جزء ٢

10K 181 2
                                    

الحلقه ٢

دلفت سهي الي مكتب "محمود الشاذلي" و هي تشعر بالرهبه فقد كان المكان باردا واسعا و يمتاز باثاث ينم عن ذوق راق الا انها شعرت بالارتباك حتي باغتها محمود سائلا اياها: محمود(بابتسامه واسعه):ايه مالك خايفه كده ليه شعرت سهي ببعض السكينه جراء ابتسامته فردت قائله: لا مش خايفه بس متوتره علي مرتبكه كده يعني محمود(بنفس ابتسامته):طب يا ستي عشان ترتاحي هندردش شويه ها قولتيلي اسمك ايه بقي؟ سهي:سهي سهي محمد محمود:اممم تمام يا سهي انتي عندك كام سنه بقي؟ سهي:24 سنه محمود(متعجبا):ياااه دا انتي صغيره اوي سهي:عادي يعني محمود:طيب يا ستي ها بقي اشرحيلي مشروع التخرج بتاعك قامت سهي بشرح مشروع التخرج الخاص بها الذي نال استحسانا من محمود فقال لها: محمود(باعجاب ):مشروعك هايل يا سهي و اعتبري نفسك من النهارده مهندسه في شركتنا سهي(بفرح طفولي):بجد يا بشمهندس محمود(ضاحكا):ايوا بجد بس مش علطول كده انتي هتبقي شهرين تحت التدريب و ماتقلقيش انا هخلي ابني يشرف عليكي بنفسه ••••••••••••••••••••••••••••••••• في الجزء الاخر من الشركه و ليس بعيدا عن مكتب الاستاذ محمود كان ادم قابعا خلف مكتبه و قد بدا عليه الانهماك عندما دق جرس هاتف المكتب فرد عليه ليجده والده يقول له: محمود:ادم تعالالي انتا و اسر و احمد علي مكتبي بسرعه ادم:حاضر يا بابا اغلق ادم الهاتف مع والده ثم قام بمهاتفه اخوته و توجهوا ثلاثتهم الي مكتب والدهم ••••••••••••••••••••••••••••••••• كانت سهي جالسه في مكتب محمود و قد تمكن التوتر و القلق منها فهي علي وشك ان تعمل في هذه الشركه كمتدربه عند احد ابناء محمود الذين علمت من المكالمه انهم ثلاثه فكم كانت تتمني ان تعمل لدي رجل كبير بالسن و ليس شابا ولكن ليس كل مل نتمناه يتحقق دق الباب و فتح فدلف منه ثلاثه شبان علي قدر كبير من الوسامه حانت منها التفاته لتتسع عينها في دهشه لتجده يقول: ادم:هو انتي!!انتي بتعملي ايه هنا محمود(وهو ينقل بصره بينهما بشك):انتوا تعرفوا بعض؟ ادم و سهي(في نفس واحد):لا ابدا اسر(قاطعا حده الحديث قائلا بمرح):هي مين المزه؟ نظرت له سهي بحده و هي تقول له بصوت حاد مثل نظراتها:نعمم! قام محمود بالحديث محاولا انقاذ الموقف قائلا:البشمهندسه سهي هتبدا تشتغل معانا من بكره احمد(مصافحا اياها):مبروك سهي: الله يبارك في حضرتك اسر(محاولا رسم الجديه علي وجهه):احم اهلا بحضرتك معانا ادم(محدثا اباه و متجاهلا وجود سهي بالمره):و دي مين اللي هيدربها سهي(ناظره اليه بغيظ):مسميش دي! محمود:انتا اللي هتدربها ادم (مندهشا):نعم؟! محمود(و قد بدا يفقد اعصابه):فيه ايه يا ادم صعبه دي بقولك انتا اللي هتدربها ادم(مطأطا راسه):ماشي يا بابا زي ما حضرتك تحب محمود(ملتفتا الي سهي) خلاص يا بنتي تقدري انتي تمشي دلوقتي و تيجي بكره الصبح تستلمي شغلك سهي(بامتنان):ميرسي اوي يا بشمهندس محمود:العفو مافيش حاجه غادرت سهي المكتب عائدا الي المنزل بينما اخذ يسأل محمود اولاده عن سر هذه المقابله فقص ادم علي والده ما حدث معه صباحا عندها قال له والده: محمود(بلهجة امره):لازم تعتذرلها دي دلوقتي هتشتعل عندنا و انا مش عايز مشاكل ادم(باستسلام):حاضر يا بابا ••••••••••••••••••••••••••••••••• خرجت سهي من مبني الشركه و السعاده تغمر قلبها فدلفت الي سيارتها و همت ان تديرها لكن قاطعها صوت هاتفها و هو يرن فقامت بالرد بسرعه عندما وجدت المتصل هو صديقتها المقربه "جيهان" فاجابت قائله: سهي(بمرح):جيجي عامله ايه يا جزمه مش بتسالي ليه جيهان(بمرح مماثل):متاخدي نفسك يا بنتي قال يعني انتي اللي بتسالي سهي(بمرح):ما انتي لو عرفتي اللي حصل هتعرفي اني بقي مش من مستوايا اعرفكو تاني جيهان(متسائله بمرح):ليه باختي كسبتي جايزه مليون جنيه سهي:لا ياختي اتوظفت في الشركه المصريه الدوليه للمقاولات جيهان(تصمت لاكثر من 5 دقائق مما جعل سهي تنفجر ضاحكه و قد ادركت ان مفاجئتها الجمت صديقتها) ••••••••••••••••••••••••••••••••• كان "ادم" خارجا من باب شركته عندما راها جالسه في سيارتها وهي تضحك بشده لا يدري لما احس بقلبه يريد ان يخرج من بين ضلوعه لكنه سرعان ما طرد تلك الفكره من راسه و ظل ينظر اليها حتي ادرك ما يفعل فغادر المكان بسرعه و لكنه اخذ يسال نفسه من كانت تحادث و هي سعيده الي هذه الدرجه؟ ثم توقف عقله عن العمل عندما اوحي له انه من الممكن ان يكون خطيبها فبدا علي وجهه الضيق وقاد سيارته متوجها الي منزله ••••••••••••••••••••••••••••••••• لم يكن حال سهي بحال افضل من حال ادم فقد لاحظت نظراته المصوبه اتجاها فشعرت بدهشه من هذا التصرف لكنها سرعان ما طردت هذه المشاعر و الافكار من قلبها بل و نجحت في ذلك فهي تتمتع بعقليه عمليه كما انها لا تترك فرصه لقلبها ان يفكر باي شئ فهي تزن جميع الامور بعقلها و سرعان ما ادارت سيارتها و توجهت الي منزلها هي الاخري •••••••••••••••••••••••••••••••••
صباح يوم جديد يطل بشمسه علي عروس البحر المتوسط ليبدا الجميع في التوافد علي اعمالهم و في احد احياء الاسكندريه و تحديدا في كفر عبده كان يوما روتينيا للجميع فالخدم يستيقظون و يقوم كل فرد منهم باداء عمله علي اتمم وجه و في حديقه هذا القصر الشاسع و علي احد الكراسي كان يجلس ادم وهو شارد كالمعتاد حتي انه لم ينتبه الي امه التي جلست بجانبه: ليلي:ادم....ادم.....(بصوت عال نسبيا)اااددمم ادم(و قد انتبه الي وجود امه):هاه صباح الخير يا ماما ليلي:صباح الخير يا حبيبي ايه مالك النهارده ادم:مافيش العادي يعني سنيه(قاطعه هذا الحوار):الفطار جاهز يا ست هانم ليلي:شكرا يا سنيه روحي انتي شوفي شغلك (ثم اكملت ناظره الي ادم)يلا يا ادم عشان تفطر ادم..يا ادمم ادم:هاه ايوه يا ماما داخل اهو ليلي(متمتمه):لا دا انتا مش طبيعي خالص النهارده ••••••••••••••••••••••••••••••••• و في مكان اخر من الاسكندريه و تحديدا في حي جليم وفي هذه الشقه الفارهه كانت سهي قد استيقظت بنشاط غير معتاد فقامت و اغتسلت و ادت فرضها ثم توجهت الي المطبخ و قامت بتناول الفطور ثم رن جرس هاتفها وقد كان المتصل هو شروق اختها الصغيره شروق:دا أنا لو مش اختك كنتي هتسالي اكتر من كده سهي(ممازحه):لو مش اختي كنت قاطعتك من زمااان يا دوك شروق(بتنهبده):هااه و انتي عامله ايه سهي:تمام الحمدالله انتي عامله ايه و ماما عامله ايه شروق(بحزن):أنا كويسه بس ماما مش كويسه خالص ادعيلها يا سهي سهي(و قد ظهرت العبارات في عنيها):بدعيلها والله يا شروق (ثم استطردت قائله)طب بصي انا جيالكو يوم الخميس تمام كده؟ شروق(بحماس):اه يا سهي يا ريت انتي عارفه ماما بتتبسط ازاي لما بتكوني موجوده و يا ريت بقي لو تيجي تقعدي يومين تلاته كده سهي(مداعبه اختها):يومين تلاته مين هو انتا معندكش خلفيه؟؟ مش أنا اشتغلت ياختي شروق:اخيرا مبروك ياختي سهي:عقبالك كده لما تتخرجي شروق:بااااه يا عبد الصمد دا الواحد خلل في الكليه دي سهي:معلش معلش بصي أنا هقفل دلوقتي عشان نازله سلام بقي شروق:سلام اغلقت سهي مكالمتها مع اختها و توجهت الي غرفتها و قامت بتبديل ملابسها و ارتدت هذا
(و قامت بارتداء حجابها المكون من نفس لون الجاكيت) خرجت من غرفتها لتجد زوجه والدها قد استيقظت سهي:صباح الخير يا طنط راندا:صباح الخير يا حبيبتي ايه ده انتي نازله دلوقتي مش تستني لما تفطري الاول سهي(ممازجه اياها):ناموسيتك كحلي يا طنط أنا فطرت من زمان بس خشي شوفي بنتك اللي مش عايزه تصحي دي جلا(ابنه راندا تبلغ من العمر 22 عاما عدوانيه و انطوائيه الا مع سهي فهي الوحيده التي استطاعت ان تكسب صداقتها سريعا بعدما تزوجت والدتها من والد سهي):اهو اهو صحيت اهو عايزين ايه سهي(برعب مصطنع):ايه ده دول يطلعوا امتا دول أنا هنزل بقي سلام جلا و راندا:مع السلامه نزلت سهي و استقلت سيارتها و هي لا تدري ما ينتظرها هناك و كيف سيعاملها ذلك المدعو ادم ••••••••••••••••••••••••••••••••• في مكان اخر و علي طاوله افطار كبيره تجمع جميع انواع الطعام كانت عائله الشاذلي تتناول افطارها في صمت تام لم يقطع هذا الصمت الا: اسر:وحدوه الجميع:لا اله الا الله اسر:في ايه يا جماعه ساكتين كده ليه احمد:صحيح يا ادم هتعمل ايه مع اللي اسمها سهي دي ادم (و قد توتر من مجرد ذكر اسمها امامه فسقطت شوكته ارضا) محمود(بحزم):انتا لازم تعتذرلها يا ادم ليلي(باستغراب):في ايه يا جماعه مين سهي دي و ليه ادم يعتذرلها قص احمد و محمود ما حدث بين ادم و سهي بينما احس ادم بالضجر من هذا الحديث فهب واقفا قائلا بصرامه: ادم(مغادرا غرفه الطعام):انا شبعت ليلي:رايح فين يا ادم ادم(دون ان يلتفت الي والدته):رايح الشركه محمود:طب ما تستني و ننزل كلنا ادم:لا معلش يا بابا اصل انا مستعجل شويه و غادر ادم في ذهول من الجميع •••••••••••••••••••••••••••••••••

كيف أنسىWhere stories live. Discover now