20 - أُمنِية ، أمنِيَتان ...

1.2K 226 38
                                    

رنّ المنبه في تمام السادسة صباحا ليوقظ طنينه الصاخب تايهيونغ

فتح عينيه تدريجيا و الصداع يفتك برأسه جراء المشروب  ليعقد حاجبيه عندما رأى نفسه ملحوفا بالغطاء و منزوع الحذاء مع أن آخر ما يحتفظه به من ليلة البارحة لحظه ارتمائه على السرير مباشرة

" ربما أسرفت في الشرب فلم أتذكر "

خرج من غرفته مارّا إلى الحمام و تزامن مع ميلوفيا التي وضعت الفطور على المائدة و انشغلت تعبّئ نصيبا  منه في علب لتأخذها إلى هوسوك و هيجين اللذان قضيا الليلة في المشفى

" عادت روزان ؟ " سألها لتجيب

" أعادها جونغكوك في الليل " ثم أدبرت " الفطور جاهز "

تجاهل ما قالته و اكمل طريقه نحو الحمام  لتظهر مسحة من الأسى على ملامحها

بعد مسافة الطريق التي خيّمت عليها ظلال الصمت وصلا إلى المشفى ليجدا هوسوك و هيجين في انتظارهما و لم يبد عليهما أي علامة تدل على الاستبشار

" كيف حاله ؟ " استفسر تايهيونغ هوسوك

" لا تحسّن لحد الآن "

وضع يده على كتفه مواسيا

" لا زال هنالك أمل تايهيونغ "

" يمكنني الدخول ؟ " سأل الآخر شبه هامس مثبتا نظراته على النافذة الزجاجية التي تطل على غرفة جيمين

" أجل لدقائق معدودة فقط " صرّح هوسوك

كان جالسا على الأريكة المحاذية لسريره يراقب تنفسه البطيء في صمت

تارة يخيّل إليه أنه حرّك اصبعه و تارة يتوهّم أنه سمع صوته لكن سرعان ما يدرك أنها خيالات نسجها عقله الذي يأبى تصديق ما حدث

حالته التي لا تنذر بالخير و لا تدعو للتفاؤل جعلت من الآخر يفقد آخر ذرة أمل في جعبته

وضع رأسه بين يديه يجابه دموعه كي لا تسقط

و فجأة ومضت فكرة لم تكن في الحسبان في رأسه فاستقام مهرولا إلى الخارج كمن لمح بركة ماء عذب في عزّ القفار

                            ~~~~~~~~

قضيت وقتا طويلا جالسة على كرسي الانتظار في الرواق حتى تصلّب جسدي ، شعرت بالدوار و الانهاك فقصدت آلة العصير بغية اقتناء قنينة تعيد إلي بعضا من طاقتي

و في انتظار قارورة العصير ، انشغلت بمراقبة عجوزٍ تئن بألمٍ بينما تحضن طفلا صغيرا نحيلا يرتجف خوفا

سمعتها تتحدث إلى أحد الأطباء حول عملية جراحية تكلّف مئة ألف يورو و سمعتها أيضا تطمئن الطفل قائلة أن أمه ستكون بخير

فرُحت أفكر كيف أن البشر جعلوا من المال وقودا لتعاملاتهم و علاقاتهم و كيف أضحت تلك الأوراق و القطع النقدية محرّكا لإنسانيتهم

خَيْلان قُبْرُصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن