جزء ٧

6.5K 147 0
                                    

الحلقه ٧

اغلق ادم مكالمته مع سهي لينظر الي امه التي قد بدا عليها القلق لتسأله قائله:

ليلي(بقلق):خير مالها؟

ادم(بحيره):معرفش بس هروح اقابلها دلوقتي و اعرف (ثم تابع سائلا امه) تيجي معايا؟

ليلي(وهي تربت علي كتف ابنها):لا يا حبيبي روح انت شوف مالها و ابقي طمني

ادم(مغادرا مكتبه):ماشي يا ماما يلا سلام

ليلي(مودعة اياه):سلام يا حبيبي
•••••••••••••••••••••••••••••••••
بعد عشر دقائق كان ادم في المكان الذي اتفق عليه مع سهي ذهب اليها ليري عيناها حمراوتين و وجهها شاحب خفق قلبه لرؤيته لها علي هذا الحال فتوجه اليها قائلا:

ادم(بقلق):سهي

نظرت اليه سهي ثم سرعان ما انفجرت في بكاء مرير جلس ادم بحانبها وهو يحاول تهدئتها و قد احس دموعها كالسكاكين التي تطعنه في قلبه فقال لها:

ادم(بعد ان جلس بجوارها):سهي مالك

سهي(و هي تجفف عبراتها):مفيش

ادم(بقلق):مفيش ازاي اومال انتي بتعيطي ليه؟

سهي:مافيش يا ادم انا بس كنت عايزه اجازه اسبوع كده و بعدها هبقي كويسه

ادم(بفزع):ليه اجازه ليه؟

سهي:مفيش متقلقش أنا بس هنزل القاهره عشان ماما و شروق وحشوني

ادم(مفكرا):مع اني كنت هحتاجك معايا الفتره اللي جايه بس مش مشكله طلما هترتاحي كده انا موافق

سهي(متسائله):و كنت هتاحتاجني معاك في ايه؟

ادم:مفيش بس انتي عارفه مشروع القريه السياحيه اللي في شرم الشيخ دي و ان في 3 شركات عايزين يشاركونا فكنا هنسافر كمان يومين كده نقعد اسبوع و بعدين هنرجع

سهي(مفكره):طيب هاجي سفرية شرم دي و بعدين هبقا....

قطع عليها حديثها صوت فتاه و هي تقول:

ياسمين:مش معقول ادم ازيك عامل ايييه مش بتيجي الشركه ليه؟

ادم(و قد ادهشه وجودها):اهلا بشمهندسه ياسمين ازي حضرتك

ياسمين:انا كويسه انت ازيك

ادم:الحمدالله

ياسمين:طب مش تعرفنا

ادم(و هو ينظر الي سهي التي كانت تشبه الجمره المشتعله):اه اه طبعا البشمهندسه سهي معانا في الشركه (ثم نظر الي سهي وهو يقول لا بتفحص) البشمهندسه ياسمين بتشتغل معانا في فرع الشركه اللي في ابوقير

سلم الفتاتان علي بعضهما ببرود تام لاحظه ادم فقالت ياسمين:

ياسمين:اسيبكوا انا بقي عشان هروح لصحابي

ادم:اوكي اتفضلي

رحلت ياسمين فاكمل ادم كلامه مع سهي قائلا:

ادم:كنا بنقول ايه

سهي:كنا بنقول اني هسافر شرم ولما ارجع هبقي اخد اجازه و اسافر القاهره

ادم(بخبث):طب ماتسافري انتي و ياسمين اهي تاخد مكانك

سهي(بنظره ناريه):لا أنا موجوده و أنا اللي هسافر

ادم(ضاحكا):بتغيري

سهي(باندهاش):نعم؟لا طبعا مش بغير هغير عليك انت بمناسبه ايه يعني؟

ادم(بخبث):اومال كنتي قاعده مش علي بعضك كده ليه و سلمتي عليها ببرود كده

سهي:لا ابدا عادي أنا بس مستلطفتهاش كده

ادم(بمكر):ليه بس دي حتي قمر

سهي(و هي تهب واقفه قائله بغيظ): انا ماشيه

ادم:لا خلاص خلاص اقعدي نسيتيني كنت عايز اقولك ايه

سهي(بعد ان جلست):ايه؟

ادم(بلؤم):وحشتيني

سهي(و هي تهب واقفه مستعده للمغادره):لما تفتكر ابقي اتصل بيا قولي

ادم:خلاص خلاص افتكرت ماما جت معايا الشركه و كانت عايزه تشوفك بس ملهاش في الطيب نصيب

سهي(و هي تجلس):و مامتك كانت عايزه تشوفني ليه؟

ادم(ممازحا):عشان تعاينك

سهي:نعم؟؟

ادم:ام و بتعاين عروسه ابنها فيها حاجه دي؟

سهي(باستهبال):طب و انا مالي؟

ادم(بمرح):شوفي ازاي ما انتي عروستي و لازم ماما تعاينك

سهي(بتقل):و مين قالك اني هوافق اصلا (ثم قالت محاولة استفزازه) و بعدين أنا متقدملي عريس لقطه و شكلي كده هوافق

ادم(و قد غلت الدماء في عروقه لكنه حاول ان يبدو هادئا):طيب يعني ادور علي عروسه تانيه بقي انا كمان (ثم تابع قائلا محاولا استفزازها) ايه رأيك في ياسمين

سهي(و قد ادركت انه يحاول ان يلعب معها نفس اللعبه):حلو زوقك بنت مهندسه و جميله و كيوت و دمها خفيف يعني مناسبه ليك (ثم تابعت قائله و هي تنظر اليه) و لو تحب اتوسطلك عندها معنديش مانع

ادم:بس البنت اللي انا بحبها احلي منها من ياسمين مليون مره (ثم تكمل وهو ينظر مباشرة الي عينها)بس شكلها كده هتقرفني

سهي(بعصبيه):ما تحترم نفسك يا آدم ايه هقرفك دي

ادم(بخبث):اشعرفك ان هيا انتي

سهي(و هي تهب واقفه): يووووه انا ايه اللي مقعدني معاك اصلا انا ماشيه

ادم(و هو يقف امامها):استني بقي عايز اقولك حاجه

سهي(متاففه):ايه تااني

ادم:انا موافق انك تتوسطيلي عند ياسمين

سهي(و هي تدبدب بقدميا علي الارض كالاطفال): يييييه انتا مصمم تستفزني و خلاص (ثم قالت دون وعي منها) و لا فاكر يعني عشان انا بحبك هسكتلك بقي و كده

اتسعت ابتسام ادم شيئا فشيئا اما سهي فعندما ادركت ما قالته حاولت انقاذ نفسها من هذا الموقف قائله:

سهي(بسرعه و ارتباك):انا ماشيه سلام

ادم(و لم يرد ان يحرجها اكثر من ذلك):مع السلامه
••••••••••••••••••••••••••••

دخلت سهي الي منزلها لتجد حاله من هدوء تسود المكان وقفت قليلاً بالردهه تتطلع الي تلك الغرف المغلقه ثم دخلت الي غرفتها و اغلقتها سريعا بعد ان سمعت صوتا قادما من غرفه والدها فدخلت و اغلقت الباب باحكام ثم اعادت فتحه مرت بضع دقائق سمعت فيها سهي صوت طرقات علي الباب فتنهدت و هي تأذن للطارق بالدخول ثم نظرت الي ناحيه الباب لتجد هذا الطارق هو والدها
•••••••••••••••••••••••••••••••••
توجهه ادم الي الشركه بعد ان انتهت مقابلته مع سهي صعد الي مكتبه ليجد امه جالسه بانتظاره فقال لها:

ادم(باندهاش):انتي لسه هنا يا ماما مروحتيش ليه مع السواق ولا اي حد؟

ليلي(بابتسامه):كنت مستنياك تيجي عشان اعرف عملت ايه مع سهي(ثم بدا و كأنها تذكرت شيئا)صحيح هي كان مالها؟

ادم(وهو يمط شفتيه):معرفش مقالتش حاجه

ليلي:طب و هي كويسه دلوقتي؟

ادم(وو يومأ برأسه):اه كويسه هديت شويه و روحت

ليلي:ربنا يخليكو لبعض يا حبيبي يلا انا همشي بقي

ادم(وهو يوصل امه الي باب المكتب):سلام يا ماما

ليلي:مع السلامه يا حبيبي
•••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف محمد الي غرفه ابنته التي اصبح يعتبرها ابنته الوحيده بعد ان تخلت اختها الصغري عنه و قالت له بصريح العباره "انا مليش اب" توجه وهو خافض بصره الي الارض الي كرسي المكتب ظل علي هذا الحال عده دقائق كان يبدو فيها ان سهي لا تهتم بوجوده فقد كانت ترتب محتويات الغرفه و بعد ان انتهت قامت بفتح اللاب توب ظلا صامتين هكذا قرابه الخمس دقائق لم يقطع فيها الصمت غير صوت محمد الذي كان يقول لابنته:

محمد(بنبره اسفه):انا اسف

سهي(بتنهيده):علي ايه

محمد:علي كل اللي سببتهولك انا السبب في اللي انتي في ده انا السبب في كل عقدك دي

سهي:عادي خلاص اللي حصل حصل

محمد:يعني مش زعلانه

سهي(بابتسامه):لا مش زعلانه

محمد:طيب كويس(ثم استطرد قائلا) ايه بقي موضوع الانسان الوحيد اللي حبتيه ده ادم مش كده؟

سهي(بابتسامه):اه ادم عرفت منين

محمد:كنت بشوفك وانتي بتحكيلي عنه كنت ببقي حاسس انك بتحبيه بس مش قادر اسألك

سهي:امممم

محمد:طب و هو بيحبك

سهي:اه بيحبني بيقول يعني

محمد:طب و مجاش اتقدملك ليه؟

سهي(و هي تنظر الي شاشه اللاب توب):عشان انا مش موافقه

محمد:و انتي مش موافقه ليه؟

سهي(و هي تنظر الي والدها):تفتكر ليه؟

محمد(محاولا تغيير زمام الموضوع):مش هتتغدي؟

سهي:لا شكرا مش جعانه (ثم بدا و كأنها تذكرت شيئا)اه صحيح يا بابا في سفريه تبع الشغل لشرم هنقعد هناك اسبوع موافق؟

وافق محمد علي سفر ابنته فقد كان يثق بها ثقه عمياء فقد اعتادت ان تحكي له كل شئ حتي عن اصدقائها فقد كان محمد صديقا لابنته قبل ان يكون والدها ولذلك فهو يثق تمام الثقه انها لن تخذل ثقته بها
•••••••••••••••••••••••••••••••••
دخل ادم الي منزله ليجد الجميع جالسا في الصالون فقال لهم:

ادم:سلامو عليكو

الجميع:عليكم السلام

ادم(بمرح):ايه اللي مقعدكو كده كأن ميتلوكو حد

محمود(بمرح هو الاخر):و احنا لو ميتلنا حد كانت هتبقي الابتسامه واكله نص وشنا كده

اسر(بمرح):مش تقول ياض انت انك هتتجوز دانا حتي كنت افرحلك

ادم(ناظرا الي امه وابيه):اههه هو انتو قلتو للعيال دي؟

ليلي(ضاحكه):اه قولنالهم

احمد(مهنئا اخاه):مبروك يا دومه

ادم(بمرح):مش لما توافق صاحبه الشأن الاول

اسر(بمرح):و هي تلاقي زيك فين بس اكيد هتوافق

ادم(و هو يجلس علي احدي الكراسي):مش باينها كده والله يا اسر

احمد(متسائلا):ليه كده يا ادم

ادم(قص عليهم ادم ما حدث معه عند لقائه بسهي ثم تابع قائلا):انا بس اللي محيرني انها طالما بتحبني ليه كل ما اجيب سيره الجواز تقولي انا مش موافقه

اسر(بمرح):ما يمكن يتتقل يا عم

ادم(بحنق):لا دا مش تقل دي بتتكلم بجد بس انا اللي محيرني و مش قادر افهمه هي بتعمل كده ليه

محمود(مفكرا):طب ما تعزمها عالغدا عندنا بكره و اهو منه تقرب مننا و نقرب منها و كده يعني

ادم(و قد اعجبته فكره والده):بس هي توافق تيجي بس

احمد:حطها قدام الامر الواقع

ادم(بحيره):ازاي يعني اخطفها

احمد:لا يا خفيف يعني كلم باباها وهو يوافق من هنا تبقي كده اتحطت قدام الامر الواقع

ادم:لا يا احمد انت متعرفهاش دي دماغها ناشفه و عنيده ممكن تاخدها عند و ماتجيش

احمد:يا عم جرب و انت زن شويه علي باباها و خليه يطلعلو بأي حجه المهم انها تقتنع و تيجي و خلاص

اسر(سائلا):طب و هي باباها عادي يعني يوافق انها تيجي تتغدي معانا يعني

ادم(بحيره):مش عارف بس هي كانت قالتلي قبل كده ان باباها بيثق فيها و هي بتحكيله كل حاجه و كده

احمد:تمام يبقي في امل

ادم:طيب انا هنام بقي و بكره الصبح هبقي اكلمه تصبحوا علي خير

الجميع:و انت من اهله
•••••••••••••••••••••••••••••••••
في صباح اليوم التالي توجهت سهي الي الشركه و كانت ترتدي

(و كانت ترتدي عليه طرحه من نفس لون البلوزه متداخله مع اللون الابيض)
توجهت الي مكتبها دون ان تلتفت الي مكتب ادم فقد كانت لا تزال تشعر بالخجل مما حدث في الامس فكانت تلوم تسرعها وتهورها علي اعترافها له بحبها بمثل هذه الطريقه جلست خلف مكتبها تتابع عملها في صمت الي ان دق جرس هاتفها
•••••••••••••••••••••••••••••••••
توجه ادم الي الشركه و حاول قدر المستطاع ان يكبح مشاعره التي كنت تأمره بأن يذهب لرؤيتها وصل الي الشركه ثم دخل الي مكتبه في صمت دون ان يلتفت الي مكتب سهي ثم قام بمهاتفه والد سهي الذي وافق و قال لادم انه سيجد حجه ما ليجعل سهي تقبل هذه العزيمه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
نظرت سهي الي هاتفها لتجده والدها فردت عليه قائله:

سهي:الو

محمد:الو ازيك يا سهي

سهي:الحمدالله يا بابا انتا ازيك

محمد:انا الحمدلله انا كنت بتصل بس عشان اقولك ان مافيش حد في البيت و انتي نسيتي المفاتيح في البيت و احنا مش هنعرف نرجع قبل سبعه ثمانيه كده

سهي:ليه رايحين فين؟

محمد:جلا و كريم عند باباهم و انا خدت راندا و نزلنا نتمشي شويه

سهي:الله يسهلو يا عم ماشي انا هتصرف دلوقتي هكلم مروان ولا اي حد و نقضي اليوم بقي

محمد:طيب ماشي سلام بقي

سهي:مع السلامه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
دق هاتف ادم في مكتبه فرد عليه بسرعه قائلا:

ادم(بسرعه):ها يا اونكل عملت ايه

محمد:والله يا ابني انا قولتلها اننا مش هنرجع البيت قبل ثمانيه و هي قالتلي هتكلم مروان او اي حد من صحابها و تقضي باقي اليوم معاه و خلاص

ادم:خلاص يا اونكل ولا يهمك انا هتصرف انا

محمد:ماشي يا ادم يلا سلام

ادم:مع السلامه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
حاولت سهي الاتصال بجيهان و ريم و حازم لتجد هواتفهم مغلقه اما عمر فلم يجب علي هاتفه من الاساس فلم تجد امامها غير مروان فاتصلت به وعندما رد قالت له:

سهي(بلهفه):مروااان اخيرا حد رد عليا

مروان(بسرعه):ايوه يا سهي قولي بسرعه لو سمحتي عايزه ايه عشان مش فاضي

سهي(و قد بدا عليها الحزن):لا خلاص مش هعطلك سلام

مروان:مع السلامه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
دق هاتف ادم فرد عليه ليأتيه صوت مروان قائلا له:

مروان(بمرح):حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا شيخ البنت زعلت مني و كان فاضلها تكه و تعيط
انفجر ادم ضاحكا ثم قال له

ادم:اعمل ايه بس يا عم ماهي عذبتني معاها يا اخي مش عارف اعملها ايه

مروان:ماهي لو مكانتش بتحبك مكانتش عملت فيك كل ده

ادم(بحيره):اهو اللي اموت و اعرفه بقي ايه اللي مخليها تعذبني و تعذب نفسها كمان كده

مروان:يااااه ده موضوع طويل قوي

ادم(بلهفه):يعني انتا عارف

مروان:طبعا عارف يابني انت ناسي اني اعرفها من اولي ثانوي يعني اعرفها بقالي تمن سنين دلوقتي

ادم:اه صح صح طب ماتقول ياعم انت انك تعرف سبب العقد اللي هي فيها دي

مروان(ممازحا):لا يا حبيبي دي محتاجه عزومه عالغدا معلومه زي دي مش هديهالك بلوشي كده
ادم:ماشي يا سيدي سلام بقي عشان اشوف سهي هانم و الحقها قبل ما تمشي

مروان:الله يسهلو يا عم

ادم:قر قر ماهي ناقصه

مروان:كده بردو طب مع السلامه

ادم:سلام
•••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت سهي سانده رأسها الي مكتبها عندما احست بحركه ناحيه الباب رفعت راسها لتنظر باتجاه الباب لتصطدم بنظرات ادم ظلت تنظر اليه لبعض الوقت فلم تكن قد رأته اليوم قطع هذا الصمت صوت ادم وهو يقول لها:

ادم(و هو يقترب من مكتبها):يلا خلصي شغلك عشان تيجي معايا

سهي(باندهاش):اجي معاك فين؟

ادم:البيت

سهي(بحده):نعم انت هتستهبل اجي معاك البيت بتاع ايه؟اروح معاك في اي حته اصلا بتاع ايه

ادم:شوفتي دماغك راحت لبعيد ازاي يا ستي ماما عازماكي عالغدا عندنا يلا انجزي لمي حاجتك

سهي(بعند):مش رايحه انا في حته

ادم:اومال هتروحي فين و انتي ناسيه مفاتيحك و البيت مافيهوش حد كده؟

سهي(باندهاش):و انت عرفت منين

ادم:اتصلت بباباكي استئذنت منه انك تيجي عشان ماما عازماكي عندنا وهو وافق و قالي علي حكايه المفاتيح دي

سهي(بعند اكبر):مش جا...

قطع كلامهما صوت رنين هاتف سهي فردت دون ان تنظر الي الرقم من فرط عصبيتها

محمد(بسرعه):سهي ادم استئذن مني انك تروحي معاه عشان مامته عازماكي و انا موافق و اهو بدل ما تقعدي لوحدك ماشي يلا سلام.

اغلق محمد الهاتف قبل ان يسمع اي شئ من ابنته فقد كان يعلم انها سترفض.

ادم(بملل):هااا يلا

نظرت اليه سهي نظره مليئه بالغيظ فقد وضعها هو و والدها امام الامر الواقع فاخذت تلملم شيائها بعصبيه ثم قالت لادم:

سهي(بغيظ):يلا

توجه ادم الي سيارته بينما توجهت سهي الي سيارتها فاستوقفها ادم قائلا:

ادم:ايه رايحه فين

سهي(باستغراب):هركب عربيتي

ادم(ببرود):لا انتي هتركبي معايا و انا هخلي السواق يوديلك عربيتك لحد باب البيت

سهي(بعصبيه):و دا بتاع ايه ان شاء الله ادم متخالينيش اعند و ابات في الشارع

ادم(بعصبيه):بت انتي ماتجنينينيش اركبي معايا و انتي ساكته بدل ما تركبيها غصب عنك

استشعرت سهي الخوف من نبره صوته لكنها لم تكن تدع اي شئ يثير خوفها فركبت بجانبه وهي تبرطم قائله:

سهي(ببرطمه):ربنا ياخدك طلعتلي من انهي داهيه انتا

ادم:قولتي حاجه؟

سهي(بعند):اه قولت ربنا ياخدك

ادم(بعصبيه):بقولك ايه يا بت انتي اذا كنتي انتي مش طايقه القاعده معايه فانا كمان مش طايقك انتي شخصيا فاسكتي بقي و احترمي نفسك و خلي يومك يعدي علي خير.

اندهشت سهي من طريقه ادم في الحوار معها فلم يسبق له ان عاملها بهذه الطريقه مرت عليهم بضع دقائق صامته لم يقطعها سوي سقوط بعض العبرات من عين سهي فقد كانت هذه هي المره الاولي التي تجبر علي فعل شئ بغير رضا منها فكان احساس القهر مسيطرا عليها عوضا عن شعور اخر وهو شعور الاهانه فلم يسبق لها ان اهانها احد الي هذه الدرجه خاصه هو فلم تكن تتوقع هذا منه ابدا
•••••••••••••••••••••••••••••••••
كان ادم شاردا في الطريق فلم يكن يدري كيف قال هذا الكلام لسهي التفت اليها ليجد العبرات تتساقط من عينيها بغزاره فقام بصف السياره علي جانب الطريق ثم تنهد تنهيده حاره و قال لها:

ادم(بتنهيده):انا اسف

سهي(بابتسامه سخريه):علي ايه هو انتا عملت حاجه

ادم(محاولا كبح عصبيته):سهي لو سمحتي متستفزنيش

سهي:خلاص يا ادم ولا استفزك ولا تستفزني

ادم(بقلق):يعني ايه؟

سهي:يعني انا هاجي معاك دلوقتي عشان مامتك بس بعد كده انتا مديري و انا بشتغل عندك و كفايه اوي لحد كده

ادم(بجفاء و حده):تمام و انا كمان شايف ان كده كفايه اوي

سهي(بانكسار):تمام اتفقنا

انطلق ادم بسيارته بينما ركزت سهي نظراتها عليه الي ان وجدته يقول لها:

ادم(بسخريه):ايه مالك بتبصيلي كده ليه ولا فاكراني هتحايل عليكي بقي و متسيبينيش و بحبك و الجو ده

و للمره الثانيه تشعر سهي بالاهانه لكن هذه المره اثرت عدم الصمت فقالت له:

سهي(بعصبيه):انت اتهبلت يا بني ادم انت ولا ايه و ايه اتحايل عليكي و الهبل ده و انتا فاكرني عايزاك ولا طيقاك حتي

ادم(و هو يضغط علي الفرامل بقوه حتي احدثت صوتا قويا):بت انتي اتعدلي معايا كتر خيري اني استحملتك كل ده و قلت بتتدلع او بتتقل مش مشكله لكن انتي كده زودتيها و انا خلااص مش هستحمل اكتر من كده

سهي(بعصبيه):والله محدش قالك تستحملني كل ده وانا من الاول اصلا و انا بقولك اني مش موافقه مش ذنبي بقي انك ترجمت ردي علي انه حاجه تانيه

ادم(بعصبيه):ما هو انا البعيد غبي

سهي(بعصبيه):طب كويس اوي انك عارف نفسك يا ريت بقي ماتدخلنيش في مشاكلك العقليه

ادم(بعصبيه و هو ينظر اليها):انا فعلا كنت غبي لما افتكرت انك بني ادمه زينا و ممكن تحبي

سهي(بعصبيه و قد بدا صوتها يعلو):انا لو مكنتش بحس زي ما انت بتقول كنت وافقت اني اتجوزك اول ما قولتلي لان انا كمان بحبك بس عشان مش عايزه اظلمك معايا مقدرش اوافق علي حاجه زي كده

ادم(نفس عصبيته):تظلميني معاكي في ايه ان شاء الله عندك تخلف عقلي

سهي(بعصبيه زائده و دموع):عشان طلاق بابا و ماما خلاني مثقش في حد عرفت دلوقتي ليه مش عايزه اتجوز اصلا (ثم هدأت نبرتها لتقول) عشان خايفه خايفه اتعود الاقي حد جمبي و مره واحد مالاقيهوش خايفه ان يجي يوم تضطر تسيبني فيه لاي سبب خايفه فيوم عدم الثقه اللي بيني و بينك يخلينا نخسر بعض خايفه تسبني في اكتر وقت انا ابقي محتاجاك فيه عرفت بقي مش عايزه اظلمك معايا في ايه

قالت جملتها الاخيره ثم نزلت من باب السياره لتجلس علي احدي الكراسي الموجوده علي الطريق وهي تدفن وجهها بيدها في محاوله منها لكبح دموعها.

كانت دهشه ادم هي المسيطره عليه نعم فلم يكن يقصد كل ما قاله لكنه علم ان السبيل الوحيد لجعل سهي تعترف بما يدور بداخلها هو استفزازها لكنه لم يتوقع ان يكون الامر كبيرا بداخلها الي هذا الحد فلم يكن يتوقع ان تنهار تلك الفتاه القويه المتماسكه امامه لكنه عزم علي ان يصلح ما فعله حتي و ان كان علي حساب خسارته لها فحبه لها يجعله يتمني لها السعاده حتي و ان كانت مع غيره
•••••••••••••••••••••••••••••••••

كيف أنسىWhere stories live. Discover now