بَاْكُوْرَةُ الْحُبُوْرِ

294 45 31
                                    

تَطَاْيَرَتِ الْأَحْرُفُ الْمُلَطَّخَةُ مِنْ ذَهَبِ الْتَّوَاْضُعِ وَ الْرُقِيِّ إِلَى فَوْق. تَرَسَّخَتْ أَمْجَاْدُ الْدُّنِيَاْ فِي مُدَوَّنَاْتِ الْمَاْضِي. مَاْ مِنْ إِدَّةٍ إِلَّا وَ ارْتَكَبَهَا مُجْرِمُو الْحَقّ الْمُخَاْدِعِيْنَ. إِسْتَيْقَظَ الْقَدَرُ مِنْ غَيْبُوْبَتِهِ الْمُسْتَحِيْلَةِ، طَاْمِحًاْ لِتَغْيِيْرِ كُلِّ الْمَفَاْهِيْمِ الَّتِي أَنْهَكَتْ سَاْبِقِيْهَاْ الْمُنَاْضِلِيْنَ فِي سَبِيْلِ الْعَدْلِ بَيْنَ الْبَشَرِيَّةِ. هِيَ مَنْ طَغَتْ عَلَيْهَاْ دَكَاْنَةُ لَيْلٍ طَوِيْلٍ، لَمْ يُنْهِهِ إِلَّاْ الْكَاْتِبُ الْمُسْتَقِيْمُ. إِنْتَهَى الْمَوْتُ، وَ دُقَّتْ أَجْرَاْس الْحَيَاْةِ الْمُنْبَثِقَةِ مِنْ أَعْمَاْقِ الْقُبُوْرِ الْمُمَجَّدَةِ مِنَ الْآلِهَةِ.

***

تَوَاْرَتِ الْأَنْظَاْرُ الْجَاْحِظَةُ مِنْ أَعَاْلِي قُصُوْرِ الْمَجْدِ الْعَظِيْمِ. تَنَاْثَرَتْ أَوْجَاْعُ الْدُّهُوْرِ فِي قُلُوْبٍ، تَفَتَّحَتْ لِلْمَرَّةِ الْأَخِيْرَةِ وُرُوْدًاْ، لَوَّنَهَاْ الْسَّاْرِدُ الْخَفِيُّ مِنْ دِمَاْءِ الْصَّاْمِدِيْنَ الْعَاْزِمِيْنَ عَلَىْ مُوَاْجَهَةِ مَرَاْرَة كُؤُوْسِ الْحَيَاْةِ الْمُسْتَبِدَّةِ. قَاْلَ بَعْضُهُمْ : إِذْهَبْ أَيُّهَاْ الْإِنْسَاْنُ الْمَدْفُوْنُ فَوْقَ الْتُّرَاْب، لِأَنَّكَ حَيٌّ فِي الْجَسَدِ وَ لَكِنَّ رُوْحكَ مَاْتَتْ عِنْدَمَاْ قَتَلْتَ احْتِرَاْمَكَ الْشَّاْمِخَ وَ نَكَرْتَ الْتَّوَاْضُعَ الْإِنْسَاْنِيَّ. عَاْرٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَكَ أَمَاْمَ جَلَاْلِ رَبِّكَ. ضَحِكْتَ كَلَّ مَرَّةٍ ضِحْكًاْ، دَنَّسَ رَوْنَقَ الْوُجُوْدِ. مَاْ غَاْيَةُ حُضُوْرِكَ بَيْنَ حُرُوْنٍ غَفِيْرَةٍ مَزَّقْتَ أُلْفَتَهَاْ أَيُّهَاْ الْمَاْكِرُ الْخَبِيْثُ ؟ تَآمَرَ عَلَىْ قَوْمٍ، سَاْلِبًاْ جَوَاْهِرَ الْكَمَاْلِ لِعَاْتِقِهِ وَ شَوَّهَ صُوْرَةَ إِنْسَاْنٍ وَضَعَ بِدَاْيَةً لِحَيَاْتِهِ، مُتَنَاْسِيًاّ صَدَى الْأَيَّاْمِ الْسَّاْبِقِةِ. كَاْنَ يُرَدِّدُ عَلَىْ مَسَاْمِعِ الْفُقَرَاْءِ : مَاْ نَفْعُكُمْ يَاْ جِرْذَاْنَ الْطُّرُقِ ؟ خَلَقَنِي الْلَّه وَحِيْدًاْ وَ قَوِيًّاْ فِي الْدُّنْيَاْ، لِكَيْ أَجُرَّ جُثَثَكُمْ الْهَاْمِدَة بَيْنَ مَنَاْزِلِ عَبِيْدِي لِأُرِيْهِمْ الْمَوْتَ أَمَاْمَ أََعْيُنِهِمْ الْخَجُوْلَةِ، فَيَعْلَمُواْ أَنَّنِي جَبَّاْرٌ عَظِيْمٌ. تَصَاْعَدَتْ رَوَاْئِحُ أَجْسَاْدِكُمْ الْنَّتِنَة فِي قَصْرِي الْكَبِيْرِ. قَاْلَ هَذَاْ وَ كَأَنَّ الْسُّمَّ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ الْفَاْسِدِ. -تَوَّجَ الْتَّاْرِيْخُ فِي وَاْدِي الْكَتَبَةِ أَشْخَاْصًاْ، لَمَعُواْ بَيْنَ قَنَاْدِيْلِ الْلَّيْلِ فِي سَمَاْءِ الْكِتَاْبَةِ الْعَرِيْقَةِ الْمَرْمُوْقَةِ، فِي زَمَنٍ فَقَدَ الْطَّاْعَةَ مَعَ تَمَرُّدِ الْحَيَاْةِ الَّتِيْ اسْتَقْدَمَتْ أَجْيَاْلاً، كَوَّنَتْ لَوْحَةً تَفَرَّعَتْ شَظَاْيَاْهَاْ بَيْنَ دُرُوْبِ الْجَهْلِ وَ أَنْوَاْرِ الْمَعْرِفَةِ الْكَاْمِلَةِ. احْتَمَى الْنَّاْطِسُ خَلْفَ الْصِّدَفِ الْمُتَكَرِّرَةِ، مُسْتَمِدًّاْ مِنَ الْشَّهَاْمَةِ وَ الْتَأَلُّقِ دَاْفِعًاْ نَحْوَ تَغْيِيْرِ الْعَقَاْئِد الْسَّاْئِدَة بَيْنَ الْمُجْتَمَعَاْتِ الْمَتْرُوْكَةِ فِي ظِلَاْلِ الْلَّاوُجُوْدِ. الْحُبُوْرُ بِيَوْمٍ قَشِيْبٍ، اسْتَدْعَى الْإِنْسَاْنَ لِيُكْمِلَ مَسِيْرَتَهُ الْمُسْتَمِرَّةَ الْدَّاْئِمَة. الْإِغْتِمَاْمُ اضْمَحَلَّ فِي جَوٍّ أَضْفَى فِي الْنُّفُوْسِ رَاْحَةً، تَدُوْمُ مَع بَاْكُوْرَةِ الْزَّمَاْنِ. بَدَأْتُ أَقْتَرِبُ مِنْ قِمَّةِ الْقَوَاْمِ، هُنَاْكَ تُكْتَبُ نِهَاْيَةٌ لِلْتَعَسُّفِ وَ الْطُّغْيَاْنِ مِنْ مَاْضٍ دَوَّتْ آمَاْلُهُ عُقُوْلَ الْسَّاْمِعِيْنَ-.

بَدَأْتُ ...  Where stories live. Discover now