جزء ٣٠

10.4K 155 12
                                    

الحلقه الاخيرة

لأن الخوف يجمعنا.. يفرقنا

يمزقنا.. يساومنا ويحرق في مضاجعنا الأمان

وأراك كهفا صامتا لا نبض فيه.. ولا كيان

وأرى عيون الناس سجنا.. واسعا

أبوابها كالمارد الجبار

يصفعنا.. ويشرب دمعنا

ماذا تقول عن الرحيل؟
••••••••••••••••
يجلس صامتا منعزلا عن البشر المحيطين به لا يفعل شيئا سوي البكاء يبكي حبيبته زوجته ام ابنته رفيقه دربه حبه الاول و الاخير و الوحيده التي سلبت قلبه كان يبكي كالطفل الذي فقد والدته كلما مرت دقيقه كلما احس بروحه تسحب منه فهي بالداخل لا يعلم هل ستعود له ام ان للقدر اراده اخري لم يقطع بكائه و نحيبه سوي شئ واحد خروج الطبيب بعد اربع ساعات من الانتظار كان ينظر لهم كأنه صم لم يسمع شيئا لكن ما رآه علي وجوههم جعل الزمن يتوقف من حوله لم يشعر بشئ بعد ذلك الا عندما استيقظ ليجد نفسه في غرفه بيضاء و بجانبه امه التي كانت تبكي و ما ان رأته قد افاق حتي قالت له:

ليلي(بلهفه):آدم حبيبي انت صحيت

آدم(بصوت خافت):سهي سهي فين ايه اللي حصلها

ليلي(و قد امتلئت عينها بالعبرات):ادعيلها يا آدم

آدم(وهو ينظر لها):يعني ايه سهي راحت مني خلاص يعني مش هشوفها تاني

آسر:متقولش كده يا آدم ان شاء الله هتفوق و تبقي كويسه

آدم(وهو ينظر له بعدم فهم):هو ايه اللي حصل

ليلي:الدكتور قالنا ان هي دخلت في غيبوبه و هتفوق منها ان شاء الله

آدم(وهو ينظر لهم برجاء):هتبقي كويسه مش كده (ثم قال بصوت عال بعد ان لاحظ سكوتهم) حد يرد عليا

آسر:بصراحه يا آدم الدكتور قال ان حالتها خطيره و ان هي لو كانت فضلت دقيقه كمان كان زمانها اتوفت خاصه ان الرصاصه جت جنب القلب

آدم:طب و لوجين فين

ليلي:متخافش لوجي كويسه في القصر مع نيڤين و سيف هناك هنبقي مطمنين عليها اكتر

آدم(وهو ينزع الانابيب من يده):انا عايز اشوف سهي

آسر(وهو يقف امامه):مينفعش حد يدخلها يا آدم

آدم(وهو يزيح اخوه من امامه):انا رايح للدكتور
•••••••••••••••••••••••••••••••••
ذهب آدم الي الطبيب وهو يمني نفسه بأن يطمئنه طرق الباب ثم دخل بعد ان اذن له بالدخول فقال للطبيب:

آدم:انا عايز اعرف حاله سهي

الطبيب:انا مش عايز اقلقك بس هي حالتها خطيره واضح ان اللي ضربها بالرصاصه دي كان قاصد ينهي حياتها تماما

آدم(بقلق):طب يا دكتور انا ممكن اوديها اي حته في الدنيا بس هي تبقي كويسه

الطبيب:و الله هي دلوقتي حالتها مش مستقره هنشوف خلال ال48 ساعه اللي جايين لو حالتها استقرت يفضل انك تنقلها لو مستقرتش يبقي احنا بنجازف بحياتها لو نقلناها دلوقتي

آدم:طب ممكن ادخلها؟

الطبيب:صعب اوي لأن حالتها مش مستقره

آدم(برجاء):ارجوك مش هتأخر هما خمس دقايق و هطلع علي طول

الطبيب(وهو يقف):طيب اتفضل
•••••••••••••••••••••••••••••••••
دخل آدم العنايه المركزه بعد ان ارتدي الملابس المخصصه للدخول ظل ينظر لها حتي هربت من عينه دمعه اقترب منها بحذر ثم جثا علي ركبتيه و هو يمسك يدها و قال لها:

آدم(و الدموع متجمعه في عينيه):وحشتيني اوي اوي (ثم قال متصنعا المرح)عارف انك لو كنتي صاحيه كنتي هتقولي عليا بكاش قولي اللي انتي عايزاه يا ستي (ثم قال و قد بدأت دموعه بالهطول)الدنيا وحشه اوي من غيرك مش عارف اعيش من غيرك حتي لما كنا بعيد عن بعض كنت ببقي مطمن عليكي بس دلوقتي حاسس ان روحي بتروح مني (ثم قال وهو يمسح دموعه) شوفتي بقي انا بحبك قد ايه وحشتيني اوي و وحشتي لوجي اوي

كانت تستمع لكل كلمه يقولها لها تريد الرد عليه لكن ليست لديها القدره علي الرد احست بالعجز هذا الشعور الذي لطالما كرهته هربت من عينها دمعه مسحها لها بسرعه و قال لها:

آدم:اوعي اشوف دموعك دي ابدا مهما حصل و اعرفي اني هفضل طول عمري جنبك (ثم قال وهو يقبل يديها)انا همشي بقي عشان متعبكيش

و ما ان استدار للمغادره حتي دوي صوت صفير في الغرفه جعله يتسمر مكانه بينما دخل الغرفه عده اطباء و ممرضين لم يشعر بنفسه الا وهو خارج الغرفه مرت ساعه تليها ساعه تليها اخري حتي خرج الطبيب من الغرفه توجه له الجميع بما فيهم آدم الذي قال للطبيب:

آدم:خير يا دكتور ايه اللي حصل

الطبيب:قلبها وقف بس الحمدلله لحقناها هي حالتها استقرت دلوقتي بس لازم تفضل في العنايه لحد ما تفوق و نتأكد كمان انها بقت كويسه تماما

آدم:طب طلاما استقرت ممكن اسفرها تتعالج بره

الطبيب:هي كده وصلت لاخر مرحله و اللي هيتعمل هناك هو هو اللي هيتعمل هنا

آدم:يعني ايه اخر مرحله

الطبيب:يعني يا تفوق يا هتموت بس انتوا ادعولها •••••••••••••••••••••••••••••••••
طال انتظاري..

فمتى ستشرق شمس وجهك من جديد؟

على عيون انسدلت ستائر جفونها من شدة الألآم

ولم تعد تراك الا في الاحلام
••••••••••••••••••••
يوم كامل يجلس منتظرا يلح عليه الجميع بالرحيل للراحه ينظر لهم نظره معاتبه فكيف له ان يرتاح و محبوبته بين الحياه و الموت هنا يأبي ان يتركها الا عندما يطمئن عليها بدأ الجميع بالمغادره الا هو فلم يكن يشعر بمرور الوقت و لا بانتهاء الليل و ظهور نهار جديد كما رفض والدها الذهاب الا عندما يطمئن علي ابنته جالسان صامتان كأنهما لا يعرفان بعضهما قطع هذا الصمت والدها وهو يقول:

محمد:بتحبك اوي عمري ما شوفت سهي بتحب حاجه و متعلقه بيها كده

آدم:و انا كمان بحبها اوي مش عارف ايه اللي ممكن يحصلي من غيرها

محمد:انت بتحبها بس عذبتها اوي يا آدم انا عارف كل حاجه سهي مهما كان عندها صحاب و حتي و هي مبتحبش النصيحه معايا انا كل ده بيتغير بتحكيلي كل حاجه و بتاخد نصيحتي في معظم الاوقات و اللي انت عملته فيها صعب حد يستحمله

آدم:طب ايه لزمه الكلام ده دلوقتي

محمد:لازمته انك تعيد حساباتك يا آدم متبقاش جبان ضحي عشان حبك مهما كانت العواقب و سهي مش النوع اللي يتخاف عليه سهي بنت قويه جدا عمري ما شوفت في عينها هزيمه او انكسار بس من ساعه ما اتجوزتك و انا حاسس انها مش بنتي كسرتها و عذبتها و كل مره تقولها عملت كده عشان بحبك و خايف عليكي بس انت اظاهر لسه متعرفهاش كويس (ثم قال وهو يربت علي كتف آدم)خلي بالك منها يا آدم حافظ عليها عايز اموت و انا مطمن عليها انها مع واحد عارف قيمتها مش هيظلمها و لا هيجي عليها في يوم من الايام و اتمني ان انت تبقي الحد ده
•••••••••••••••••••••••••••••••••
ما زلت أذكر عندما جاء الرحيل
و صاح في عيني الأرق
و تعثرت أنفاسنا بين الضلوع
و عاد يشطرنا القلق
و رأيت عمري في يديك
رياح صيف عابث
و رماد أحلام وشيئا من ورق
•••••••••••••••••••••••
ساعات تمر دون ان يشعر بها جالس علي حاله منذ اتي الي المشفي لا يبرد نيران قلبه سوي طمئنه بعض الاطباء له و لا يزيده وجوما غير اخافته من قبل اخرين رأي ممرضه تخرج من الغرفه بسرعه متجهه الي غرفه الطبيب الذي هرول هو الاخر الي غرفتها اول ما طرأ علي باله انها ربما تكون النهايه اغلق عينيه بقوه و قام بوضع يديه علي اذنيه خوفا من ان يسمع نبأ موتها انتهائها و انتهائه معها فتح عينيه ليجد الجميع ينظر له مبتسما ما هؤلاء البلهاء هل فقدوا عقولهم حتي يبتسموا بوجهي هكذا دون اي مراعاه منهم لمشاعري ام ان....

آدم(بلهفه):سهي فاقت

الطبيب:ايوه فاقت و بقت كويسه اوي كمان و ممكن تدخلوا تشوفوها في اي وقت هي بس دلوقتي نايمه فمتخافوش يعني

آدم:يعني مش هتحتاج ننقلها او اي حاجه

الطبيب:لأ هي كده تمام اوي و كمان حالتها مستقره (ثم قال بأسف)هي بس فقدت الجنين دي اراده ربنا طبعا

آدم:مش مشكله المهم هي

الطبيب(وهو يغادر):هي كويسه يا ابني صدقني يلا استأذن انا بقي

الجميع:اتفضل
•••••••••••••••••••••••••••••••••
ما اجمل لقاء الحبيب بعد طول فراق....
وبعد سيل من الاشواق...
انها لحظه ترسم احداثها في لوحه ربيع العمر...
لحظه يزاد فيها نبض القلب...
وتتجمد المشاعر.... من فرح القلوب....
•••••••••••••••••••••••••••
دخل الي غرفتها بعد ان امره الجميع بأن يكون اول من يدخل لها نظر لها كانت تنظر الي السرير بشرود احست بدخول شخص ما نظرت اليه بجمود تقدم لها و قال:

آدم(وهو يجلس امامها علي السرير):سهي (ثم قال وهو يحتضنها)وحشتيني وحشتيني اوي يا حبيبتي

سهي(وهي تحاول تخليص نفسها من بيد يديه):ايه ده حضرتك مينفعش كده

آدم(وهو ينظر لها بذهول):حضرتك ايه انتي مش عارفاني؟

سهي:لأ مش عارفه حضرتك مين؟

آدم(وهو يقف مستعدا للمغادره):طيب انا ثانيه هنادي الدكتور و جاي

سهي(وهي تمسك يديه ضاحكه):ههههههههههههه صدقت طبعا

آدم(بهبل):مين حضرتك

سهي(وهي تجذبه من يديه لتجلسه امامها):انا سهي يا دومه لحقت تنساني

آدم(زافرا):وقعتي قلبي (ثم قال وهو يحتضنها) وحشتيني اوي

سهي:و انت كمان

آدم(وهو يحتضن وجهها بين كفيه):شوفتي مش انا قلتلك خليكي شوفتي عندك وصلك لايه

سهي:انا اسفه

آدم(وهو يحتضنها مره اخري):انا اللي اسف علي كل حاجه علي اني كنت جبان و بهرب و بدل ما افضل معاكي احميكي كنت بسيبك اسف علي كل مره جرحتك فيها اسف علي كل مره كنت سبب في ان دموعك تنزل بسببي

سهي(و هي تضع يدها علي شفتيه):شششش متقولش حاجه انا بحبك اوي يا آدم و مسمحاك علي كل حاجه بحبك لدرجه اني مستعده اعيش خدامه تحت رجليك بس افضل جنبك

آدم(وهو يقبلها):بعشقك

سهي(بابتسامه):و انا كمان

آسر(وهو يقتحم الغرفه):حمدلله علي السلامه

سهي(وهي تبتعد عن آدم بسرعه):الله يسلمك

آدم(بغيظ):اهلا يا حلو

آسر(بخبث):شكلي كده جيت في وقت مش مناسب

سهي(بسرعه):لا ابدا

آسر:طب انا كنت جايبلك حاجه كده

سهي(بابتسامه و الحاح):ايه ايه جايب ايه

لوجي(وهي تركض متجهه لامها):ماميييي

سهي(وهي تحتضنها):لوجي حبيبتي عامله ايه

لوجي(وهي تجلس بجانب امها علي السرير): وحستيني(وحشتيني)اوي

سهي:و انتي كمان يا لولو وحشتيني اوي

آدم:و مفيش ازيك يا بابي

لوجي(ببرائه):هو انت بابي؟

سهي(ضاحكه):هههههههههههه

آدم:مش عارفاني و لا ايه

سهي:اصل بصراحه شكلك بقي غريب دقنك طولت و عامل زي ما تكون منمتش بقالك قرن

آدم:ما انا كنت قاعد هنا مع سيادتك

سهي:طب ممكن Please تروح البيت ترتاح و بعدين تبقي تيجي؟

آدم(بحزم):لأ مش هرجع البيت غير و انتي معايا

سهي:يا آدم لو سمحت انا كويسه اهو بس انت اللي مش كويس شوف شكلك بقي عامل ازاي

ليلي(وهي تدخل الغرفه):قوليله يا بنتي و لا اكل حاجه من ساعه ما جيتو هنا

سهي:انا هنا بقالي قد ايه

آدم:تلت ايام

سهي:يااااه و كل ده و انت هنا

آدم:اومال كنتي عايزاني امشي و اسيبك كده

سهي:طيب مش اطمنت عليا يلا روح ارتاح بقي و تعالي بكره

آدم:ما قلت لأ

سهي:يوووووه طب امشي انا زعلانه

آدم(متصنعا اللامبالاه):براحتك

سهي:طب بص روح و تعالي بليل

آدم(مفكرا):اممم خلاص ماشي و هبات معاكي هنا

سهي:تمام موافقه

آدم(وهو يقترب منها):عايزه تخلصي مني بالسرعه دي

سهي:لأ و الله بس عايزاك ترتاح

لوجي:متخافس(متخافش)يا بابي انا معاها

آدم(وهو يقبل رأس سهي):منا مش قالقني غيرك انتي (ثم قال وهو يقبل ابنته)يلا باي باي

سهي و لوجي:باااااي
•••••••••••••••••••••••••••••••••
عاد آدم في المساء ليجد سهي تجلس شارده دخل الي الغرفه و جلس بجانبها و ما ان احست به حتي افاقت من شرودها و قالت له:

سهي:انت جيت

آدم(وهو يقبل يدها):لأ لسه (ثم استطرد قائلا) مالك؟

سهي:قلقانه علي لوجي مش عارفه البنت دي مالها

آدم(باستغراب):مش عارفه مالها ازاي يعني

سهي:مش عارفه يا آدم حاسه الزمن مخبيلها حاجه وحشه

آدم:يا ستي استهدي بالله دي لسه في KG1 تلاقي بس عشان اتخطفت فانتي حاسه الاحساس ده

سهي:يمكن

آدم(وهو يحتضنها):متخافيش باذن الله خير

سهي:يارب يا آدم يا رب

و تمر الايام و تعود سهي الي منزلها بصحبه آدم و لوجين لتقوم بكل ما في وسعها لإعاده منزل آدم الشاذلي كالسابق منزل يملئه الحب و الود و الدفئ كما عمل آدم علي توطيد ثقتها به ليكبر الحب الذي بينهما و تتلاشي الخلافات و يحل محلها الود و التفاهم كما ان لوجين ساعدت كثيرا علي هذا التقرب فعاشت عائله الشاذلي في سلام لكن من يدري ما قد يحدث مستقبلا

الــــــــــــــنهــــــــــــــــــــــــــايه

كيف أنسىWhere stories live. Discover now