحة و اليراعات بأضواءها البهيّة 

خَيْلان قُبْرُصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن